«الهوى».. تحفة فنية تفاعلية لخولة السويدي
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
أبوظبي (وام)
يحتفي مهرجان الخط الذي تنظمه «خولة للفن والثقافة» في مدينة العلا السعودية، بالإرث العريق لفن الخط العربي، حيث يدمج بين عبق التقاليد ورؤية الفن الحديث، مقدماً تجربة غنية متعددة الأبعاد تستعرض جمال الخط العربي الخالد، من خلال أعمال فنية مبتكرة ومعارض استثنائية، وعروض حية ساحرة لـ10 فنانين عرب يستعرضون أعمالهم الفنية المتجددة والمبهرة، وسط المناظر الطبيعية الآسرة.
يتوسط الأعمال الفنية المعروضة، العمل الفني الدائري التفاعلي المذهل «الهوى» الذي أبدعته سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، رئيسة «خولة للفن والثقافة» في ساحة طنطورة بالعلا، حيث يتجلى سحر الشعر والخط العربي في هذا العمل، فمع دوران الحلقات يتكون 512 بيت شعر جديداً، تبرز عمق الأدب العربي وغنى اللغة العربية في رسالة للإرث الأصيل برؤية إبداعية متجددة، واندماج متناغم بين الأدب والفن يدعو الزوار لاستكشاف جمال الشعر العربي بطريقة غير مسبوقة.
جسر فني
ويضم المهرجان الذي يستمر حتى نهاية فبراير الجاري، معرضاً للخط يقع في منطقة التراث بالعلا ويعرض مجموعة مختارة من الأعمال الفنية والمؤسسية التي تحتفي بموضوع «التراث في الخط» وتضم أعمالاً لفنانين مرموقين تمزج بين الأصالة والمعاصرة، ما يجعلها جسراً فنياً بين الماضي والحاضر. كما خصص المهرجان، قسماً للموضة والتصميم، حيث تم تحويل منزل تراثي قديم إلى معرض ينبض بالحياة، يُبرز فن الخط العربي في عالم الموضة والتصميم ويقدم تصاميم حديثة تُزين «العبايات» والأثاث والمجوهرات، بالتعاون مع نخبة من المصممين المبدعين الذين يجمعون بين الفن والحرفية الراقية، إلى جانب قسم «النساء في عالم المجوهرات».
عروض وورش
وتشمل فعاليات المهرجان أيضاً ورش عمل ومحاضرات تستعرض التقنيات الدقيقة لفن الخط العربي وتاريخه الغني. كما يتضمن المهرجان عروضاً حية لفن الخط العربي، حيث تتحول الساحات العامة إلى لوحات ديناميكية تنبض بالحياة معبرة عن روح فن الشارع العربي احتفاء بالفن الخالد.
رحلة ثقافية
أكدت سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»، أن مهرجان الخط العربي في العلا يعكس التزام «خولة للفن والثقافة» العميق بالحفاظ على تراثنا الغني، وتقديمه للأجيال القادمة بطريقة مبتكرة، من خلال دمج الخط العربي مع عناصر الفن المعاصر.
وقالت سموها: «نحتفي بجمال هذا الفن الأصيل الذي يعبر عن هويتنا الثقافية، ونفتح آفاقاً جديدة للتفاعل مع المجتمع العالمي»، مشيرة إلى أن المهرجان ليس مجرد حدث فني، بل هو رحلة ثقافية تبني جسوراً بين الماضي والحاضر، وتجمع بين الإرث العريق والرؤية المستقبلية.
مكانة الخط العربي
أضافت سموها: «يسعدنا أن نكون جزءاً من هذا الحدث المميز في العلا، التي تعد واحدة من أجمل المواقع التاريخية في المملكة العربية السعودية، ونؤمن بأن هذا المهرجان سيعزز مكانة الخط العربي على الساحة الدولية، وسيسهم في تعزيز التبادل الثقافي والإبداعي بين الشعوب المختلفة، ونحن فخورون بتقديم منصة للفنانين والمصممين والمبدعين في مجالات مختلفة، لإظهار مهاراتهم وابتكاراتهم، ولتمكينهم من مشاركة رؤاهم الفنية في هذا الإطار الفريد».
فنانو الإمارات
تشمل قائمة الفنانين المشاركين في المهرجان عبدالقادر الريس، وعزة القبيسي، وإبراهيم زكي، ووسام شوكت، وعبدالله عكار، وأحمد أمين، وفهد الجبيري، وخالد المطلق، وغالب حويله، وساندرا وهيب.
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
السودان.. ندوات وشاشات تفاعلية وإصدارات من المطبعة لمعرض الكتاب
يشهد جناح السودان، إقبالا كبيرا من المهتمين بالثقافة السودانية إضافة إلى السودانيين المقيمين بمصر، ويتضمن الجناح باقة مختارة من كتب التاريخ والروايات والشعر كما يشارك بالمعرض جامعة الخرطوم وعدد من دور النشر السودانية بمئات العناوين المعدة خصيصا لهذه الدورة، التي تروي ثقافة السودان بكل تنوعه وتكشف إبداعات السودانيين في الرواية والقصة والتفرد الأكاديمي، ومنها: «أهوال حرب أبريل السودانية، السودان شمالاً وجنوبًا والعودة إلى المربع الأول»، وغيرها من الإصدارات السودانية، مما يتيح للزوار إطلالة واسعة على الثقافة السودانية.
ويشارك الجناح السوداني في الفعاليات بشاشات عرض تفاعلية تُقدم إضاءات حول الثقافة والهوية السودانية، إضافة إلى عرض الإمكانات المتنوعة التي تزخر بها البلاد، وتسليط الضوء على التراث الغني والتنوع الثقافي.
ويقول أحمد عبد الرحيم مكاوي، المسؤول عن الجناح لـ «الأسبوع»: توجد فى المعرض عدة إصدارات عن الحرب في السودان والتي استمرت لمدة سنتين، وكانت حربا ضد المواطن السوداني، بما تعرض له من انتهاكات جسيمة وأفعال تتنافى مع الإنسانية، مختتما حديثه بتوجيه الشكر إلى مصر على التنظيم الرائع لهذه الدورة من المعرض.
وعلى الرغم من عدم قدرة بعض دور النشر السودانية على المشاركة فى المعرض لظروف الحرب فإن السودان كان حاضرا وتفاعل رواد المعرض مع هذا الحضور بتقدير جهد من أسهموا فيه، كما شهد المعرض ندوة بعنوان «ثقافتنا في السودان وموريتانيا»، ضمن محور«أيام عربية»، واستضافت الدكتور إسماعيل الفحيل من السودان، والدكتور محمد ولد أحظانا من موريتانيا، وأدارتها الإعلامية منى الدالي.
وتحدث الدكتور إسماعيل الفحيل عن التراث المشترك بين مصر والسودان، وعمق العلاقات الثقافية والتاريخية بين البلدين، التي تعززها عوامل الجوار، والنسب، والمصاهرة، مشيرًا إلى أن التواصل الثقافى يمتد منذ القدم بفضل القوافل التجارية، واستمر حتى اليوم عبر التفاعل اليومي بين الشعبين، وتناول أهمية اللغة، موضحًا أن اللهجة السودانية مفهومة للمصريين، والعكس صحيح، مما يعكس الترابط اللغوي والثقافي، مؤكدًا أن الكثير من الأسر السودانية اختارت الإقامة في مصر بعد الحرب الأخيرة لسهولة التواصل والتفاهم، مسلطًا الضوء على التشابه بين العادات والتقاليد في البلدين، مثل الأطعمة وتأثير نهر النيل على الأدب والتراث الثقافي.
وتحدث الدكتور محمد ولد أحظانا عن تطور الشعر الموريتاني، ومراحل تطور التجربة الشعرية بدءًا من العودة إلى الجذور الشعرية في العصر الجاهلي والإسلامي، مرورًا بدعوات التجديد والإبداع.
واختتمت الندوة بالتأكيدعلى أهمية التراث المشترك بين الشعوب كجسر للتواصل الثقافي، وضرورة الحفاظ عليه وتعزيزه للأجيال القادمة.