بعد أيام من تولي منصبه.. ترامب يشعل «الحرب التجارية العالمية»
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
أعلن جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي، أنه سيتم فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المنتجات الأمريكية، رداً على تلك التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق.
وأوضح ترودو في مؤتمر صحافي أنه سيتم فرض الرسوم على ما مجموعه 155 مليار دولار كندي (106.6 مليارات دولار أمريكي).
وذكر أنه اعتباراً من الثلاثاء سيتم تطبيق رسوم على بضائع بقيمة 30 مليار دولار، وستليها رسوم إضافية على بضائع بقيمة 125 مليار دولار خلال 21 يوماً.
جاء ذلك بعدما أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمراً، السبت، بفرض رسوم جمركية كبيرة على كندا والمكسيك والصين، وطالبها بوقف تدفق عقار الفنتانيل والمهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة، ليشعل بذلك حرباً تجارية قد تقوض النمو العالمي وتؤجج التضخم.
ردّت المكسيك، كما كندا، بموقف حازم على الرسوم الجمركية البالغة 25 في المئة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منتجاتها، والتي تهدّد صادراتها ونموها وعملتها، وفق محللين.
وأعلنت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم، على الفور، عن «تدابير جمركية وغير جمركية دفاعاً عن مصالح المكسيك»، التي تذهب 83 في المئة من صادراتها إلى جارتها الأمريكية من سيارات وأجهزة كمبيوتر ومنتجات زراعية.
وتسجّل المكسيك فائضاً تجارياً كبيراً مع الولايات المتحدة، الأمر الذي دفع ترامب إلى القول إن بلاده «تمول المكسيك».
غير أن الرئيسة المكسيكية لم تكشف أي تفاصيل بشأن هذه «التدابير الجمركية» كما أنها لم تحدد جدولاً زمنياً، على عكس رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
واقترحت شينباوم على ترامب تشكيل «مجموعة عمل تضم أفضل فرقنا للأمن والصحة العامة» لمعالجة قضايا الاتجار بالمخدرات والهجرة.
وتذرع الرئيس الأمريكي بتراخٍ يتهم المكسيك وكندا بإبدائه في معالجة هذه القضايا، لتبرير فرض حواجز جمركية على شريكيه في اتفاقية التبادل الحر بين الدول الثلاث السارية منذ العام 2020.
3 أوامر تنفيذية
وفي ثلاثة أوامر تنفيذية، فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25 بالمئة على الواردات المكسيكية والكندية باستثناء واردات الطاقة الكندية التي ستفرض عليها رسوم بنسبة 10 بالمئة، ورسوم بنسبة 10 بالمئة على السلع القادمة من الصين، اعتباراً من الثلاثاء.
وتعهد ترامب بالإبقاء على الرسوم الجمركية حتى انتهاء ما وصفها بأنها حالة طوارئ وطنية بسبب الفنتانيل، وهي مادة مخدرة قاتلة من مشتقات الأفيون، والهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة.
ورداً على المخاوف التي أثارتها مصافي النفط وولايات الغرب الأوسط، فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 10 بالمئة فقط على منتجات الطاقة من كندا، في حين تواجه واردات الطاقة المكسيكية الرسوم الجمركية الكاملة البالغة 25 بالمئة.
وذكر تقرير أصدره البيت الأبيض أن الرسوم الجمركية ستظل سارية «حتى تخف حدة الأزمة»، لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن ما يتعين على الدول الثلاث القيام به للحصول على إعفاء.
المتضررون
وستتأثر شركات صناعة السيارات بشكل خاص، مع فرض رسوم جمركية جديدة باهظة على المركبات المصنعة في كندا والمكسيك، ما يثقل كاهل سلسلة توريد إقليمية واسعة، حيث يمكن للأجزاء عبور الحدود مرات عدة قبل التجميع النهائي.
نددت حكومة الصين برسوم جمركية فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنسبة عشرة بالمئة على الواردات الصينية، لكن بكين تركت الباب مفتوحاً لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة بما قد يحول دون تفاقم النزاع.
وقالت وزارتا المالية والتجارة الصينيتان إن بكين ستطعن على قرار ترامب في منظمة التجارة العالمية، وهو إجراء رمزي، وستتخذ «إجراءات مضادة» رداً على الرسوم التي تدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، دون تحديد طبيعة تلك الإجراءات.
ولم يصل رد الصين إلى حد التصعيد الفوري الذي اتسمت به الحرب التجارية مع ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى، بل جاء مماثلاً للهجة تصريحات محسوبة بدقة استخدمتها الصين في الأسابيع القليلة الماضية.
وجاء الرد الصيني الهادئ نسبياً على النقيض من إجراءات رد بالمثل ولهجة حادة من كندا، حليفة الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، والمكسيك، وهي الوجهة الأساسية للصادرات الأمريكية.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان إن فرض الرسوم الجمركية الأمريكية «ينتهك بشكل خطير» قواعد التجارة العالمية، وحثت الولايات المتحدة على «التواصل في حوار صريح وتعزيز التعاون».
وتقديم الصين لطعن لدى منظمة التجارة العالمية لا يكبد واشنطن أي خسائر أو أضرار فورية مباشرة.
لكن الصين ردت بحدة فيما يتعلق بمادة الفنتانيل، وهي مسألة كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن تحث فيها بكين أيضاً على اتخاذ إجراءات صارمة ضد شحنات المواد الكيميائية الأولية المصنعة في الصين واللازمة لتصنيع المادة.
وقالت وزارة الخارجية الصينية: «الفنتانيل مشكلة أمريكا.. لقد نفذ الجانب الصيني تعاوناً واسع النطاق في مكافحة المخدرات مع الولايات المتحدة وحقق نتائج ملحوظة».
أشارت تقديرات اتحاد التجارة الخارجية الألماني «بي جي ايه» إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيضر بمصالح بلاده من خلال الرسوم الجمركية التي فرضها أخيراً على بعض الدول.
وقال رئيس الاتحاد، ديرك ياندورا إن «قرار ترامب سيكلف الأمريكيين ثمناً باهظاً، فالرسوم الجمركية دائماً ما تؤثر في كلا الجانبين».
وحذر ياندورا من أن الإجراءات المضادة التي ستتخذها الدول المتضررة (من قرار ترامب) قد تؤدي إلى تأجيج «الصراع التجاري بين الدول»، مضيفاً أن «الخاسرين دائماً هم المستهلكون النهائيون، الذين سيشعرون بارتفاع الأسعار عند الدفع. أتمنى أن يكون من الممكن تجنب فرض هذه الرسوم الجمركية».
كما أعرب ياندورا عن قلقه بشأن إمكانية فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، قائلاً: «يجب ألا ننتظر ونحن في حالة من الجمود حتى تُفرض الرسوم الجمركية أيضاً على الاتحاد الأوروبي أو ألمانيا». وأكد ضرورة أن يصبح الاتحاد الأوروبي مجدداً منطقة اقتصادية قادرة على المنافسة.
أعرب وزير المالية الياباني عن «قلق عميق» إزاء احتمال تضرر الاقتصاد العالمي جراء الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الصين وكندا والمكسيك.
وقال وزير المالية الياباني كاستونوبو كاتو لقناة فوجي التلفزيونية، الأحد: «نشعر بقلق عميق بشأن الانعكاسات المحتملة لهذه التعريفات على الاقتصاد العالمي».
وأكد أيضاً ضرورة «التقييم الدقيق» للعواقب المحتملة لإعلانات ترامب على أسواق الصرف، مشدداً على وجوب اتخاذ اليابان «تدابير مناسبة».
صحيفة البيان
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الرئیس الأمریکی دونالد ترامب الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة فرض رسوم جمرکیة
إقرأ أيضاً:
بعد قرارات ترامب| الحرب الجمركية تصل إلى التعليم.. تخفيض عدد التأشيرات وزيادة الرسوم تدفع الطلاب الصينيين بعيدًا عن الحلم الأمريكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصبحت قرارات إلغاء التأشيرات وخفض تمويل الجامعات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصدر قلق للطلاب الدوليين. ويواجه الطلاب القادمون من الصين تحديات إضافية بسبب الحرب التجارية بين واشنطن وبكين وتزايد التشهير بالمواطنين الصينيين، وفقًا لطلاب وخبراء في هذا المجال.
وفي هذا السياق، عندما تم تأجيل تسجيل ياو، طالبة الأحياء البالغة من العمر 25 عاما، في برنامج الدكتوراه بسبب خفض التمويل في جامعتها الأمريكية، انضمت إلى قائمة متزايدة من الطلاب الصينيين الذين يستكشفون وجهات أخرى.
أمريكا تحظر منح التأشيرات للطلاب الصينيينوقالت «ياو»، المقيمة في شيكاغو، "اعتدت أن أعتقد أن السياسة بعيدة عني، ولكن هذا العام شعرت حقا بتأثير السياسة على الطلاب الدوليين"، ورفضت إعطاء اسم جامعتها المحتملة.
ظلت الصين تُشكّل أكبر هيئة طلابية دولية في الولايات المتحدة لمدة 15 عامًا، حتى تجاوزتها الهند العام الماضي. ووفقًا لبيانات "أوبن دورز"، بلغ الأثر الاقتصادي للطلاب الصينيين على الاقتصاد الأمريكي 14.3 مليار دولار أمريكي في عام 2023.
ولكن داخل الولايات المتحدة، تم تصوير المجتمع باعتباره تهديدًا للأمن القومي - يشبه الجواسيس الذين أرسلهم الحزب الشيوعي الصيني - وهددوا باقتراح تشريع يمكن أن يمنعهم من دخول الجامعات.
ونقلت وكالة رويترز، حديثها مع 15 طالبا صينيا، ثمانية منهم في الولايات المتحدة، والذين قالوا إن المشكلات المتراكمة أدت إلى زيادة المخاوف الأمنية وتكثيف القيود المالية، مما أجبرهم على إعادة التفكير في حلمهم الأمريكي.
منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تم حذف أكثر من 4700 طالب من قاعدة بيانات الهجرة الأمريكية، مما يجعلهم عرضة للترحيل.
شكل الطلاب الصينيون 14% من 327 تقريرًا لإلغاء التأشيرات جمعتها حتى الآن جمعية المحامين الأمريكيين للهجرة.
مع التهديدات التي أطلقتها الولايات المتحدة بشأن التأشيرات وخفض التمويل، بدأ الطلاب الصينيون يعيدون التفكير في حلمهم الأمريكي، حيث اختار بعضهم الآن الجامعات الأقرب إلى وطنهم.
في الشهر الماضي، أرسلت اللجنة الخاصة بالصين في مجلس النواب الأميركي رسائل إلى ست جامعات تطلب معلومات عن سياسات التسجيل للطلاب الصينيين في برامج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات المتقدمة، وتتساءل عن مشاركتها في الأبحاث الممولة من الحكومة الفيدرالية.
وكتب رئيس اللجنة جون مولينار، أن نظام تأشيرات الطلاب في الولايات المتحدة أصبح "حصان طروادة لبكين" الذي يوفر الوصول غير المقيد إلى مؤسسات البحث العلمي الكبرى ويشكل تهديدا للأمن القومي.
التلويح بالأمن القوميوحثت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة على "التوقف عن التلويح بالأمن القومي كذريعة كاذبة" لاتخاذ إجراءات تمييزية وتقييدية تستهدف طلابها.
واقترح الجمهوريون في مجلس النواب الأمريكي أيضًا "قانون وقف التطفل الشيوعي الصيني من خلال الدفاع عن الضمانات الفكرية في الأوساط الأكاديمية" والذي من شأنه أن يوقف تأشيرات الطلاب للمواطنين الصينيين.
قالت لجنة المائة، وهي مجموعة من الأمريكيين الصينيين البارزين ومقرها نيويورك، إن مشروع القانون يخون القيم الأمريكية ويضعف زعامة الولايات المتحدة في العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
قال تشين ييران، أستاذ بجامعة ديوك، إن فكرة أن الطلاب الصينيين يسارعون إلى العودة إلى ديارهم لمساعدة بكين في المنافسة مع الولايات المتحدة هي فكرة خاطئة.
وأوضح تشين: "معظمهم لا يزالون يرغبون في البقاء في الولايات المتحدة. إنهم ينتمون إلى عائلات من الطبقة المتوسطة، ويدفعون الملايين (باليوان) لهذه السنوات القليلة، ويريدون استرداد استثماراتهم".
وأفادت الجامعات خارج الولايات المتحدة منذ ذلك الحين باهتمام متزايد بهذا المشروع.
قالت مديرة جامعة بوكوني الإيطالية في الصين الكبرى، سمر وو، إن الجامعة تلقت العديد من الاستفسارات من الطلاب.
وأضافت أن "العديد من الطلاب قالوا إنهم بسبب (الوضع السياسي) يتطلعون أكثر إلى بلدان أخرى، لأنهم لا يعرفون ماذا سيحدث إذا ذهبوا إلى الولايات المتحدة".
وكانت المؤسسات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تواجه أيضًا منافسة من الجامعات الصينية التي ارتفعت تصنيفاتها العالمية في السنوات الأخيرة.
وقالت بيبا إيبل، مؤلفة تقرير عن الطلاب الصينيين في مركز أبحاث التعليم البريطاني (HEPI)، إن "السمعة المتنامية للجامعات المحلية في الصين، فضلًا عن زيادة التمويل المخصص للبحث والتطوير، تجعل المؤسسات الصينية أكثر جاذبية".
تظل الولايات المتحدة الوجهة الأكثر بحثًا عن الصين على مواقع Keystone Education Group الإلكترونية، لكن الاهتمام انخفض بنسبة 5% منذ إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية الإضافية، مع انخفاض عمليات البحث عن برامج الدكتوراه بنسبة 12%.
ستؤثر الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على بكين بنسبة 145% على سلع بقيمة 400 مليار دولار يبيعها المنتجون الصينيون في السوق الأمريكية سنويا، كما ستؤدي إلى تباطؤ النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
الصين أكثر حساسيةوقال مارك بينيت، مدير قسم الرؤى في شركة كيستون: "ربما تكون الصين أكثر حساسية للتحولات في الظروف الاقتصادية والسياسات الدولية... التي تؤثر على ميزانيات الأسر والقدرة الإجمالية على تحمل تكاليف مواصلة التعليم في الولايات المتحدة".
وفي هونج كونج، قالت الجامعة الصينية في هونج كونج إن ترتيبات التأشيرة التي تسمح للخريجين بالبقاء والبحث عن عمل جعلت المدينة وجهة شعبية.
لي واحدة من هؤلاء الطلاب. بعد ثلاث سنوات في نيويورك، قررت عدم خوض إجراءات التقديم الشاقة للحصول على البطاقة الخضراء الأمريكية، واختارت الانتقال إلى هونغ كونغ لإكمال دراساتها العليا والعمل.
"عندما أدركت أن هناك إمكانيات أخرى قد تكون موجودة في حياتي، لم أعد أشعر بالإحباط الشديد إزاء ما أملكه الآن"، كما قال لي.
العدد الورقي