«الحفاظ على الهوية الوطنية في ظل المتغيرات المعاصرة».. ندوة بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
نظمت مكتبة الإسكندرية من خلال قطاع البحث الأكاديمي، اليوم الإثنين، ندوة حول الحفاظ على الهوية الوطنية في ظل المتغيرات المعاصرة، بالتعاون مع المؤسسة الصديقية للخدمات الثقافية و الاجتماعية، تلاها جلسة حوارية تحدث فيها الشيخ الحبيب علي الجفري، وأدار الحوار كلاً من الشيخ محمد الكتاني، والشيخ مصطفى ثابت.
افتتح الندوة الدكتور محمد سليمان، رئيس قطاع التواصل الثقافي و القائم بأعمال نائب مدير مكتبة الإسكندرية، ونقل ترحيب الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، بالضيوف و الحضور، مؤكدًا أن المكتبة أرادت أن تكون ملتقى فكري وثقافي إيمانًا منها بأن المجتمعات لا تنهض إلا من خلال جهود أبنائها مشدداً على أهمية الندوة في ظل الوضع الذي يشهده العالم وتأثيره على الهوية التي تتعرض للعبث، وهو ما يتطلب وجود مرجعية وطنية للحفاظ على الهوية، وهذه مسؤولية تقع على عاتق كل المؤسسات الثقافية والوطنية بالدولة.
من جانبه، أكد الشيخ الحبيب علي الجفري، أن مصر تحمل راية العلم والثقافة، فهي منارة لمن يحيط بها وكذلك العالم أجمع، متحدثًا عن مفهوم مصطلح الهوية الذي يعتبر مصطلح معاصر مأخوذ من كلمة "هو"، وهوية الإنسان تعني حقيقته المطلقة وصفاته الجوهرية التي يتميز بها عن غيره.
وأضاف الجفري أن سؤال الهوية أصبح سؤال العصر في العالم أجمع، حيث أوصل الإغراق في نسبية الأشياء والأفكار والأمور العالم إلى حالة اللامنهجية، وأصبح هناك حالة من الفوضى نتاج ما بعد الحداثة، وأدت "العدمية" التي نشأت إلى حالة الفوضى التي يعيشها المجتمع الإنساني اليوم على الرغم من النجاحات التي حققتها في العلوم الأخرى.
وتابع: "نعيش في مرحلة انتقالية من فلسفة إلى أخرى وهذه التغييرات لا تحدث في البشرية إلا كل ٤٠٠ عام، ولابد أن نكون شركاء في صناعة الفكر وعدم التوقف عند استقبالها فقط كما حدث في المراحل السابقة، خاصة في ظل الارتباك الذي تشهده المنطقة وصل إلى تحدي وجود خلال العشر سنوات الماضية".
وتحدث الجفري عن مفهوم اللغة وعلاقته بالهوية، مؤكدًا أن اللغة تشكل وجدان الإنسان ومنهجيته في التفكير، ورغم مطالبته بتعليم الطلاب ٥ لغات أجنبية بداية من مرحلة المتوسط، ناشد الآباء والأمهات ألا يتحدثون مع أبناءهم إلا باللغة العربية، فاللغة ليست كلمات وقواعد فقط ولكنها معرفة وذوق وبدون ذلك يصعب علينا معرفة تاريخنا وديننا ولن يكون لنا مستقبل.
وأشار الجفري إلى أن الحالة العبثية التي يعيشها العالم اليوم والاختلاف الكبير في الهوية تتطلب المشاركة في صناعة المستقبل، خاصة فيما يخص الذكاء الاصطناعي الذي سوف يشهد تطورًا هائلاً لا يمكن تصوره خلال العشر سنوات المقبلة، وكل من لم يكون مشاركًا فيه سيكون عبدًا لصانعيه.
واختتم الجفري بالتأكيد على أن مصر دولة كبيرة أكبر مما يظن الجميع وقد تحملت الكثير، موجهًا حديثه للمصريين "لا تصدقوا من يحاول تقزيم دورها وبشكل خاص موقفها تجاه القضية الفلسطينية فقد قدمت ١٠٠ ألف شهيد في سبيلها، أعرفوا يا مصريين قيمة بلدكم فالله تفضل عليكم أن جعلكم مصريين".
من جانبه، قال الشيخ محمد الكتاني، إن قضية الهوية قديمة أعيد إثارتها عقب ظهور العولمة، التي تقوم على إزالة الفوارق وإحداث الامتزاج وعدم التباين بين المجتمعات، لصالح قوى معينة تسعى لأن يندمج العالم كله في بوتقة واحدة لا يعتز فيها أحد بهويته مضيفاً أن الهوية ناشئة عن الانتماء إذا لم يكن الإنسان منتمي إلى شيء لن تتضح هويته، منتقدًا عدم وضوح الرؤية عند الكثير من المتحدثين عن قضية الهوية، لذا تحتاج إلى جهود كبيرة لإبرازها في الثوب الذي يليق بها، ومحذرًا من خطورة محاولة تغيير الهوية.
فيما قال الشيخ مصطفى ثابت، إن سؤال الهوية و الانتماء شاغل للعقل البشري والدول، وفي مصر كان هذا السؤال شاغل المفكرين والكتاب وخاصة مع بداية القرن العشرون، ومع ظهور الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماع أعيد السؤال مرة أخرى.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية مكتبة الإسكندرية قطاع البحث الأكاديمي الحفاظ على الهوية الوطنية المتغيرات المعاصرة على الهویة
إقرأ أيضاً:
«الرماية وفنون الفروسية» أحدث إصدارات مكتبة الإسكندرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
أصدرت مكتبة الإسكندرية من خلال مركز دراسات الحضارة الإسلامية بقطاع البحث الأكاديمي، كتاب «الرماية وفنون الفروسية في العصر المملوكي» للدكتور محمد إبراهيم عبد العال.
تتناول فصول الكتاب الفروسية والفنون الحربية وبدايات علم الرمي بالقوس والسهم وأصوله وتطوره في عصر المماليك، ويلقي الكتاب الضوء على المؤلفات المملوكية التي تحدثت عن الفروسية وفنون الرماية خاصة كتب الفروسية المزينة بالتصاوير وما تتضمنه من أدوات الرماية ممثلة في القوس والوتر والسهم، سواء من حيث المواد الخام والأنواع والمقاييس والأوزان واستخدامات الرماية في العصر المملوكي سواء في الأغراض العسكرية، أو الرياضية.
كما يتناول الكتاب، اثر الفروسية والرماية على فنون التصوير والزخرفة من خلال مناظر الرماية التي ظهرت على التحف الفنية التطبيقية وتتضمن تنظيم وإدارة المعارك، و إستخدام الأسلحة وأدوات الحرب من السيوف و الرماح والسهام والآلات الحربية، بالإضافة الي وصف رنوك وشعارات الأمراء والسلاطين المحفوظة بالمتاحف الفنية والمجموعات الخاصة التي ترجع إلى العصر المملوكي.
وفي سياق متصل أصدرت مكتبة الإسكندرية من خلال مركز دراسات الإسكندرية و حضارة البحر المتوسط بقطاع البحث الأكاديمي، النسخة العربية لكتاب «وداعًا الإسكندرية»، تأليف الكاتب اليوناني هاري تزالاس، وترجمة الأستاذة غادة جاد.
يضم الكتاب إحدى عشرة قصة قصيرة يروي فيها الكاتب تجاربه الشخصية في الإسكندرية، حيث تأخذنا القصص إلى ماضي المدينة الكوزموبوليتانية كما عاشها المؤلف، عبر خلفية الأحداث التاريخية الكبرى، بدءًا من الأجواء الهادئة في أواخر الثلاثينيات، مرورًا بفترة الحرب العالمية الثانية، وصولًا إلى ثورة 1952 وما تبعها من تشتت للجالية الأجنبية في المدينة و ينسج الكاتب في قصصه شخصيات متنوعة من جنسيات وديانات مختلفة، لكنهم جميعًا سكندريون، عاشوا جنبًا إلى جنب في هذه المدينة العظيمة.
جدير بالذكر أن مكتبة الإسكندرية حرصت علي طرح هذا الإصدارات الجديدة داخل جناحيها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته السادسة و الخمسين، وذلك في إطار سعي المكتبة الدائم لتقديم ما هو جديد لديها من إصدارات لجمهور المعرض كل عام.