رسوم جمركية.. ترامب يتوعد أوروبا وتحذير من آثار عالمية
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأحد أن المنتجات الأوروبية ستكون "قريبا جدا" مستهدفة بدورها برسوم جمركية، وذلك عقب رسوم جمركية فرضها على منتجات من كندا والمكسيك والصين.
وقال ترامب للصحافة "إنهم يستفيدون منا حقا كما تعلمون، لدينا عجز بقيمة 300 مليار دولار، إنهم لا يأخذون سياراتنا ولا منتجاتنا الزراعية، لا شيء تقريبا، ونحن نأخذ كل شيء، ملايين السيارات ومنتجات زراعية بمعدلات هائلة".
وأضاف "ليس لدي جدول زمني، لكن الأمر سيحدث قريبا جدا".
مواقف أوروبيةبدوره، اعتبر وزير الصناعة الفرنسي مارك فيراسي أمس الأحد أن أوروبا يجب أن "تفترض شكلا من أشكال توازن القوى" في مواجهة تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية.
وقال إن "المفاوضات التجارية مع دونالد ترامب يجب أن تتخذ شكلا من أشكال توازن القوى"، مضيفا "من الواضح أنه سيتوجب علينا أن نرد".
وأشار الوزير إلى أنه ينتظر قرارات الإدارة الأميركية، واعتبر أنه "حتى يكون الرد فعالا يجب أن يركز على المنتجات المهمة بالنسبة للطرف الآخر وللبلد الذي تتفاوض معه".
وأضاف "يجب أن يكون -كما يقولون- شديدا، أي أن تكون له تداعيات على الاقتصاد الأميركي حتى يكون هناك تهديد ذو صدقية في المفاوضات".
إعلانوتابع وزير الصناعة الفرنسي "علينا أن نتوقف عن السذاجة"، داعيا إلى "حماية أفضل لصناعتنا" من خلال تنفيذ "قانون شراء المنتجات الأوروبية" من أجل إعطاء الأولوية للمنتجات المصنعة في أوروبا.
وأكد أن "التحدي الذي نواجهه هو البقاء متحدين، والاستفادة من القوة التي يمنحنا إياها هذا الاتحاد، أي السوق المشتركة التي لا تستطيع الولايات المتحدة الاستغناء عنها".
وقال فيراسي أيضا "ينبغي ألا نبدأ بتقديم التنازلات، وينبغي ألا نبدأ بالقول إننا سنشتري مزيدا من المنتجات الأميركية على هذه الجبهة الصناعية أو الزراعية أو تلك".
ولا تزال الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي منقسمة بين موقف "دفاعي" يميل إلى شراء المنتجات الأميركية، مثل الغاز الطبيعي المسال أو الأسلحة، في محاولة للهروب من نزاع تجاري مع إدارة ترامب أو نهج أكثر "هجومية" يميل إلى اتخاذ تدابير انتقامية محتملة.
من جهته، قال المستشار الألماني أولاف شولتس أمس الأحد إنه من المهم عدم تقسيم العالم من خلال إقامة حواجز تجارية جديدة، مشددا على أن الجميع يستفيد من العولمة.
وأضاف شولتس بعد اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "سنحاول مواصلة العلاقات الاقتصادية معا من منظور التعاون والعمل المشترك".
وكان زعيم المعارضة الألمانية فريدريش ميرتس -وهو المرشح الأبرز للفوز بمنصب المستشار في الانتخابات المقبلة- قد عبر في وقت سابق عن قلقه بشأن الرسوم الجمركية أيضا.
وقال ميرتس في مؤتمر نظمه حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قبل الانتخابات المقررة في 23 فبراير/شباط الجاري "الرسوم الجمركية لم تكن قط فكرة جيدة لحل صراعات السياسات التجارية".
وأضاف أن تكلفة الرسوم الجمركية ستثقل كاهل المستهلكين الأميركيين في نهاية المطاف، مطالبا الاتحاد الأوروبي بالدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة.
إعلانأما عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي كلاس كنوت فقال أمس إنه يتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها دونالد ترامب إلى ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة في الولايات المتحدة، مما سيضعف اليورو على الأرجح.
كما أعلن ترامب أمس الأحد أنه سيجري محادثات صباح اليوم مع رئيس الوزراء الكندي المستقيل جاستن ترودو ومع الحكومة المكسيكية بعد فرضه أمس رسوما جمركية بنسبة 25% على منتجات من كلا البلدين.
وقال ترامب للصحافة قبل مغادرته مقر إقامته في مارالاغو بولاية فلوريدا "سأتحدث مع رئيس الوزراء ترودو صباح غد (الاثنين)، وسأتحدث أيضا مع المكسيك صباح غد، لقد فرضنا تعريفات جمركية لأنهم مدينون لنا بكثير من المال، أنا متأكد أنهم سيدفعون".
بالمقابل، دعا رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو مواطنيه إلى دعم المنتجات المحلية، وذلك بعد إعلان الإدارة الأميركية فرض رسوم جمركية جديدة على واردات بلاده.
وقال ترودو في منشور على منصة إكس أمس الأحد "الآن هو الوقت المناسب لاختيار السلع المصنوعة في كندا".
وحث ترودو المواطنين على التأكد من ملصقات السلع لدعم المنتجات المحلية، مشددا على أن الشعب الكندي يجب أن يقوم بدوره.
وأعلن مسؤولون كنديون أمس أنهم سيوفرون آلية للشركات الكندية للحصول على إعفاء من الرسوم الجمركية الانتقامية التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ ضد الولايات المتحدة الأيام المقبلة.
وبموجب ما تسمى "عملية الإعفاء"، يمكن للشركات الكندية التقدم بطلب للحصول على إعفاء من الرسوم الجمركية أو استرداد الأموال شريطة استيفائها شروطا معينة.
وستكون الشركات مؤهلة للإعفاء إذا تعذر الحصول على السلع محليا أو بشكل معقول من مصادر غير أميركية.
إعلانوقال وزير المالية الكندي دومينيك لو بلان في بيان "نريد الحفاظ على هذه العلاقة، ولكن في مواجهة الرسوم الجمركية الأميركية غير المبررة ضد السلع الكندية فإننا نتخذ إجراءات لحماية اقتصادنا وعمالنا وشركاتنا، سنقف دائما مع كندا".
وأعلنت الحكومة الكندية عن رسوم انتقامية أول أمس السبت ردا على مجموعة من الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب.
من جانبه، قال مسؤول حكومي كبير أمس الأحد إن كندا ستتخذ إجراء قانونيا أمام الهيئات الدولية ذات الصلة للطعن على الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة.
وقال المسؤول في إفادة صحفية في أوتاوا -شريطة عدم الكشف عن هويته- "سنواصل بكل تأكيد اللجوء إلى الوسائل القانونية التي نعتقد أننا نملكها من خلال الاتفاقيات التي نتقاسمها مع الولايات المتحدة".
رد فعل مكسيكيوأعلنت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم أمس الأحد أنها تنتظر ردا من ترامب على اقتراحها وإجراء حوار بعد قراره فرض ضريبة بنسبة 25% على الصادرات المكسيكية، مضيفة أنها ستفصّل رد مكسيكو صباح اليوم الاثنين.
وفي "رسالة إلى الشعب المكسيكي" نشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي قالت شينباوم "أقترح أن ننتظر رد الرئيس ترامب على مقترحنا".
ووعدت بأن تفصّل صباح اليوم "الإجراءات الأولى" التي تنوي اتخاذها ردا على قرار ترامب الأحادي.
وكانت شينباوم أعلنت أول أمس السبت عن "تدابير جمركية وغير جمركية للدفاع عن مصالح المكسيك"، دون أن تخوض في تفاصيل.
كما اقترحت على نظيرها الأميركي تشكيل "مجموعة عمل تضم أفضل فرق الأمن والصحة العامة لدينا" للعمل على قضيتي تهريب المخدرات والهجرة.
وشددت شينباوم على أن "المكسيك لا تريد المواجهة"، مذكرة بشعارها "تنسيق.. نعم، تبعية.. لا".
وقالت الرئيسة اليسارية القومية -التي تعد بلادها أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة- "لا نحل المشاكل من خلال فرض رسوم جمركية".
إعلانووصفت الاتهامات التي وجهها الرئيس الأميركي إلى الحكومة المكسيكية بأنها مرتبطة بـ"الجريمة المنظمة" المتمثلة في عصابات المخدرات بأنها تصريحات "غير مسؤولة" و"افتراء".
ألم أميركيوفي السياق، اعترف ترامب بأن الرسوم الجمركية التي فرضها على المكسيك وكندا والصين قد تسبب ألما "قصير الأمد" للأميركيين.
ويؤكد ترامب أن هذه الإجراءات ضرورية للحد من الهجرة والاتجار بالمخدرات وتحفيز الصناعات المحلية.
وقال "قد نعاني من بعض الألم على المدى القصير، والناس يفهمون ذلك، ولكن على المدى الطويل تعرضت الولايات المتحدة للخداع من جانب كل دول العالم تقريبا".
تأثيرات عالميةوقال خبراء اقتصاد إن خطة الرئيس الجمهوري لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك و10% على الصين (أكبر 3 شركاء تجاريين للولايات المتحدة) من شأنها أن تبطئ النمو العالمي وتدفع الأسعار إلى الارتفاع بالنسبة للأميركيين.
واستعدت الشركات في أميركا الشمالية لرسوم جديدة يمكن أن تقلب القطاعات رأسا على عقب، من السيارات إلى السلع الاستهلاكية إلى الطاقة.
وستغطي الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب ما يقارب نصف إجمالي الواردات الأميركية، وستتطلب من الولايات المتحدة مضاعفة إنتاجها الصناعي لسد الفجوة، وهي مهمة كتب محللون في "آي إن جي" أنها غير قابلة للتنفيذ في المدى القريب.
وفي مذكرة صدرت أمس الأحد، قال المحللون "من الناحية الاقتصادية فإن تصاعد التوترات التجارية يمثل وضعا خاسرا لجميع البلدان المعنية".
وقال محللون آخرون إن الرسوم الجمركية قد تدفع كندا والمكسيك إلى الركود وتؤدي إلى "الركود التضخمي"، أي ارتفاع التضخم وركود النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة في الداخل.
ومن المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب والموضحة في 3 أوامر تنفيذية حيز التنفيذ في الساعة 12:01 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (05: 01 بتوقيت غرينتش) غدا الثلاثاء.
إعلانوقال بعض المحللين إن هناك بعض الأمل في إجراء مفاوضات، خاصة مع كندا والصين.
وذكر خبراء اقتصاد في "غولدمان ساكس" أن الرسوم من المرجح أن تكون مؤقتة، لكن التوقعات غير واضحة لأن البيت الأبيض وضع شروطا عامة للغاية لإلغائها.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس ونشر الأسبوع الماضي أن الأميركيين منقسمون بشأن الرسوم الجمركية، إذ عارض 54 % منهم الرسوم الجمركية الجديدة على السلع المستوردة وأيدها 43%، وكان الديمقراطيون أكثر معارضة والجمهوريون أكثر دعما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الرسوم الجمرکیة التی الولایات المتحدة دونالد ترامب رئیس الوزراء رسوم جمرکیة التی فرضها أن الرسوم من خلال یجب أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن تشعل حرب التعريفات الجمركية| تفاصيل
انتهت اليوم المهلة التي حددها دونالد ترامب قبل سريان الرسوم الجمركية التي فرضها على السلع الكندية والمكسيكية، من دون أن تتوصل الدول الثلاث إلى اتفاق.
كان الرئيس الأمريكي أخر حتى الرابع من مارس تطبيق رسوم جمركية بنسبة 25 % على هذه السلع والتي بررها بعدم بذل البلدين ما يكفي من جهود لمكافحة ادخال الفانتانيل إلى الولايات المتحدة وهي مادة أفيونية قوية مسئولة عن أزمة صحية في البلاد.
وفي حال لم يتم إرجاء هذا التدبير مجددا، ستفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع الواردة إلى الولايات المتحدة من هذين البلدين، مع 10 % على المحروقات الكندية. وقد تشمل هذه الرسوم سلعا من البلدين تبلغ قيمتها الإجمالية 918 مليار دولار ما سيكون له تأثير فعلي متوقع على الاقتصاد الأمريكي.
ويأخذ ترامب على كندا والمكسيك والصين عدم بذل جهود كافية لمكافحة الاتجار بالفناتانيل.
وأكد في فبراير أنه يفرض هذه الرسوم لحثها على التحرك. لكنه علق بدء تنفيذ القرار جتى الرابع من مارس بالنسبة لكندا والمكسيك فيما فرضت على الصين رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 % على الفور. وقد رفعت هذه النسبة إلى 20 % في مرسوم وقعه ترامب أمس الأول.
في المقابل، أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن بلاده ستفرض بدروها رسوما جمركية بنسبة 25% على ما قيمته 155 مليار دولار من البضائع الأمريكية، مؤكدا أن "لا شيء يبرر هذه الإجراءات الأمريكية". وجاء بيان ترودو بعيد إعلان ترامب أنه "لم يعد هناك من مجال" للمكسيك وكندا لتجنب زيادة الرسوم الجمركية.
وهدد رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو الكندية دوج فورد بقطع إمدادات الكهرباء عن عدد من الولايات الأمريكية الحدودية ردا على رسوم واشنطن. وقال فورد خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء: "سنستخدم كل الأدوات المتاحة لدينا في إذا حاولوا الإضرار بأونتاريو، سأرد بقوة وسأفعل ما بوسعي بما في ذلك قطع الكهرباء عنهم، وسأفعل ذلك وأنا أبتسم".
وأضاف:" أدعو جميع المقاطعات الأخرى كيبيك ومانيتوبا وكولومبيا البريطانية إلى التنسيق والتحرك بشكل مشترك، إن كانوا يريدون الضغط علينا، سنرد عليهم بقوة مضاعفة".
من جانبها، أعلنت الصين اليوم فرض رسوم على مجموعة من السلع الأمريكية. وأوضح بيان لوزارة التجارة الصينية بأن رفع الرسوم بنسبة 15% سيفرض على منتجات بينها الدجاج والقمح والذرة والصويا وستكون رسوما جديدة على منتجات أخرى بنسبة 10%.
وأوضحت وزارة التجارة الصينية في بيان أن واشنطن بتحركها الأحادي الجانب، تمس بالنظام التجاري متعدد الأطراف وتضعف أسس التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة.
وتعهدت الصين بـالقتال حتى النهاية، وقدمت دعوى قضائية لدى منظمة التجارة العالمية ووجهت تحذيرًا شديد اللهجة لإدارة ترامب، مؤكدة أن الشعب الصيني لن ينحني أبدًا أمام "الهيمنة أو التنمر".
وقال لين جيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في مؤتمر صحفي اليوم: "الضغوط والإكراه والتهديدات ليست الأساليب الصحيحة للتعامل مع الصين. محاولة فرض أقصى الضغوط علينا هي حساب خاطئ وخطأ جسيم". وأضاف: "إذا أصرت الولايات المتحدة على خوض حرب الرسوم الجمركية أو حرب تجارية أو أي نوع آخر من الحروب، فإن الصين ستقاتل حتى النهاية".
تأتي هذه الإجراءات الانتقامية والتصريحات النارية في وقت يستعد فيه الزعيم الصيني شي جين بينج لعقد تجمع سياسي رئيسي يهدف إلى تعزيز الثقة بقدرة بلاده على الصمود أمام التحديات الخارجية.
ووفقًا لبيان البيت الأبيض الصادر صباح اليوم، قررت الإدارة الأمريكية فرض التعريفات على كندا والمكسيك "لمواجهة التهديد الاستثنائي للأمن القومي الأمريكي، بما في ذلك الصحة العامة، بسبب تدفق المخدرات غير المشروعة".
لم يصدر أي رد رسمي من المسئولين المكسيكيين على التعريفات، لكن الرئيسة كلوديا شينباوم صرحت للصحفيين أمس الأول بأن لديها "خطة لمواجهة التعريفات" وستكشف عن تفاصيلها قريبا.
وتشكل الولايات المتحدة سوقا تجارية مهمة بالنسبة لكل من كندا والصين والمكسيك، بينما يرجح تأثر جارتي واشنطن (كندا والمكسيك) أكثر من تأثير هذه الزيادة على الصين، التي تملك ثاني أكبر اقتصاد في العالم.