قادة أوروبا وحلف الناتو يبحثون التصدي لروسيا والرد على ترامب
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
يجتمع قادة دول الاتحاد الأوروبي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته اليوم الاثنين في بروكسل لمحاولة تعزيز الإنفاق الدفاعي في مواجهة روسيا، وكيفية التعامل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد قراره فرض رسوم جمركية على السلع من كندا والمكسيك والصين.
ومنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا منذ ما يقرب من 3 سنوات، زادت الدول الأوروبية ميزانياتها العسكرية بشكل كبير.
وأعطت عودة ترامب إلى البيت الأبيض بعدا جديدا للنقاش، إذ إنه يكرر في كل فرصة أن أوروبا يجب ألا تعتبر الحماية الأميركية أمرا محسوما بعد الآن. وهو الآن يطالب الدول الأوروبية بمضاعفة إنفاقها العسكري على الأقل، من خلال تخصيص ما لا يقل عن 5% من ناتجها المحلي الإجمالي لذلك، وهو رقم لم يحققه أي عضو في التحالف بما في ذلك الولايات المتحدة.
وفي العام الماضي، أنفقت دول الاتحاد الأوروبي في المتوسط 1.9% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع – حوالي 335 مليار دولار- وفقًا لتقديرات الاتحاد الأوروبي.
إعلان أرقام متباينةويمثل ذلك زيادة بنسبة 30% عن عام 2021، لكنه يخفي أيضاً تباينات واسعة بين دول الاتحاد الأوروبي.
وتعد بولندا ودول البلطيق من أكبر المنفقين على الدفاع من حيث الناتج المحلي الإجمالي، حيث تتصدر وارسو القائمة بأكثر من 4.1%، وفقا لتقديرات الناتو. لكن بعض أكبر اقتصادات الاتحاد الأوروبي مثل إيطاليا وإسبانيا تنفق أقل بكثير بحوالي 1.5% و1.3% على التوالي.
وإذا كان هناك إجماع على الحاجة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، إلا أن كيفية القيام بذلك لا تزال موضع جدل. ويلخص أحد المسؤولين الأوروبيين ذلك بقوله "السؤال ليس ما إذا كان يجب القيام بذلك أم لا، بل كيف نفعل ذلك".
وتقدّر بروكسل أن التكتل سيحتاج إلى استثمار نحو 500 مليار دولار إضافية في الدفاع على مدى العقد المقبل.
وقال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في رسالة إلى القادة "يجب على أوروبا أن تتحمل مسؤولية أكبر عن دفاعها الخاص. يجب أن تصبح أكثر مرونة، وأكثر كفاءة، وأكثر استقلالية وأكثر موثوقية كممثل للأمن والدفاع".
ودعت 19 دولة من دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، بنك الاستثمار الأوروبي إلى توفير مزيد من التمويل لإعادة التسلح ضد روسيا.
ستارمر وترامبووفقا لبيان من رئاسة وزراء بريطانيا، سيطالب ستارمر خلال اجتماع بوركسل من أوروبا "أن تضاعف جهودها لسحق آلة حرب بوتين في وقت يُظهِر الاقتصاد الروسي علامات ضعف".
كما "سيحض حلفاء المملكة المتحدة المقربين على التعبئة وتحمل نصيب أكبر من العبء لضمان أمن أوروبا" في مواجهة روسيا، وفق البيان.
من جانب آخر، سيخيم شبح الحرب التجارية على اجتماع بروكسل، فترامب الذي فرض للتو ضرائب بنسبة 25% على المنتجات الكندية والمكسيكية و10% على المنتجات الصينية، يكرر أن دور أوروبا سيأتي، وقابل الاتحاد الأوربي بالتهديد برد "حازم" إذا ما استُهدف برسوم جمركية "غير عادلة".
إعلانيذكر أن "حرب الرسوم" التي أطلقها ترامب، تضاف إلى دعوته لعضو الاتحاد الأوروبي الدنمارك للتنازل عن غرينلاند للولايات المتحدة ورفضه استبعاد العمل العسكري أو الضغط الاقتصادي لإجبار كوبنهاغن على الرضوخ، وهو ما أضاف مزيدا من التوترات إلى العلاقات عبر الأطلسي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دول الاتحاد الأوروبی المحلی الإجمالی
إقرأ أيضاً:
تركيا تقدم درسًا لأوروبا في الاستقلال الدفاعي
انتقدت المحللة العسكرية الفرنسية أنستاسيا شابوتشكينا اعتماد أوروبا على القوى الخارجية في الصناعات الدفاعية، مشيرةً إلى أن تركيا حققت استقلالًا دفاعيًا في فترة وجيزة، بينما لا تزال الدول الأوروبية متأخرة في هذا المجال.
وخلال مشاركتها في برنامج نقاشي على قناة “فرانس 24″، شددت شابوتشكينا على ضرورة تخلي أوروبا عن الاعتماد على المظلة الأمنية الأمريكية، قائلة:
“لا داعي للانتظار عشر سنوات لتحقيق الاستقلال الدفاعي!”
اختفاء غامض لسيدة في إسطنبول
الأربعاء 05 مارس 2025مخاوف أوروبية بشأن مستقبل الناتو
تأتي هذه التصريحات في وقت تتفاقم فيه الخلافات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. كما أن الموقف المهادن لروسيا الذي يتبناه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يزيد من مخاوف الأوروبيين بشأن مصير حلف الناتو.
وأشادت شابوتشكينا بالتجربة التركية، مؤكدةً أن أنقرة نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات الدفاعية خلال خمس سنوات فقط رغم العقوبات الأمريكية. وتساءلت:
“إذا تمكنت تركيا من تحقيق ذلك، فلماذا لا تستطيع أوروبا؟”
وحذّرت المحللة الفرنسية من أن تباطؤ الاستثمارات الدفاعية الأوروبية قد يضع مستقبل الناتو على المحك، مضيفة:
“بعد الحرب العالمية الثانية، نجحت الولايات المتحدة في بناء قوة دفاعية من الصفر، كما أن الصين والهند تسيران في الاتجاه نفسه… فلماذا لا تتحرك أوروبا؟”