منير أديب يكتب: سوريا الجديدة وتحديات مواجهة داعش
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا أحد يستطيع أنّ ينكر أنّ خطر تنظيم داعش مازال يُهدد سوريا، بعد التغيير السياسي والديمغرافي التي مرت به خلال الشهرين الماضين، وبعد أنّ وصلت هيئة تحرير الشام إلى السلطة، هذا من ناحية، وفي ظل احتلال إسرائيل لبعض الأراضي السورية استغلالًا لحالة التوتر والفوضى التي تعم سوريا من ناحية أخرى.
الأخطر من هذا وذاك، هو أنّ التنظيم وضع يده بالفعل على مخازن الأسلحة كانت بحوز النظام السابق، وبالتالي بات داعش هنا أقوى مما كانت عليه في العام 2014.
الوضع السياسي والأمني في سوريا ليس على ما يُرام، في ظل تصدع الدولة بكامل أجهزتها، فضلًا عن حل كل الأجهزة الأمنية بدءً من الشرطة الداخلية وانتهاءً بوزارة الدفاع، وهو ما انعكس بصورة كبيرة على أمن الشارع، خاصة وأنّ إعادة ترتيب الأجهزة الوليدة يأخذ وقتًا، فضلًا على عدم وجود الخبرة اللازمة لدى هذه الأجهزة.
اتخذت داعش من سوريا عاصمة للخلافة الإسلامية التي أعلنوا دولتها في 29 يونيو من العام 2014؛ فكانت الرقة مقر الحكم للخليفة أبو بكر البغدادي، حتى أنه قتل في سوريا بعد سقوط مملكته في 22 مارس من العام 2019، وهنا يُراود خلايا داعش العودة، فعلى هذا الأساس تتحرك الخلايا الخاملة والنشطة في سبيل تحقيق ذلك.
التكهنات الخاصة بخروج القوات الأمريكية من سوريا ربما يُعزز هذه الفكرة بصورة كبيرة، صحيح لم يُعلن دونالد ترامب ذلك صراحة، ولكن هناك مؤشرات لخروج قواته من سوريا، وهو ما يصب في صالح داعش وأخواتها.
الخطورة تكمن في أنّ مقاتلتي داعش وعوائلهم داخل السجون والمخيمات في سوريا؛ فإننا نتحدث عن قرابة 26 سجنًا، ويُقدر أعداد السجناء فيه بنحو 12 ألف سجين من عناصر التنظيم، وهم من جنسيات مختلفة.
يوجد بخلاف مقاتلي التنظيم قرابة 56 ألف شخص من عوائل التنظيم بينهم ثلاثين ألف طفل، وهؤلاء موزعين ما بين 24 منشأة احتجاز ومخيّمين هما الهول وروج في شمال شرق سوريا.
هذه الأعداد المهولة من عوائل التنظيم من الأطفال النساء، التنظيم لم ينساهم ولن ينساهم، خاصة وأنّ قياداته دائمًا ما يُحرضون على تحرير هذه المخيمات، وخرجت أكثر من رسالة من أبو بكر البغدادي قبل أنّ يُقتل في أكتوبر من العام 2019، يدعو فيها إلى تحرير هذه المخيمات.
وإذا كانت هناك أهمية في تحرير هذه المخيمات، فخلايا التنظيم الخاملة والنشطة تضع ضمن أولوياتها تحرير السجون التي يتواجد فيها مقاتلي داعش والتي تصل إلى 26 سجنًا وتحوي قرابة 12 ألفًا من مقاتليه، فخروج هؤلاء سوف يُعيد دولتهم المزعومة من جديد.
لهذه الأسباب يستعد التنظيم لعملية كبيرة قد تكون أكبر من قدرات قوات سوريا الديمقراطية، وقد لا تستطيع السلطة الجديد في سوريا مواجهتها، وهنا يبدو الخطر، خاصة وأنّ التنظيم سوف يختار الوقت، وطريقة تنفيذ العملية وسوف يستفيد من أخطاءه في عملية اقتحام سجن غويران في السابق.
عامل المفاجأة سوف يصب في صالح خلايا داعش، التي سوف تتعامل مع نقاط الضعف، مستغلًة الظرف السياسي والأمني لصالحها، والخلاف الموجود بين هذه القوات وبين قوات سوريا الديمقراطية، وهنا يبدو خطر داعش الذي يلوح في الأفق.
تقديري أنّ التنظيم قد ينجح في تنفيذ هذه العملية بعد الإعداد لها في وقت زمني في حدود الـ 6 أشهر، تزيد المدة أو تقل قليلًا، وبعدها سوف بتفاجأ العالم بداعش جديد تطل عليه، سوف تكون أشرس بكل تأكيد من النسخة القديمة، ومواجهتها سوف تكون أصعب في ظل تعقيد سياسي وأمني في سوريا والمنطقة العربية وفي ظل الصراع الإسرائيلي واحتمال عودة الحرب في قطاع غزة مرة ثانية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: داعش سوريا الجديدة خطر داعش عودة داعش سجون داعش مخيمات داعش فی سوریا
إقرأ أيضاً:
د. علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب: عيد تحرير سيناء.. رسالة في ظل التحديات العالمية
عيد تحرير سيناء هو مناسبة وطنية تحمل في طياتها رسالة ردع قوية في ظل التحديات العالمية الحالية، خاصة مع استمرار الحرب على غزة، وهذه الذكرى تعكس تقديرنا العميق لعطاء الشهداء من رجال القوات المسلحة البواسل الذين ضحوا بأرواحهم فداءً لوطننا الغالي ودماؤهم الطاهرة التي روت كل حبة رمل من أرض سيناء التي تعطرت بخطى الأنبياء، مما يجعل هذه الأرض مقدسة ومحفورة في ذاكرة الأمة.
وفي ظل هذه الذكرى، نجد في عيد تحرير سيناء رمزًا للوحدة الوطنية في مصر هذه المناسبة ليست عادية، بل هي تتويج لجهود وتضحيات القوات المسلحة المصرية التي تمكنت من استرداد سيناء من الاحتلال الإسرائيلي بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها وفقًا لمعاهدة كامب ديفيد عام 1982 بفضل التضحيات الكبيرة التي قدمها الجنود المصريون، تمكنت مصر من استعادة أراضيها وحفظ كرامتها.
إن عيد تحرير سيناء يعزز الشعور الوطني لدى الشعب المصري، من خلال استذكار التضحيات التي قدمها الشهداء والجنود المصريون كما أنه تذكير بجهود القيادة السياسية الحثيثة في المحافظة على سيناء خلال السنوات الأخيرة من خلال استراتيجية متكاملة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وما نشهده من التنمية التي تتم في سيناء اليوم هي شهادة على أهمية الحفاظ على هذه الأرض وتأكيد على عزيمة المصريين على بناء مستقبل أفضل.
من خلال عيد تحرير سيناء يجب أن نتعلم أن الوحدة الوطنية هي الركيزة الأساسية لبناء مجتمع قوي ومستقر، وهذه الوحدة تعزز الاستقرار السياسي والاجتماعي في مصر، ويمكن تعزيزها أيضا من خلال التماسك بين أفراد المجتمع لان الوحدة الوطنية تمكن المجتمع من مواجهة التحديات الداخلية والخارجية من خلال العمل الجماعي والتعاون بين أفراد المجتمع.
الوحدة الوطنية تمكن المجتمع من مواجهة التحديات الداخلية، سواء كانت اقتصادية أو سياسية، كما تساهم في مواجهة التحديات الخارجية مثل التهديدات الأمنية والحروب الاقتصادية وتعزز القدرة على الصمود في مواجهة التحديات الخارجية.
في الختام، حرص القيادة السياسية على تنمية سيناء هو حائط الصد الأول ضد أي محاولات قد تحاك ضدها بشكل خاص أو ضد الدولة المصرية بشكل عام، وإن عيد تحرير سيناء ليس فقط ذكرى تاريخية، بل هو رسالة قوية تؤكد على عزيمة المصريين وإصرارهم على بناء وطن قوي ومستقر.
حفظ الله مصر وشعبها، وكل عام ومصرنا الحبيبة بخير.