مِنْ كم يوم بفكر وبتساءل ربما يكون في قحاتي صادق!
مش صادق بمعنى نبيل ومحترم؛ إنما صادق بمعنى: مُصدّق لقوله وما يدعيه، وعلى إيمان بقضيته!
والحقيقة بديت استشعر مدى فداحة ما يُقاسيه في مثل هذهِ اللحظات وهو مصدوم في “الشعب المعلم”، وإنه كيف حقًّا ممكن ينظر لينا كناس “معلوفة”، ويبدا يكرهنا من أعماقه -بلا وجه حق- ويقول لنفسه: دا شعب مُحبِط، ومُخيِّب للآمال؛ بحب الكيزان والمُستبدين.

. وما يستاهل أي نضال وتضحيات قدمناها في سبيله!
هنا بإمكاننا الامساك بحكمة بمذاق الكارثة؛ وهي إنه كيف العقل الضعيف ممكن يتسبب لصاحبه في متاعب جمة، ليبدأ الانسان حامل العقل الفاسد معتنق الأوهام الجنونية الجامحة شقّ طريقٍ طويلٍ من الألمِ والشقاءِ وإلحاق الأذى بالنفس.. ما لسببٍ إلا أنّه كان ضحيةً لأوهام؛ أوهام من صنع نفسه!
وهنا تكمن مُفارقة عجيبة بعض الشئ؛ يعني المرء مِنّا قد لا يكتفي بالمتاعب التي لا يد له فيها.. لا؛ بل ممكن يجتهد ويسعى عشان يجر الويلات على نفسه!
من هنا تبقى رسالة البني آدم إنه بقدر الامكان ما يتوهم أو إن كان لابد من الوهم فليكتفي بالأوهام التي وجدها واعتنقها متورطًا دون إرادة منه.. شوفوا مثلًا سيدنا الإمام علي دون غيره من سائر صحابة رسول الله خُصّ ب”كرّم الله وجهه” وهذا لأنّه “لم يسجد لصنمٍ قط”؛ والكرامة هنا -في اعتقادي- ما لأنّ عليًّا لم يعبد يومًا سوى الله؛ إذ اللهُ غني عن عبادة الخلق. إنّما الصنم تجسيد لرمزية الباطل، وكانت كرامة علي -كرّم الله وجهه- أنّه لم يسجدَ لباطلٍ قط؛ أي: لم يدين بالولاء لباطلٍ، ولم يعتنق الباطل، ولم يتبع الباطل يومًا. ورفض الباطل/ الصنم هذا مُنتهى كرامة الوجه. وذروة سنام الكرامة الآدمية.
القحاتي فيما يبدو مُتطاول ليله مع المحنة؛ فهو إما: في الصورة المعهودة التي تكذب وتعرف أنها تكذب وتعرف أننا نعرفها تكذب.. لكن لا بأس فهي تمتهن الكذب والتخريب وتُحصِّل في سبيل ذلك المال وتحقيق مكاسب ذاتية مع التحلي بالوقاحة واللؤم.
أو: كان في صورة قحاتي مخو ما حلو؛ ينطلق من الوهم الجزافي. الوهم الذي يحملهُ على كراهيتنا دون مبرر؛ الوهم الذي يمنع صاحبه من أن يعيش الحياة السويّة؛ يفرح لفرح الناس ويتألم لآلامهم.
لكن هسي ما فات شي “يا أشرف يا سوكرتا”.. المخ الما حلو دا خليه يأكد ليك إنّنا فعلًا طلعنا شعب ابن كلب جدًا؛ استبدل الديمقراطية بالاستبداد، وما صبر على ثورته المجيدة!
المهم. يلا من هنا.. شوف ليك حائط مبكى عريض ولا تمرين ديمقراطي ولا شوف مشهادك بوين؛ وتلّب من ركشة حياتنا. مصحة أمراض عقلية ذاتو ما عندنا ليك في وضعنا دا.
المهم عيش أحزانك بعيد منّنا وما تفسد لينا مزاج النصر ????

محمد أحمد عبد السلام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

كاردينال من جيل الألفية.. هل يكون البابا القادم؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في سابقة لافتة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، يبرز الكاردينال ميكولا بيتشوك كأصغر كاردينال ناخب ضمن المجمع المقدس، إذ يبلغ من العمر 45 عامًا فقط. وُلد في عام 1980، مما يجعله رسميًا من جيل الألفية، ويُعد الوحيد من هذا الجيل بين الكرادلة الناخبين وعددهم 135.

خدمة رعوية عبر المحيطات

يشغل الكاردينال بيتشوك حاليًا منصب أسقف أبرشية القديسين بطرس وبولس في مدينة ملبورن الأسترالية. ويتولى رعاية الكاثوليك الأوكرانيين في كل من أستراليا، نيوزيلندا، ومنطقة أوقيانوسيا. هذه المهمة جعلته على تماس مباشر مع واقع الشتات ومعاناة الابتعاد عن الوطن.

قلبه مع وطنه الجريح

إلى جانب مهامه الكنسية، يحمل بيتشوك في قلبه ألم بلاده أوكرانيا، التي تعاني من ويلات الحرب. تلك المعاناة لم تتركه بعيدًا عن هموم شعبه، بل قربته أكثر من نبض الناس وآلامهم، الأمر الذي يُكسبه حسًا إنسانيًا عميقًا وتجربة فريدة بين زملائه الكرادلة.

هل يصبح الحبر الأعظم القادم؟

من الناحية الرسمية، يحق لأي من الكرادلة الـ135 المشاركين في المجمع أن يُنتخب بابا جديدًا للكنيسة. ومع أن اختيار كاردينال من جيل الألفية يُعد أمرًا غير مألوف، إلا أن وجود بيتشوك كأصغر ناخب وأكثرهم ارتباطًا بالعصر الحديث، يفتح باب الاحتمالات أمام مستقبل مختلف للبابوية.


 

 

مقالات مشابهة

  • إسلام صادق: صن داونز رهيب ومرعب.. وكولر يقترب من الرحيل
  • إسلام صادق : الأهلي يتحدى طموح صن داونز
  • ماذا يكون بعد أن حكم القضاء في تونس؟
  • العلامة فضل الله دعا اللبنانيين الى أن يكون صوتهم موحّدًا في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية
  • خالد الجندي: «الكون متعدد ليه عاوزين الفقه يكون واحد؟»
  • لاغارد: الرسوم الجمركية قد يكون لها تأثير انكماشي على أوروبا
  • “يتحدث في الڤيديو شخص مجهول”.. حركة جيش تحرير السودان تكذب ادعاءات المليشيا بانسلاخ 7 آلاف مقاتلاً
  • خبير سياسي يطالب لمحاسبة حلف شمال الأطلسي على ما ارتكبه في ليبيا
  • الفكر والفلسفة في الصدارة.. معرض الكتاب بالرباط يواصل فعالياته
  • كاردينال من جيل الألفية.. هل يكون البابا القادم؟