أعلن جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي، أنه سيتم فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المنتجات الأمريكية، رداً على تلك التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق.

وأوضح ترودو في مؤتمر صحافي أنه سيتم فرض الرسوم على ما مجموعه 155 مليار دولار كندي (106.6 مليارات دولار أمريكي).

وذكر أنه اعتباراً من الثلاثاء سيتم تطبيق رسوم على بضائع بقيمة 30 مليار دولار، وستليها رسوم إضافية على بضائع بقيمة 125 مليار دولار خلال 21 يوماً.

جاء ذلك بعدما أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمراً، السبت، بفرض رسوم جمركية كبيرة على كندا والمكسيك والصين، وطالبها بوقف تدفق عقار الفنتانيل والمهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة، ليشعل بذلك حرباً تجارية قد تقوض النمو العالمي وتؤجج التضخم.

ردّت المكسيك، كما كندا، بموقف حازم على الرسوم الجمركية البالغة 25 في المئة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منتجاتها، والتي تهدّد صادراتها ونموها وعملتها، وفق محللين.

وأعلنت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم، على الفور، عن «تدابير جمركية وغير جمركية دفاعاً عن مصالح المكسيك»، التي تذهب 83 في المئة من صادراتها إلى جارتها الأمريكية من سيارات وأجهزة كمبيوتر ومنتجات زراعية.

وتسجّل المكسيك فائضاً تجارياً كبيراً مع الولايات المتحدة، الأمر الذي دفع ترامب إلى القول إن بلاده «تمول المكسيك».

غير أن الرئيسة المكسيكية لم تكشف أي تفاصيل بشأن هذه «التدابير الجمركية» كما أنها لم تحدد جدولاً زمنياً، على عكس رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

واقترحت شينباوم على ترامب تشكيل «مجموعة عمل تضم أفضل فرقنا للأمن والصحة العامة» لمعالجة قضايا الاتجار بالمخدرات والهجرة.

وتذرع الرئيس الأمريكي بتراخٍ يتهم المكسيك وكندا بإبدائه في معالجة هذه القضايا، لتبرير فرض حواجز جمركية على شريكيه في اتفاقية التبادل الحر بين الدول الثلاث السارية منذ العام 2020.

3 أوامر تنفيذية

وفي ثلاثة أوامر تنفيذية، فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25 بالمئة على الواردات المكسيكية والكندية باستثناء واردات الطاقة الكندية التي ستفرض عليها رسوم بنسبة 10 بالمئة، ورسوم بنسبة 10 بالمئة على السلع القادمة من الصين، اعتباراً من الثلاثاء.

وتعهد ترامب بالإبقاء على الرسوم الجمركية حتى انتهاء ما وصفها بأنها حالة طوارئ وطنية بسبب الفنتانيل، وهي مادة مخدرة قاتلة من مشتقات الأفيون، والهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة.

ورداً على المخاوف التي أثارتها مصافي النفط وولايات الغرب الأوسط، فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 10 بالمئة فقط على منتجات الطاقة من كندا، في حين تواجه واردات الطاقة المكسيكية الرسوم الجمركية الكاملة البالغة 25 بالمئة.

وذكر تقرير أصدره البيت الأبيض أن الرسوم الجمركية ستظل سارية «حتى تخف حدة الأزمة»، لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن ما يتعين على الدول الثلاث القيام به للحصول على إعفاء.

المتضررون

وستتأثر شركات صناعة السيارات بشكل خاص، مع فرض رسوم جمركية جديدة باهظة على المركبات المصنعة في كندا والمكسيك، ما يثقل كاهل سلسلة توريد إقليمية واسعة، حيث يمكن للأجزاء عبور الحدود مرات عدة قبل التجميع النهائي.

نددت حكومة الصين برسوم جمركية فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنسبة عشرة بالمئة على الواردات الصينية، لكن بكين تركت الباب مفتوحاً لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة بما قد يحول دون تفاقم النزاع.

وقالت وزارتا المالية والتجارة الصينيتان إن بكين ستطعن على قرار ترامب في منظمة التجارة العالمية، وهو إجراء رمزي، وستتخذ «إجراءات مضادة» رداً على الرسوم التي تدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، دون تحديد طبيعة تلك الإجراءات.

ولم يصل رد الصين إلى حد التصعيد الفوري الذي اتسمت به الحرب التجارية مع ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى، بل جاء مماثلاً للهجة تصريحات محسوبة بدقة استخدمتها الصين في الأسابيع القليلة الماضية.

وجاء الرد الصيني الهادئ نسبياً على النقيض من إجراءات رد بالمثل ولهجة حادة من كندا، حليفة الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، والمكسيك، وهي الوجهة الأساسية للصادرات الأمريكية.

وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان إن فرض الرسوم الجمركية الأمريكية «ينتهك بشكل خطير» قواعد التجارة العالمية، وحثت الولايات المتحدة على «التواصل في حوار صريح وتعزيز التعاون».

وتقديم الصين لطعن لدى منظمة التجارة العالمية لا يكبد واشنطن أي خسائر أو أضرار فورية مباشرة.

لكن الصين ردت بحدة فيما يتعلق بمادة الفنتانيل، وهي مسألة كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن تحث فيها بكين أيضاً على اتخاذ إجراءات صارمة ضد شحنات المواد الكيميائية الأولية المصنعة في الصين واللازمة لتصنيع المادة.

وقالت وزارة الخارجية الصينية: «الفنتانيل مشكلة أمريكا.. لقد نفذ الجانب الصيني تعاوناً واسع النطاق في مكافحة المخدرات مع الولايات المتحدة وحقق نتائج ملحوظة».

أشارت تقديرات اتحاد التجارة الخارجية الألماني «بي جي ايه» إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيضر بمصالح بلاده من خلال الرسوم الجمركية التي فرضها أخيراً على بعض الدول.

وقال رئيس الاتحاد، ديرك ياندورا إن «قرار ترامب سيكلف الأمريكيين ثمناً باهظاً، فالرسوم الجمركية دائماً ما تؤثر في كلا الجانبين».

وحذر ياندورا من أن الإجراءات المضادة التي ستتخذها الدول المتضررة (من قرار ترامب) قد تؤدي إلى تأجيج «الصراع التجاري بين الدول»، مضيفاً أن «الخاسرين دائماً هم المستهلكون النهائيون، الذين سيشعرون بارتفاع الأسعار عند الدفع. أتمنى أن يكون من الممكن تجنب فرض هذه الرسوم الجمركية».

كما أعرب ياندورا عن قلقه بشأن إمكانية فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، قائلاً: «يجب ألا ننتظر ونحن في حالة من الجمود حتى تُفرض الرسوم الجمركية أيضاً على الاتحاد الأوروبي أو ألمانيا». وأكد ضرورة أن يصبح الاتحاد الأوروبي مجدداً منطقة اقتصادية قادرة على المنافسة.

أعرب وزير المالية الياباني عن «قلق عميق» إزاء احتمال تضرر الاقتصاد العالمي جراء الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الصين وكندا والمكسيك.

وقال وزير المالية الياباني كاستونوبو كاتو لقناة فوجي التلفزيونية، الأحد: «نشعر بقلق عميق بشأن الانعكاسات المحتملة لهذه التعريفات على الاقتصاد العالمي».

وأكد أيضاً ضرورة «التقييم الدقيق» للعواقب المحتملة لإعلانات ترامب على أسواق الصرف، مشدداً على وجوب اتخاذ اليابان «تدابير مناسبة».

صحيفة البيان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الرئیس الأمریکی دونالد ترامب الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة فرض رسوم جمرکیة

إقرأ أيضاً:

ترامب يجدّد الحرب التجارية مع الصين.. وبكين تتوعد بالرد بإجراءات مضادة

عواصم "أ.ف.ب": أعلنت الصين اليوم الأحد أنها "تعارض بشدة" التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمركي دونالد ترامب على بكين، متعهدة اتخاذ "إجراءات مضادة مماثلة لحماية حقوقنا ومصالحنا بحزم".

وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان إن "الصين غير راضية ابدا وتعارض ذلك بشدة"، مضيفة أنها سترفع دعوى ضد واشنطن في منظمة التجارة العالمية.

قال البيت الأبيض امس إن الرئيس دونالد ترامب فرض رسوما جمركية على شركاء الولايات المتحدة التجاريين الرئيسيين، كندا والمكسيك والصين، مع نسبة أقل على واردات الطاقة الكندية.

وستفرض واشنطن رسوما بنسبة 25 في المائة على المنتجات المستوردة من كندا والمكسيك، مع نسبة 10 في المائة على موارد الطاقة الكندية، إلى أن تعمل كلاهما مع الولايات المتحدة لمكافحة تهريب المخدرات والهجرة. وذكر البيت الأبيض أن السلع الواردة من الصين ستفرض عليها رسوم جمركية بنسبة 10 في المائة، إضافة إلى الرسوم الجمركية الحالية.

وشددت الصين اليوم على أن الحروب التجارية "ليس فيها منتصرون".

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان "لا يوجد منتصرون في حرب تجارية أو حرب جمركية"، مضيفة أن التعريفات الجديدة "ستؤثر حتما في التعاون المستقبلي في مجال السيطرة على المخدرات وتضر به"، في وقت تسعى الولايات المتحدة للحد من تهريب الفنتانيل الى الأراضي الأمريكية.

ونددت وزارة التجارة الصينية بهذه الرسوم قائلة "ليست عديمة الفائدة في حل مشاكل الولايات المتحدة فحسب، بل إنها تقوض أيضا التعاون الاقتصادي والتجاري الطبيعي".

وأضافت "الصين تأمل في أن تنظر الولايات المتحدة إلى مشاكلها مثل الفنتانيل وتتعامل معها بشكل موضوعي وعقلاني، بدلا من التهديد المستمر للدول الأخرى بالرسوم الجمركية".

وحضت بكين "الولايات المتحدة على تصحيح ممارساتها الخاطئة، (...) ومواجهة مشاكلها، وإجراء مناقشات صريحة، وتعزيز التعاون وإدارة الخلافات على أساس المساواة والمنفعة والاحترام المتبادلين"، بحسب بيان الوزارة.

من جهته، نفّذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعيده بزيادة التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية بعدما اتهم بكين بممارسات تجارية غير عادلة وبعدم اتخاذ إجراءات في ما يتعلّق بتهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.

وفرض الجمهوري امس ضرائب إضافية بنسبة 10 في المائة على السلع الصينية، لتُضاف إلى تلك التي كانت مفروضة في السابق.

في هذه الاثناء، بلغ إجمالي عمليات التبادل التجاري بين الصين والولايات المتحدة أكثر من 350 مليار دولار خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام 2024، وفقا لواشنطن.

وفي هذه الفترة، بلغت قيمة الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة أكثر من 400 مليار دولار، بحسب أرقام أميركية، ما يجعل الصين ثاني أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، بعد المكسيك.

الصين من المورّدين الرئيسيين لسلع مثل الإلكترونيات والملابس والمنسوجات إلى الولايات المتحدة، وفقا لمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي.

ولكن الخلل الكبير في الميزان التجاري شكّل لفترة طويلة مصدر قلق في واشنطن، مع بلوغ العجز التجاري مع العملاق الآسيوي 270 مليار دولار خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من العام 2024، وفقا لأرقام أمريكية أيضا.

ويساعد الدعم الهائل الذي تقدّمه الدولة الصينية لصناعتها، فضلا عن المعاملة غير المتوازنة التي تحظى بها الشركات الأميركية الموجودة على الأراضي الصينية، في تغذية اتهامات واشنطن لبكين بالإغراق، أي بالتصدير بسعر أقل من الأسعار المحلية. ويتطلّب إثبات الإغراق أدلّة أكبر من مجرّد الزيادة في الواردات، الأمر الذي يأخذ وقتا.

ومع ذلك، يبقى الاقتصاد الصيني معتمدا بشكل كبير على الصادرات، الأمر الذي يفسّر إحجام قادتها عن تغيير الوضع الراهن.

ماذا حدث خلال ولاية ترامب الأولى؟ خلال ولايته الرئاسية الأولى، فرض قطب العقارات رسوما جمركية على واردات صينية بقيمة مئات المليارات من الدولارات.

وتمثّلت المطالب الرئيسية للولايات المتحدة، في إتاحة الوصول بشكل أفضل إلى السوق الصينية التي تقيّدها سيطرة صارمة من جانب الدولة، بينما تحصل الشركات الوطنية على الأفضلية فيها.

وفي ذلك الوقت، ردّت بكين بفرض ضرائب على الواردات من الولايات المتحدة، الأمر الذي أضرّ خصوصا بالزراعة الأميركية.

بعد مفاوضات طويلة وشاقة، توصّل البلدان إلى ما سُمّي بـ"المرحلة الأولى" من اتفاق تجاري في العام 2019، ما أدى إلى هدنة في الحرب التجارية بينهما.

وبموجب الاتفاق، تعهّدت الصين استيراد منتجات أمريكية بقيمة 200 مليار دولار، من بينها منتجات زراعية ومأكولات بحرية بقيمة 32 مليار دولار.

غير أنّ الخبراء يؤكدون أن بكين لم تحقّق هذه الأهداف، جراء الصدمة الاقتصادية التي واجهتها بعد فترة وجيزة من جائحة كوفيد-19.

ويقول تشاد براون المحلل في "معهد بيترسون للاقتصاد الدولي" إنّ "الصين لم تصل إلا إلى 58 في المائة من الواردات من الولايات المتحدة المنصوص عليها في الاتفاق، وهو أدنى حتى من المستوى الذي كانت عليه قبل الحرب التجارية".

وبعد انتخابه في العام 2020، لم يلغِ جو بايدن الرسوم الجمركية التي فرضها سلفه، ولكنّه اعتمد نهجا أكثر تحديدا للأهداف.

وكثّفت واشنطن جهودها لتقييد صادرات الرقائق الإلكترونية إلى بكين، في إطار استراتيجية تهدف إلى منع وصول التكنولوجيا الأميركية إلى الجيش الصيني.

كذلك، زادت إدارة بايدن بعض التعريفات الجمركية ردا على ما وصفته بـ"الفائض الصناعي" في الصين، في محاولة لمواجهة تأثير الإعانات الحكومية المقدّمة للمصنّعين الصينيين، والتي من شأنها أن تؤدي إلى إغراق الأسواق بالسلع الرخيصة.

كما ضاعفت الرسوم على المركبات الكهربائية أربع مرات، لتصل إلى مئة في المئة، في حين رفعت التعريفات الجمركية على أشباه الموصلات من 25 إلى 50 في المائة.

واستُهدفت أيضا البطاريات والمعادن الأساسية والمعدّات الطبية بهذا الإجراء.

لقد أثبت الرئيس الجمهوري أنّه كان جادّا في تهديداته التي أطلقها خلال حملته الانتخابية.

ولكنه ربط الرسوم الجمركية بمصير ملكية تطبيق تيك توك، وهدّد باتخاذ إجراءات إذا لم تتنازل الشركة الصينية الأم بايت دانس عن الشبكة الاجتماعية.

ويأتي ذلك فيما تتهم الولايات المتحدة الصين باعتماد نهج سلبي إزاء تهريب الفنتانيل إلى أراضيها. وأدّت هذه المادة الأفيونية إلى أكثر من 70 ألف حالة وفاة جراء جرعات زائدة في الولايات المتحدة، وفقا للسلطات الأميركية.

مقالات مشابهة

  • ترامب يجدّد الحرب التجارية مع الصين.. وبكين تتوعد بالرد بإجراءات مضادة
  • الصين والمكسيك وكندا ترد على رسوم ترامب الجمركية
  • كندا تردّ على الرسوم الجمركية التي فرضتها عليها أميركا
  • حرب ترامب الجمركية.. الصين تتمهل وكندا ترد والمكسيك تفعّل الخطة ب
  • ترامب يفرض رسوماً جمركية جديدة على الصين وكندا والمكسيك
  • استياء ورسوم جمركية جوابية.. الصين والمكسيك وكندا ترد على «ترامب» 
  • ترمب يعلن الحرب الإقتصادية في الرسوم الجمركية ضد الصين وكندا والمكسيك
  • بيان عاجل من الصين بعد قرارات «ترامب» بفرض تعريفات جمركية عليها
  • "الخارجية الصينية" تعليقا على الرسوم الجمركية الأمريكية: لا فائز في الحرب التجارية