تعود الحياة ببطء إلى مدينة الحاج عبد الله في ولاية الجزيرة وسط السودان، لكنها عودة مثقلة بالألم والحسرة، فالعائدون من النزوح يجدون أنفسهم أمام مشهد قاتم من الدمار والخراب، إذ تحولت منازلهم إلى أطلال وذكريات.

"البيت مخيف"، بهاتين الكلمتين يصف محمد سعيد مشاعره المختلطة عند رؤية منزله، ويروي محمد كيف وجده منهوبا، حتى وثائق زواجه وصور أولاده لم تسلم من السرقة.

وبحسب تقرير لمراسل الجزيرة الطاهر المرضي، فإن آثار الدمار امتدت لتشمل كامل النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمدينة.

فسوق الحاج عبد الله -الذي كان يوما شريان الحياة الاقتصادية في المنطقة- أصبح اليوم ساحة مهجورة يسكنها الفراغ والغبار، وامتد الخراب ليطال جميع الوحدات الإدارية السبع في الولاية، مخلفا وراءه أثرا عميقا على حياة السكان.

وفي محاولة لاستعادة النظام، تسعى الشرطة المحلية إلى جمع المسروقات المبعثرة وإعادتها إلى أصحابها الشرعيين، لكن حجم المأساة يتجاوز هذه الجهود المتواضعة.

فالمؤسسات الحيوية في المدينة تحولت إلى هياكل بلا روح، المستشفى أصبح مبنى مهجورا بلا معدات طبية أو أجهزة منقذة للحياة، والمحكمة التي كانت رمزا للنظام والقانون صارت مجرد أطلال تتناثر فيها أوراق القضايا التي لم يحسم مصيرها بعد.

إعلان

بوادر أمل

يحيى -وهو أحد العائدين- يقف أمام ما كان يوما منزله، محاولا استحضار ذكريات السعادة العائلية التي عاشها فيه "لا زلت أتذكر ضحكات البنات في هذه الغرفة"، ويقول بحسرة "20 سنة من العمل والبناء تبخرت في لحظة".

هذه المشاعر المؤلمة تتكرر في قصص العديد من العائدين الذين يجدون أنفسهم أمام تحدي إعادة بناء حياتهم من الصفر.

ورغم المشهد القاتم فإن بوادر أمل خجولة تظهر مع عودة السكان التدريجية إلى مدينتهم "الحمد لله بدأت العودة"، يقول أحد المسؤولين المحليين، لكنه يضيف بأسى أن "الناس رجعوا ليجدوا بيوتهم منهوبة، يجب أن نبدأ من الصفر".

وبينما تستمر عملية العودة يبقى السؤال الأكبر معلقا: كيف يمكن إعادة بناء مجتمع تعرّض لمثل هذا الدمار الشامل؟ العائدون إلى مدينة الحاج عبد الله يجدون أنفسهم اليوم في مواجهة تحدٍ مزدوج: إعادة بناء منازلهم المادية، وترميم النسيج الاجتماعي والنفسي لمجتمعهم المنكوب، وفي خضم هذه المأساة تبقى قصصهم شاهدا حيا على تكلفة الحرب الباهظة على المدنيين الأبرياء.

وكان الجيش السوداني أعلن في 8 يناير/كانون الثاني الماضي سيطرته على مناطق جنوب وغرب ولاية الجزيرة بعد هجوم واسع على مواقع وارتكازات للدعم السريع ليسترد منطقة الحاج عبد الله.

يذكر أن قوات الدعم السريع سيطرت في ديسمبر/كانون الأول 2023 على أجزاء كبيرة من الولاية، بما فيها مدينة ود مدني، وأدى ذلك إلى نزوح عشرات الآلاف باتجاه القضارف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحاج عبد الله

إقرأ أيضاً:

جلسة طارئة مع جروس لمناقشة أسباب الخسارة أمام بيراميدز

كشف الإعلامي أحمد حسن عن طلب إدارة الزمالك بإجراء جلسة طارئة مع المدير الفني للفريق لمناقشة أسباب الخسارة أمام بيراميدز. 

وكتب أحمد حسن على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “إدارة الزمالك تعقد جلسة طارئة مع جروس لمناقشة أسباب الخسارة أمام بيراميدز”.

ترتيب الزمالك وبيراميدز في الدوري

بهذا الفوز، يواصل بيراميدز تصدره لجدول ترتيب الدوري برصيد 24 نقطة، بعد أن خاض 11 مباراة، فاز في 7 منها وتعادل في 3 وخسر واحدة. 

بينما يحتل الزمالك المركز الثالث برصيد 20 نقطة، بعد خوض 11 مباراة، فاز في 6 منها، وخسر 3، وتعادل في مباراتين.

مقالات مشابهة

  • الحاج: لماذا يخافون من القوات ويحاولون إستبعادها أو تهميشها؟
  • الداعية الإسلامي: إرضاء الله هو الغاية التي لا يجب أن نتركها
  • برعاية سفارة السودان بالقاهرة ومبادرة من كُلِّيتي الإمام الهادي وأمدرمان للصحافة انعقاد ورشة إعادة إعمار الجامعات السودانية
  • بعد الخسارة أمام بيرميدز.. نجم الزمالك يوجّه رسالة للجمهور «موّتنا نفسنا لآخر دقيقة»
  • الجيش اللبناني يواصل الانتشار في الجنوب بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي
  • جلسة طارئة مع جروس لمناقشة أسباب الخسارة أمام بيراميدز
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تعتقل شابا بعد اقتحام منزله غرب رام الله
  • والي مراكش يترأس اجتماعًا لتسريع إعادة إعمار منازل متضرري زلزال الحوز
  • ما الصلاة التي يجوز فيها ترك القبلة؟ عالم أزهري: في هذه «الصلوات فقط»