ما الذي تقترحه الصين على ترامب لتجنب حرب تجارية؟
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
ستقترح الصين بصورة أولية استعادة اتفاق التجارة (المرحلة الأولى) الموقع في عام 2020 خلال ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأولى في إطار حلحلة مسألة الرسوم الجمركية التي شرع الرئيس العائد إلى البيت الأبيض في فرضها على الواردات من الصين ودول أخرى، حسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مصادر لم تسمها.
ووفق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، ستشمل أجزاء أخرى من خطة الصين تعهدًا بعدم خفض قيمة اليوان، وعرضًا لمزيد من الاستثمارات في الولايات المتحدة، والالتزام بخفض صادرات سلائف الفنتانيل (المخدرة).
وفرض ترامب أول أمس السبت تعريفات جمركية بنسبة 25% على الواردات المكسيكية ومعظم الواردات الكندية و10% على البضائع من الصين بسبب الفنتانيل، وهو مادة أفيونية قاتلة، والهجرة غير النظامية.
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن البيت الأبيض فرض على الصين تعريفات جمركية بنسبة 10% بدءًا من يوم الثلاثاء، لا يبدي أي من الجانبين استعدادا لشن حرب تجارية كاملة؛ فالصين، على وجه الخصوص، في حالة اقتصادية ضعيفة.
وقد أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى اهتمامه بالانخراط في مفاوضات مع الرئيس ترامب الذي أكد انفتاحه على الحوار من خلال تأجيل معظم التعريفات الجمركية التي وعد بها على بكين.
إعلانونقلت الصحيفة عن المصادر قولها إن بكين اعتبرت التعريفات الجمركية بنسبة 10% وسيلة ترامب لممارسة الضغط، لكنها أشارت إلى أن هذه الخطوة لم تكن من نوع "الضغط الأقصى" الذي قد تجده القيادة الصينية غير محتمل.
وأضاف تقرير الصحيفة أن بكين تخطط لمعاملة "تيك توك" إلى حد كبير باعتباره "مسألة تجارية"، وذلك يعني أنها ستسمح للمستثمرين في المالك الصيني "بايت دانس" بالتفاوض على صفقة مع مقدمي العطاءات المهتمين في الولايات المتحدة.
ومن غير الواضح إذا كانت بكين على استعداد للتخلي عن السيطرة على خوارزمية تيك توك -الصيغة السرية للتطبيق لتوجيه المحتوى للمستخدمين والتي أضافتها بكين إلى قائمة الرقابة على الصادرات- ضمن أي صفقة، وفق الصحيفة.
وقال ترامب سابقًا إنه كان في محادثات مع العديد من الأشخاص بشأن شراء تيك توك، بما في ذلك مايكروسوفت، ويود أن يرى عروضا متنافسة على التطبيق.
ونددت الصين بفرض التعريفات الجمركية على وارداتها ورفضت الاتهامات الأميركية، لكنها تركت الباب مفتوحًا لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة يمكن أن تتجنب تفاقم المواجهة. وفي المقابل، فرضت كندا، الحليف القديم للولايات المتحدة، تعريفات جمركية انتقامية بنسبة 25% على 155 مليار دولار كندي (105.17 مليارات دولار أميركي) من السلع الأميركية.
المرحلة الأولىوأنهت المرحلة الأولى من اتفاقية التجارة التي وقعها ترامب مع بكين في عام 2020 حرب رسوم جمركية استمرت ما يقرب من عامين في ذلك الوقت، وتطلبت الصفقة من الصين زيادة مشتريات الصادرات الأميركية بمقدار 200 مليار دولار على مدار عامين، لكن بكين فشلت في تحقيق الأهداف مع انتشار جائحة "كوفيد-19".
ووجه ترامب الممثل التجاري الأميركي لتقييم أداء الصين بموجب تلك الاتفاقية التجارية، حسب ما ذكرت رويترز الشهر الماضي.
وندد مجلس إدارة صحيفة وول ستريت جورنال اليميني الجمعة بالرسوم في مقال تحت عنوان "الحرب التجارية الأغبى في التاريخ".
إعلانورد ترامب الأحد بالقول إن "لوبي (جماعة ضغط) الرسوم الجمركية بزعامة وول ستريت جورنال المدافعة عن العولمة، والمخطئة على الدوام، يعمل جاهدا لتبرير.. عقود من الاحتيال على أميركا في ما يتعلق بالتجارة والجريمة والمخدرات السامة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وول ستریت جورنال
إقرأ أيضاً:
ترامب يفرض رسوماً جمركية جديدة على الصين وكندا والمكسيك
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على واردات الولايات المتحدة من الصين وكندا والمكسيك، مما أثار ردود فعل سريعة من هذه الدول التي تعهدت بالرد على هذه الإجراءات.
روسيا تُعلن إسقاط صاروخ و44 مُسيَرة أوكرانيةالجدير بالذكر أن هذه الخطوة تأتي في إطار سياسة ترامب الهادفة إلى حماية الاقتصاد الأمريكي ومكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.
تفاصيل الإجراءات الجمركية
أوضح ترامب أن الرسوم الجمركية الجديدة ستشمل فرض ضريبة بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، بالإضافة إلى رسوم إضافية بنسبة 10% على البضائع الصينية. كما ستخضع الطاقة الكندية لرسوم أقل تبلغ 10%. وبرر ترامب هذه الخطوة بأنها رد على تدفق المخدرات غير المشروعة والمخدرات القاتلة مثل الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، والتي تشكل تهديداً كبيراً لصحة المواطنين الأمريكيين.
ردود الفعل الدولية
من جهتها، أعلنت كل من كندا والمكسيك عن استعدادها لفرض رسوم جمركية مماثلة على المنتجات الأمريكية، في حين أشارت الصين إلى أنها ستتخذ "الإجراءات اللازمة للدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة". ووصفت الصين هذه الرسوم بأنها "ممارسات خاطئة" وتعهدت برفع دعوى ضد الولايات المتحدة أمام منظمة التجارة العالمية.
وأشارت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم إلى أن مشاكل الهجرة والمخدرات لا تُحل بفرض الرسوم الجمركية، بل من خلال الحوار والتعاون. كما دعت الولايات المتحدة إلى بذل المزيد من الجهود لوقف تدفق الأسلحة غير المشروعة إلى المكسيك، والتي تستخدمها عصابات المخدرات.
تداعيات اقتصادية محتملة
حذر خبراء الاقتصاد من أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى اندلاع حرب تجارية عالمية جديدة، مما سيؤثر سلباً على الأسعار في مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك السيارات والأخشاب والصلب والمنتجات الغذائية والمشروبات الكحولية. كما أشارت تقارير إلى أن قطاع السيارات قد يكون الأكثر تضرراً، حيث قد ترتفع أسعار السيارات في الولايات المتحدة بحوالي 3000 دولار بسبب هذه الرسوم.
ردود فعل محلية
في الولايات المتحدة، أثارت هذه الإجراءات قلقاً واسعاً بين قطاعات الصناعة والتجارة. حيث حذرت جمعيات الصناعة من أن هذه الرسوم ستزيد من تكاليف الإسكان وتؤثر سلباً على المزارعين الذين يعانون بالفعل من صعوبات اقتصادية. كما أعربت جمعيات تجارية كبرى عن أملها في تجنب فرض هذه الرسوم.
خلفية الأزمة
يأتي هذا الإجراء في إطار سياسة ترامب الاقتصادية التي تعتمد على الرسوم الجمركية كأداة لتحفيز النمو الاقتصادي وحماية الوظائف الأمريكية. وتعد الصين وكندا والمكسيك من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، حيث تمثل وارداتها مجتمعة أكثر من 40% من إجمالي الواردات الأمريكية.
مستقبل العلاقات التجارية
مع تصاعد التوترات، يبقى السؤال الأكبر هو كيفية استجابة الدول الأخرى لهذه الإجراءات وما إذا كانت ستؤدي إلى تفاقم الأزمة التجارية العالمية. في الوقت الحالي، يبدو أن كلاً من كندا والمكسيك والصين مصممة على الدفاع عن مصالحها الاقتصادية، مما قد يفتح الباب أمام مواجهات تجارية أوسع في المستقبل.
في النهاية، تؤكد هذه الأزمة أن الحروب التجارية لا تُنتج سوى خاسرين، وأن الحلول الدبلوماسية والتعاون الدولي هما الطريق الأمثل لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية المشتركة.