الصين تسابق الولايات المتحدة بقوة في نماذج الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" الضوء على التطورات الأخيرة في سباق الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة والصين، مستعرضة نموذج الذكاء الاصطناعي الذي أطلقته شركة ديب سيك الصينية، والذي أحدث ضجة في السوق ورفع التساؤلات حول تقدم الصين في هذا المجال.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن العالم شاهد يوم الإثنين الماضي كيف تم محو تريليون دولار من سوق الأسهم في يوم واحد، وهو حريق هائل أشعلته شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة غير المعروفة "ديبسيك".
وقد أدى إطلاقها لنموذج ذكاء اصطناعي جديد، يُعرف باسم "آر1"، إلى قلب الافتراضات حول تفوق الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي وأثار احتمال تغلب الصين على وادي السيليكون في لعبته الخاصة.
ويستطيع هذا النموذج "التفكير" في حل المشاكل العلمية المعقدة ويضاهي في أدائه البرمجيات الرائدة من عمالقة التكنولوجيا الأمريكية، لكنه تم تطويره بسعر أقل من سعر تلك النماذج.
وسرعان ما أزاح تطبيق "شات جي بي تي" باعتباره التطبيق المجاني الأكثر تحميلا على متجر تطبيقات "آي أو إس" في الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن نجاح "ديب سيك" له آثار مزدوجة على صناعة التكنولوجيا؛ أولا، من المرجح أن يؤدي ذلك إلى تسريع التطوير التجاري للذكاء الاصطناعي واستيعابه، مثلما فعل تطبيق "شات جي بي تي" في سنة 2022.
وفي الوقت نفسه؛ يهدد التطبيق الصيني بهدم الافتراضات الاستثمارية التي قامت عليها سوق الأسهم الأمريكية بأكملها، وذلك من خلال إظهار أن تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة لا يتطلب كميات هائلة من البنية التحتية وبالتالي رأس المال.
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: هل لحقت الصين بركب الذكاء الاصطناعي في اللحظة التي يدعي فيها العاملون في هذا المجال أنهم على شفا طفرة تاريخية ستضع الآلات على قدم المساواة مع الذكاء البشري، وهي العتبة المعروفة باسم الذكاء الاصطناعي العام؟
وبحسب إريك شميدت، الرئيس التنفيذي السابق ورئيس مجلس إدارة جوجل، فإن ابتكارات "ديب سيك" تؤكد أن الصين والولايات المتحدة متقاربتان في هذا المجال وأن التفوق الأمريكي غير مضمون.
وأوضحت الصحيفة أن شركة "ديب سيك" تأسست على مستويات من الطموح تماثل وادي السيليكون؛ فقد بدأت في سنة 2023 كمشروع جانبي للملياردير غريب الأطوار ليانغ وينفينغ، في الوقت الذي كان السباق على استنساخ "شات جي بي تي" يحتدم، وتحولت منذ ذلك الحين إلى أحد مختبرات الذكاء الاصطناعي الرائدة في الصين.
وقال ليانغ في مقابلة له السنة الماضية: "لماذا يعد وادي سيليكون مبتكرا للغاية؟ لأنهم يجرؤون على فعل الأشياء، فعندما ظهر شات جي بي تي، كان مجتمع التكنولوجيا في الصين يفتقر إلى الثقة في الابتكار".
وأضاف: "من المستثمرين إلى التكنولوجيا الصينية الكبيرة، اعتقدوا جميعا أن الفجوة كبيرة جدا واختاروا التركيز على التطبيقات بدلا من ذلك. ولكن الابتكار يبدأ بالثقة".
وأفادت الصحيفة أنه مع اضطلاع الصناديق المملوكة للدولة في الصين بدور أكبر في تمويل الشركات الناشئة في السنوات القليلة الماضية، شعرت بيئة ريادة الأعمال بالضغط لضمان العوائد خوفا من خسارة أصول البلاد.
وتتميز شركة "ديب سيك" بين الشركات الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي بأنها لم تجمع أي تمويل خارجي وبالتالي تحررت من هذه القيود.
وباعتبارها مختبرا بحثيا خالصا، فقد ركزت "ديب سيك" كل جهودها على دفع مجال الذكاء الاصطناعي إلى الأمام، بدلا من محاولة كسب المال.
ووفقا لأحد المستثمرين في مجال الذكاء الاصطناعي في الصين، فإنها فريدة من نوعها بين شركات الذكاء الاصطناعي الصينية؛ حيث لا توجد سياسات أو احتكاكات إدارية كما هو الحال في شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى أو الشركات الناشئة الأكبر حجما.
وأضافت الصحيفة أن نشأة شركة "ديب سيك" كصندوق تحوط كمي يعني أنها تمتلك مواهب هندسية تتمتع بفهم عميق للرقائق، ويظهر إنجازها في نجاحها الواضح في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة دون إنفاق مئات الملايين من الدولارات التي أنفقها منافسوها الأمريكيون.
وربما تكون قد اختصرت الطريق لتوفير التكاليف؛ حيث تدعي "أوبن إيه آي" أن لديها أدلة على أن "ديب سيك" تدرب على مخرجات نماذج "أوبن إيه آي" الخاصة، وهو أمر غير مسموح به بموجب شروط الاستخدام الخاصة بها، على الرغم من أنه يُعتقد أن هذه الممارسة غير المشروعة تستخدم على نطاق واسع من قبل الشركات الأمريكية أيضا.
ومن المفارقات أن محاولة واشنطن إعاقة قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين من خلال فرض ضوابط على تصدير الرقائق الأمريكية المتطورة اعتبارا من عام 2022 فصاعدا ربما تكون قد ساهمت في تحقيق نجاح "ديب سيك".
فقد اضطرت الشركة إلى إيجاد طرق مبتكرة لاستخراج أداء أعلى من الرقائق الأقل تطورا التي تمكنت من شرائها.
وأشارت الصحيفة إلى أن ادعاءات الشركة بشأن التكلفة المنخفضة والقدرات المتقدمة لنماذجها أثارت جدلا ساخنا حول مدى تأثيرها المزعزع للاستقرار؛ حيث أشاد قادة وادي السيليكون بابتكاراتها، مع التقليل من أهميتها في الوقت نفسه.
ووصف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، نموذج "آر1" بأنه "مثير للإعجاب"، بينما أشاد مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، بالشركة التي حققت "تطورات نأمل أن نطبقها في أنظمتنا".
ومع ذلك فقد وصف زوكربيرج الإنجاز الذي حققته شركة "ديب سيك" أيضا بأنه مجرد إنجاز من بين العديد من الإنجازات في مجال يتحرك بسرعة فائقة، مما يجعل من الصعب معرفة مدى عمق النهج المنخفض التكلفة الذي تتبعه الشركة في تغيير ديناميكيات هذه الصناعة.
ووفقا لبعض مراقبي التكنولوجيا في الصين، فإن التقدم الذي حققته شركة "ديب سيك" ليس مهما بما يكفي لتغيير حقيقة أن شركات الذكاء الاصطناعي في البلاد كانت تكرس نفسها إلى حد كبير لمحاكاة نظيراتها الأمريكية بدلا من تحديد اتجاه لنفسها.
ويقول آخرون إن حقيقة أن شركة تكنولوجيا ناشئة صينية هي التي تقف وراء آخر تقدم مثير للانتباه تمثل لحظة فارقة، وتغيّر الديناميكية في سباق الذكاء الاصطناعي بين البلدين.
وكتبت تيلي زانغ، محللة تكنولوجيا الصين في شركة "غافيكال دراجونوميكس" المتخصصة في أبحاث الصين، في ملاحظة نُشرت هذا الأسبوع: "قد لا تعني النماذج الأخيرة لشركة ديب سيك أن الصين تتقدم على الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي، ولكنها تُظهر أن الشركات الصينية تحقق تقدما ملحوظا في ابتكار البرمجيات الذي يخفف من القيود التي تفرضها ضوابط التصدير الأمريكية."
وأضافت: "سباق القيادة في مجال الذكاء الاصطناعي لم يعد يتعلق بمن لديه أفضل الرقاقات، بل بمن يستطيع استخدامها على أفضل وجه."
وبينت الصحيفة أنه رغم جدل أهمية اختراقات ديب سيك التقنية، إلا أنه لا يمكن إنكار الصدمة التي اجتاحت سوق الأسهم مع استيعاب المستثمرين لتداعيات ابتكارها الرئيسي، وهي تقليص تكلفة تدريب أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل كبير.
وأضافت الصحيفة أن نماذج "ديب سيك" تبدو أنها تقوض الحجة التي رددتها الشركات الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي على مدار السنة الماضية؛ حيث إن التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي يتطلب كميات ضخمة من رأس المال والبنية التحتية لتطوير ونشر تقنياتها على نطاق واسع.
بدلا من ذلك، تشير التقنية الصينية إلى أن النماذج الأمريكية الأكثر تكلفة لن تكون لديها اختلافات كبيرة، مما يثير مخاوف المستثمرين من حدوث صدمة انكماشية حادة.
وأفادت الصحيفة أن الكثيرين في وادي السيليكون يميلون إلى الحجة بأن الآخرين سيتبنون ابتكارات "ديب سيك"، مما سيخفض تكلفة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. وادعى مديرون مثل ساتيا ناديلا من مايكروسوفت أن ذلك سيجعل التكنولوجيا أكثر قدرة على تحمّل التكلفة ويزيد من استخدامها، مما يعود بالنفع على الصناعة.
في إشارة على ثقة الشركة في مكانتها، نشرت "ديب سيك" أبحاثها وأصدرت نماذجها بصيغة "الأوزان المفتوحة"، وهي نسخة أكثر محدودية من البرمجيات مفتوحة المصدر تسمح لأي شخص بتحميل واستخدام وتعديل التكنولوجيا.
وقالت الصحيفة إن هذا التحرك سيجذب متابعة واسعة من المطورين حول العالم الذين يبحثون عن نماذج "مفتوحة" لبناء التطبيقات عليها. ورغم أن معظم النماذج التي تطورها الشركات الرائدة في وادي السيليكون تظل مغلقة، إلا أن هناك استثناءات، أبرزها شركة ميتا، التي شهدت نماذجها المفتوحة زيادة كبيرة في الشعبية.
وأضافت أن نموذج "ديب سيك" متاح بتكلفة أقل بكثير، حيث تتقاضى 1.4 سنت لكل مليون رمز، ما يعادل حوالي 700,000 كلمة، بينما تتقاضى "ميتا" 2.80 دولار لنفس المخرجات من أكبر نماذجها.
وبعيدا عن تأثير "ديب سيك" على سوق منتجات الذكاء الاصطناعي، يعد اختراقها أيضا بأن يكون له تداعيات جيوسياسية، إذ يأتي في لحظة حاسمة يعتقد الكثيرون أنها تشكل نقطة تحول في المنافسة بين الولايات المتحدة والصين على الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي.
ونقلت الصحيفة عن كريغ موندي، المدير التنفيذي السابق في مايكروسوفت والمستشار السابق في البيت الأبيض، والذي يقدم المشورة لسام آلتمان من "أوبن إيه آي" بشأن سياسة وإستراتيجية التكنولوجيا، قوله: "لقد سرّعت "ديب سيك" من الحاجة الملحة لجميع البلدان لتقييم... توازن القوى التكنولوجي الناشئ بين الدول المختلفة."
وحذر داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة "أنثروبيك" الأمريكية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، من أن تمكن الصين من الوصول إلى مستوى متساو مع الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي سيكون له تداعيات على كل ما قد تُستخدم له هذه التكنولوجيا في المستقبل.
وأشار موندي، الذي يرأس أيضا المنتدى الدبلوماسي للحوار بين الولايات المتحدة والصين بشأن الذكاء الاصطناعي الذي أنشأه وزير الخارجية الأمريكي الراحل هنري كيسنجر، إلى أن الذكاء الاصطناعي كان "التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج في نهاية المطاف"، مما يعني أنه له أغراض إيجابية وخطيرة.
وذكرت الصحيفة أنه من المرجح أن يطغى ظهور "ديب سيك" على المناقشات عندما يجتمع المنتدى الدبلوماسي في غضون 90 يوما لمناقشة هيكل أمني متعدد الأطراف ولكنه مشترك لبرمجيات الذكاء الاصطناعي، وهو الموضوع الذي يتناوله موندي في كتابه الأخير جينيسيس، الذي شارك في تأليفه مع كيسنجر وشميت.
واختتمت الصحيفة تقريرها موضحة أن رواد الأعمال الشباب الطموحين في الصين يتطلعون إلى "ديب سيك" ومؤسسها كمصدر إلهام لبناء جيل جديد من التكنولوجيا القوية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الصينية البرمجيات امريكا الصين برمجيات تقنيات ذكاء اصطناعي المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی مجال الذکاء الاصطناعی نماذج الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی الولایات المتحدة الرئیس التنفیذی وادی السیلیکون شات جی بی تی أوبن إیه آی الصحیفة أن فی الصین بدلا من دیب سیک إلى أن فی هذا
إقرأ أيضاً:
كيف سيغير وكلاء الذكاء الاصطناعي هجمات سرقة بيانات الاعتماد
شهدت هجمات "تعبئة بيانات الاعتماد" تأثيرًا هائلًا في عام 2024، حيث أدت إلى دوامة مدمرة من عدوى برامج سرقة المعلومات وتسريبات البيانات.
وفي ظل هذا المشهد الأمني المتوتر، قد تزداد الأمور سوءًا مع ظهور "الوكلاء الحاسوبيين" (Computer-Using Agents)، وهي فئة جديدة من وكلاء الذكاء الاصطناعي تُتيح أتمتة مهام الويب الشائعة بتكلفة وجهد منخفضين، بما في ذلك تلك التي يؤديها المهاجمون عادةً.
يُعد سرقة بيانات الاعتماد الإجراء الأول للمهاجمين في عام 2023/24، حيث شكلت هذه البيانات ثغرة استغلالية في 80% من هجمات تطبيقات الويب.
ليس من المستغرب أن المليارات من بيانات الاعتماد المسروقة متداولة على الإنترنت، ويمكن للمهاجمين الحصول على آخر التسريبات مقابل مبلغ يبدأ من 10 دولارات على المنتديات الإجرامية.
وقد استفاد السوق الإجرامي من التسريبات الكبيرة التي شهدها عام 2024، مثل الهجمات التي استهدفت عملاء Snowflake، حيث تم استخدام بيانات الاعتماد المسربة من تفريغات التسريبات ومصادر بيانات مخترقة نتيجة حملات تصيد جماعي وعدوى ببرامج سرقة المعلومات، مما أدى إلى اختراق 165 مستأجرًا لعملاء الشركة وملايين السجلات المسربة.
أتمتة هجمات بيانات الاعتماد في عصر SaaSلم تعد تقنيات التخمين العشوائي وتعبئة بيانات الاعتماد كما كانت في السابق؛ فقد تغيرت بنية تكنولوجيا المعلومات الحديثة لتصبح أكثر لامركزية مع ظهور مئات التطبيقات والخدمات عبر الإنترنت، وتوليد آلاف الهويات داخل كل مؤسسة.
ولم تعد بيانات الاعتماد تُخزن حصريًا في أنظمة مثل Active Directory، بل باتت موزعة في أماكن متعددة على الإنترنت.
تواجه الأدوات التقليدية صعوبة في التعامل مع التعقيدات الجديدة لتطبيقات الويب الحديثة، التي تتميز بواجهات رسومية متطورة وحلول حماية مثل CAPTCHA والحد من معدلات الطلب، مما يستدعي تطوير أدوات مخصصة لكل تطبيق على حدة.
وفي ظل وجود حوالي 15 مليار بيانات اعتماد مسربة متاحة، رغم أن الغالبية منها قديمة وغير صالحة، فإن هناك فرصة كبيرة للمهاجمين إذا تمكنوا من تحديد البيانات الفعّالة والاستفادة منها.
فرصة ضائعة للمهاجمين؟رغم أن نسبة البيانات الاعتمادية الصالحة لا تتجاوز 1% في معظم مجموعات المعلومات، إلا أن ظاهرة إعادة استخدام كلمات المرور تتيح للمهاجمين استغلال بيانات اعتماد واحدة للوصول إلى حسابات متعددة في تطبيقات مختلفة.
تخيل سيناريو يتم فيه استخدام بيانات اعتماد صالحة على نطاق واسع، مما يسمح للمهاجمين بتوسيع نطاق هجماتهم بشكل جماعي عبر تطبيقات متعددة دون الحاجة إلى تطوير أدوات جديدة لكل تطبيق.
دور "الوكلاء الحاسوبيين" في توسيع نطاق الهجماتلقد كانت تأثيرات الذكاء الاصطناعي في الهجمات السابقة محصورة في استخدام النماذج اللغوية الكبيرة لإنشاء رسائل تصيد أو لتطوير برمجيات خبيثة بمساعدة الذكاء الاصطناعي، ولكن مع إطلاق "OpenAI Operator"، يظهر نوع جديد من "الوكلاء الحاسوبيين" قادر على أداء مهام الويب البسيطة بشكل مشابه للبشر دون الحاجة إلى تنفيذ برامج مخصصة.
تتيح هذه التقنية الجديدة للمهاجمين إمكانية تنفيذ هجمات تعبئة بيانات الاعتماد على نطاق واسع وبجهد أقل، مما يجعل عملية المسح الآلي للمعلومات واستغلالها أكثر سهولة حتى للمبتدئين.
استغلال بياناتتشير التطورات الحالية إلى أن التحديات الأمنية المتعلقة بهجمات بيانات الاعتماد قد تصل إلى مستويات جديدة مع دخول تقنيات الأتمتة الذكية القائمة على الذكاء الاصطناعي إلى الساحة.
إذ يمكن لهذه التكنولوجيا أن تمنح المهاجمين القدرة على استغلال بيانات الاعتماد المسروقة على نطاق أوسع، مما يحول الهجمات من عمليات محدودة النطاق إلى تهديدات منهجية واسعة النطاق.
في هذا السياق، يصبح من الضروري على المؤسسات تكثيف جهودها لتعزيز دفاعاتها على سطح الهجمات الأمنية والتركيز على إصلاح الثغرات المتعلقة بالهوية قبل أن يستغلها المهاجمون.