فى عيد الشرطة الـ 73.. تعرف على أسماء إبراهيم شهيدة الأمل
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
لم يكن الحلم الذي راود العريف أسماء إبراهيم مجرد حلم بالعمل أو النجاح، بل كان يحمل أبعادًا أعمق: حلم بالأمومة، والحب، والخدمة لوطنها، لكن القدر كان أسرع من حلمها، فاستهدفت يد الإرهاب الغاشم كنيسة في الإسكندرية، لتنطفئ شمعة حياة كانت تضيء بوجهها البشوش، وتردد بصوت قوي "تمام يا أفندم... حاضر" كل صباح.
عندما غادرت أسماء منزلها في صباح ذلك اليوم، لم تكن تدري أنها ستفارق حياتها، ولم تكن تعلم أنها لن ترى طفلتها الرضيعة، "رودينا"، التي لم تفطم بعد، ولا ابتسامة طفلها "ساندي".
كانت امرأة جمعت بين الشجاعة في عملها، والحب في قلبها، زميلاتها يصفنها بأنها "أم للجميع"، فهي لم تكتفِ بأن تكون عريفًا مخلصًا في عملها، بل كانت مثالاً للمرأة القوية التي تنجح في الموازنة بين مسؤوليات الأمومة والخدمة.
قبل لحظات من استشهادها، كانت أسماء على بُعد خطوات قليلة من العميدة نجوى الحجار أمام الباب الرئيسي للكنيسة، تفحص السيدات الداخلات، لتسقط فجأة ضحية التفجير الإرهابي الذي أنهى حياتها، وأخذها عن عالمها. تفرقت أشلاؤها في الهواء، ولولا بقايا ملابسها لما استطاع زوجها التعرف عليها.
كانت الابتسامة التي لا تفارق وجهها، والتفاؤل الذي كانت تنشره بين زميلاتها، جزءًا من إرثها الذي تركته وراءها، فقدت الشرطة النسائية، وزميلاتها، وأطفالها، هذا الأمل الذي كانت تمثله، لكننا سنظل نذكرها، ونقتص لروحها الطاهرة.
في 25 يناير من كل عام، تتجدد الذكريات، وتنبض القلوب بذكرى ملحمة الإسماعيلية التي سطر فيها رجال الشرطة أروع صور البطولة والتضحية. يومٌ وقف فيه الأبطال في وجه الاحتلال الإنجليزي، صامدين كما الجبال، غير آبهين بالرصاص، متسلحين بعزيمة لا تلين وإيمان لا يتزعزع بوطنهم، كانت تلك المعركة علامة فارقة في تاريخ مصر، شاهدة على أن كرامة هذا الشعب لا تُمَس.
اليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الـ73 لعيد الشرطة، نتذكر أرواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم ليظل الوطن شامخًا، ليظل حرا من قيود المحتل، ليظل الشعب المصري الذي قاوم وصمد ولم يركع، نحن في عيد الشرطة، لا نحتفل فقط بإنجازات رجال الشرطة، بل نستذكر بتقدير واعتزاز كل روح طاهرة ارتوت بدماء الشرفاء في معركة الكرامة.
رسالتنا إلى أرواح الشهداء، أنكم نبض في قلب هذا الوطن، ودماؤكم الطاهرة هي منارة تنير لنا الطريق في كل لحظة، أنتم الذين غادرتم، ولكنكم لم تتركوا فراغًا، بل زرعتم فينا القوة والإصرار على أن نواصل مسيرتكم بكل فخر.
نحن هنا اليوم، نعيش بفضل تضحياتكم، نرفع علم الوطن عاليًا بفضل حمايتكم، وسنبقى نعمل من أجل وطنكم الذي أحببتموه حتى آخر لحظة في حياتكم.
كل شهيد في معركة الإسماعيلية، وكل شهيد من رجال الشرطة الذين سقطوا في ميادين الحق والعدل، أنتم الأبطال الذين أضأتم ظلمات الزمن بنور الوفاء والكرامة، كلما مر الزمان، ستظل ذكراكم حية في قلوبنا، فنحن أمة لا تنسى أبطالها، وتظل أرواحكم حاضرة فينا، تذكرنا دائمًا بأن الوطن غالٍ وأنه يستحق أن نضحي من أجله.
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: معركة الإسماعيلية عيد الشرطة
إقرأ أيضاً:
تعرف على حجم المساعدات التي وصلت لغزة بعد وقف إطلاق النار
أسقطت إسرائيل قرابة 100 ألف طن من المتفجرات على القطاع وبعد رحيل أكثر من 50 ألفا من الفلسطينيين بين شهيد ومفقود تحولت حياة الناجين إلى جحيم. بعد نحو أسبوعين من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة، ما يزال حجم المساعدات للقطاع أقل من حاجة أهله ودون ما نص عليه البروتوكول الإنساني الملحق بالاتفاق. صهيب العصا يرصد في التقرير حجم المساعدات والمواد الإغاثية التي وصلت إلى القطاع والتي لم تصل بعد.
1/2/2025