المسلة:
2025-03-06@10:23:49 GMT

الربط السككي مع إيران مصدر قلق لميناء الفاو

تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT

الربط السككي مع إيران مصدر قلق لميناء الفاو

3 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: يثير مشروع الربط السككي بين العراق وإيران جدلاً واسعًا في الأوساط العراقية، إذ يتباين الرأي بشأنه بين من يرى فيه خطوة لتعزيز التجارة وحركة المسافرين، ومن يعتبره تهديدًا لمشاريع استراتيجية مثل ميناء الفاو، أو حتى ورقة ضغط إيرانية لإعادة ترتيب نفوذها الاقتصادي في المنطقة.

يشكل الخط البالغ طوله 32 كيلومترًا بين الشلامجة الإيرانية والبصرة العراقية جزءًا من خطة أوسع للربط السككي الإقليمي، إذ تسعى طهران منذ أكثر من عقدين إلى إنشاء ممر يصلها بالبحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسوريا. ورغم تغير المعادلات السياسية في سوريا، لا تزال إيران متمسكة بالمشروع، لكن هذه المرة بتركيز أكبر على السوق العراقية، ما يطرح تساؤلات حول الفائدة الفعلية التي سيجنيها العراق.

يؤكد المسؤولون العراقيون أن المشروع يستهدف تسهيل نقل أكثر من 5 ملايين مسافر سنويًا، لا سيما خلال المناسبات الدينية، كما يروجون له بوصفه وسيلة لتعزيز قطاع النقل وتقليل الحوادث على الطرق البرية.

في المقابل، يرى محللون اقتصاديون أن الجانب الإيراني ينظر إلى الربط السككي كقناة رئيسية لنقل البضائع إلى العراق، مما يمنحها ميزة تنافسية كبيرة على حساب المنتج المحلي، خصوصًا في ظل غياب إجراءات واضحة لحماية الصناعة العراقية.

يشير خبراء إلى أن العراق قد يستفيد من المشروع إذا جرى استغلاله كجزء من منظومة لوجستية أوسع، مثل تحويل ميناء الفاو إلى نقطة تفريغ للبضائع القادمة من آسيا ثم نقلها إلى إيران عبر السكك الحديدية. لكن حتى الآن، لا تبدو هناك خطط واضحة لتحقيق هذا السيناريو، ما يعزز المخاوف من أن المشروع سيخدم طهران بشكل أكبر مما يخدم بغداد.

تتزايد المخاوف بشأن تأثير الربط السككي على ميناء الفاو، الذي يُفترض أن يكون محورًا رئيسيًا في مشروع طريق التنمية، الذي يربط الخليج بتركيا وأوروبا عبر العراق.

ويرى معارضو المشروع أن ربط العراق بالسكك الحديدية مع إيران قد يحوّل البلاد إلى ممر عبور فقط، بدلاً من أن تكون مركزًا لوجستيًا إقليميًا. في حين يرى آخرون أن التكامل بين المشروعين ممكن، شريطة أن يتم التخطيط له بشكل يحقق مصلحة العراق أولًا.

يبدو أن المشروع بات أمرًا واقعًا، لكن نجاحه سيعتمد على كيفية إدارة العراق له. فإذا اقتصر دوره على تسهيل مرور البضائع الإيرانية، فقد يعمّق التبعية الاقتصادية لطهران، أما إذا جرى دمجه ضمن رؤية أوسع تعزز دور العراق كمحور تجاري، فقد يتحول إلى فرصة اقتصادية حقيقية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الربط السککی

إقرأ أيضاً:

 الجيوش الإلكترونية تهدد انتخابات العراق 2025

6 مارس، 2025

بغداد/المسلة: يتصاعد الحراك السياسي في العراق مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة في 2025، حيث تبرز الجيوش الإلكترونية كعامل محوري في تشكيل الرأي العام.

وتتحضر هذه الجيوش، التي تضم شبكات من الحسابات الوهمية والناشطين المدفوعين، لخوض معركة رقمية شرسة تهدف إلى الترويج لشخصيات معينة وتشويه سمعة خصومها السياسيين.

ويرى مراقبون أن هذه الاستراتيجية لم تعد تقتصر على الدعاية الانتخابية، بل امتدت لتشمل التأثير على قضايا حكومية حساسة مثل الفساد والخدمات العامة.

تتجاوز الجيوش الإلكترونية حدودها التقليدية كأدوات دعائية، إذ باتت تلعب دورًا في خلط الأوراق وإثارة الجدل حول ملفات كبرى مثل علاقات العراق الخارجية.

وتناولت تقارير حديثة استخدام هذه الجيوش لنشر معلومات مضللة تتعلق بالتوترات بين العراق وإيران من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى.

وأشارت دراسة أجرتها منظمة “الشفافية الدولية” في 2023 إلى أن العراق يحتل المرتبة 157 من أصل 180 دولة في مؤشر الفساد، وهو ما يجعل هذه القضية مادة دسمة للجيوش الإلكترونية لتوجيه الانتقادات أو التغطية على الفشل الحكومي.

تسعى القوى السياسية إلى استغلال الفضاء الرقمي لضمان الفوز في السباق الانتخابي، حيث أظهرت بيانات منصة “فيسبوك” في تقريرها لعام 2024 أن أكثر من 70% من الإعلانات السياسية في العراق تحتوي على محتوى يهاجم الخصوم بدلاً من تقديم برامج انتخابية.

واعتبر خبراء أن هذا التوجه يعكس ضعف الثقة في النظام الديمقراطي، حيث انخفضت نسبة المشاركة في الانتخابات من 62% في 2005 إلى 44.5% في 2018، وفقًا للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات. ويرى البعض أن هذه الجيوش تساهم في تعميق الشرخ بين الشعب والطبقة السياسية.

تبرز الحكومة الحالية محاولاتها للتصدي لهذا التأثير، إذ ألقت باللوم على الجيوش الإلكترونية في تضخيم جوانب الفشل الخدمي والإداري.

وترى تحليلات أن “هذه الحملات تهدف إلى إرباك المواطنين وإضعاف الثقة بالمؤسسات”.

ومع ذلك، يرى محللون أن الحكومة تستخدم هذا الاتهام كشماعة لتبرير عجزها عن تحقيق الإصلاحات الموعودة، خاصة في ظل استمرار أزمات الكهرباء والبطالة التي تفاقمت في السنوات الأخيرة.

وتتداخل الجيوش الإلكترونية مع الصراعات الإقليمية، حيث تُتهم جهات خارجية،  دعم بعض هذه الحملات لتعزيز حلفائها في العراق.

وكشفت أرصاد عن تنامي العمليات السيبرانية التي تستهدف التأثير على الانتخابات العراقية، مستفيدة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لنشر الأخبار المزيفة.

ويحذر مختصون من أن هذا التدخل قد يؤدي إلى تفاقم الانقسامات الطائفية والسياسية في البلاد.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  •  الجيوش الإلكترونية تهدد انتخابات العراق 2025
  • “غابات بغداد المستدامة”.. مشروع بيئي ضخم يعيد تشكيل العاصمة العراقية
  • الرواتب العراقية تواجه اختبار أسعار النفط
  • أمانة بغداد تطلق المرحلة الأولى من مشروع غابات بغداد المستدامة
  • زينب نصر الله: إيران وطننا الثاني
  • إيران تحظر دبلجة وعرض مسلسل معاوية
  • العراق.. إكمال عمليات الربط الشبكي للسونارات في المنافذ الحدودية كافة
  • خلال 10 أشهر.. إيران تصدر 294 ألف طن من المنتجات الزراعية إلى العراق
  • صمت الفصائل العراقية.. تكتيك سياسي أم موقف دائم؟
  • مصدر برلماني: حراك برلماني لإخراج القوات التركية من العراق