أبوظبي ريادة عالميـة في حفظ الأنواع المهددة بالانقراض
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
حققت إمارة أبوظبي نجاحاً جديداً في حفظ الأنواع المهددة بالانقراض، حيث ساهمت جهود الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، من خلال برنامج الإكثار في الأسر بإنتاج أول فرخ من طائر الحبارى الهندي الكبير بالتلقيح الاصطناعي.
ويعد هذا الإنجاز مؤشراً لأهمية جهود دولة الإمارات محلياً وعالمياً في حماية الأنواع، حيث ساهمت التقنيات المبتكرة التي طورها الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في إعادة الأمل بإكثار العديد من أنواع الحبارى المهددة بالانقراض، ومنها الحبارى الهندي الكبير، لا سيما أن أعداد الحبارى الهندي الكبير كانت تقدر بأكثر من 1000 طائر في ستينيات القرن الماضي، لكنها انخفضت إلى نحو 120 طائراً في الوقت الحالي، نتيجة عوامل متعددة، من أبرزها فقدان الموائل والصيد الجائر وحوادث الاصطدام بالأسلاك والمنشآت الكهربائية، بالإضافة إلى انخفاض معدل التكاثر الطبيعي.
وفي إطار جهود التعاون بين الجانبين الإماراتي والهندي، سيتم إنشاء بنك للحيوانات المنوية المجمدة للحفاظ على المادة الوراثية لهذه الطيور المهددة على المدى الطويل، وصون التنوع الجيني لهذه الطيور في الأسر والحياة البرية.
واحتفى علماء ومسؤولون وناشطون بيئيون في الهند بهذا النجاح، باعتباره خطوة رئيسية لاستعادة الوضع الطبيعي لهذا الطائر المهدد بالانقراض، حيث ساهمت حصيلة التجارب والدراسات العلمية، التي أجراها الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، في تعزيز الأمل بإنقاذ المزيد من الأنواع المهددة بالانقراض في مختلف أنحاء العالم.
مراكز الأبحاث
قال عبدالله غرير القبيسي، المدير العام للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، تعليقاً على هذا الإنجاز: «إننا سعدنا بمشاركتنا في هذا الإنجاز المهم لصالح الحبارى الهندي الكبير المهدد بشكل حرج والذي فشلت الطرق التقليدية المتعارف عليها في حمايته، مما دفع معهد الحياة البرية وحكومة الهند وراجستان إلى التعاون معنا لإنشاء برنامج مبتكر في عام 2018، يحاكي نموذج الإكثار في الأسر والإطلاق في البرية الذي طورناه في مراكز الأبحاث التابعة لنا في أبوظبي والمملكة المغربية وجمهورية كازاخستان». وأضاف القبيسي: «لقد شكلت الخبرة التي اكتسبناها على مر السنوات عنصراً أساسياً في نجاح هذا البرنامج الجديد للحفاظ على الحبارى الهندي الكبير.
فقد نجحنا في تطوير تقنيات مناسبة لهذا الطائر استناداً إلى التقنيات التي نستخدمها لإكثار الحبارى، ووضعنا في متناول الفريق الهندي المكلف بتنفيذ هذا البرنامج حصيلة خبرتنا ومعارفنا المتراكمة في تقنيات التلقيح الاصطناعي والحضانة والتغذية والتربية والرعاية وتربية الحشرات لتغذية الطيور». كما شمل الدعم الذي قدمه الصندوق للحفاظ على الحبارى العديد من الأنشطة الهادفة لنقل المهارات، حيث استقبل المركز الوطني لبحوث الطيور التابع للصندوق في مقره بأبوظبي فريقاً هندياً للتدرب على إدارة الطيور في الأسر، بما يشمل التغذية والرعاية البيطرية والتكاثر الاصطناعي للحبارى الآسيوية، والحبارى العربي المقارب في الحجم للحبارى الهندي الكبير.
وقد أمضى المختصون في الصندوق وشركة رينيكو المشغلة للمشاريع والمراكز العلمية للصندوق فترات طويلة في الهند لمساعدة المربين المحليين والعلماء على تطبيق وتكييف هذه التقنيات مع الحبارى الهندية الكبرى. كما قضى فريق العمل الميداني وقتاً في الهند خلال الحملة الأولى لجمع البيض مع نظرائهم في معهد الحياة البرية في الهند. وتضمن الدعم المقدم التدريب الميداني على الحضانة وبروتوكول التربية والتغذية وتصميم الأقفاص والتعامل مع الطيور. كما وفر الصندوق بعض الحاضنات والمعدات الحيوية والغذاء الخاص للحبارى، بالإضافة إلى تبادل المشورة عبر «الإنترنت» في الطب البيطري وتصميم المباني والأقفاص.
من جهتها، أعربت الشركة الدولية لاستشارات الحياة البرية «رينيكو» الشريك الاستراتيجي للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى عن فخرها بالإنجازات الرائعة لبرنامج الحفاظ على الحبارى الهندي الكبير. الفهم العلمي قالت سوتيرثا دوتا، الخبيرة في معهد الحياة البرية في الهند «حرصنا قبل إجراء التجربة على زيارة منشآت الإكثار في الأسر التابعة للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، حيث بدأت أبوظبي في تربية الحبارى في الأسر في عام 1977. كما أرسل الصندوق خبراءه إلى الهند لتدريب المختصين لدينا. وكان الغرض هو الفهم العلمي، وإتقان التقنيات الصحيحة للإكثار».
وحول التلقيح الاصطناعي للحبارى الهندي الكبير، قالت الخبيرة الهندية «بدأ هذا الإنجاز المهم باختيار ذكر بالغ في مركز رامديفرا في بوكران ضمن الجزء الشرقي من مقاطعة جيسالمير، واطلق عليه اسم (سودا)، ويبلغ من العمر 3 سنوات، وتم تدريبه باستخدام دمية لأنثى من نفس أصله الجيني، وهي الطريقة ذاتها التي تدرب عليها الفنيون الهنود في مراكز الصندوق الدولي للحفاظ الحبارى في أبوظبي. ومن ثم، قام علماء معهد الحياة البرية في الهند في الأسبوع الثالث من سبتمبر بنقل السائل المنوي الخاص بسودا إلى مركز سام في غرب جيسالمير، على بعد 200 كيلومتر تقريباً، لتلقيح (توني)، وهو الاسم الذي تم إطلاقه على أنثى تبلغ من العمر خمس سنوات».
وأضافت: «استجابت (توني) بشكل جيد للتلقيح الاصطناعي، ووضعت البيض في غضون ثلاثة أيام. وفقست إحدى البيضات في 16 أكتوبر الماضي لتنتج أول فرخ من طيور الحبارى الهندي الكبير من خلال التلقيح الاصطناعي». وقالت دوتا «لقد تجنبنا نقل الطيور المرباة في الأسر بين المركزين لمنعها من الإجهاد. وبمساعدة التلقيح الاصطناعي، أصبحت لدينا أداة إضافية للمساعدة في زيادة التنوع الجيني بتجنب تزاوج الأقارب، مما يساعد في إنتاج طيور قوية وقادرة على البقاء بعد إطلاقها في البرية».
ووصفت البروفيسورة شيام سوندار مينا، المتخصصة في علم البيئة، تجربة التلقيح الاصطناعي بأنها «نجاح كبير»، وقالت: «إن محبي البيئة سعداء جداً بهذا. أهنئ الجميع على هذه الأخبار السارة». الطيور النادرة أعرب آشيش فياس، نائب محافظ الغابات «الحياة البرية» في جيسالمير عن سعادته بهذا الإنجاز، قائلاً: «هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إكثار طائر الحبارى الهندي الكبير من خلال التلقيح الاصطناعي. سيمكننا هذا الاختراق من حفظ الحيوانات المنوية لهذه الطيور النادرة، وإنشاء بنك للحيوانات المنوية، وفي نهاية المطاف زيادة أعدادها». وأشار إلى أن تقنية مماثلة تم اختبارها على طائر الحبارى من قبل الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في أبوظبي، حيث أثبتت نجاحها، مشيراً في هذا الصدد إلى سفر علماء من معهد الحياة البرية في الهند إلى أبوظبي في العام الماضي لتعلم هذه التقنية.
وبعد تدريبهم، بدأت الجهود لإجراء تجربة مماثلة على طائر الحبارى الهندي الكبير. خبرتنا عبر السنوات ساهمت في الحفاظ على طائر الحبارى الهندي الكبير عبدالله غرير القبيسي قال الدكتور فريدريك لاكروا، المدير العام للشركة الدولية لاستشارات الحياة البرية: «إنه لشرف كبير لنا أن نساهم بمشاركة الأفكار والمعرفة والخبرات، مع تعزيز التعاون بين فرق مخلصة ومتفانية لتحقيق مستقبل أفضل لهذا النوع المهيب.
وتمثل هذه النجاحات الجديدة دليلاً على رؤية مشتركة، وشغف لا يتزعزع، ونهج شامل وعملي للحفاظ على البيئة والحياة البرية». واحتفت السلطات الهندية بهذا الإنجاز، حيث أعلنت ديا كوماري، نائب رئيس الوزراء في راجستان: «لقد تم تحقيق نجاح كبير في الجهود المبذولة للحفاظ على طائر الحبارى الهندي الكبير في جيسالمير، حيث أدى استخدام التلقيح الاصطناعي إلى إنتاج فرخ سليم، وهي خطوة تاريخية نحو زيادة أعداد طائر الحبارى الهندي الكبير المتناقص وإنقاذه من الانقراض».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأنواع المهددة بالانقراض الصندوق الدولی للحفاظ على الحبارى التلقیح الاصطناعی المهددة بالانقراض على طائر الحبارى هذا الإنجاز الحبارى فی فی أبوظبی فی الأسر
إقرأ أيضاً:
عوض باعمر.. من شغف الابتكار إلى ريادة صناعة المنظفات الطبيعية
أسس رائد الأعمال عوض حفيظ محمد باعمر مشاريع الصافي المتحدة وهو مشروع متخصص في إنتاج المنظفات الصناعية، مع التركيز الأساسي على منتجات غسل الأيادي وصابون غسيل الصحون.
يقول عوض باعمر أنه بدأ في المشروع بعد دراسة دقيقة للسوق واحتياجات المستهلكين، حيث لاحظ أن تزايد الطلب على المنتجات التي تجمع بين الفعالية والحفاظ على صحة البشرة.
طور عوض باعمر مشروعه بمكونات مبتكرة تعتمد على مواد طبيعية وآمنة، خاصة لمن يعانون من البشرة الحساسة. وتابع: "حرصنا أيضًا على أن تكون منتجاتنا صديقة للبيئة، سواء من حيث المكونات أو التغليف. ونهدف إلى توفير بدائل آمنة وفعالة في مجال التنظيف المنزلي والشخصي، وتقديم منتجات تنظيف فعّالة، خاصة في سائل غسيل الأيدي الذي يعمل بفعالية على إزالة الشحوم من الأيدي بعد الوجبات الدسمة."
وتحدث عن بداية فكرة المشروع وقال: أن أساس المشروع هو إيجاد حلول لما تعانيه الناس في الوقت الحاضر من مشاكل المواد الكيميائية الحارقة والإضافات الأخرى حيث درس السوق ومشاكل المستهلك حتى وجد أن الكثير منهم يعاني من حساسية استخدام المواد الكيميائية الحادة ومن هذا المنطلق لخص ودرس المشاكل لإيجاد حلول مناسبة لها والتي تتناسب مع المستهلك بشكل كلي.
وحول التحديات أوضح عوض باعمر أن من أصعب التحديات التي مر بها هو كيفية الحصول على المواد الخام التي تتناسب مع المواصفات التي يريدها مما دفعه إلى التعاون مع شركات من خارج الوطن العربي لتوفر له بعض المواد الخام حسب المواصفات التي يحتاجها.
ولفت عوض باعمر أن المشروع ينتج 7 أصناف من صابون غسيل اليدين منها الطبي والمعطر و المستخلص من زيت اللبان الظفاري الأصلي.
وأيضًا، تم إنتاج نوعين من صابون غسيل الصحون، أحدهما آمن على البشرة والآخر مستخلص من الليمون، الذي يقضي على الدهون الصعبة بأمان وسهولة، دون أن يترك رائحة الصابون على الأطباق بعد الغسيل.
وفي سؤاله عن الدعم المالي أشار إلى أنه لم يحصل على دعم مالي من أي من الجهات المعنية حيث بدأ مشروعه بتمويل شخصي من ماله الخاص.
وحول المشاركات المحلية والدولية، لفت عوض باعمر إلى أنه شارك في معرض المزيونة الاقتصادي الذي أُقيم في ولاية المزيونة في المنطقة الحرة بدعم من هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. كما يخطط للمشاركة في المعرض الخليجي، ويطمح للمنافسة في الأسواق العالمية.
.