سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" الضوء على التطورات الأخيرة في سباق الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة والصين، مستعرضة نموذج الذكاء الاصطناعي الذي أطلقته شركة ديب سيك الصينية، والذي أحدث ضجة في السوق ورفع التساؤلات حول تقدم الصين في هذا المجال.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن العالم شاهد يوم الإثنين الماضي كيف تم محو تريليون دولار من سوق الأسهم في يوم واحد، وهو حريق هائل أشعلته شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة غير المعروفة "ديبسيك".



وقد أدى إطلاقها لنموذج ذكاء اصطناعي جديد، يُعرف باسم "آر1"، إلى قلب الافتراضات حول تفوق الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي وأثار احتمال تغلب الصين على وادي السيليكون في لعبته الخاصة.

ويستطيع هذا النموذج "التفكير" في حل المشاكل العلمية المعقدة ويضاهي في أدائه البرمجيات الرائدة من عمالقة التكنولوجيا الأمريكية، لكنه تم تطويره بسعر أقل من سعر تلك النماذج.

وسرعان ما أزاح تطبيق "شات جي بي تي" باعتباره التطبيق المجاني الأكثر تحميلا على متجر تطبيقات "آي أو إس" في الولايات المتحدة.



وأشارت الصحيفة إلى أن نجاح "ديب سيك" له آثار مزدوجة على صناعة التكنولوجيا؛ أولا، من المرجح أن يؤدي ذلك إلى تسريع التطوير التجاري للذكاء الاصطناعي واستيعابه، مثلما فعل تطبيق "شات جي بي تي" في سنة 2022.

وفي الوقت نفسه؛ يهدد التطبيق الصيني بهدم الافتراضات الاستثمارية التي قامت عليها سوق الأسهم الأمريكية بأكملها، وذلك من خلال إظهار أن تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة لا يتطلب كميات هائلة من البنية التحتية وبالتالي رأس المال.

والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: هل لحقت الصين بركب الذكاء الاصطناعي في اللحظة التي يدعي فيها العاملون في هذا المجال أنهم على شفا طفرة تاريخية ستضع الآلات على قدم المساواة مع الذكاء البشري، وهي العتبة المعروفة باسم الذكاء الاصطناعي العام؟

وبحسب إريك شميدت، الرئيس التنفيذي السابق ورئيس مجلس إدارة جوجل، فإن ابتكارات "ديب سيك" تؤكد أن الصين والولايات المتحدة متقاربتان في هذا المجال وأن التفوق الأمريكي غير مضمون.

وأوضحت الصحيفة أن شركة "ديب سيك" تأسست على مستويات من الطموح تماثل وادي السيليكون؛ فقد بدأت في سنة 2023 كمشروع جانبي للملياردير غريب الأطوار ليانغ وينفينغ، في الوقت الذي كان السباق على استنساخ "شات جي بي تي" يحتدم، وتحولت منذ ذلك الحين إلى أحد مختبرات الذكاء الاصطناعي الرائدة في الصين.

وقال ليانغ في مقابلة له السنة الماضية: "لماذا يعد وادي سيليكون مبتكرا للغاية؟ لأنهم يجرؤون على فعل الأشياء، فعندما ظهر شات جي بي تي، كان مجتمع التكنولوجيا في الصين يفتقر إلى الثقة في الابتكار".

وأضاف: "من المستثمرين إلى التكنولوجيا الصينية الكبيرة، اعتقدوا جميعا أن الفجوة كبيرة جدا واختاروا التركيز على التطبيقات بدلا من ذلك. ولكن الابتكار يبدأ بالثقة".

وأفادت الصحيفة أنه مع اضطلاع الصناديق المملوكة للدولة في الصين بدور أكبر في تمويل الشركات الناشئة في السنوات القليلة الماضية، شعرت بيئة ريادة الأعمال بالضغط لضمان العوائد خوفا من خسارة أصول البلاد.

وتتميز شركة "ديب سيك" بين الشركات الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي بأنها لم تجمع أي تمويل خارجي وبالتالي تحررت من هذه القيود.

وباعتبارها مختبرا بحثيا خالصا، فقد ركزت "ديب سيك" كل جهودها على دفع مجال الذكاء الاصطناعي إلى الأمام، بدلا من محاولة كسب المال.

ووفقا لأحد المستثمرين في مجال الذكاء الاصطناعي في الصين، فإنها فريدة من نوعها بين شركات الذكاء الاصطناعي الصينية؛ حيث لا توجد سياسات أو احتكاكات إدارية كما هو الحال في شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى أو الشركات الناشئة الأكبر حجما.

وأضافت الصحيفة أن نشأة شركة "ديب سيك" كصندوق تحوط كمي يعني أنها تمتلك مواهب هندسية تتمتع بفهم عميق للرقائق، ويظهر إنجازها في نجاحها الواضح في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة دون إنفاق مئات الملايين من الدولارات التي أنفقها منافسوها الأمريكيون.

وربما تكون قد اختصرت الطريق لتوفير التكاليف؛ حيث تدعي "أوبن إيه آي" أن لديها أدلة على أن "ديب سيك" تدرب على مخرجات نماذج "أوبن إيه آي" الخاصة، وهو أمر غير مسموح به بموجب شروط الاستخدام الخاصة بها، على الرغم من أنه يُعتقد أن هذه الممارسة غير المشروعة تستخدم على نطاق واسع من قبل الشركات الأمريكية أيضا.

ومن المفارقات أن محاولة واشنطن إعاقة قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين من خلال فرض ضوابط على تصدير الرقائق الأمريكية المتطورة اعتبارا من عام 2022 فصاعدا ربما تكون قد ساهمت في تحقيق نجاح "ديب سيك".

فقد اضطرت الشركة إلى إيجاد طرق مبتكرة لاستخراج أداء أعلى من الرقائق الأقل تطورا التي تمكنت من شرائها.

وأشارت الصحيفة إلى أن ادعاءات الشركة بشأن التكلفة المنخفضة والقدرات المتقدمة لنماذجها أثارت جدلا ساخنا حول مدى تأثيرها المزعزع للاستقرار؛ حيث أشاد قادة وادي السيليكون بابتكاراتها، مع التقليل من أهميتها في الوقت نفسه.

ووصف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، نموذج "آر1" بأنه "مثير للإعجاب"، بينما أشاد مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، بالشركة التي حققت "تطورات نأمل أن نطبقها في أنظمتنا".

ومع ذلك فقد وصف زوكربيرج الإنجاز الذي حققته شركة "ديب سيك" أيضا بأنه مجرد إنجاز من بين العديد من الإنجازات في مجال يتحرك بسرعة فائقة، مما يجعل من الصعب معرفة مدى عمق النهج المنخفض التكلفة الذي تتبعه الشركة في تغيير ديناميكيات هذه الصناعة.



ووفقا لبعض مراقبي التكنولوجيا في الصين، فإن التقدم الذي حققته شركة "ديب سيك" ليس مهما بما يكفي لتغيير حقيقة أن شركات الذكاء الاصطناعي في البلاد كانت تكرس نفسها إلى حد كبير لمحاكاة نظيراتها الأمريكية بدلا من تحديد اتجاه لنفسها.

ويقول آخرون إن حقيقة أن شركة تكنولوجيا ناشئة صينية هي التي تقف وراء آخر تقدم مثير للانتباه تمثل لحظة فارقة، وتغيّر الديناميكية في سباق الذكاء الاصطناعي بين البلدين.

وكتبت تيلي زانغ، محللة تكنولوجيا الصين في شركة "غافيكال دراجونوميكس" المتخصصة في أبحاث الصين، في ملاحظة نُشرت هذا الأسبوع: "قد لا تعني النماذج الأخيرة لشركة ديب سيك أن الصين تتقدم على الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي، ولكنها تُظهر أن الشركات الصينية تحقق تقدما ملحوظا في ابتكار البرمجيات الذي يخفف من القيود التي تفرضها ضوابط التصدير الأمريكية."

وأضافت: "سباق القيادة في مجال الذكاء الاصطناعي لم يعد يتعلق بمن لديه أفضل الرقاقات، بل بمن يستطيع استخدامها على أفضل وجه."

وبينت الصحيفة أنه رغم جدل أهمية اختراقات ديب سيك التقنية، إلا أنه لا يمكن إنكار الصدمة التي اجتاحت سوق الأسهم مع استيعاب المستثمرين لتداعيات ابتكارها الرئيسي، وهي تقليص تكلفة تدريب أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل كبير.

وأضافت الصحيفة أن نماذج "ديب سيك" تبدو أنها تقوض الحجة التي رددتها الشركات الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي على مدار السنة الماضية؛ حيث إن التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي يتطلب كميات ضخمة من رأس المال والبنية التحتية لتطوير ونشر تقنياتها على نطاق واسع.

بدلا من ذلك، تشير التقنية الصينية إلى أن النماذج الأمريكية الأكثر تكلفة لن تكون لديها اختلافات كبيرة، مما يثير مخاوف المستثمرين من حدوث صدمة انكماشية حادة.

وأفادت الصحيفة أن الكثيرين في وادي السيليكون يميلون إلى الحجة بأن الآخرين سيتبنون ابتكارات "ديب سيك"، مما سيخفض تكلفة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. وادعى مديرون مثل ساتيا ناديلا من مايكروسوفت أن ذلك سيجعل التكنولوجيا أكثر قدرة على تحمّل التكلفة ويزيد من استخدامها، مما يعود بالنفع على الصناعة.

في إشارة على ثقة الشركة في مكانتها، نشرت "ديب سيك" أبحاثها وأصدرت نماذجها بصيغة "الأوزان المفتوحة"، وهي نسخة أكثر محدودية من البرمجيات مفتوحة المصدر تسمح لأي شخص بتحميل واستخدام وتعديل التكنولوجيا.

وقالت الصحيفة إن هذا التحرك سيجذب متابعة واسعة من المطورين حول العالم الذين يبحثون عن نماذج "مفتوحة" لبناء التطبيقات عليها. ورغم أن معظم النماذج التي تطورها الشركات الرائدة في وادي السيليكون تظل مغلقة، إلا أن هناك استثناءات، أبرزها شركة ميتا، التي شهدت نماذجها المفتوحة زيادة كبيرة في الشعبية.

وأضافت أن نموذج "ديب سيك" متاح بتكلفة أقل بكثير، حيث تتقاضى 1.4 سنت لكل مليون رمز، ما يعادل حوالي 700,000 كلمة، بينما تتقاضى "ميتا" 2.80 دولار لنفس المخرجات من أكبر نماذجها.

وبعيدا عن تأثير "ديب سيك" على سوق منتجات الذكاء الاصطناعي، يعد اختراقها أيضا بأن يكون له تداعيات جيوسياسية، إذ يأتي في لحظة حاسمة يعتقد الكثيرون أنها تشكل نقطة تحول في المنافسة بين الولايات المتحدة والصين على الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي.

ونقلت الصحيفة عن كريغ موندي، المدير التنفيذي السابق في مايكروسوفت والمستشار السابق في البيت الأبيض، والذي يقدم المشورة لسام آلتمان من "أوبن إيه آي" بشأن سياسة وإستراتيجية التكنولوجيا، قوله: "لقد سرّعت "ديب سيك" من الحاجة الملحة لجميع البلدان لتقييم... توازن القوى التكنولوجي الناشئ بين الدول المختلفة."

وحذر داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة "أنثروبيك" الأمريكية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، من أن تمكن الصين من الوصول إلى مستوى متساو مع الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي سيكون له تداعيات على كل ما قد تُستخدم له هذه التكنولوجيا في المستقبل.

وأشار موندي، الذي يرأس أيضا المنتدى الدبلوماسي للحوار بين الولايات المتحدة والصين بشأن الذكاء الاصطناعي الذي أنشأه وزير الخارجية الأمريكي الراحل هنري كيسنجر، إلى أن الذكاء الاصطناعي كان "التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج في نهاية المطاف"، مما يعني أنه له أغراض إيجابية وخطيرة.

وذكرت الصحيفة أنه من المرجح أن يطغى ظهور "ديب سيك" على المناقشات عندما يجتمع المنتدى الدبلوماسي في غضون 90 يوما لمناقشة هيكل أمني متعدد الأطراف ولكنه مشترك لبرمجيات الذكاء الاصطناعي، وهو الموضوع الذي يتناوله موندي في كتابه الأخير جينيسيس، الذي شارك في تأليفه مع كيسنجر وشميت.

واختتمت الصحيفة تقريرها موضحة أن رواد الأعمال الشباب الطموحين في الصين يتطلعون إلى "ديب سيك" ومؤسسها كمصدر إلهام لبناء جيل جديد من التكنولوجيا القوية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الصينية البرمجيات امريكا الصين برمجيات تقنيات ذكاء اصطناعي المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی مجال الذکاء الاصطناعی نماذج الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی الولایات المتحدة الرئیس التنفیذی وادی السیلیکون شات جی بی تی أوبن إیه آی الصحیفة أن فی الصین بدلا من دیب سیک إلى أن فی هذا

إقرأ أيضاً:

حمدان بن محمد: أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي سيصبح محطة سنوية تستضيف صناع مستقبل التكنولوجيا من حول العالم

أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، في ختام «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي» الذي استضافت أحداثه أكثر من 30 ألف مشارك وخبير من حول العالم، وأكبر شركات التكنولوجيا العالمية وأبرز الشركات الناشئة الواعدة، أن دبي مستمرة في مسار تسريع تبنّي استخدامات الذكاء الاصطناعي لمضاعفة فرصه وتعزيز موقعها كمركز عالمي لشركاته ورواده ومواهبه.
وتضمن «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي 2025» الذي نظمه «مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي» أحد مبادرات مؤسسة دبي للمستقبل، 10 أحداث رئيسية في مختلف أنحاء دبي، وأكثر من 250 جلسة حوارية وورشة عمل، وشهد إطلاق أكثر من 30 مبادرة وشراكة واتفاقية بين القطاعين الحكومي والخاص والمستثمرين والشركات الناشئة، واستضافت فعالياته الخبراء والمبتكرين والمسؤولين والمختصين والمهتمين بالذكاء الاصطناعي من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى طلبة المدارس والجامعات في دبي، فضلاً عن مشاركة العديد من شركات التكنولوجيا العملاقة في فعالياته مثل «ميتا» و«مايكروسوفت» و«أوبن أيه آي» و«جوجل» و«آي بي أم» و«أمازون» و«إنفيديا» و«كوهير» وغيرها.
وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: «وجهنا بتنظيم الدورة القادمة من (أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي) خلال الأسبوع الأخير في أبريل 2026 وبمضاعفة كافة المستهدفات والفعاليات لتضم 20 حدثاً في أنحاء دبي، وبمشاركة أكبر الشركات التقنية والمتخصصة ليصبح هذا الأسبوع محطة سنوية تستضيف صناع مستقبل الذكاء الاصطناعي من حول العالم في دبي».
وأضاف سموه: «الذكاء الاصطناعي يحدث نقلة غير مسبوقة في التاريخ البشري وتحولاً جذرياً في طريقة تفكير وعمل الأفراد والمؤسسات والشركات والاقتصادات والمجتمعات والحكومات. والأكثر استعداداً لهذا التحوّل سيكون من يبني البيئة الحيوية الداعمة لتطوير تطبيقاته العملية، وتمكين مواهبه وكفاءاته، والتعاون مع رواد تقنياته، ودعم مشاريعه الناشئة، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع شركات التكنولوجيا العالمية لمضاعفة أثره الإيجابي، والعمل على ضمان الحوكمة المسؤولة لاستخداماته».
وتابع سموه: «ماضون في تفعيل فرص الذكاء الاصطناعي لتصميم مستقبل أفضل. والمرحلة المقبلة ستشهد اعتماد المزيد من شركاته في دبي، وتعزيز فعالياته التي تستضيف الخبراء وشركات التكنولوجيا من أنحاء العالم، وتوجيه رؤسائه التنفيذيين في الجهات الحكومية في دبي لتصميم استراتيجيات شاملة تمكّن تبنّي استخداماته في القطاع الحكومي بأفضل المعايير التي تنعكس إيجاباً على الفرد والمجتمع وجودة الحياة».
وأشار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم إلى أن الغاية هي ترسيخ مهارات استخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في المدارس والجامعات والبحث والتطوير والابتكار ومراكز البيانات، ومواصلة توفير مقومات تأسيس وتوسيع الشركات المليارية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن جاهزية دبي كوجهة عالمية لاستثماراته يعود إلى بنيتها التحتية التقنية المتقدمة وأطرها التنظيمية المرنة وحرصها على بناء القدرات وتمكين مواهب الذكاء الاصطناعي.
وقال معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، إن تنظيم «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي» جاء نتاج تراكم خبرات وتجارب ناجحة لعدة فعاليات وملتقيات ومؤتمرات نظمتها مؤسسة دبي للمستقبل على مدار السنوات الماضية ليصبح حدثاً شاملاً وتجمعاً عالمياً يضم نخبة خبراء الذكاء الاصطناعي وأهم شركاته ورواده وصناع مستقبله.
وأضاف معاليه: «مسيرة دبي في صناعة المستقبل القائمة على الاستعداد للتحولات القادمة والفرص الواعدة للتطبيقات التكنولوجية مستمرة برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل».

أخبار ذات صلة حمدان بن محمد يشهد توقيع اتفاقيات شراكة مع منصة Ignyte لدعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال حمدان بن محمد يطلق أكاديمية دبي للذكاء الاصطناعي

وتابع بالقول: «أصبح مفهوم تصميم وصناعة المستقبل نموذجاً إماراتياً متكاملاً يرتكز على الشراكات الفاعلة والتعاون الدولي وتوحيد جهود الحكومات والمؤسسات العالمية وتعزيز جاهزية المجتمعات لعصر متسارع التغيرات عنوانه الرئيسي الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته التي دخلت جميع القطاعات، والسرعة في مواكبة هذه التحولات وتوظيفها بشكل إيجابي ستكون المعيار الأهم».
فعاليات متنوعة
وضمن فعاليات «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي»، الذي نظمه «مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي» أحد مبادرات مؤسسة دبي للمستقبل، انعقدت «خلوة الذكاء الاصطناعي» في متحف المستقبل بدبي بمشاركة أكثر من 150 من الخبراء والمختصين من القطاعين الحكومي والخاص، ومصممي السياسات، وقيادات الصناعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي من كافة أنحاء العالم.
ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي
أما «ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي» فاستضاف أكثر من 10 آلاف مشارك وزائر ضمن «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي» إضافة إلى 25 وفد دولي من مختلف أنحاء العالم منها كوريا الجنوبية وكندا والهند وأستراليا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة، وشهد عرض أحدث التقنيات المبتكرة من كبرى شركات التكنولوجية العالمية مثل «ميتا» و«تسلا»، والعديد من الأفكار والمشاريع المبتكرة التي تشارك بها 60 شركة ناشئة من مختلف دول العالم، وجمع العديد من قيادات الشركات العالمية الكبرى، بجانب مشاركة 20 جامعة ومؤسسة بحثية.
مهرجان دبي للذكاء الاصطناعي
وتضمنت فعاليات الأسبوع أيضاً انعقاد «مهرجان دبي للذكاء الاصطناعي» والذي نظمه «كامبس دبي للذكاء الاصطناعي» بالشراكة مع مركز دبي المالي العالمي، واستقطب أكثر من 10 آلاف مشارك و500 من المستثمرين والخبراء وصنّاع القرار والمبتكرين ومشاركات بارزة من 100 دولة، وشارك فيه أكثر من 100 متحدث من مؤسسات عالمية رائدة في أكثر من 40 جلسة و30 طاولة مستديرة وورشة عمل.
أسبوع الذكاء الاصطناعي في المدارس بدبي
كذلك تزامن الحدث مع انعقاد «أسبوع الذكاء الاصطناعي في المدارس بدبي» من 21 إلى 25 أبريل 2025 الذي شارك فيه أكثر من 10 آلاف طالب من 60 مدرسة بدبي، بالتعاون مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، حيث تعرّف الطلاب على مفاهيم الذكاء الاصطناعي واستخداماته المستقبلية.
التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي
كما شهد «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي» منافسات «التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي» في دبي، في دورته الثانية التي استقطبت نحو 3800 مشارك من 125 دولة، تنافسوا على لقب أفضل مهندس أوامر برمجية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أربع فئات، بلغ مجموع جوائزها مليون درهم.
وتوّج التحدي المواطن الإماراتي عبدالرحمن المرزوقي عن فئة البرمجة، ويحيى قدورة عن فئة الصور الفنية، وإبراهيم حلمي عن فئة الألعاب الإلكترونية، وإبراهيم حجو عن فئة الفيديوهات القصيرة.
إلى ذلك، استضافت أحداث الأسبوع قمة الآلات يمكنها أن ترى (Machines Can See)، التي تُعد أكبر قمة متخصصة لمناقشة الإمكانات الحوسبية وتعلم الآلة، وإحدى أبرز المنصات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة، والتي انعقدت بالتعاون مع مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، وجمعت أكثر من 3500 من القادة والباحثين والمستثمرين والخبراء وصنّاع السياسات.
هاكاثون أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي
كما تخلل الأسبوع مسابقة «هاكاثون أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي: النماذج المستقلة» بدعم من «هاكماسترز»، والتي شارك بها 170 من المواهب الواعدة في هذا القطاع، وشملت مجموعة من التحديات التي شارك فيها المبتكرون لتصميم نماذج مستقلة للذكاء الاصطناعي تساعد في ابتكار الحلول العملية لتحديات ملحّة من الحياة اليومية.
استراتيجيات ومراكز بيانات
وتخلل «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي» إعلانات مهمة كإطلاق شركة «دو» مشروع مركز بيانات ضخم فائق النطاق في دولة الإمارات بتكلفة تُقدر بنحو 2 مليار درهم إماراتي، بالتعاون مع مايكروسوفت. كما شهد الأسبوع إطلاق هيئة الطرق والمواصلات بدبي استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي 2030 التي تشمل 81 مشروعاً ومبادرة.
تقارير
وضمن فعاليات الأسبوع، أطلق «مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي» الذي تشرف عليه مؤسسة دبي للمستقبل، تقريراً بعنوان «15 حالة تطبيقية للذكاء الاصطناعي في العمل الحكومي» لتسليط الضوء على مجموعة من أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي للارتقاء بالأداء الحكومي في دبي.
ومن منصة الأسبوع أيضاً، تم إطلاق تقرير «حالة الذكاء الاصطناعي في دبي» الذي تم إعداده من قبل هيئة دبي الرقمية بالتعاون مع مؤسس دبي للمستقبل عقب تقييم أكثر من 100 حالة استخدام عالية التأثير والعائد في مجال الذكاء الاصطناعي ضمن قطاعات استراتيجية متنوعة من بينها التخطيط الحضري، والرعاية الصحية، والتمويل، والتنقل، والمشتريات والتوظيف، وغيرها.
ونشرت دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، بالشراكة مع كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، خلال «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي»، تقريراً بعنوان «تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي بين موظفي حكومة دبي» أظهر أن 97% من موظفي الحكومة يرون أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي لها تأثير إيجابي في القطاع الحكومي، وأن 94% من موظفي القطاع الحكومي في دبي متفائلون بتأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على بيئة العمل.
أول دكتوراه في الذكاء الاصطناعي
وتخلل أحداث أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي الإعلان عن إطلاق أول دكتوراه في الذكاء الاصطناعي في الإمارة من قبل جامعة برمنجهام في دبي.
الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي
كما انعقد منتدى الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، ضمن فعاليات أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي، تحت شعار «تعزيز الرعاية الصحية بالذكاء الاصطناعي»، بحضور نخبة من قادة وخبراء المؤسسات العالمية الكبرى المتخصصة في هذا المجال الحيوي.
مؤتمر هيمس 2025
وانعقد «مؤتمر هيمس 2025» الحدث العالمي المتخصص في مجال مستقبل الصحة يوم الأربعاء 23 أبريل في فندق أبراج الإمارات بدعم من هيئة الصحة بدبي ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية.
ومثّل هذا الحدث فرصة حصرية للتواصل المباشر وتبادل الرؤى المتعلقة بتحول قطاع الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط، وسلط الضوء على عدة محاور مهمة، مثل استكشاف مستقبل الذكاء الاصطناعي التوليدي في قطاع الرعاية الصحية، وعلم الجينوم، والطب الدقيق، إلى جانب إلقاء الضوء على الأدوات المبتكرة التي تُسهم في تسريع التحوّل الرقمي وتعزيز نتائجه.
ابتكارات الذكاء الاصطناعي
وضمن أحداث الأسبوع، نظمت الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي «مؤتمر ابتكارات الذكاء الاصطناعي» لبحث الرؤى المستقبلية ودور الذكاء الاصطناعي في تمكين المؤسسات العامة والارتقاء بالخدمات الحكومية. وشهد هذا المؤتمر حضور أكثر من 500 مشارك و31 جهة حكومية.
الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي
كما أعلنت «أكاديمية دبي للإعلام» التابعة لمؤسسة دبي للإعلام خلال مشاركتها في «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي»، عن إطلاق «مبادرة الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي»، بهدف تطوير منظومة متكاملة من حلول الذكاء الاصطناعي المتخصصة في الإعلام العربي، تركّز على تمكين اللغة العربية على اختلاف لهجاتها مع مراعاة ما تتميز به المجتمعات العربية من فوارق ثقافية واجتماعية، وذلك لضمان إنتاج محتوى رقمي يعكس تفرد الهويات الثقافية العربية، وقادر على مخاطبة الجمهور بسلاسة.
اعتماد دبي لشركات الذكاء الاصطناعي
كما شهد «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي» الاحتفاء بأولى الشركات التكنولوجية الحاصلة على شهادة اعتماد الذكاء الاصطناعي (Dubai AI Seal) والتي تم إطلاقها مؤخراً لتصنيف واعتماد الشركات الموثوقة في مجال الذكاء الاصطناعي بدبي، ولتوفير إطار شامل يعزز فرص الشراكات بين الجهات الحكومية والشركات التكنولوجية المتخصصة في تطوير وتوفير تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
مبادرة من دبي الصحية
كما أطلقت «دبي الصحية» برنامج «ألِف»، المطور في دولة الإمارات، من قبل جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، والذي يٌعد الأول من نوعه في الدولة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويهدف البرنامج إلى تمكين الأفراد والمؤسسات من فهم الذكاء الاصطناعي عبر اكتساب المهارات العملية وتطبيقه بفعالية في بيئة العمل، ويوفر نهجاً علمياً يراعي المعايير الإقليمية والعالمية لتطوير الكفاءة في أساسيات الذكاء الاصطناعي والجوانب الأخلاقية المتعلقة به.
شركاء استراتيجيون
وضمت قائمة الشركاء الاستراتيجيين لأسبوع دبي للذكاء الاصطناعي كلاً من هيئة دبي الرقمية، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وغرفة دبي للاقتصاد الرقمي، ومكتب الذكاء الاصطناعي في حكومة الإمارات. كما شملت قائمة شركاء الأسبوع أيضاً كلاً من ميتا، وآي بي إم، وغوغل، ومايكروسوفت، ويانجو وغارتنر، وسويفت، وبي دبليو سي، وأوبن إيه آي، وإنفيديا، وبالانتير (Palantir)، وكوهير (Cohere)، وإيليفن لابز (ElevenLabs) وغيرهم.
موضوعات حيوية
وناقش الخبراء المشاركون في أحداث «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي» موضوعات حيوية مثل تأثير الذكاء الاصطناعي العابر للقطاعات، ودور الذكاء الاصطناعي في وظائف ومهارات المستقبل، وأثر أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم والبحث الأكاديمي، والذكاء الاصطناعي للقيادات، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي المسؤول، والذكاء الاصطناعي ومستقبل الإعلام، واللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • حمدان بن محمد: أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي سيصبح محطة سنوية تستضيف صناع مستقبل التكنولوجيا من حول العالم
  • الصين: الولايات المتحدة أكبر مخل بالنظام الدولي لضبط التسلح ومنع الانتشار النووي
  • بريطانيا تخاطر بفقدان 265 مليار دولار بسبب بطء تبني الذكاء الاصطناعي في العمل
  • الولايات المتحدة تكشف تفاصيل جديدة بشأن الانفجار الذي وقع قرب موقع تراث عالمي في صنعاء
  • خمس أوراق رابحة قد تستخدمها الصين في حربها التجارية مع الولايات المتحدة
  • بعض ميزات الذكاء الاصطناعي في نظارات ميتا متاحة لكل مستخدميها
  • الصين تنفي إجراء أي مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة
  • تداعيات معارك ترامب.. الولايات المتحدة تواجه خطر فقدان نفوذها في القارة مع توسّع نفوذ الصين
  • الصين: الباب مفتوح لمحادثات تجارية مع الولايات المتحدة
  • فرص وخسائر.. ما الذي تحمله الحرب التجارية بين الصين وأمريكا؟