اقتصاد الصين يئنّ.. لكن الرئيس "شي" له منظور مختلف
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
يواجه الرئيس الصيني، شي جين بينغ، ضغوطات اقتصادية كبيرة، وسط تباطؤ نمو الاقتصاد البالغ حجمه 18 تريليون دولار، وتشاؤم المستهلكين، وتأثر الصادرات، وانكماش الأسعار، بالإضافة إلى وصول نسبة البطالة لدى الشباب في البلاد لأكثر من 20%.
الأزمات الاقتصادية لا تنتهي هنا، حيث تكافح شركة "Country Garden Holdings"، مع 3 آلاف مشروع عقاري معلق في جميع أنحاء البلاد، من احتمالية التخلف عن سداد ديونها.
وبحسب تقرير لـ"بلومبرغ"، اطلعت عليه "العربية.نت"، يمكن إرجاع العديد من هذه المشاكل إلى تصميم الرئيس شي على الابتعاد عن نموذج أسلافه الذي يعتمد على "النمو القائم على الديون". حتى مع تفاقم أزمة العقارات، لم تكن هناك سوى إجراءات محدودة لتخفيف تداعياتها، مما دفع إلى خفض كل من "جي بي مورغان"، و"باركليز"، و"مورغان ستانلي" توقعاتهم للنمو الاقتصادي الصيني هذا العام إلى أقل من مستهدف الحكومة البالغ 5%.
كما يسحب المستثمرون الأجانب أموالهم من السوق الصينية، وسط محاولة بنك الشعب الصيني لوقف هبوط اليوان مع وصول العملة لأدنى مستوى منذ عام 2007.
خفّض البنك المركزي الصيني، اليوم الاثنين، نسبة فائدة مرجعية بعد اتخاذ إجراء مماثل الأسبوع الماضي، سعياً لدعم النمو المتباطئ وتحفيز النشاط في ثاني قوة اقتصادية في العالم.
وتم تخفيض سعر الفائدة على القروض الممنوحة لمدة عام الذي يشكل مرجعا للقروض المصرفية للشركات والأسر من 3.55% إلى 3.45%.
وبحسب "بلومبرغ"، فإن الرئيس شي يقيم الاقتصاد من منظور مختلف حيث يسعى لتحقيق هدفه الشامل المتمثل في تحويل الصين إلى أمة "تقود العالم من حيث القوة الوطنية المركبة والتأثير الدولي بحلول منتصف القرن.
وفي هذا الإطار، تشهد أجزاء من الاقتصاد ازدهارًا، مثل قطاع السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات.
في تلك القطاعات، تنمو الاستثمارات والصادرات بمعدلات كبيرة، وهو بالضبط "النمو الأخضر عالي التقنية" الذي يريده شي.
تخصص الدولة الموارد المناسبة لتعزيز هذا الشكل من النمو، عبر إصدار سندات لتمويل البنية التحتية للسكك الحديدية عالية السرعة والطاقة المتجددة على نطاق لا مثيل له في أي مكان في العالم، بالإضافة إلى قروض رخيصة للشركات، ودعم طلب المستهلكين من خلال الإعفاءات الضريبية لمشتري السيارات الكهربائية.
في غضون ذلك، انتعش الإنفاق على الخدمات مثل السفر والمطاعم بقوة مقارنة بالعام الماضي. مثلا، أبلغت شركة "ستاربكس" عن نمو في مبيعاتها بنسبة 46% في الصين في الربع الأخير، وتجاوز عدد الرحلات المحلية مستويات ما قبل الوباء بحوالي 15%، كما يشكو المسافرون من ارتفاع أسعار الفنادق ذات الميزانية المحدودة بسبب ارتفاع الطلب. وهذا يولد الكثير من الوظائف، بحسب "بلومبرغ"، مما قد يخفف من أزمة البطالة الجماعية.
تكمن المشكلة في أن محركات النمو الجديدة هذه لا تعوض الركود الحاصل في القطاع العقاري.
تقدر بكين نمو ما تسميه بـ"الاقتصاد الجديد"، والذي يضم قطاعات التصنيع الخضراء، بالإضافة إلى مجالات التكنولوجيا الأخرى مثل الرقائق الالكترونية، بنسبة 6.5% على أساس سنوي في النصف الأول ليشكل ما يزيد قليلاً عن 17% من الناتج المحلي الإجمالي.
على النقيض من ذلك، انخفض الإنفاق على الإنشاءات العقارية بنسبة 8% تقريبًا في النصف الأول، ويوفر قطاع العقارات حوالي 20% من الناتج المحلي الإجمالي عندما يتم طرح الصناعات ذات الصلة.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News الرئيس الصيني اقتصاد الصين بكين الصين شي جين بينغ عقاراتالمصدر: العربية
كلمات دلالية: الرئيس الصيني اقتصاد الصين بكين الصين شي جين بينغ عقارات بالإضافة إلى
إقرأ أيضاً:
صحف العالم.. ترامب يطبق قراراته بمضاعفة الجمارك على الصين بنسبة خرافية.. ومخاوف كبيرة من تهاوي الاقتصاد العالمي
صحف العالم.. ترامب يطبق قراراته بمضاعفة الجمارك على الصين بنسبة خرافية أكبر من 100%.. ومخاوف كبيرة من تهاوي الاقتصاد العالميدخلت الرسوم الجمركية الجديدة الشاملة حيز التنفيذ اليوم فرض معدل ضريبة متوسط قدره 29% على البضائع القادمة من عشرات الدول
تناولت صحف ومنصات إخبارية أمريكية قضية الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب على دول العالم، علاوة على قضايا أخرى لا يغيب عنها أمر المجازر الوحشية بحق العزل في غزة.
قالت شبكة إن بي سي الأمريكية، دخلت الرسوم الجمركية غير المسبوقة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات العالمية إلى الولايات المتحدة حيز التنفيذ يوم الأربعاء، مما أدى إلى إعادة ترتيب النظام الاقتصادي العالمي الذي صمد إلى حد كبير لأجيال.
سيتم الآن فرض معدل ضريبة متوسط قدره 29% على البضائع القادمة من عشرات الدول.
أثار مجرد الإعلان عن الرسوم الجمركية الأسبوع الماضي صدمةً في الأسواق العالمية، وتسبب في خسائر ورقية بتريليونات الدولارات. الآن، سيبدأ المستهلكون والمستثمرون على حد سواء بتقييم الأثر الفعلي على الاقتصاد الأمريكي مع بدء تدفق تكلفة ضرائب الاستيراد عبر سلاسل التوريد إلى ميزانيات الشركات والأسر.
يبلغ متوسط الرسوم الجمركية التي تواجهها عشرات الدول التي استهدفها ترامب 29%، وقد يصل بعضها إلى 40%.
نشر البيت الأبيض القائمة الكاملة وستحمل الواردات الصينية معدلًا تراكميًا قدره 104% بسبب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب هذا العام، بالإضافة إلى الرسوم التي سبق أن فرضها خلال ولايته الأولى، والتي دخلت حيز التنفيذ في وقت متأخر من يوم الثلاثاء.
إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمييسعى ترامب إلى إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي من خلال تقليل اعتماد أمريكا على الواردات الأجنبية.
ووسط الجدل حول كيفية حساب الرسوم الجمركية لكل دولة على حدة، أقرّ ترامب بأن هدفه منذ البداية كان محو العجز التجاري الأمريكي، أو حتى عكس مساره ، وهو ما يراه معظم الاقتصاديين بلا جدوى، ومن المرجح أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وربما تباطؤ النمو الاقتصادي.
من جانبها، قالت شبكة سي بي إس نيوز، دخلت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب على واردات عشرات الدول حيز التنفيذ يوم الأربعاء، بما في ذلك 104% على البضائع الصينية، مما يُنذر بحرب تجارية عالمية محتملة.
ودخلت الرسوم حيز التنفيذ الساعة 12:01 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في إفادة صحفية يوم الثلاثاء إن الرسوم الجمركية تهدف إلى فتح مفاوضات مع شركاء الولايات المتحدة التجاريين.
قال ليفيت عن ترامب: "إلى دول العالم، قدّموا لنا أفضل عروضكم، وسيُنصت إليكم".
وأضاف: "لن تُعقد الصفقات إلا إذا كانت تعود بالنفع على العمال الأمريكيين".
وقال كبير مسؤولي التجارة في إدارته، جيميسون جرير، للجنة في مجلس الشيوخ إن الأرجنتين وفيتنام وإسرائيل كانت من بين الدول التي عرضت خفض تعريفاتها الجمركية.
لكن بكين لم تظهر أي علامات على التراجع، وتعهدت بخوض حرب تجارية "حتى النهاية" وأعلنت وتعهدت باتخاذ تدابير مضادة للدفاع عن مصالحها.
قالت وزارة التجارة الصينية يوم الأربعاء إن البلاد لديها "إرادة قوية ووسائل وفيرة" لخوض حرب تجارية مع الولايات المتحدة، مضيفة أن بكين "ستتخذ تدابير مضادة بحزم"، حسبما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن الوزارة.
ومع ذلك، فإن الكتاب الأبيض الذي نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) يوم الأربعاء اتخذ لهجة أكثر تصالحية، حيث جاء فيه: "يمكن للصين والولايات المتحدة حل الخلافات في المجالات الاقتصادية والتجارية من خلال الحوار المتساوي والتعاون المتبادل المنفعة".
وكان ترامب قد كشف في البداية عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على السلع الصينية.
ولكن بعد أن ردت الصين بفرض تعريفات جمركية مماثلة على المنتجات الأميركية، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ يوم الخميس، أضاف الرئيس رسوما جمركية أخرى بنسبة 50%.
وإذا احتسبنا الرسوم الجمركية الحالية المفروضة في شهري فبراير/ ومارس، فإن هذا يرفع الزيادة التراكمية في التعريفات الجمركية على السلع الصينية خلال رئاسة ترامب الثانية إلى 104%.
وأكد أن الكرة في ملعب الصين، قائلا إن بكين "تريد التوصل إلى اتفاق بشدة، لكنها لا تعرف كيف تبدأ ذلك".
الاتحاد الأوروبي والتهدئةوذكرت شبكة بي بي سي، سعى الاتحاد الأوروبي إلى تهدئة التوترات، حيث حذرت رئيسة الاتحاد أورسولا فون دير لاين من تفاقم الصراع التجاري في مكالمة مع رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ.
وأكدت على أهمية استقرار الاقتصاد العالمي، إلى جانب "الحاجة إلى تجنب المزيد من التصعيد"، بحسب بيان صادر عن الاتحاد الأوروبي.
وقال رئيس الوزراء الصيني لفون دير لاين إن بلاده قادرة على تجاوز العاصفة، مضيفا أنها "واثقة تماما من الحفاظ على التنمية الاقتصادية المستدامة والصحية".
قد يكشف الاتحاد الأوروبي ــ الذي انتقده ترامب بسبب نظامه الجمركي ــ عن رده الأسبوع المقبل على الرسوم الجديدة البالغة 20% التي يواجهها.
الأميركيين الذين "يرفضون"في هذا السياق، قالت صحيفة يو إس إيه الأمريكية، أظهرت نتائج استطلاع رأي أن عدد الأميركيين الذين "يرفضون" أكثر من عدد الذين "يوافقون" على قرار ترامب بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية (45% مقابل 35%)، والانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ لعام 2016 (46% مقابل 32%)، وإنهاء معظم برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) (52% مقابل 32%).
لا يعتقد الكثير من الأمريكيين أن ترامب يتبع نهجًا "متوازنًا" في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا في إطار الجهود المبذولة لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
ووفقًا لاستطلاع مركز بيو، تعتقد أغلبية (43% مقابل 31%) أن ترامب "يميل إلى روسيا أكثر من اللازم"، بينما قال 22% إنهم غير متأكدين.