الفريق الركن آدم هارون ، الرجل الذي ما رأيناه يمشي إلا على الخط الوطني المستقيم .
أدرك باكرا أن الإلتزام بالقوات المسلحة هو محبة لا تنفصل مطلقا عن محبة السودان .
محبة تستوجب إنكار الذات والفناء تضحية وفداء .
جعل من شرف الجندية مصدرا وحيدا للإخلاص والوفاء لهذا البلد .
دلق ذلك المعنى في قلب ابناءه ، ومنهم مهند ، الذي التحق بكلية الشرطة حبا وكرامة لأهل السودان ، أن يكون خادمهم الأمين .


أبى أن ينعرج من خط والده مدرسة القتال والمقاتلة ، المعلم لفنوانها وآدابها .
فثبت مهند علما من أعلام معارك حرب الكرامة في محور تحرير مدينة بحري بولاية الخرطوم ، جسورا صلدا ، جاهرا بالقول :
أي خير لنا على ظهر الأرض ، والسودان يستوطنه الغزاة البغاة من عرب الشتات .
بدمه أمسك النقيب شرطة مهند مدارج العروج نورا نورا حتى فتحت له أبواب الشهادة والإستشهاد ، صدق الرؤيا !!
فحلقت الروح بعيدا عن الفانية ، ولكن بشرف الرجال والرجولة ..
ويزف – بإذن الله – إلى حلمه الآخر ، حيث أعد الله لعباده ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فاقرؤوا إن شئتم : ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) .
ويقف الفريق ركن آدم هارون بذات صفاته المميزة في رباط الجأش ، والسكينة والوقار والطمأنينة ، بكلماته التي يحسبها بميزان العقل والحكمة باستمرار ، في خطه المستقيم ، يتلقى نبأ استشاهد أبنه مهند قائلا :
لله ما أعطى ولله ما أخذ .
إنا لله وإنا إليه راجعون .
اللهم تقبله شهيدا في سبيلك .
هكذا قالها بيقين المؤمنين الصادقين

الدكتور فضل الله أحمد عبدالله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

نوبة صَحَيَانْ، لكافة أهل السودان

كان المغفور له بإذن الله الشيخ ميرغني مختار، الداعية الفقيه يقول لطلاب العلم الذين يواظبون علی حضور مجلسه فی مدينة عطبرة ممازحاً في جدٍ :(الموت ده حااار، ما بتعرفوه لحدي ما تضوقوه)!! ويهمهم بعضهم تِحِتْ تِحِتْ، ويقول يعني إنتَ ضقتو ياشيخنا!! ورحم الله شيخي عابدين إدريس صالح، الذی كان يواظب علی الدعاء عقب كل صلاة فيقول(اللهم طيِّبنا للموت، وطيِّبه لنا، واجعل فيه راحتنا ومسرتنا)!! فيخفض المرحوم محمد أبوبكر يديه، عند هذه العبارة وهو يقول ياشيخ عابدين مالك لسه بدري علينا، تذكرت هذه الحكايات الصغيرة في مبناها والكبيرة فی معناها،عندما أشعلت مليشيا آل دقلو الإرهابية حربها علی الوطن والمواطن والشجر والحجر، وقتلت الناس كيفما اتفق دون تمييز بين صغير وكبير امرأة كان أم رجل، حتی أصبح الموت هو السلعة الراٸجة، وهانت النفوس وأزهقت بغير حق، ومن لم يمت بالقتل مات بالحسرة أو بعدم تلقی العلاج، ولم يعد هناك إكرام لميِّتٍ بدفنه،ألا لعنة الله علیٰ الظالمين، ولم يعد السٶال عن المات منو؟وحلَّ محله القول الما مات منو؟

تحدث الناس كثيراً عن الدروس المستفادة من الحرب والتی هی كُرهٌ لنا، وعسیٰ أن تكرهوا شيٸاً وهو خير لكم، لم يكن الكثير من أهل السودان يتخيلون حتَّیٰ فی أحلك كوابيسهم أن تتحول بلادنا إلیٰ أرض قتل ودار حرب، حتی ناء عليهم الموت بكلكله وضاقت عليهم الأرض بما رحُبت، وضاقت عليهم أنفسهم، بل وضاقت بهم دول الجوار، وعلموا أن لا ملجأ من الله إلَّا إليه، فشدَّوا العزم واستنهضوا الهمم، ونفروا للذود عن تراب الوطن وعِرض الحراٸر، كلٌّ بما يطيق ما عنده، فأنفق الكثيرون من فلذات أكبادهم مثنیٰ وثلاث ورُباع، وبذلوا أموالهم ولم يتوانیٰ إلَّا العملاء والمنافقين ومن والیٰ المجرمين اللصوص ونهضت قوات الشعب المسلحة بالعبٔ الأكبر، وركزت أقدامها في مستنقع الوغیٰ كما العهد بها،فكانت الإنتصارات فی كل المعارك علی إمتداد الوطن شرقه وغربه ووسطه وشماله، ولم تكسب مليشيا آل دقلو الإرهابية معركة واحدة ولم تقاتل بشرف بل بالغدر والخيانة، وخيابة بعض العملاء،ولا تزال المعارك تدور حول الفاشر ولن تستطيع المليشيا المجرمة أن تلحس الزبدة من(أناف الأسد)طال الزمن أو قَصُر، بحول الله وقوته.

وبدأت أفواج العاٸدين تتقاطر إلیٰ السودان، بعدما ماذاقوا مُرَّ التشرد،وعلقم اللجوء وغصت حلوقهم بالمهانة التی تسِم معظم المعاملات خارج بلادهم التی عرفوا قدرها، وأول الدروس المستفادة إنه لا شٸ يعدل الوطن، ولو كان البديل هو جنةٌ فی الأرض (هَبْ جنة الخُلد اليمن، لا شٸَ يعدل الوطن)!!

وأصبح لزاماً علی كل سوداني وطني أن يعود لبلاده بروحٍ جديدة، لا مجال معها للتقاعس والإتكالية والسبهللية فی التعامل مع الأجانب كافةً، دون إتباع الإجراءات القانونية الفاعلة، وكلكم مسٶول عن أمن وطنه ولا فضل لعسكریٍّ علی مدني فی إنفاذ القانون إلَّا بالوطنية، فالأمن هو (سلعة غالية) يجب علی كل مواطن أن يدفع قيمتها حتی ينعم بها،ثمَّ علينا أن نعتمد فی معركة الإعمار علی ذواتنا وليس علی العمالة الأجنبية، فلا نريد أن نریٰ عمال البناء الأجانب الذين صاروا خنجراُ مسموماً في خاصرة الوطن،ولا عمال المزارع الذين ملأوا الجزيرة علی حين غفلةٍ من أهلها وقد رأينا من بعض الكنابي ما يعز علی الوصف، وهنا لا نعمم فمنهم سودانيين شرفاء وإن لم يكونوا من أهل الجزيرة، لكن الوجود الأجنبی طاغٍ، فلا مجاملة ولا تهاون بعدما (عرِف الناس إن الموت حااار، بل ضاقووه عديل)

نوبة صحيان هو صوت البروجي لإعلان بداية اليوم للعسكريين ويكون مع أول ضوء، وبما أن الشعب كله قد إندرج في صفوف الجيش، فلا بد من أن يستيقظ باكراً، وهو عارف إنو عاوز يعمل شنو!! مافی ركلسة تاني، ولا ضل ضحی ولا قعدة ست شاي، ولا غسالين عربات ولا غسالين هدوم ولا طبالي ولاتسالي ، فكل هذه المهن الهامشية هی أسّ البلاء بلا إستثناء.

-النصر لجيشنا الباسل.

-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.

-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء.

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الصرخةُ.. سلاحُ الوعيِ الذي أرعبَ الأساطيلَ
  • موقف طريف بين الدكتور عبدالله الربيعة ومهند الفيصل يحصد تفاعلاً واسعاً.. فيديو
  • نوبة صَحَيَانْ، لكافة أهل السودان
  • اتفاق المنامة السوداني الذي يتجاهله الجميع
  • الشرطة تصدر توضيحا بشأن الحدث الذي وقع في رام الله
  • رجل وإمرأة يعترفان بارتكاب جريمة قتل بشعة في السودان
  • كلما انهزمت المليشيا وأضطرت إلى الإنسحاب نحو الثقب الذي أطلّت منه نحو السودان
  • وفد إيراني يتوجه إلى عمان لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • سلاح الجو النوعي الذي أرعب الحركة الإسلامية