التحطيب والأراجوز ورش حكى عن التراث بثقافة أسوان (صور)
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيونى مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية من خلال إقليم جنوب الصعيد برئاسة عماد فتحى.
نفذت الفاعليات بعدد من المواقع بفرع ثقافة أسوان، ففى قصر ثقافةالعقاد نظمت احتفالية اليوم الواحد وتضمنت محاضرة عن "الموسيقى الشعبية وفن التحطيب" تحدثت خلالها منى صبرى باحثة بأطلس للمأثورات الشعبية، وقالت إن قدماء المصريين اشتهروا بحبهم للموسيقى فى الحفلات والأعياد، وخدمات المعبد، وفى توديع الموتى.
وأشارت إلى بعض الآلات الموسيقية منها الآلات الوترية مثل "الطنبورة ،العــود، القانون، الرباب"، والآلات الهوائية "النفخيات" وهى الآلات التى يتم استعمالها عن طريق النفخ مثل "الناى والمزمار"، والآلات الإيقاعية أو النقر أو الضرب مثل "الطبل البلدى، الدرابوكة، الطار، الدف".
وأضافت أن فن التحطيب فى الصعيد يستخدم للتعبير عن الفرحة والسعادة فى المناسبات السعيدة، أو الأفراح، أو في الموالد، ويمارس التحطيب واللعب بالعصى، وهو مبارزة ودية لا يوجد بها أى مظاهر عنف، ويعتبر التحطيب منذ مصر القديمة فهو طقس من الطقوس المنتظمة التى تؤدى في الأعياد الدينية والاحتفالات الشعبية والأفراح وأوقات السمر واللهو.
ونفذت ورشة حكى عن "الأراجوز" للباحثة سوسن أحمد جلال، أشارت خلالها إلى أن الأراجوز عبارة عن دمية قفاز رأسه مصنوع من خامة خفيفة وصلبة كالخشب، مرسوم عليه وجه ومن أعلى بها طرطور أحمر، أما يداه قطعتان من الخشب، ويتم التحكم في تحريكه عن طريق اليد.
ولفتت إلى أن الأراجوز هو واحد من أهم الفنون الشعبية والتراثية في مصر، استخدم لرفض الواقع والتعبير عن المشكلات بالسخرية، وكان أداة للتعبير عن الأحداث الاجتماعية والسياسية بشكل غير مباشر، والفنان شكوكو كان موهوبا، ويملك كل أدوات اختراع فكرة الأراجوز.
وفى الختام قدمت فرقة كورال أطفال قصر ثقافة العقاد بقيادة أحمد موسى وسحر أمير مجموعة من أغانى التراث "صدقنى يا صاحبى، خفيف الروح، بتغنى لمين ياحمام، ليلى طال، زرونى كل سنة مرة"، إلى جانب معرض للحرف التراثية الشعبية للمرأة.
ونظمت ورشة حكى "التحطيب والمرماح" بقصر ثقافة السباعية للباحث ياسر محمد طه، والذى قال فيها إن التحطيب لعبة مصرية خالصة ذات طابع استعراضى وكان يلعبها القدماء الفراعنه وجسدوها علي معابدهم في جبانة بني حسن بالمنيا، وكانوا يلعبون التحطيب بأوراق البردي، وكانوا يجسدونها كتدريب للجنود ولازالت اللعبة مستمرة في الصعيد خصوصا وتلعب في الأفراح وليالي الخاصة بالأولياء والصالحين.
وأشار إلى أن "المرماح" هو سباق الخيل وتشتهر به بلاد الصعيد وخصوصا أسوان ويقام بها سبق خاص بالخيل وهو الوحيد الذي لاترتبط بالأولياء، منوها بأن باقي السباقات ترتبط بالأولياء والموالد، ويطلق على كل حصان اسم خاص به قد يكون اسم ابنه أو بنته أو اسم مشهور آخر.
محاضرة عن النسبج اليدوي والحرف الشعبيةونفذت بقصر ثقافة توشكي ورشة حكى عن "النسيج اليدوى" للباحث مصطفي كامل سيد تحدث خلالها عن النسيج اليدوي، وهو عبارة عن خيوط طولية وخطوط عرضية يتم نسجها بطريقة معينة، ويتم تعليمها ونقلها للأجيال عن طريق التعلم وهي منتشرة في كل أرجاء الجمهورية.
وتميزت بعض المناطق بأنواع معينة من النسيج تخص الثقافة الشعبية للمنطقة وتعكسها من خلال الألوان والمواد الخام المستخدمة، الحرف الشعبية هي عبارة عن مشغولات يتم صناعتها من المواد الخام الموجودة في البيئة المحيطة وصناعة أشياء مفيدة وجميلة للمجتمع يعكس ثقافة المنطقة.
ورش حكى عن التراث بثقافة أسوانالمصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
المهرجانات المحلية.. نافذة على التراث ورافد للتنمية
- مصعب الهنائي: ملتقيات للأسر وتنافس في الحراك الاقتصادي
-هلال الشقصي: تشجيع المشاركة المجتمعية وتحسين البنية الأساسية
- أحمد المحروقي: تعزيز التواصل والتبادل الثقافي بين مختلف المحافظات
شهدت محافظات سلطنة عمان في الفترة الأخيرة إقامة العديد من المهرجانات المحلية التي لاقت إقبالًا كبيرًا من الزوار، وتميزت هذه المهرجانات بتنوع فعالياتها التي شملت الجوانب الثقافية والفنية والرياضية والترفيهية، مع إبراز التراث والعادات الخاصة بكل محافظة، "عمان" سلطت الضوء على أبرز ما تميزت به هذه المهرجانات وانطباعات الزوار.
يصف أحمد بن مطر الربخي مهرجان محافظة الظاهرة بأنه كنسمة عذبة وفعاليات متفردة تُحيي أرواح الزائرين، ويشير بأنه أكثر من حدثٍ عابر فهو حكاية تُروى بلغة بسيطة صادقة، تحمل بين طياتها عبق التاريخ وروح الأصالة التي لطالما ميزت هذه الأرض، ومنذ انطلاق الفعاليات اجتمعت القلوب على أنغام مختلفة بين المتعة والترفيه والتراث، ففي كل ركن، كانت هناك لمسة فنية تحمل رسالة أمل وإلهام، تُذكرنا بأن البساطة قادرة على رسم أجمل لوحات السعادة، لقد منح مهرجان الظاهرة دفعة قوية لحركة السياحة الداخلية، حيث فُتحت الأبواب لتكون الظاهرة منارة للتلاقي والمُتعة، خاصةً في ظل افتقار المحافظة لفعاليات مماثلة، هذا المهرجان لم يكن مجرد تجمع ترفيهي، بل كان رحلة جعلت من كل لحظة قصة تُخلد في ذاكرة كل أسرة شاركت فيه، وأرى أن مهرجان الظاهرة كان رسالة حب وعطاء لكل من يبحث عن متنفس يجمع بين عبق الماضي وحيوية الحاضر.
مطلب ترفيهي
أما شهاب بن حمد الشندودي يعبر عن رأيه قائلاً: تعد هذه المهرجانات مطلب تلبي احتياجات المواطنين من الجانب الترفيهي، كما أن توقيتها كان مناسبًا لفترة الإجازة المدرسية والأجواء الشتوية، ويؤكد الشندودي دورها في التعريف بالولاية واستقطاب السياح من داخل المحافظة وخارجها من خلال التعريف بالتاريخ العماني والعادات والتقاليد، حيث إن المهرجانات تتضمن المسارح والقرية التراثية والتي تحتوي على معالم تاريخية تستعرض تاريخ البلد والعادات والتقاليد مثل وجود القرية البدوية، والحرف التقليدية والزراعة، ويرى الشندودي أهمية إشراك الإعلاميين وحضور وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المحتوى الذي تقدمه هذه المهرجانات سواء أكان محتوى تراثيا أم ثقافيا أم حفلات مسائية، ولا ننسى أن هذه المهرجانات تعزز من القيمة التجارية في الولاية نفسها، كما أن للمهرجان دورا كبيرا في تعزيز الجانب الاقتصادي للولاية وتفعيل الفنادق والمحلات التجارية، وحقيقة ثمة توجه من الجهات المعنية في النهوض بهذا الجانب لتعزيز وإثراء السياحة الداخلية، ورأيت حقيقة إقبالا كبيرا من المجتمع لهذه المهرجانات، وتفعيل الحصون والقلاع والحارات القديمة الموجودة في الولايات لتنشيط الحركة السياحية فيها والتعريف بتاريخ هذه الأماكن.
تقديم المزيد
ويرى الدكتور مصعب بن سالم الهنائي صاحب مجموعة النسيم ومنظم مهرجان شتاء بهلا ٢٠٢٥م في نسخته الأولى بقرية بلادسيت بولاية بهلا بأن تنظيم المهرجان ليس بالأمر السهل فهناك تحديات وعقبات كبيرة ولكن الشغف والطموح كرجل أعمال كانا الدافع لتقديم شيء بسيط تجاه الوطن، وأن نكون جزءا من هذه النجاحات التي تحققها هذه المهرجانات، مضيفاً: لقد عكس توافد الجماهير الغفيرة إلى مهرجان شتاء بهلا ٢٠٢٥م من مختلف الولايات والمحافظات نجاح المهرجان وقد لمست إشادات على المستوى الرسمي والمجتمعي من ارتياح بالغ ورضا تام من الزوار وسعادتهم بالفعاليات والتميز في الفقرات، مؤكدًا على أن تنوع المهرجانات التراثية والترفيهية وتعدد الفعاليات في مختلف محافظات سلطنة عمان تساهم في بلورة فكر وثقافة وإبداع الترويج السياحي لمكونات البلاد وتبرز ثقافة الإنسان العماني، وأكد الهنائي أن ثقافة المهرجانات باتت ضرورة ملحة لتواكب ما يحدث في دول الجوار، ولعل سلطنة عمان كانت سباقة في هذا المنحى من خلال مهرجان ليالي مسقط ومهرجان خريف صلالة، وتشكل المهرجانات ملتقيات للأسر وتنافسا في الحراك الاقتصادي وإبداعا للمواهب في كل مضمار، ونتمنى بصفتنا منظمين أن نجد الدعم المناسب فما ننفقه لهذا الحدث يتجاوز ما يعود ماديا إلينا ولكن هدفنا تقديم متنفسات من خلال هذه المهرجانات العابقة بالإرث الحضاري والملهمة للأجيال للمجتمع، مضيفًا: مهرجان شتاء بهلا ليس مجرد حدث عابر بل هو منصة تعكس مواهبنا وثقافتنا العمانية وهو احتفاء بروح التعاون والتكامل وبقصص النجاح التي تلهمنا جميعا للمضي قدما في طريق الإنجاز والتميز، وسعينا من خلال هذا المهرجان إلى تقديم تجربة فريدة تجمع بين الترفيه والمعرفة وبين الأصالة والتجديد مؤكدا أن المهرجانات تشكل أحد روافد التنمية الاقتصادية وتشغيل القوى الوطنية وإضافة حراك وطني ويدفع بأصحاب الحرف والصناعات والمهن والأسر المنتجة لمزيد من العطاء.
تقييم آراء الزوار
أما هلال بن حمود الشقصي فيعبّر عن مهرجان شتاء بهلا بأنه مثال حيّ على الفعاليات الثقافية والترفيهية التي تساهم في تعزيز الهوية الثقافية والتراثية للمنطقة؛ فهو يتيح للزوار فرصة التعرف على التراث العُماني الأصيل الذي تتمتع به الولاية، مثل الفنون الشعبية، والمأكولات التقليدية، والحرف اليدوية، وتحريك الاقتصاد المحلي إذ يساعد المهرجان على زيادة مبيعات الحرفيين والمزارعين وأصحاب المشاريع الصغيرة، ووضع الشقصي بعض المقترحات لاستدامة هذه المهرجانات منها تشجيع أبناء الولاية على المشاركة في تنظيم المهرجان وتقديم أفكارهم، وتحسين البنية الأساسية كتوفير مرافق أفضل للزوار مثل مواقف السيارات، ودورات مياه نظيفة، ومناطق استراحة مظللة، والتسويق الفعال واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي للترويج للمهرجان على نطاق أوسع، وتعزيز المشاركة المجتمعي، أيضاً استخدام مواد صديقة للبيئة وتقليل النفايات خلال المهرجان، والتعاون مع وكالات السفر والفنادق لتوفير عروض خاصة للزوار، وتقييم الزوار من خلال جمع آراء الزوار بعد انتهاء المهرجان لمعرفة نقاط القوة والضعف والعمل على تحسين أولويات التطوير وتعزيز مواطن القوة في النسخ القادمة.
مشاركة المحافظات
وحول مهرجان سناو يفيد أحمد بن يعقوب المحروقي بأن مهرجان سناو يُعد فسحة رائعة للتعريف بمحافظة شمال الشرقية وولاية سناو بشكل خاص ومعالمها السياحية والتراثية، فهو فرصة للمستفيدين من أبناء المحافظة، من الباحثين عن عمل والأسر المنتجة وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة لعرض منتجاتهم وخدماتهم، كما يتميز المهرجان بتنوع فعالياته التي تستهدف مختلف الفئات العمرية، مما يثري تجربة الزوار ويجذب أعدادًا كبيرة منهم، مشيراً إلى أن المهرجان ضم مختلف محافظات سلطنة عمان منها الوسطى والداخلية والشرقية والظاهرة، مما ساهم في تعزيز التواصل والتبادل الثقافي بين مختلف المحافظات، وأكد المحروقي على دور القرية التراثية في المهرجان، والتي جسدت تاريخ ولاية سناو العريق، وتعرض الحرف التقليدية والفنون الشعبية وأنماط الحياة القديمة والحديثة، وقد حظيت هذه القرية بإعجاب وتقدير كبيرين من قبل زوار المهرجان من المواطنين والمقيمين، وعن أبرز الأنشطة التي تضمنها المهرجان قال المحروقي: مشاركة خيمة وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه التي أقامت معرضًا لمعداتها وأدواتها، بالإضافة إلى سوق بيع المواشي بالمناداة المتطورة، ويُعتبر هذا السوق نموذجًا ناجحًا يجب تفعيله في كافة أسواق عمان، ولتحسين مستوى المهرجان في السنوات القادمة أرى من الأفضل إيجاد مساحة أوسع لإقامة المهرجان، وإضافة أنشطة متنوعة تستهدف المجتمع المحلي والمرأة العمانية بشكل خاص