كشف تحقيق عسكري إسرائيلي عن فشل كبير في أداء منظومة "القبة الحديدية" خلال الهجوم المفاجئ الذي نفذته فصائل فلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث لم تتمكن المنظومة من اعتراض أكثر من نصف الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة، وفقاً لما ذكرته القناة الـ12 الإسرائيلية.

اعلان

وذكر التقرير، أن الوثائق اطلعت عليها الرقابة العسكرية، تُظهر أن الإخفاق يعود إلى أعطال تقنية، ونقص في الذخيرة، وتراجع فعالية الإنذار الاستخباراتي، ما أدى إلى اختراق غير مسبوق للدفاعات الإسرائيلية.

كيف انهارت "القبة الحديدية"؟1. كثافة صاروخية أربكت الدفاعات

خلال أربع ساعات، أُطلقت 3,700 صاروخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، بينها 1,400 صاروخ في الدقائق العشرين الأولى فقط. وأظهر التحقيق أن غياب تحذيرات استخبارية دقيقة جعل المنظومة تعمل في وضعها الاعتيادي، ما أدى إلى ضعف الاستجابة أمام الهجوم الكثيف.

نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي القبة الحديدية يطلق النار لاعتراض صاروخ أطلق من قطاع غزة، في عسقلان، إسرائيل، الخميس، 19 أكتوبر 2023AP2. عطل في البطاريات ونفاد الذخيرة

بحسب التحقيق، تعطلت بعض بطاريات الدفاع فور بدء القصف نتيجة أعطال تقنية غير متوقعة، فيما استنفدت البطاريات العاملة مخزونها خلال ساعات، ما سمح لحوالي 50% من الصواريخ بالوصول إلى أهدافها، خاصة في مدن مثل "سديروت" و"نتيفوت".

نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي ”القبة الحديدية“ يطلق النار لاعتراض صاروخ أطلق من قطاع غزة، وسط إسرائيل، السبت، 28 أكتوبر 2023AP3. تسلل مسلحين أعاق عمليات الإمداد

ساهم الهجوم البري الذي تزامن مع القصف في منع وصول تعزيزات إلى بطاريات الدفاع، وأدى إلى مقتل ضابط وجنديين أثناء محاولتهم إيصال الذخيرة عبر شاحنة عسكرية.

نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي القبة الحديدية يطلق النار لاعتراض صواريخ أطلقت من قطاع غزة، جنوب إسرائيل، الخميس، 13 يونيو 2024APRelatedصبيحة 7 أكتوبر.. القسام تقصف تل أبيب وخامنئي: عملية "طوفان الأقصى أعادت الكيان 70 سنة إلى الوراء"كيف خدعت حماس إسرائيل قبل "طوفان الأقصى"؟ معلومات تعرض للمرة الأولى الإنفاق العسكري الأمريكي لمساعدة إسرائيل يبلغ 17.9 مليار دولار منذ بداية "طوفان الأقصى"بعد صدمة "طوفان الأقصى".. أكثر من 100 مجندة إسرائيلية يرفضن العمل بوحدة المراقبةلماذا كانت الخسائر البشرية محدودة؟

على الرغم من الإخفاق الدفاعي لمنظومة "القبة الحديدية"، أسفر القصف عن مقتل 14 شخصًا فقط، وهو عدد أقل من المتوقع مقارنة بحجم الهجوم. وبحسب تحقيق الجيش الإسرائيلي، فإن نصف الضحايا كانوا من سكان التجمعات البدوية، التي تفتقر إلى بنى تحتية للحماية مثل الملاجئ وصفارات الإنذار.

ويرجع الجيش هذا العدد المحدود من القتلى إلى فعالية أنظمة الإنذار المبكر، التي منحت السكان وقتًا كافيًا للاحتماء، بالإضافة إلى الالتزام المدني بالإجراءات الوقائية، حيث لجأ معظم السكان إلى الملاجئ فور سماع التحذيرات.

نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي ”القبة الحديدية“ يطلق النار لاعتراض صاروخ أطلق من قطاع غزة كما يظهر من جنوب إسرائيل، الاثنين، 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023APماذا خلص التحقيق؟فشل استخباراتي: الاعتماد على التقديرات الأمنية التقليدية دون التحضير لسيناريوهات هجمات مكثفة ومتزامنة.ضرورة تعزيز الدفاعات: نشر مزيد من بطاريات "القبة الحديدية" حتى في فترات التهدئة.ثغرات في الإمداد: افتقار الجيش إلى خطة طوارئ واضحة لإعادة تسليح المنظومة أثناء المعارك البرية.نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي القبة الحديدية يطلق النار لاعتراض صاروخ أطلق من قطاع غزة، في عسقلان، إسرائيل، الجمعة، 20 أكتوبر 2023AP

شكل الهجوم الذي أطلقت عليه حركة حماس اسم "طوفان الأقصى" تحديًا استراتيجيًا للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، وأثبت أن "القبة الحديدية" ليست درعًا منيعًا أمام قصف مكثف ومنسق.

وأجبرت هذه الثغرات الجيش الإسرائيلي على إعادة تقييم قدراته الدفاعية وخططه العسكرية لمواجهة تحديات مماثلة في المستقبل.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد الإمارات والسعودية.. أذربيجان تستحوذ على حصة من حقل غاز "تامار" الإسرائيلي اتهامات بالتحريض وترهيب الشهود.. النيابة الإسرائيلية تفتح تحقيقًا ضد سارة نتنياهو إسرائيل تصعد عملياتها العسكرية في جنين: نسف 21 منزلا وسقوط خمسة قتلى حركة حماسصاروخأنظمة الدفاع الجويطوفان الأقصىإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. تصعيد عسكري في جنين ومجموع القتلى بغزة يصل 61 ألفا ونتنياهو في واشنطن لبحث المرحلة الثانية من الصفقة يعرض الآنNext هجوم من ماسك وترامب على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: "منظمة إرهابية" تدار من "مجانين متطرفين" يعرض الآنNext بعد الإمارات والسعودية.. أذربيجان تستحوذ على حصة من حقل غاز "تامار" الإسرائيلي يعرض الآنNext أكثر من 200 هزة أرضية تضرب "إنستغرام".. اليونان تغلق المدارس وتساعد السكان على الإجلاء يعرض الآنNext الشرع يغادر المملكة العربية السعودية.. ماذا دار في حديثه مع بن سلمان؟ اعلانالاكثر قراءة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع يصل الرياض في أول زيارة رسمية الى السعودية إيران والحرب في غزة والتطبيع.. هذه هي الملفات الأكثر سخونة في لقاء نتنياهو وترامب بدل نقل الأسماك.. تحقيق يفضح تهريب بقايا النمور المهددة بالانقراض بالقوارب بعد قتلها في ماليزيا حب وجنس في فيلم" لوف" لقطات جوية تكشف حجم الكارثة.. أحياء بأكملها تغرق في كوينزلاند الأسترالية اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلدونالد ترامبقطاع غزةضحاياروسياالسعوديةبنيامين نتنياهوالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماسلبنانفولوديمير زيلينسكيسورياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة دونالد ترامب ضحايا روسيا السعودية إسرائيل قطاع غزة دونالد ترامب ضحايا روسيا السعودية حركة حماس صاروخ أنظمة الدفاع الجوي طوفان الأقصى إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة ضحايا روسيا السعودية بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس لبنان فولوديمير زيلينسكي سوريا نظام الدفاع الجوی الإسرائیلی القبة الحدیدیة طوفان الأقصى یعرض الآنNext

إقرأ أيضاً:

نهج عدوانى خطير.. إسرائيل تتبنى استراتيجية عسكرية توسعية وسط جمود وقف إطلاق النار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

مع تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، شرع الجيش الإسرائيلى فى تحول استراتيجي، فوسع نطاق وجوده الإقليمى خارج حدوده. وتحافظ قوات الدفاع الإسرائيلية الآن على مناطق عازلة طويلة الأمد على جبهات متعددة، بما فى ذلك غزة ولبنان وسوريا والضفة الغربية، مما يشير إلى تغيير جوهرى فى سياسة إسرائيل الأمنية.

تعثرت المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار فى غزة، والتى كان من المقرر أن تبدأ فى الثانى من مارس، حيث ترفض إسرائيل الدخول فى محادثات ما لم تطلق حماس سراح المزيد من الرهائن. وللضغط على حماس، قطعت إسرائيل المساعدات الإنسانية والسلع التجارية عن الجيب المدمر بالفعل.

ويتماشى هذا الانهيار فى المفاوضات مع تحول أوسع فى العقيدة العسكرية الإسرائيلية. الآن، يعمل جيش الدفاع الإسرائيلى على تأمين سيطرة إقليمية ممتدة خارج الأراضى الإسرائيلية، وهو النهج الذى تغذيته المخاوف الأمنية بعد ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، والضغوط السياسية من ائتلاف نتنياهو اليميني. ومع تقديم إدارة ترامب للدعم الثابت، يبدو أن إسرائيل تعمل على تعزيز موقفها بدلًا من السعى إلى خفض التصعيد.

تحدى الاتفاق

كما تحدى الوجود الإسرائيلى فى لبنان الاتفاقات السابقة.. بموجب اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة مع حزب الله فى أعقاب صراعهما العام الماضي، كان من المقرر أن ينسحب جيش الدفاع الإسرائيلى من الأراضى اللبنانية بحلول يناير. ومع ذلك، استمرت إسرائيل فى احتلال خمسة مواقع محصنة فى جنوب لبنان، متذرعةً بالإشارة إلى عودة حزب الله المحتملة. لم يتم تحديد جدول زمنى للانسحاب، مما أثار مخاوف من إطالة أمد الاشتباك العسكري.

وفى الوقت نفسه، على الجبهة السورية، انتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار الذى دام طويلًا مع دمشق عام ١٩٧٤. فى أعقاب انهيار نظام بشار الأسد فى ديسمبر، عبرت القوات الإسرائيلية إلى الأراضى السورية، مشيرة فى البداية إلى مخاوف أمنية حدودية. وعلى الرغم من تشكيل حكومة جديدة تحت قيادة هيئة تحرير الشام، فقد أقامت إسرائيل مواقع عسكرية دائمة وطالبت بنزع السلاح الكامل من جنوب سوريا، مما يشير إلى وجود غير محدد.

النزوح القسري

فى الضفة الغربية، ابتعدت إسرائيل عن الاتفاقيات السابقة بموجب اتفاقيات أوسلو، وخاصةً فى جنين وطولكرم. وقد شهدت هذه المدن، الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، عمليات كبيرة لجيش الدفاع الإسرائيلي، مما أدى إلى نزوح ما يقدر بنحو ٤٠ ألف مدني. وأكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن القوات الإسرائيلية ستبقى فى هذه المناطق إلى أجل غير مسمى لمنع ما أسماه "عودة الإرهاب".

ويبرر المسئولون الإسرائيليون هذا التحول باعتباره استراتيجية ضرورية "لإدارة المخاطر"، مع إعطاء الأولوية للأمن على المدى الطويل على وقف إطلاق النار قصير المدى. ويشير المحللون العسكريون إلى أن إسرائيل تتصرف الآن على أساس قدرات العدو وليس التهديدات المباشرة، مما يضمن وجودًا دائمًا فى المناطق الاستراتيجية.

فى حين تركز حماس على استعادة السيطرة المدنية فى غزة، فإن استمرار الضغوط العسكرية الإسرائيلية قد يدفع الجماعة نحو تجدد الأعمال العدائية. وحذر مسئولون فى جيش الدفاع الإسرائيلى من هجوم واسع النطاق إذا لم توافق حماس على شروط وقف إطلاق النار المعدلة التى اقترحتها إسرائيل. وقد يمهد هذا الطريق لخطة مثيرة للجدل اقترحها ترامب لأول مرة: نقل سكان غزة وتحويل المنطقة إلى مركز سياحى فاخر.

ويعود ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب، إلى المنطقة قريبًا للتفاوض على صفقة جديدة، ولكن حتى ذلك الحين، فإن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية على استعداد للتصعيد بدلًا من الانسحاب.

مخاطر دبلوماسية

إن التوسع العسكرى الإسرائيلى على المدى الطويل يأتى بتكاليف كبيرة. ففى لبنان، يوفر وجودها المستمر لحزب الله مبررًا للاحتفاظ بقواته المسلحة، مما يقوض الجهود التى تبذلها الحكومة اللبنانية الجديدة لنزع سلاح الجماعة. وفى الوقت نفسه، فإن الحفاظ على بصمة عملياتية واسعة النطاق يضغط على ميزانية الدفاع الإسرائيلية ويجبر جنود الاحتياط على الانتشار لفترات طويلة.

ولعل الأمر الأكثر أهمية هو أن التوسع الإسرائيلى قد يلحق الضرر بالعلاقات الدبلوماسية. قد تنظر مصر والأردن إلى الوجود العسكرى المتزايد باعتباره مزعزعًا للاستقرار. وقد تدفع الحكومتان الجديدتان فى سوريا ولبنان، الحريصتان على المشاركة الغربية، إلى الانسحاب الإسرائيلى كشرط للتقدم الدبلوماسي.

مستقبل هش 

فى الوقت الحالي، يبدو أن العقيدة العسكرية الموسعة لإسرائيل قابلة للاستدامة، حيث لا يزال خصومها ــ بما فى ذلك حزب الله وحماس ــ ضعفاء. ومع ذلك، يعتمد هذا الموقف العدوانى بشكل كبير على الدعم المستمر من إدارة ترامب، التى كانت تاريخيا غير متوقعة فى قراراتها المتعلقة بالسياسة الخارجية.

مع تصاعد التوترات على جبهات متعددة، فإن التوسع العسكرى الإسرائيلى الخطير لا يهدد بتجدد الصراعات الإقليمية فحسب، بل ويهدد أيضًا بتحول فى التحالفات الدبلوماسية العالمية. وسوف تختبر الأسابيع المقبلة ما إذا كانت هذه الاستراتيجية قادرة على تأمين الاستقرار على المدى الطويل أم أنها ستشعل فتيل المزيد من عدم الاستقرار فى المنطقة.

*مجلة "إيكونوميست"

مقالات مشابهة

  • شاهد | العدو الإسرائيلي وإخفاق السابع من أكتوبر
  • نهج عدواني خطير.. إسرائيل تتبنى استراتيجية عسكرية توسعية وسط جمود وقف إطلاق النار
  • نهج عدوانى خطير.. إسرائيل تتبنى استراتيجية عسكرية توسعية وسط جمود وقف إطلاق النار
  • خبير عسكري: تغيير القيادات العسكرية في إسرائيل يرتبط بإخفاقات 7 أكتوبر
  • مكتب نتنياهو ينتقد نتائج تحقيق جهاز الشاباك بشأن هجوم 7 أكتوبر
  • أول رد من مكتب نتنياهو على تحقيق الشاباك في هجوم 7 أكتوبر
  • وزير خارجية إسرائيل: لن نسمح بتكرار هجوم 7 أكتوبر
  • إسرائيل اليوم: 15 دقيقة حسمت مصير ناحال عوز يوم السابع من أكتوبر
  • عاجل | تحقيق داخلي للجيش الإسرائيلي: فشل ذريع للجيش في حماية كيبوتس كفار عزا خلال هجوم 7 أكتوبر
  • تحقيق عسكري إسرائيلي يكشف فشلًا استخباراتيًا في هجوم 7 أكتوبر