المدير التنفيذي لقطاع الاستجابة والتعافي بـ «الطـوارئ والأزمات» بأبوظبي لـ « الاتحاد»: الذكاء الاصطـنـاعي في مشاريعنا المستقبلية
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
جمعة النعيمي (أبوظبي)
أكد الدكتور عبدالله حمرعين الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع الاستجابة والتعافي، مدير مشروع اعتماد الجاهزية المؤسسية لمركز إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لإمارة أبوظبي، أن منظومة الطوارئ والأزمات والكوارث الرئيسة، تشمل محاور معروفة، تتضمن الوقاية والاستعداد والاستجابة والتعافي. وأضاف: «من خلال العمل الذي قام به المركز في الفترة الماضية، قمنا بإضافة محاور جديدة، منها التنبؤ، والتعلم»، مشيراً إلى أن المركز يعمل على توظيف الذكاء الاصطناعي في مشاريعه المستقبلية، بما يخدم منظومة الطوارئ والأزمات والكوارث.
وقال الظاهري لـ «الاتحاد»: «إن أكبر معلّم لنا هو الحوادث والأزمات الكبرى الرئيسة، وهو الجانب الذي قمنا بالتركيز عليه خلال الفترة الأخيرة»، لافتاً إلى أن الأحداث الكبيرة التي مرت علينا، مثل أزمة «كوفيد - 19»، علمتنا الكثير من الدروس، حيث إن عدم توثيق هذه الدروس سيسبب لنا التحدي، وبناءً على هذه المرحلة قمنا بإيجاد هذا المحور الرئيسي، وهو محور التعلم. وحول مشروع اعتماد الجاهزية المؤسسية للمركز، أكد الظاهري أنه بعد الانتهاء من مراحل التطوير المؤسسي، واعتماد الأدلة والمنظومة الداخلية الخاصة بالأعمال في المركز، تم عرضها على القيادة، ووفقاً للتوجيهات عملنا على إيجاد أفضل الجهات المعنية بالتقييم الخاص بمنظومة الطوارئ والأزمات، حيث بدأنا بالتنسيق مع «أكاديمية ربدان» في العمل على إيجاد الشريك الأمثل والذي يتناسب في مجال التخصص، وخاصة في مجال الطوارئ والأزمات، ثم تم البدء في المشروع واتخاذ الإجراءات المناسبة.
وأوضح الدكتور الظاهري أن اعتماد موضوع «الجاهزية والمرونة المؤسسية» يعتبر محوراً مهماً طمحنا للوصول إليه، خاصة أن منظومات الطوارئ والأزمات والكوارث هذه الأيام اختلفت من منظومة تنسيق واستجابة ومتابعة إلى منظومة تنبؤ بالأحداث، مشيراً إلى أن أحد هذه المحاور التي تمت إضافتها في منظومة الطوارئ والأزمات والكوارث العالمية هي منظومة التنبؤ بالأحداث، حيث إننا لا ننتظر وقوع الحدث، مؤكداً أن التجارب السابقة، وخصوصاً خلال فترة وأزمة «كوفيد - 19»، بينت لنا مدى أهمية أن تكون على استعداد وجاهزية أفضل في المنظومة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الطوارئ والأزمات الطوارئ والأزمات والکوارث منظومة الطوارئ والأزمات
إقرأ أيضاً:
عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي والعاطفي
د. سعيد الدرمكي
الذكاء الاصطناعي (AI) هو قدرة الأنظمة الحاسوبية على محاكاة الذكاء البشري، مثل التعلم واتخاذ القرار، ويُستخدم في مجالات عدة كالصحة، والصناعة، والتكنولوجيا، مما يعزز الكفاءة والإنتاجية. في المقابل، يشير الذكاء العاطفي (EI) إلى القدرة على فهم وإدارة العواطف، مما يسهم في تحسين التواصل، والقيادة، واتخاذ القرارات الفاعلة. ورغم اختلاف مجاليهما، فإن تكاملهما أصبح ضروريًا لتعزيز الفاعلية في مختلف المجالات.
كان يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي على أنهما كيانان منفصلان، إذ ارتبط الذكاء الاصطناعي بالقدرات الحسابية والمنطقية، حيث يركز على تحليل البيانات واتخاذ القرارات بناءً على الخوارزميات، دون أي بُعد عاطفي. في المقابل، اعتُبر الذكاء العاطفي مهارة بشرية بحتة، تتمحور حول إدارة المشاعر والتفاعل الاجتماعي، مما جعله وثيق الصلة بالقيادة والتواصل. الفرق الأساسي أن الذكاء الاصطناعي يُعامل كأداة تقنية، بينما يُنظر إلى الذكاء العاطفي كجزء من الذكاء البشري يصعب محاكاته بالتقنيات.
يُعد كل من الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي مكملًا للآخر، حيث يواجه كل منهما تحديات دون الآخر؛ فالذكاء الاصطناعي، دون الذكاء العاطفي، يعاني من ضعف في فهم المشاعر البشرية واتخاذ قرارات تتسم بالتعاطف، مما قد يؤثر على جودة التفاعل مع البشر. في المقابل، يواجه الذكاء العاطفي صعوبات في تحليل البيانات الضخمة، والتنبؤ بالاتجاهات، وتحسين الإنتاجية، واتخاذ القرارات المعقدة دون الاستعانة بقدرات الذكاء الاصطناعي. لذلك، أصبح التكامل بينهما ضروريًا لتعزيز الكفاءة البشرية والتقنية معًا.
ويمكن تحقيق هذا التكامل من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل المشاعر عبر النصوص، والصوت، وتعبيرات الوجه، مما يتيح فهمًا أعمق للتفاعل البشري. في المقابل، يسهم الذكاء العاطفي في تحسين الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير برمجيات تجعله أكثر استجابة للمشاعر البشرية، مما يساعد في إنشاء واجهات مستخدم أكثر إنسانية وتفاعلية، تعزز تجربة المستخدم وتجعل التقنيات الذكية أكثر توافقًا مع الاحتياجات الاجتماعية.
ويسهم تكامل الذكاءين في تحسين العديد من المجالات. ففي قطاع الأعمال، يُستخدم الذكاء الاصطناعي العاطفي لتعزيز تجربة العملاء من خلال تحليل مشاعرهم والاستجابة لها بذكاء. وفي مجال الطب، تُوظَّف الروبوتات لدعم المرضى نفسيًا وعاطفيًا، مما يسهم في تحسين رفاهيتهم. أما في الموارد البشرية، فتعتمد الشركات على أدوات متطورة لتحليل رضا الموظفين وتعزيز تفاعلهم، مما يساعد في خلق بيئات عمل أكثر استجابة ومرونة.
ورغم الفوائد الكبيرة لهذا التكامل، فإنه يواجه تحديات تتعلق بالخصوصية والانحياز الخوارزمي وتأثيره على التفاعل البشري. فالذكاء الاصطناعي لا يمتلك وعيًا حقيقيًا، بل يعتمد على تحليل الأنماط والاستجابات المبرمجة، مما يجعله غير قادر على الإحساس الحقيقي. كما إن هناك مخاوف بشأن جمع البيانات الشخصية دون إذن، والانحياز في تحليل المشاعر، ومخاطر التلاعب النفسي بالمستخدمين. ويبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والعنصر البشري، بحيث لا يحل الذكاء الاصطناعي محل الذكاء العاطفي، بل يكمله لتعزيز الفاعلية دون المساس بجوهر التفاعل الإنساني.
أما فيما يتعلق بدور الأبحاث والتكنولوجيا في تحقيق التكامل، فيجب تطوير أنظمة قادرة على فهم المشاعر البشرية باستخدام تقنيات التعلم العميق وتحليل اللغة الطبيعية. كما ينبغي تعزيز الذكاء العاطفي الاصطناعي ليكون أداة داعمة للتجارب البشرية، بحيث يساعد في تحسين التفاعل والتواصل دون أن يحل محل المشاعر الإنسانية.
المستقبل يعتمد على التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي، مما يؤدي إلى ثورة في مجالات العمل والتعليم والتفاعل الاجتماعي، مع ضرورة وضع ضوابط أخلاقية تضمن التوازن البشري. يسهم هذا التكامل في تحسين بيئات العمل من خلال تحليل مشاعر الموظفين وتعزيز الإنتاجية، كما يتيح التعليم التكيفي الذي يستجيب لعواطف الدارسين، مما يعزز تجربة التعلم. وفيما يتعلق بالعلاقات البشرية، فإنه يدعم التواصل الفاعل، لكنه قد يؤدي إلى تراجع المهارات الاجتماعية إذا أُسيء استخدامه، مما يستدعي توجيه هذا التطور بما يحقق أقصى فائدة دون الإضرار بالجوانب الإنسانية.
من هنا، يمكن الاستنتاج أن التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي ضروري لتحقيق توازن فاعل بين الكفاءة التقنية والبعد الإنساني. فالذكاء الاصطناعي يُسهم في تعزيز الإنتاجية والدقة، بينما يضمن الذكاء العاطفي اتخاذ قرارات تتماشى مع القيم الإنسانية. وعلى الرغم من أن التكنولوجيا لا تستطيع محاكاة المشاعر البشرية بشكل كامل، إلا أنها قادرة على دعم الفهم العاطفي وتعزيز التفاعل البشري.
لذا.. فإنَّ تحقيق أقصى استفادة من هذا التكامل يتطلب توجيه التطور التكنولوجي نحو تعزيز القيم الإنسانية، وضمان الاستخدام الأخلاقي للابتكارات التقنية، بما يسهم في رفاهية المجتمعات واستدامة التطور ودعم مستقبل أكثر ذكاءً وإنسانيةً.