افتُتِح اليوم في جامعة السلطان قابوس "المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي: التطبيقات والابتكار والأخلاقيات"، الذي يستمر ثلاثة أيام، ورعى حفل الافتتاح معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي، وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، بحضور صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد، رئيس جامعة السلطان قابوس، وجمع من الأكاديميين والخبراء.

ويتضمن المؤتمر عقد 15 جلسة يتم خلالها تقديم 90 ورقة عمل لباحثين من مختلف الدول العربية والأجنبية، لمناقشة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم، والطب، والصناعة، والاقتصاد الرقمي، والطاقة، بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بموجات التسونامي والزلازل ورصدها، مع تسليط الضوء على أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

وقال الأستاذ الدكتور عبدالناصر حسين، رئيس كرسي اليونسكو للذكاء الاصطناعي، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر: إن كرسي اليونسكو للذكاء الاصطناعي في جامعة السلطان قابوس سيعمل في دورته الأولى حتى نهاية يونيو 2028، مرتبطا بمركز أبحاث الاتصالات والمعلومات بالجامعة، وقد تم تشكيل فريق العمل للكرسي من العديد من الباحثين المتخصصين في أساسيات الذكاء الاصطناعي واستخداماته في التعليم، والطب، والاقتصاد، والاتصالات، والتحكم، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز القدرات العلمية والتكنولوجية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.

وذكر أن هذا المؤتمر يأتي مكملا لجهود سابقة نظمها مركز أبحاث الاتصالات والمعلومات بالجامعة في مجال الذكاء الاصطناعي عبر ندوتين دوليتين؛ الأولى في فبراير 2020، وهي الندوة الدولية للطب عن بُعد والذكاء الاصطناعي في الطب، والثانية في فبراير 2022، بعنوان الندوة الدولية لاعتماد البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر للرقي بالتعليم الذكي والاقتصاد الرقمي.

ويُعقد هذا المؤتمر على لمدة ثلاثة أيام، ويهدف إلى نشر استخدام وتطوير تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة، والابتكار في الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الوعي بأخلاقياته، كما يحظى المؤتمر باهتمام كبير من المتخصصين، وأعضاء الهيئات الأكاديمية، والقطاع الحكومي، والشركاء الصناعيين، والباحثين، والطلبة، والمجتمع في سلطنة عُمان.

ويركز المؤتمر على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، والطب، والصناعة، والاقتصاد الرقمي، والابتكار، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، كما ينظم كرسي اليونسكو لدراسات الزلازل والتسونامي في مركز رصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس جلسة خاصة بعنوان "الذكاء الاصطناعي لرصد الزلازل والتسونامي والتنبؤ بها"، فيما يعقد معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات في سلطنة عمان جلسة خاصة حول "الانتقال المستدام للطاقة".

ويستضيف المؤتمر مجموعة من العلماء والخبراء المرموقين في مجالات الذكاء الاصطناعي كمتحدثين رئيسيين، حيث سيقدمون حلقات عمل تدريبية متخصصة، كما يتخلل المؤتمر ثلاث حلقات عمل رئيسية حول الذكاء الاصطناعي في التعليم، والذكاء الاصطناعي في الطب، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

تاريخ الذكاء الاصطناعي

قدم الدكتور ناصر بن محمد آل فنة، مدير مكتب البرامج التقنية والقائم بأعمال المدير العام المساعد للمركز الوطني للفضاء والتقنية المتقدمة والذكاء الاصطناعي، عرضا حول تطور الذكاء الاصطناعي، تتبع فيه نشأته منذ ظهور أفكار آلان تورينج، الرائد في المجال، في أربعينيات القرن الماضي، ثم استعرض مراحل تطوره الحديثة، كما ناقش التطورات التي تقودها شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل.

وتحدث الدكتور آل فنة عن مجالات الذكاء الاصطناعي الرئيسة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومعالجة اللغة الطبيعية، والتعلم الآلي، والتعلم العميق، والرؤية الحاسوبية، والروبوتات، والأنظمة المتقدمة، والألعاب، واتخاذ القرار، وسلط الضوء على التأثير الكبير لتطبيق ChatGPT، الذي أذهل العالم بقدرته على توليد الاستجابات في غضون ثوانٍ.

وفي معرض حديثه عن التقدم المحرز في مجال الذكاء الاصطناعي في سلطنة عُمان، أشار الدكتور آل فنة إلى أن البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي قد أُنشئ كخطوة ملموسة نحو تحقيق "رؤية عمان 2040"، كما شدد على أهمية تطوير منصات الذكاء الاصطناعي المحلية للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالاعتماد على التقنيات المطورة في الخارج.

وأشار إلى أن سلطنة عُمان تستعد لإطلاق العديد من المشروعات القائمة على الذكاء الاصطناعي، من بينها منصة شبيهة بـChatGPT، ومركز الثورة الصناعية الرابعة، والمركز الوطني للبيانات المفتوحة، استوديو للذكاء الاصطناعي.

كما قارن بين القدرات البشرية والآلية من حيث السرعة والكفاءة، مؤكدا الحاجة إلى التكيف والريادة في عصر الذكاء الاصطناعي، وأشار كذلك إلى أن منصة DeepSeek برزت مؤخرا كمنافس قوي لـChatGPT في مشهد الذكاء الاصطناعي المتطور.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وأخلاقیات الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی للذکاء الاصطناعی السلطان قابوس

إقرأ أيضاً:

الدكتور إسماعيل عبد الغفار: الذكاء الاصطناعي مشروع إنساني يتطلب تكامل الجهود

أكد الدكتور إسماعيل عبد الغفار فرج، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أهمية تعزيز التعاون العربي والدولي في مجال الذكاء الاصطناعي. جاء ذلك خلال كلمته في "دائرة الحوار العربي حول الذكاء الاصطناعي"، التي انطلقت اليوم بمقر الجامعة العربية، حيث أشار إلى ضرورة إنشاء شبكات بحثية ومراكز متخصصة تسهم في تبادل الخبرات ووضع إطار أخلاقي وتشريعي يضمن الاستخدام المسؤول لهذه التقنية، بما يحمي الخصوصية والقيم الثقافية ويحد من المخاطر المرتبطة بها.

وأوضح عبد الغفار أن هذا الحدث يجمع نخبة من المسؤولين والأكاديميين والخبراء، ويأتي في وقت يشهد فيه العالم تحولات سريعة في مجال الذكاء الاصطناعي. وأكد أن انعقاد المؤتمر تحت مظلة جامعة الدول العربية يعكس التزام هذه المؤسسة بتوحيد الجهود العربية نحو مستقبل أكثر تطورًا.

كما أعرب عن شكره لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية على التعاون المثمر، الذي يمثل نموذجًا ناجحًا للعمل العربي المشترك في مجالات التكنولوجيا والبحث العلمي. وأشار إلى انضمام جامعة سلامانكا الإسبانية إلى قائمة الشركاء الأكاديميين، مما يعزز تبادل المعرفة والخبرات.

وأكد عبد الغفار أن الذكاء الاصطناعي هو مشروع إنساني عالمي يتطلب تكامل الجهود. وشدد على ضرورة التعامل معه كقوة دافعة لإعادة تشكيل الاقتصادات والمجتمعات، وليس كأداة تكنولوجية فحسب. ودعا إلى صياغة خارطة طريق عربية للذكاء الاصطناعي، للانتقال من مرحلة الاستهلاك إلى الابتكار والإنتاج.

وأشار إلى أن الأكاديمية كانت من أوائل المؤسسات التي أدركت أهمية الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت كلية متخصصة في مدينة العلمين، تقدم برامج أكاديمية تهدف لإعداد كوادر قادرة على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.

كما نوه إلى تنظيم الأكاديمية لمؤتمرات وورش عمل لتعزيز التعاون العربي والدولي، مبرزًا أهمية هذا المؤتمر في بناء استراتيجية عربية موحدة للذكاء الاصطناعي. ودعا جميع الجهات المعنية للعمل معًا لإطلاق رؤية عربية شاملة تضمن دورًا رياديًا للمنطقة في هذا المجال.

 

مقالات مشابهة

  • اتفاقية بين "عمانتل" وجامعة السلطان قابوس لدعم كرسي اليونسكو في الذكاء الاصطناعي
  • تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية".. جامعة الدول العربية تفتتح دائرة الحوار العربي حول الذكاء الاصطناعي في الإسكندرية
  • دائرة الحوار العربية تناقش تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحدياته الأخلاقية
  • الدكتور إسماعيل عبد الغفار: الذكاء الاصطناعي مشروع إنساني يتطلب تكامل الجهود
  • أبو الغيط: الاحتلال وظف تطبيقات الذكاء الاصطناعي الشريرة في حربه على غزة
  • ندوة اللغة العربية والتقنيات تناقش التحديات والفرص في ظل الذكاء الاصطناعي
  • معرض الكتاب يناقش «تطبيقات الذكاء الاصطناعي في ‏الإعلام» لـ رباب عبد الرحمن
  • خبير تكنولوجيا: وفرة تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستكون طبيعة المرحلة المقبلة
  • خبير : وفرة تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستكون طبيعة المرحلة القادمة