محالج مشروع الجزيرة ورجال العصر الذهبي (٣/٣)
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
بقلم صلاح الباشا
**************
صلة لما كتبناه في الحلقتين السابقتين عن الأدوار التي كان يقوم بها احد رجال العصر الذهبي بمشروع الجزيرة وهو العم الراحل السيد عبدالمجيد عبدالرحيم مدير عام المحالج منذ ماقبل استقلال البلاد وحتي العام ١٩٦٩م حين تقاعد بالمعاش وانتقل الي العاصمة فإننا هنا نتحدث عن الجانب الاجتماعي والاسري لذلك الرجل والذي كنا ونحن أطفال ثم صبية ثم شباب نشهد ادواره الكبيرة التي كان يقوم بها ومعه رفقاء الدرب من الاداريين والخبراء بالمشروع ، خاصة وقد كان عليه الرحمة يتيح لنا كطلاب فرص العمل المؤقت في اجازاتنا المدرسية السنوية كنوع من المساعدة لنا لتوفير متطلبات العام الدراسي من ملابس وادوات مدرسية وخلافه.
فإذا تحدثنا في النواحي الانسانيّة في حياته وحسب ما عرف عنه انه كان ودوداً و صادقاً و صدوقاُ و عطوفاً وخدوماً و كريماً و عفيفاً و شريفاً و متواضعاً ومرحاً يحب الضحك و المزاح, ويحبّه كل من عرفه من أبنائه أو أصدقائه ومن عملوا معه من عمّال وموظفين ومن رموز مجتمع المشروع العريض. فقد كان السيد عبدالمجيد عبدالرحيم رياضيا كما ذكرنا من قبل بمثلما كان شغوفاً بالفن و الأدب
و الثقافة.
كان منزله بمارنجان حيث يسكن في واحدة من سرايا المشروع وبالقرب من المحالج قبلة لكل غاشٍ و دانٍ ليلاً أو نهاراً فكان (شيخ عرب) بحق وحقيقة.
تزوج الراحل المقيم في العام 1945 من أسرة العجباني العريضة بام درمان و له عدد من الأولاد و البنات, و قام بتربيتهم على قيمه و سلوكه و حبّه للأدب و الشعر و الفنون وحسن التعامل مع المجتمع.. ولذلك كان ابناؤه قد ورثوا منه تلك الصفات في التعامل مع مجتمعهم الصغير سواء في المراحل الدراسية او في العلاقات الاجتماعية في مارنجان وبركات ومدني .
وقد احسن تربيتهم وتعليمهم وتزويجهم بعد رحيل زوجته عليها الرحمة في العام ١٩٦٥م.
• فالبكر من ابنائه هما التوأم هدى و منى عبدالمحيد وكان يلقب (بأبو التومات) هدى ربة منزل و منى كانت تعمل كمعلمة .
• اما مصطفى (رحمه الله) كان هو الابن الاول في أولاده الذكور وقد توظف في مصلحة الاصلاح الزراعي بالخرطوم إبان دراسته بكلية الاداب بجامعة القاهرة فرع الخرطوم ولكنه توفي شابا خلال دراسته الجامعية في العام ١٩٧٣م.
• اما ثاني ابنائه فهو عز الدين (رحمه الله) و كان فرِّيزا للاقطان في مشروع الجزيرة و توفي في العام 2016.
• والثالث هو محمد الذي التحق بالعمل كموظف في شركة الحبوب الزيتيه بالخرطوم وقد تزوج وانجب بنتا وولدا حفظهما الله .
أما ابنه الرابع والأخير هو المرحوم الدكتور وطبيب الاسنان علي عبدالمجيد والذي توفاه الله عام ٢٠٠٠م عقب تخرجه وعمله لعدة سنوات بالخرطوم.
• أما ابنته نها (رحمها الله)كانت ربة منزل وتوفيت عام 2023 بالقاهرة ولها أبناء و بنات و أحفاد حفظهم الله.
• وله ابنة تسمي مها وهي ربة منزل ولها عدد من البنات حفظهن الله.
اما سوسن فقد عملت سفيرة بوزارة الخارجية وقد كانت أخر محطة لها في عملها هي سفارة السودان في عاصمة مملكة السويد ( استكهولم) ولها عدد من الأبناء والبنات حفظهم الله.
أما آخر العنقود فهي هويدا وهي ربة منزل ولها إبن و بنات و أحفاد حفظهم الله جميعا.
ومن أصدقائه و إخوانه الذين عمل معهم و لهم مودّة خاصة في قلبه حسب إفادة اسرته الممتدة وافادة اصدقائه المقربين، هم للذكر فقط و ليس للحصر:
السيد مكي عباس و عمر الكارب وشقيقه يوسف الكارب و عمر أحمد يوسف و نور الهدى و حامد حميدة و المهندس إبراهيم عمر الأمين و إخوانه و فايز بخيت و محمود محمد علي و محمد عباس رحمة الله(الزعيم) وبابكر أيوب القدال وكشه واحمد مكي واحمد المبارك وموسي الحسن وعبدالله كرار وأمين عبدالله الفكي وعلي عبدالله عقارب و الزين بابكر الشفيع وحسن بابكر وعبدالله حاج بابكر وعبدالله كريم الدين والخير حمور وادم عبدالله والهادي احمد يوسف وامين الطيب وعابدين عبدالرحمن وابوالقاسم القاش وابونورا والجيلي الانصاري وحسن عبدالله هاشم وعبدالرحمن طه وحمد الميجر ومحمود حافظ وامام حاج عمر ومحمد عمر أحمد وطه الجاك طه وعباس عبادي ومحمد عبادي ومحمد بليل وحسن احمد سوار الدهب وعثمان قاسم وعبدالرحمن جيتو وعثمان احمد عمر عفان وعثمان الطاهر وعبد الله الباشا وحسن الباشا وغيرهم كثر .
بل كانت كل قطاعات العاملين بالمشروع من قدماء الموظفين وقدماء العمال بالمحالج والورش في مختلف الاقسام والادارات بالرئاسة والغيط كان شديد المعرفة بهم.
أما من خارج دائرة مشروع الجزيرة فكانت له علاقات مميزة مع اللواء محمد أحمد التجاني و مكي مدني و عبدالعزيز شدّو و الدكتور عبدالسلام المغربي و إبراهيم المغربي و الدكتور عبدالحافظ أبويوسف و الدكتور عبدالسلام صالح و المهندس سيّد عبدالله السيّد و أحمد كامل و بالطبع مهنّي فهمي و مرتضى أحمد إبراهيم وأخيه الدبلوماسي الشاعر صلاح أحمد ابراهيم و ال أحمد ابراهيم و عباس سعيد جيلاني و صالح محمد صالح المك و الشاعر الكبير كرف و الاستاذ الفنان أحمد المصطفى و مصطفى أبو شرف و الدكتور إبراهيم أبو الرّيش و محمد طه الفكي و غيرهم الكثير.
من أصهاره و أصدقائه أيضاً سعيد العجباني و سعد أبوالعلا و عبدالحميد أبوالعلا وسعد عبّادي و مصطفى عبّادي و عزالدين مصطفى و الأمين العجباني و عبدالقادرالعجباني و حسن العجباني وعلي العجباني وعبدالباقي محمد وبرهان الدين محمد.
و من أصهاره في أسرته الصغيرة الصّادق العجباني و سفيان محمد طه الفكي (رحمه الله) و عبدالحميد عبدالمجيد (رحمه الله) و حسن عبدالحميد أبو العلا و الدكتور خضر عبدالكريم أحمد (رحمه الله) و عباس حمد الله و محمد صالح.
وحتي أبناء الفقيد عبدالمجيد عبدالرحيم فقد استمرت علاقاتها وصداقاتهم مع اقراهم بالجزيرة او في الخرطوم كانت ممتدة حتي رحيل بعضهم عن الدنيا ولا تزال ذكراهم تسكن داخل افئدة اقرانهم ببركات ومارنجان ومدني والخرطوم .
وفي الختام نسأل الله تعالي ان يتغمد الفقيد الراحل المقيم عبدالمجيد عبدالرحيم بوافر رحمته وأن يكرمه بالجنة هو وزملاءه من رجالات مشروع الجزيرة الأوفياءموظفين وعمال و الذين كان لهم شرف خدمة هذا الوطن في اهم مرفق اقتصادي زراعي كانت تعتمد عليه البلاد وعلي مدي ثمانين عام متصلة مثلما هو معروف للكافة.
نعم... انهم رجال العصر الذهبي بل كانوا رجالا من ذهب.
رحمهم الله أجمعين.
ولا زلنا نعيش ذكري عصر محالج الجزيرة بل ولا زلنا نحفظ اسم الكبري المشيد علي الترعة والذي يؤدي الي منزله بسرايات الموظفين بمارنجان.. نعم انه
( كبري عبدالمجيد) الذي لايزال يحافظ علي هذا الاسم.
والي اللقاء؛؛؛؛
abulbasha009@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: مشروع الجزیرة ربة منزل رحمه الله فی العام
إقرأ أيضاً:
هدية من الوالي | قصة أول مسحراتي في مصر.. وأشهر من عمل بالمهنة
ارتبط شهر رمضان المبارك، بالعديد من العادات والتقاليد التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من التراث الإسلامي، ومن أبرزها شخصية "المسحراتي"، الذي يجوب الشوارع ليلًا لإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر.
مهنة المسحراتي تعود جذورها إلى فجر التاريخ الإسلامي، إذ يُعتقد أن بلال بن رباح، مؤذن الرسول، كان أول من نادى بالسحور، يعاونه عبد الله بن أم مكتوم، وكان الأول يوقظ الناس لتناول السحور، فيما ينادي الثاني بالكفّ عن الطعام عند اقتراب الفجر.
وفي مصر، تعود أقدم رواية عن ظهور المسحراتي إلى العصر العباسي، وتحديدًا عام 853 ميلادية، عندما قام والي مصر، إسحاق بن عقبة، بنفسه بالتجول ليلًا في شوارع الفسطاط لإيقاظ الناس للسحور، حيث كان يسير من مدينة العسكر إلى جامع عمرو بن العاص، مناديًا السكان للاستعداد للصيام، كهدية إلى الشعب.
من هنا ظهرت طائفة المسحرين التي أبدعت في فنون الإنشاد الديني وأضافت له فنون الازجال والأناشيد، مما نتج عنه فن شعبي له مفرداته عُرف باسم "فن القوما" وهو فن شعبي يعد في مضمونه شكل من أشكال التسابيح.
مهنة المسحراتي تطورت في العصر الفاطمي، حيث أصدر الحاكم بأمر الله قرارًا يلزم الناس بالنوم بعد صلاة التراويح، بينما كان الجنود يمرون على البيوت ويدقون أبوابها لتنبيههم للسحور، ثم تطورت هذه العادة، حتى تم تعيين شخص مختص بهذه المهمة، عُرف بـ"المسحراتي"، وكان يحمل عصا يدق بها على الأبواب مرددًا: «يا أهل الله قوموا تسحروا».
وكادت هذه المهنة أن تندثر لاحقًا، لكن السلطان الظاهر بيبرس أعاد إحيائها خلال العصر المملوكي، إذ كلف صغار علماء الدين بإيقاظ الناس للسحور، وفي عهد الناصر محمد بن قلاوون، ظهرت نقابة للمسحراتية، وكان أبرز روادها "ابن نقطة"، الذي ابتكر فن "القوما"، وهو نوع من التسابيح الرمضانية، كما أدخل استخدام الطبلة الصغيرة "البازة" بدلًا من العصا، ليقرعها بإيقاع منتظم، ما أضاف بُعدًا فنّيًا لمهنة المسحراتي.
المسحراتي أصبح بمرور الزمن جزءًا أصيلًا من الثقافة الشعبية المصرية، إذ لم يقتصر دوره على إيقاظ الصائمين، بل تحول إلى رمز رمضاني، وما زال مستمرًا في الصعيد وبعض الحواري الشعبية.
ويمتلك كل فرد من طائفة المسحرين أسلوبا خاصا، يجمع فيه العديد من المرادفات القولية والغنائية يستحسنه من اعتادوا على سماعه، ويجذبهم إليه كونه يقوم قبل رمضان بالاستعلام عن أسماء أصحاب المنازل وأسماء أبنائهم، ويدرج في نداءه تحية خاصة لكل منهم ضمن إبداعاته القولية.