الخليج الجديد:
2024-12-25@13:14:17 GMT

ملف الهجرة بين تونس والجزائر

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

ملف الهجرة بين تونس والجزائر

ملف الهجرة بين تونس والجزائر

هناك خلاف أو سوء تفاهم بين الجارتين طال نسبياً يؤكده غياب التنسيق الواضح بين البلدين منذ أشهر في ملف الهجرة والمهاجرين.

سيتعيّن على تونس والجزائر الجلوس إلى الطاولة والتحدث بصراحة الأشقاء حول هذا الملف المزعج لكليهما، وبحث حلول مشتركة مع الجارة الثالثة، ليبيا.

ملف الهجرة شاق وصعب على سعيّد، وخسر فيه كثيراً، داخلياً ودولياً، ويريد أن يعالجه بأقرب وقت لتقليل أضراره ولم يتمكن من ذلك رغم جهد بذله مع الإيطاليين.

لا الجزائر تملك ترف أن تغضب من الجارتين، تونس والمغرب معًا، ولا حكومة سعيّد تجازف بنصير ثابت، ألقت كل بيضها في سلته وخرجت عن حيادها التاريخي بملف الصحراء.

* * *

أرسل الرئيس التونسي قيس سعيّد، الأسبوع الماضي، وزير خارجيته نبيل عمار إلى الجزائر حاملاً رسالة شخصية إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. وعند عودة عمار إلى تونس، التقاه سعيّد، الجمعة، لبحث نتائج الزيارة.

لم تُكشف تفاصيل هذه الزيارة والرسالة، لا من تونس ولا من الجزائر، ولكن بيان الرئاسة التونسية أشار إلى أن سعيّد "أكد، مجدداً، العلاقات التاريخية بين تونس والجزائر، وعلى الحرص المتبادل على مزيد من تطويرها، لأن تاريخنا واحد وحاضرنا واحد ومستقبلنا لا يمكن أن يكون إلا واحداً ومشتركاً".

تكشف هذه الكلمات القليلة أن هناك خلافاً ما بين الجارتين، أو سوء تفاهم، ويبدو أنه طال نسبياً، وكان مراقبون كثيرون قد أشاروا إلى أن غياب التنسيق الواضح بين البلدين منذ أشهر في ملف الهجرة يؤكد وجود خلاف بينهما.

وتواترت اللقاءات التونسية الليبية في هذا الشأن، بينما لم يحصل ذلك مع الجزائريين، على الرغم من أن أغلب المهاجرين الوافدين من تونس يدخلون من الحدود مع الجزائر.

طبعاً لن يدوم هذا الخلاف طويلاً، فلا الجزائر تملك هذا الترف بأن تغضب من الجارتين، غرباً وشرقاً، تونس والمغرب، في الوقت نفسه، ولا تستطيع تونس وحكومة سعيّد بدورها أن تجازف بهذا النصير الثابت، الذي ألقت بكل بيضها في سلته، خصوصاً بعدما خرجت عن حيادها التاريخي في ملف الصحراء.

ولكن ملف الهجرة موضوع شاق وصعب على سعيّد، وقد خسر فيه كثيراً، داخلياً ودولياً، ويريد أن يعالجه بأقرب وقت ممكن للحد من أضراره الكثيرة، وهو لم يتمكن من ذلك، على الرغم من كل الجهد الذي بذله مع الإيطاليين.

وتؤكد الأرقام الإيطالية والتونسية أن عدد المهاجرين الواصلين إلى إيطاليا بعشرات الآلاف، عائلات بأكملها، شباب ونساء وأطفال، والذين تم منعهم من ذلك في السواحل التونسية كذلك، والغرقى والمفقودين بالمئات، وأن الأمر لم يتغير كثيراً رغم مراقبة السواحل المكثفة وكل الوعود بتطويرها، لوجستياً ومادياً.

داخلياً، لم يتوقف وصول المهاجرين إلى تونس من الحدود الجزائرية، وإلى صفاقس تحديداً، التي أصبحت ميناء الانطلاق نحو سواحل لامبيدوزا بامتياز، بينما المدينة، بل والمحافظة كلها، تنوء بهذا الحمل الثقيل، الاجتماعي والاقتصادي، والإنساني بالخصوص.

سيتعيّن على تونس والجزائر الجلوس إلى الطاولة والتحدث بصراحة الشقيقتين حول هذا الملف المزعج لكليهما، وبحث حلول مشتركة مع الجارة الثالثة، ليبيا.

وكان من الأجدى لو تم هذا قبل اجتماع روما الدولي حول هذا الملف، ولكن الخلافات منعت ذلك للأسف، ولكن الوقت لن يرحم، لا تونس ولا الجزائر ولا ليبيا.

للأسف، هذه صورة عربية حزينة أخرى، وإذا ما أضفنا إليها الجار المغربي المُقصى، فإنها تصبح مأساة لن يسامحنا عليها التاريخ.

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تونس الجزائر ليبيا إيطاليا صفاقس المهاجرون قيس سعيد ملف الهجرة تونس والجزائر ملف الهجرة

إقرأ أيضاً:

(هذا وقت الاصطفاف)

المؤامرات لا تتوقف من حولنا.. فى غزة ولبنان وسوريا وليبيا بل وحتى فى اليمن السعيد لم يسلم من المؤامرات!!
باختصار كل حدودنا ملتهبة ومشتعله.. والنار توشك أن تمسك بملابسنا.. لن يسلم أحد من تلك المخاطر.. وهذه المؤامرات التى لا تنتهى.. كل يوم اشتعال حريق فى جزء غال من الأمة العربية!!
لهذا علينا أن نستيقظ من غفلتنا.. وأن نتوقف عن إطلاق الشعارات المحفوظة.. مثلما يردد البعض بكل غباء أن مصر غير سوريا.. وهذا غباء منقطع النظير.. فقد سبق أن قالوا بذلك إبان الثورة التونسية.. فقالوا مصر غير تونس.. وماهى إلا أيام قليلة وانتقلت ألسنة اللهب من تونس لمصر.. ثم ليبيا وغيرها!!
لهذا كله ينبغى أن نستيقظ وأن نفوق من غفلتنا.. ونستعد لإطفاء أى شعلة حريق تنشب هنا أو هناك!!
كما أن تبريد الجبهة الداخلية.. ونزع فتيل أى أزمة قبل نشوبها هو الكفيل بتحقيق الأمن والأمان والاستقرار لهذا الوطن المستهدف!!
لأن كل جبهات التآمر تدرك أن العرب بدون مصر لاشىء.. وأن إسقاط مصر -لا قدر الل- كفيل بإسقاط الأمة العربية بأسرها فى حجرهم!!
ومن هنا فإننا نشدد على ضرورة تحقيق الاصطفاف الوطنى.. لحماية الجبهة الداخلية فى مصر ضد أى غدر أو تآمر، فالمطلوب من السلطة إطلاق الحريات وتحقيق المصالحة الوطنية بأسرع وقت.. مع كل من تلوثت أياديهم بالدماء.. فليس كل معارض خائن وعميل وكاره للوطن!!!
أيضًا على الشعب أن ينسى مراراته.. وأن يحرص على توحيد الجبهة الداخلية للوطن.. لأنها صمام الأمان ضد كل يد تتآمر على هذا الوطن الطيب.
حفظ الله مصر من كل شر.

مقالات مشابهة

  • مواطن إفواري متورط في إدارة شبكات الهجرة يسقط في قبضة درك اشتوكة
  • (هذا وقت الاصطفاف)
  • دراسة بحثية.. الهجرة غير النظامية والأزمة الديموغرافية في أوروبا «تحديات وفرص»
  • سفينة “الدب الأكبر” الروسية تغرق بين إسبانيا والجزائر (فيديو)
  • بالفيديو.. سفينة روسية تغرق بين إسبانيا والجزائر
  • تقرير: هشاشة ليبيا تُغذي أزمة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر
  • وزير الخارجية يُجري اتصالات هاتفية مع نظرائه من الإمارات والأردن والعراق والجزائر
  • وزير الخارجية يجري اتصالات مع نظرائه من الإمارات والأردن والعراق والجزائر
  • اتصالات هاتفية لوزير الخارجية مع نظرائه من الإمارات والأردن والعراق والجزائر
  • ميلوني: التهديد الروسي "أكبر مما نتصور"