كشفت صحيفة "الجريدة" الكويتية، عن تقرير استخباري إيراني حول نفوذها الإقليمي في الوقت الراهن.

وعرض التقرير الاستخباري على المرشد الأعلى علي خامنئي بحضور الرئيس مسعود بزشكيان، حيث خطت إيران خطوة متقدمة في لعبة إلقاء اللوم، بعد الضربات التي تلقاها نفوذها الإقليمي.

وقالت الصحيفة، إن التقرير أضاف تركيا إلى لائحة الدول التي تتهمها إيران بالعمل ضدها، في إطار اتجاه متنام في طهران معادٍ لأنقرة، خصوصا بسبب دورها في إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا، التي كانت خلال حكمه، الدولة الوحيدة التي يجمعها تحالف مع إيران، في حين أن باقي حلفاء طهران في المنطقة، سواء في لبنان أو العراق أو اليمن، هم عبارة عن ميليشيات مسلحة.



وبحسب التقرير، الذي أعدته أجهزة الاستخبارات بمشاركة فيلق القدس المكلف بالعمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، فإن حركة حماس لم تبلغ طهران وحلفاء إيران بأي تحضيرات لهجوم 7 أكتوبر الذي فجّر حرباً إقليمية، تحمّلت عملياً طهران وحلفاؤها في سوريا ولبنان الخسائر الكبرى فيها.



ونقلت الصحيفة، عن مصدر قوله ، إن الاستخبارات الإيرانية خلصت في التقرير إلى أن إسرائيل كانت تجهز منذ وقت طويل لعمليات البيجر وترصد تحركات ومخابئ قيادة حزب الله وتتابع بشكل دقيق تحركات إيران في سوريا، وأنها كانت تحتاج لعملية مشابهة لـ 7 أكتوبر لبدء تحركاتها ضد الحزب وإيران في حين تكون جبهة المقاومة مشغولة بما يجري في فلسطين، وأن هناك مؤامرة، سهلت أنقرة بعض فصولها، حيكت بكل عناية ضد إيران لتدمير نفوذها الإقليمي المزعج للكثير من الأطراف الإقليمية والدولية.

وأوضح التقرير، أنه في وقت كانت إيران تتحسب من اختراقات إسرائيلية أو غربية لدى بعض حلفائها بما في ذلك أجهزة الأمن السورية، فإن الجزء الأكبر من الاختراقات تم من جانب تركيا، وهو ما ظهر بوضوح بعد إطلاق المعارضة السورية هجومها، الذي أدى إلى إسقاط الأسد وامتناع الجيش والأجهزة الأمنية السورية عن المقاومة.

كما أقر التقرير بأن حزب الله تلقى ضربة أعادته عقودا إلى الوراء، ملقيا باللوم في ذلك على الاختراقات الأمنية الكبيرة في بيئة الحزب والبيئة اللبنانية بشكل عام، والحرب الإعلامية العنيفة التي تفَّهت من استماتة قوات الرضوان في القتال على الحافة الحدودية مع إسرائيل، وهو ما اضطر الحزب للقبول باتفاق وقف النار فقط للحفاظ على وجوده، وهو قرار مشابه لما اتخذته إيران لحفظ ما تبقى لديها من إمكانات وقدرات وعدم خسارة كل شيء في معركة واحدة، ولهذا السبب تحديداً سعت طهران لتجنيب حلفائها في العراق مواجهة مفتوحة ستؤدي إلى نفس النتائج.

وأشار إلى أن "الخسائر التي تكبدها الحزب أحدثت حالة من الغضب الداخلي، وبات العديد من قدامى قيادات وأعضاء الحزب يشكون في بعضهم مما ولد أزمة ثقة في الحزب دفعته إلى الانكماش في محاولة لإعادة بناء تنظيمه الداخلي".

وزعم التقرير أن الحزب ما زال يحتفظ بما يصل إلى 65 في المئة من أسلحته قبل الحرب الأخيرة مع إسرائيل، وأن لجنة من الحزب تضم ضباطاً من الحرس الثوري تعمل على كشف الاختراقات داخل الحزب وخارجه.

وعن سوريا، توقع التقرير أن تصطدم عاجلاً أم آجلاً مساعي الدول العربية لدعم السلطات الانتقالية بنفوذ ومصالح تركيا، زاعماً أن إيران لا يزال لديها الكثير من المؤيدين في سورية ومخازن الأسلحة السرية، وأن طهران طلبت من هؤلاء تجنب الصدام مع الإدارة الجديدة حالياً.



كما أكد أن إيران استطاعت تأمين طرق إمداد بديلة خصوصاً على الصعيد المالي ولو بطريقة أصعب للحزب في لبنان ولحلفائها في سورية، مقللاً من أهمية خسارة طريق الإمداد المباشر بالسلاح للحزب عبر سورية كون هذا الطريق كان أصلاً مستهدفا لأعوام من جانب إسرائيل وأن الاعتماد عليه لم يكن كبيراً.

وبالنسبة إلى اليمن، رأى التقرير أن جماعة أنصار الله الحوثية معرضة لمخاطر كبيرة، خصوصاً أنها كانت الوحيدة التي نجت من الاختراقات الأمنية الإسرائيلية والأميركية. وأضاف أنه بعد استكمال وقف إطلاق النار في غزة، لن يكون للحوثيين أي مبرر للاستمرار في هجماتهم في البحر الأحمر، وسيزيدون تحركاتهم داخل اليمن لتوسيع سيطرتهم، كما سيكونون عرضة لمساعٍ مكثفة لاختراقهم كما حصل مع حزب الله اللبناني، وبالتالي فإنه على إيران مواصلة دعمهم لتجنب هذا السيناريو.

وبخصوص الوضع الفلسطيني، ذكر المصدر أن التقرير توقع أن "تستأنف إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع بعد استكمال اتفاق وقف النار، وأن تمتد العمليات بشكل أوسع إلى الضفة الغربية، وهو ما سيشكل بيئة مناسبة لأيديولوجية المقاومة التي تتبناها الجمهورية الإسلامية".

أما عن الخلاصات، فقال المصدر إن الخلاصة السياسية الأبرز هي محاولة الانفتاح على الدول العربية والرهان على تباعد مصالح بين العرب وتركيا يدفع الدول العربية إلى إعادة الاعتبار لعلاقاتها مع إيران.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية إيراني تركيا طهران سوريا إيران سوريا تركيا طهران طوفان الاقصي صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

طهران تحذّر تركيا: لن تصمت أمام المبالغات!

طالب “علي أكبر ولايتي” مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي للشؤون الدولية، “المسؤولين الأتراك بالالتزام بالآداب الدبلوماسية”، مؤكّدا: “ إيران لن تصمت“.

وقال ولايتي: إن “إيران دولة قوية ذات حضارة عريقة تسعى دائمًا إلى تحقيق الأمن والتعاون الإقليمي”، مشددا على “ضرورة تحذير تركيا من أن إيران لن تصمت أمام المبالغات”.

وأضاف: “على بعض المسؤولين الأتراك أن يعلموا أن تكرار الادعاءات غير الواقعية والتدخلية لن يساعد العلاقات الثنائية بأي حال من الأحوال”، مؤكدا أن “التاريخ أثبت أن إيران كانت دائمًا ملتزمة بمبادئها وسوف ترد بشكل مناسب على أي إهانة”.

يأتي ذلك ردا على تصريحات لوزير الخارجية التركي، “هاكان فيدان”، خلال مقابلة متلفزة، “تناول فيها نهج إيران في التعامل مع الصراعات الإقليمية”، ثم استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، سفير تركيا لديها على خلفية تصريحات “فيدان”.

وقالت الخارجية الإيرانية، إن “مساعد وزير الخارجية الإيراني مدير إدارة المتوسط وشرق أوروبا محمود حيدري، أشار، خلال لقائه حجابي كرلانقيتش، سفير جمهورية تركيا لدى طهران، إلى تصريحات وزير الخارجية التركي”، مؤكدًا “أن المصالح المشتركة بين البلدين وحساسية الأوضاع بالمنطقة تتطلب تجنب التصريحات غير المناسبة والتحليلات غير الواقعية التي قد تؤدي إلى الخلاف والتوتر في العلاقات الثنائية”.

وحسب وكالة “تسنيم” الإيرانية، أضاف حيدري، أن “استمرار العدوان والتوسع من قبل الكيان الصهيوني يمثل أكبر تهديد لاستقرار وأمن المنطقة”، مشددا على أنه “من المتوقع من الدول الإسلامية الكبرى أن تبذل قصارى جهدها لوقف الجرائم والاعتداءات التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم وسائر شعوب المنطقة، بما في ذلك سوريا”.

من جانبه، أكد السفير التركي لدى طهران، على “نهج بلاده في الحفاظ على العلاقات الودية وتوسيعها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، مضيفًا: “نحن أيضًا نؤمن بضرورة تعاون البلدين المهمين، تركيا وإيران، بشكل وثيق لتعزيز العلاقات الثنائية، وتطوير التعاون الإقليمي، ومواجهة التهديدات القائمة”.

عراقجي: إيران لا تشتري أمنها بل تصنعه

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن بلاده “تعتمد على صناعة أمنها بدلا من شرائه”، وأن “الحفاظ على الاستقلال له ثمن وإيران كانت دائما على استعداد لدفع هذا الثمن”.

وكتب عراقجي في مذكرة في إشارة إلى اللقاء الأخير بين الرئيسي الأمريكي دونالد ترامب وفلاديمير زيلينسكي: “لم يكن الخلاف الأخير في البيت الأبيض بين “ترامب وزيلينسكي” مجرد خلاف عادي لقد كشف هذا الحدث عن تصدعات عميقة تتسع داخل النظام الدولي”.

وأضاف أن “المواجهات التي حدثت في قلب البيت الأبيض تعكس الشكوك الاستراتيجية وحالة عدم اليقين الدبلوماسي والخلافات غير المحلولة داخل معسكر الغرب”.

وأشار إلى أن “حرب أوكرانيا والتطورات الأخيرة منحت روسيا فرصة لإعادة رسم استراتيجياتها بدقة أكبر على مختلف الجبهات”، قائلا: “ومن ناحية أخرى يتوسع التعاون الاستراتيجي بين روسيا والصين، ومن ناحية أخرى يحاول الكرملين تغيير معادلة القوة على المستوى الدولي من خلال تعزيز علاقاته مع الدول النامية”.

وذكر أن “زيادة التفاعلات الاقتصادية مع دول مجموعة بريكس وتوسيع التعاون الأمني مع الشركاء الإقليميين والجهود الرامية إلى تقليل الاعتماد على النظام المالي الغربي تعكس النهج الذي اتخذته موسكو تجاه التطورات العالمية”.

مقالات مشابهة

  • طهران تحذّر تركيا: لن تصمت أمام المبالغات!
  • ما تاريخ الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني؟
  • وزير إسرائيلي يتحدث عن نووي إيران ورؤيته للدولة الفلسطينية
  • خطأ سيُكلّف إسرائيل الكثير في لبنان... تقرير يتحدث عنه
  • باحث إيراني عن التوتر مع تركيا لـبغداد اليوم: علينا إعادة تقييم وتحديث سياستنا تجاه أنقرة
  • إعلام إيراني: النصر ليس قويًا بما يكفي للفوز بدون رونالدو
  • تقرير: خبراء صواريخ روس زاروا إيران وسط الاشتباكات مع إسرائيل
  • تقرير: خبراء صواريخ روس توجهوا إلى إيران خلال مواجهة إسرائيل
  • تقرير يتحدث عن هشاشة سلاح الجو الفرنسي..الرافال لا تكفي
  • بعد اسبوع من تصريحات فيدان ضد إيران.. طهران تستدعي سفير تركيا