تناولت صحف عالمية الوضع المأساوي في قطاع غزة، مسلطة الضوء على حجم الدمار الهائل والمعاناة الإنسانية، وسط تساؤلات بشأن مستقبل المفاوضات وإمكانية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وفي مفارقة توضح حجم الدمار الذي حل بقطاع غزة كشف الطبيب البريطاني نظام محمود -الذي تطوع للعمل في غزة- عبر صحيفة "غارديان" عن صدمته من حجم الدمار في جنوب القطاع، واصفا المشهد بأنه يشبه هيروشيما حيث "سويت جميع المباني بالأرض".

وأضاف محمود أن الوضع في مستشفى ناصر بخان يونس "فوضى لا يمكن تصورها وأقرب إلى العصور الوسطى"، مشيرا إلى أن معظم الحالات التي عالجها كانت لنساء وأطفال، مع وجود إصابات في الرأس ناجمة عن "نيران قناصة متعمدة".

وفي السياق، أكد تحليل نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية للأكاديمي جون كير فيلير أن العالم تخلى منذ زمن طويل عن أكثر من مليوني شخص في غزة، إذ شهد القطاع على مدار 15 شهرا حربا مروعة أودت بحياة ما معدله 100 شخص يوميا.

وحذر الكاتب -الذي قضى شهرا في المناطق الإنسانية بغزة- من خطر انهيار حياة المدنيين في حال فشل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وعلى الصعيد الميداني في القطاع، نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" تقييما مهما عن ضابط الاستخبارات الإسرائيلية السابق مايكل ميلشتاين أقر فيه بأن الحرب "لم تؤد إلى انهيار حماس"، مؤكدا أن الحركة لا تزال هي "الطرف المهيمن" في غزة.

إعلان

ورأى ميلشتاين أن العمليات العسكرية حققت "إنجازات تكتيكية" فقط دون تحقيق أهداف إستراتيجية.

وفيما يتعلق بالخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بترحيل سكان غزة، كشفت "فايننشال تايمز" عن تفاصيل مثيرة حول تصريحات ترامب بشأن ترحيل فلسطينيي غزة، مؤكدة أنها لم تكن مفاجئة، وأن إسرائيل كانت على علم مسبق بها.

وفي السياق نفسه، نقلت "جيروزاليم بوست" عن مصادر مقربة من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أن ترامب يريد المضي قدما في الصفقة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيحاول إقناعه بـ"فتح بوابة الجحيم في المنطقة" التي تحدّث عنها سابقا، ليحصل نتنياهو على شروط أفضل في المرحلة الثانية.

من جهة أخرى، حذر تسفي برئيل المحلل في صحيفة "هآرتس" من أن خطة ترامب لترحيل الفلسطينيين قد تعرقل إطلاق سراح بقية الأسرى.

وأشار برئيل إلى أن نجاح الصفقة لا يتطلب فقط إنهاء الحرب، بل أيضا الامتناع عن استئنافها، والبدء في إعادة تأهيل غزة.

وحذر أيضا من أن المطالبة بإلغاء فكرة الترحيل قد تصبح شرطا رئيسيا لدى حماس، مما قد يعرض استمرار المفاوضات للخطر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

نيوزويك: عطلة نهاية الأسبوع التي صنعت ظاهرة ترامب وغيرت التاريخ

إذا كان مقتل ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرانز فرديناند يوم 18 يونيو/حزيران 1914 هو الشرارة التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى، فإن نهاية عطلة أسبوع في ربيع 2011 مثلت نقطة تحول كبرى في التاريخ القريب للسياسة الأميركية الحالية، إذ أطلقت سلسلة أحداث لا تزال تتكشف يوما بعد يوم حتى الآن رغم مرور 14 عاما على وقوعها، حسبما أوردته مجلة نيوزويك الأميركية.

وأوضحت المجلة -في مقال مطول للكاتب كارلو فيرسانو- أنه خلال تلك العطلة، أصدر الرئيس الأميركي وقتها باراك أوباما أمرا بقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ثم ما لبث أن انطلق يجهز خطابه الساخر الذي سيلقيه في اليوم الموالي خلال حفل عشاء مراسلي البيت الأبيض، تضمن انتقادات لاذعة لرجل أعمال اسمه دونالد ترامب، كان قد سخر في وقت سابق من أوباما وشكك في أهلية حكمه للولايات المتحدة مرددا مزاعم بأنه ولد خارج البلاد، ومن ثم فليس أميركيًا بالولادة.

REMINDER: Pres Obama at the 2011 White Correspondent’s Dinner absolutely DESTROYS Donald Trump! I’m betting Trump is still angry about this today as the entire audience laughs at him! #Priceless #WHCD pic.twitter.com/24kxy3oIAi

— (((DeanObeidallah))) (@DeanObeidallah) April 30, 2022

سخرية لاذعة

وحسب الكاتب، فقد كان على أوباما أن يتصرف خلال الحفل بشكل طبيعي وعادي حتى لا يلفت الانتباه، إذ إن عملية قتل بن لادن ظلت محاطة بسرية شديدة، وكان عليه بذل جهد كبير خلال إلقاء خطاب يفترض أنه ساخر، ويتضمن انتقادات لاذعة لغريمه ترامب الذي قاد حملة دعوة البيت الأبيض للكشف عن شهادة ميلاد أوباما.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: صبر ترامب نفد وأوهام سموتريتش لن تتحققlist 2 of 2نظرة على معاهدة نهر السند التي قد تشعل حربا بين الهند وباكستانend of list إعلان

وحرص أوباما على انتقاد ترامب، وقال إن نشر شهادة ميلاده أخيرا ستضمن للملياردير الأميركي سعادة بالغة، إذ ستجعله يتفرغ "لقضاياه المهمة، مثل هل قمنا بتزوير هبوطنا على القمر، وأين بيغي وتوباك؟".

وزاد بعض الكوميديين الذين شاركوا في الحفل الوضع سوءا بالنسبة لترامب الذي بدا وكأنه يغلي من السخرية منه، وبينهم سيث مايرز -صاحب برنامج توك شو شهير- الذي قال إن ترامب "صرح مؤخرا بأن لديه علاقة رائعة مع السود، وأظنه مخطئا إلا في حالة أن السود الذين يتحدث عنهم هم عائلة من البيض، أعتقد أنه مخطئ".

الترشح للرئاسة

ورغم أن شهادات كثيرة أوردتها نيوزويك تؤكد أن ترامب كان يغلي غضبا من السخرية اللاذعة الموجهة إليه، فإنه دأب على نفي ذلك موضحا أنه كان مستمتعا بفقرات الحفل.

وتوضح المجلة الأميركية أن ترامب كان قد تحدث علنا عن فكرة الترشح للرئاسة منذ الثمانينيات، لكن عديدا من مستشاريه السابقين قالوا، في تصريحات لنيوزويك ووسائل إعلام أخرى، إنهم يعتقدون أن الإهانة العلنية التي تعرض لها في تلك الليلة هي التي حسمت قراره في النهاية بالترشح بجدية لأعلى منصب في البلاد.

ونقلت المجلة عن دان فيفر -مستشار الاتصالات السابق في البيت الأبيض- حديثه الذي نشر في مجلة بوليتيكو الأميركية عام 2021، والذي قال فيه: "كان في ذلك الوقت الخطاب الذي اعتقدنا أنه الأكثر نجاحا لنا، سواء كان ذلك في النهاية، ربما، قد دفع دونالد ترامب للترشح للرئاسة.. هذا شيء يمكن للتاريخ أن يحكم علينا بخصوصه، لكن شعورنا كان رائعا".

وأوضح الكاتب أن خبراء ومستشارين مقربين من أوباما كشفوا عن أن إدارته كانت تتبع إستراتيجية سياسية علنية لرفع مكانة ترامب وغيره من العناصر التي كانت تُعَد حينها أقصى اليمين الهامشي، حتى بدا وكأنه أبرز معارض للرئيس بغرض استغلال الواقعة لمصلحتهم، لكن كل شيء ذهب في الاتجاه المعاكس، إذ ترشح ترامب للرئاسة بعدها بـ5 سنوات، وفاز بالرئاسة في سباق مثير لم يتوقع أحد نتيجته.

إعلان

وذكر الكاتب كارلو فيرسانو أن الجميع الذين خططوا وأيدوا رفع ترامب إلى مكانة زعيم المعارضة لأوباما، تبرؤوا من ذلك لاحقا، وكل واحد منهم بدأ يصرح: "ليست غلطتي، هكذا تعمل دواليب السياسة".

وعاد الكاتب إلى قصة حفل عشاء مراسلي البيت الأبيض، وقال إنه في الوقت الذي كان فيه الضيوف لا يزالون يعانون من آثار السهرة الطويلة صبيحة الأول من مايو/أيار، بدأت وكالات الأنباء تتناقل خبر مقتل بن لادن.

وتابع أن عددا من الشخصيات السياسية لا تزال تعتقد حتى الآن أن أوباما ارتكب خطأ جسيما بعدم استخدام مقتل زعيم القاعدة لإنهاء حرب أفغانستان، وترك عبئها يثقل كاهل رفيقه في الحزب جو بايدن لاحقا.

مقالات مشابهة

  • صحيفة بريطانية: ترامب وعد بالسلام لكن “المدنيين” يقتلون في غزة واليمن
  • ترامب يتوعد باتخاذ إجراء قانوني ضد صحيفة نيويورك تايمز
  • حياة الأطفال في غزة مهددة بالموت بسبب ارتفاع معدلات سوء التغذية
  • الجارديان: وعد ترامب بالسلام في اليمن لكنه جلب معه زيادة سريعة في عدد الضحايا المدنيين (ترجمة خاصة)
  • صحيفة: ترامب يسعى لدعم مصري في مواجهة الحوثيين
  • صحف عالمية: 100 يوم من إدارة ترامب زلزال سياسي واقتصادي
  • نيوزويك: عطلة نهاية الأسبوع التي صنعت ظاهرة ترامب وغيرت التاريخ
  • وزارة الدفاع الروسية تنشر مشاهد للقوات الكورية الشمالية التي ساعدت في تحرير كورسك
  • ابنٌ يقطع الإشارة فيصدم سيارة شقيقه ويودي بحياته وحياة مرافقيه
  • صحيفة عبرية: القنبلة التي هزت ميناء رجائي الإيراني جاءت من الصين