عربي21:
2025-02-03@07:18:06 GMT

بلا دولة ... الفلسطينيون كلهم لاجئون

تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT

«اقترح الرئيس ترامب على الأردن ومصر استقبال عددٍ كبيرٍ من الغزيين بصورة مؤقتة أو دائمة».
ووفق التجربة، فالمؤقت في حياة الفلسطينيين إذا كان مأساوياً فهو دائم.

منذ وجد أول مخيم فلسطيني في العام 1948، وإلى أيامنا هذه، واصل المخيم إثبات حضوره في الحياة الفلسطينية، ليس ملاذاً لأناسٍ هجروا من ديارهم، لتنفق عليهم وكالة الغوث الدولية، بل بوصفه عنواناً لظاهرة اللجوء التي تطورت واتسعت لتشمل الفلسطينيين جميعاً، سواء من يحمل البطاقة الزرقاء الممنوحة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، أو من يعيش في أي مكان داخل فلسطين وخارجها.



الذين بقوا في مدنهم وقراهم التي احتلت في العام 1948 وأقيمت عليها دولة إسرائيل، هم لاجئون في الواقع ما داموا غير متساوين في الحقوق والواجبات، وما دام يُنكَر عليهم حقيقة أنهم أهل البلاد الأصليون، وهذه حالهم منذ أن كانوا يعدّون بالآلاف حتى صاروا يعدون بالملايين.

حين أُعلن عن تأسيس الدولة العبرية لجأ كثيرون إلى أقرب الأمكنة التي أتيحت لهم، وكان مقصدهم الضفة الغربية وغزة أولاً، ثم لبنان وسورية، وبعدد أقل مصر، ومع أن الذين لجؤوا إلى الضفة لم ينظر إليهم على أنهم غرباء إلا أن إقامتهم في مخيمات أسستها وكالة الغوث، فرضت عليهم تميزاً سلبياً عن أشقائهم، وبفعل اتحاد الضفتين الغربية والشرقية، امتلأت المملكة الأردنية الهاشمية بالمخيمات، وكانت الجنسية الأردنية الكاملة التي حصل عليها الجميع عامل توحيد للحالة، ولكنها لم تكن كذلك في الشعور.

خارج المملكة التي قامت على الضفتين، وأسست لوحدة ناجحة بين شعبين وكيانين، انتشر المخيم واللاجئون بكثافة في ذلك البلد، وكذلك في لبنان وسورية دون أن يحصل ساكنو المخيم في البلدين الشقيقين على الحقوق والواجبات التي حصل عليها نظراؤهم في الأردن، ذلك عمّق شعور اللاجئ في النفوس، واتحد فيه كل فلسطيني مع فلسطيني آخر أينما وجد ومهما علا شأنه الوظيفي في البلد المضيف.

طول أمد اللجوء وانتشار الفلسطينيين خارج المخيمات بما شمل العالم كله، وفّر لهم بفعل النظم التي تحكم البلدان التي عاشوا فيها، فرصاً للتميز في كل المجالات، وفي بلدان كثيرة وصل اللاجئ الفلسطيني إلى مرتبة رئيس دولة، ورئيس حزب، ورئيس وزراء، وما حول ذلك وما دونه من مراتب.
غير أن الفلسطيني ظل يشعر في قرارة نفسه بأنه لاجئ، ذلك لأنه لم يحمل وثيقة تؤكد انتماءه الأصلي سوى أن أجداده كانوا من تابعيات مختلفة ليس منها الانتماء لدولة فلسطينية معترف بها، وليس له من كل ذلك سوى إشارة إلى مكان الميلاد.

اللجوء حالة شعورية، تبقى في الروح على نحو لم تفلح كل الامتيازات والمكانات في إنهائها، كان الجذر الأعمق الذي دفع اللاجئين الذين هم كل الفلسطينيين لأن يفكروا في الثورة، وكان منطلقها من أكثر الأماكن التي وفّرت فرصاً وثروات لهم وهي دول الخليج العربي، وما إن أعلن بلاغها الأول حتى سرت الثورة في النفوس سريان النار في الهشيم.

اندفع الفلسطينيون الذي يوحدهم الشعور بأنهم لاجئون إلى المشاركة في الثورة دون حساب للخسائر التي سيتكبدونها، ولو راجعت سجل الشهداء والجرحى والمعاقين الذين يعدون بمئات الألوف، في مسيرتهم الثورية الراشحة بالدم فسوف تجد أنهم جميعاً إمّا طلبة في الصفوف النهائية بالمدارس والجامعات، أو مهنيون مختصون في كل المجالات، وإذا دققت في وضعهم الاقتصادي فقلما تجد فقيراً دفعه العوز إلى الذهاب إلى الثورة كي يتقاضى مخصصات تعينه على الحياة.

شعور اللاجئ استبد بنفوس الفلسطينيين وازداد تعمقاً كلما فشلت تجربة خاضوها، ذلك بفعل أن الفشل أنتج أكثر من لجوء جديد، ودون استعراض تاريخي لوقائع الفشل وما أنتج، فلنلقِ نظرة على الواقع الراهن، والمكان الأكثر دلالة هو المكان الفلسطيني والفشل الأوضح هو فشل تجربة أوسلو.

من يعيشون على أرض الوطن راودهم ذات يوم، شعورٌ بأن أفقاً انفتح سيؤدي إلى دولة واستقلال، ونُسب ذلك للثورة التي قادها عرفات، ووصل بها إلى غزة ثم الضفة، وبدا كما لو أن تسوية قضية القدس مسألة وقت.

فشلت التجربة أخيراً ليعود الشعور باللجوء حالة مشتركة بين كل الفلسطينيين أينما وجدوا، إذ لا فرق في هذا الشعور بين ساكن المخيم وساكن القرية والمدينة، بين أهل غزة وأهل الضفة، وبين الخارج والداخل، فكلهم بالشعور وواقع الحياة لاجئون.

لا فكاك من هذه الحالة إلا أن تنتهي سطوة الشعور باللجوء بحصول الفلسطيني على ما يساويه بكل شعوب الأرض، أن يضع في جيبه بطاقة هوية وجواز سفر صادراً عن دولته، ساعتها ينتهي الشعور باللجوء القسري الذي يعيشه كل الفلسطينيين، ليحل محله شعور مواطن عادي في دولة عادية.
أخيراً أقول للرئيس ترامب: هل تعالج القضية الفلسطينية بلجوء جديد ومخيمات جديدة؟

الأيام الفلسطينية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اللجوء غزة غزة الاحتلال اللجوء عودة النازحين مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الشعور بالبرودة المستمرة:7 أسباب صحية قد تكون السبب .. فيديو

أميرة خالد

يشعر بعض الأشخاص بالبرودة المستمرة طوال اليوم، وقد يعود ذلك إلى عدة أسباب صحية تتطلب الانتباه، وأشار الخبير في الطب الوظيفي، الدكتورياسينعلي، سبعة أسباب شائعة قد تؤدي إلى هذا الشعور.

وأكد علي أن أول هذه الأسباب هو فقر الدم،حيث أن النقص في عدد خلايا الدم الحمراء، يؤدي إلى تقليل نقل الأكسجين إلى الأنسجة، وبالتالي الشعور بالبرودة والتعب.

وتابع أن من الأسباب هو قصور الغدة الدرقية، حيث أن انخفاض إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، يتسبب في تباطؤ عمليات الأيض والشعور بالبرودة، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل التعب وزيادة الوزن.

وأوضح تأثير أمراض الشرايين الطرفية، ففي حال تراكمت الترسبات في جدران الشرايين، تؤدي إلى تضييقها وتقليل تدفق الدم إلى الأطراف، وبالتالي الشعور بالبرودة في اليدين والقدمين.

وأبان أن هناك متلازمة تصيب السيدات، وهي متلازمة رينود، والتي تؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية في الأصابع عند التعرض للبرد أو التوتر، مما يؤدي إلى برودة وتنميل في الأطراف.

بالإضافة إلى زيادة الكوليسترول، والقلق المزمن، وكذلك ارتفاع سكر الدم، مؤكدًا أن كل تلك الأسباب قد تجعل الإنسان يشعر بالبرودة دائمًا.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/02/UH2AI1B8jlGjLkS6.mp4

مقالات مشابهة

  • ذكر يخلص قلبك من التعلق المؤذي بالأشياء والأشخاص
  • هيثم الهواري: نرفض تهجير الفلسطينيين ونؤيد موقف القيادة السياسية الرافض للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني
  • تربويون لـ"اليوم": الزي الوطني بالمدارس يعزز الهوية والانضباط
  • الشعور بالبرودة المستمرة:7 أسباب صحية قد تكون السبب .. فيديو
  • “قبور للأحياء”: الحالة الصحية التي يخرج بها المعتقلون الفلسطينيون من سجون إسرائيل تعكس تعذيبًا وتجويعًا ممنهجًا
  • طبيب يحذر من اعتبار خفقان القلب مجرد شعور بالقلق
  • مفاجأة.. الدوخة لا تشير إلى السكتة الدماغية أو ارتفاع ضغط الدم
  • مصطفى بكري: لا توجد دولة عربية أيدت موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين
  • الفلسطينيون العائدون لمشروع بيت لاهيا يفتقرون لأدنى مقومات الحياة