استهدفها ترامب.. من هي قائدة المروحية المتسببة بكارثة واشنطن؟
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
كشف مؤخرا عن هوية الجندية التي كانت تقود مروحية "بلاك هوك" التي تحطمت الأسبوع الماضي في حادث اصطدام مروع مع طائرة تابعة لـ"أمريكان إيرلاينز" فوق واشنطن، مما أسفر عن مقتل 67 شخصا.
والجندية هي ريبيكا لوباك، البالغة من العمر 28 عاما، وكانت ضابطة طيران نشطة في الجيش الأمريكي منذ عام 2019، وتعدّ واحدة من النخبة التي تخرجت ضمن أفضل 20% من برنامج "روتك" العسكري، وحصلت على أوسمة منها "ميدالية الإشادة العسكرية" و"ميدالية الدفاع الوطني".
ورفض الجيش الأمريكي في البداية الكشف عن هوية لوباك بناء على طلب عائلتها، التي وصفتها في بيان رسمي بأنها "محاربة لم تتردد في الدفاع عن بلدها".
وأشار إلى دورها كمساعد اجتماعي في البيت الأبيض خلال إدارة بايدن.. لكن الضغوط الإعلامية والتحقيقات أجبرت السلطات على الكشف عن هويتها لاحقا "تلبية لرغبة العائلة".
وفي تصعيد مثير، وجه الرئيس السابق دونالد ترامب اتهامات مباشرة إلى سياسات التنوع والمساواة التي تبنتها إدارتا أوباما وبايدن، مرجعا الحادث إلى "معايير متراخية" في توظيف مراقبي الحركة الجوية بسبب أهداف "التنوع الجندري".
وقال في مؤتمر صحفي: "الكارثة نتيجة سياسات التنوع والمساواة والشمول التي تضع الأجندات الليبرالية فوق الكفاءة"، متجاهلا تقارير أولية تشير إلى أن التحقيق لم يحدد أسباب الحادث بعد.
وتتمتع لوباك بسيرة جيدة حيث أكد زملاؤها أنها كانت "مثالا للكفاءة"، كما أشاد بها المراسل العسكري المخضرم ديفيس وينكي، الذي كتب على منصة "إكس": "ساعدتني ريبيكا في أصعب لحظاتي... العالم لن يكون نفسه بدونها".
وتبرز هذه الشهادات تناقضا صارخا مع محاولات تصوير الكارثة كـ"فشل للتنوع"، خاصة وأن التحقيقات لا تزال جارية، ولم تثبت أي علاقة بين هوية الطيارين وسياسات التوظيف.
ولايزال التحقيق في سبب تحليق المروحية قرب مسار الطائرة المدنية لا يزال في مراحله المبكرة، حيث تشير تسجيلات الرادار إلى احتمال خطأ بشري أو خلل تقني، لكن الجيش لم يصدر أي استنتاجات.
وطالبت عائلة لوباك بـ"وقف استغلال المأساة لأجندات سياسية"، وفق بيانهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: واشنطن بلاك هوك المزيد
إقرأ أيضاً:
خطة روبيو لإعادة هيكلة الخارجية الأمريكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خطوة تعكس تحوّلاً جذرياً في فلسفة السياسة الخارجية الأمريكية، أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو عن خطة شاملة لإعادة هيكلة وزارة الخارجية، وُصفت بأنها الأكثر طموحاً منذ عقود.
هذه المبادرة تأتي في سياق جهود إدارة ترامب الثانية لإعادة رسم معالم المؤسسات الفيدرالية، متسلحة بشعار "أمريكا أولاً"، وبتوجه نحو تقليص النفقات، وخفض التوظيف، ومواجهة ما تعتبره النخبة الجمهورية "أيديولوجيات متطرفة" داخل مؤسسات الحكم.
الخطة، التي كشفت تفاصيلها صحيفة واشنطن بوست استناداً إلى وثائق داخلية، لا تكتفي بإصلاحات إدارية بل تمس جوهر دور الولايات المتحدة في العالم. فهي تطال برامج حساسة مثل حقوق الإنسان، والتحقيق في جرائم الحرب، وتعزيز الديمقراطية، وكلها ركائز طالما مثّلت وجه أميركا الأخلاقي والقيَمي في الساحة الدولية.
ورغم أن الخطة لا تنص صراحة على عمليات تسريح جماعي، إلا أنها تدعو إلى خفض عدد العاملين داخل الولايات المتحدة بنسبة 15%، في خطوة قد تعني عملياً فقدان مئات الوظائف، وربما آلاف أخرى لاحقاً، خصوصاً في ظل حديث بعض المسؤولين عن "تقليص أوسع نطاقاً" قد يطال ما يصل إلى عشرات الآلاف من موظفي الوزارة حول العالم.
تأتي هذه التغييرات في لحظة مفصلية من عمر الدولة العميقة في واشنطن، حيث تُحاول إدارة ترامب – مدعومة بشخصيات مثل روبيو – تفكيك ما تعتبره شبكة من البيروقراطية غير الخاضعة للمساءلة، والتي كثيراً ما تصادمت مع أجندة الرئيس الجمهوري خلال ولايته الأولى.
وقد لعبت الخارجية دوراً محورياً في ملفات شائكة، بينها التحقيقات في عزل ترامب، مما عزز لدى البيت الأبيض قناعة بضرورة "تطهير" الوزارة.
لكن ما يُثير القلق لدى العديد من المراقبين هو أن الخطة لا تأتي بناءً على مشاورات موسعة مع الكونغرس، بل تُطرح كأمر واقع، ما دفع بشخصيات ديمقراطية بارزة إلى إطلاق تحذيرات من "تآكل الدبلوماسية الأميركية"، وتراجع قدرة واشنطن على قيادة العالم أو حتى الحفاظ على مصالحها الحيوية.
الديمقراطيون، من أمثال جريجوري ميكس وبراين شاتز، يرون في هذه الخطوة محاولة لإضعاف دور الخارجية التاريخي، بل ومخاطرة بتفكيك أدوات التأثير الأمريكي في العالم.
أما الجمهوريون، وعلى رأسهم براين ماست، فيرون في الخطوة ضرورة حتمية لتحديث مؤسسة ظلت لعقود أسيرة البيروقراطية والتضخم الهيكلي.
ورغم محاولات روبيو طمأنة الداخل الأمريكي بأن الخطة مدروسة، فإن الوثائق المسرّبة – ومنها تقارير عن إلغاء محتمل لمكاتب مهمة مثل مكتب الشؤون الإفريقية – أشعلت مخاوف عميقة بين الدبلوماسيين الحاليين والسابقين، لا سيما في ظل ما يعتبره البعض نهجاً غير شفاف في التخطيط والتنفيذ.