عودة تاكسين إلى تايلاند تلقي بظلالها على التصويت لاختيار رئيس وزراء جديد
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
بانكوك"أ.ف.ب": بعد 15 عاماً من المنفى الطوعي، وعد رئيس الوزراء التايلاندي الأسبق تاكسين شيناواترا بالعودة إلى بلاده غدا الثلاثاء رغم احتمال إيداعه السجن فور وصوله، في حدث سيلقي بظلاله على تصويت جديد يجرية البرلمان في اليوم نفسه لتعيين رئيس جديد للحكومة.
وعودة الملياردير البالغ من العمر 74 عاماً والذي تولّى السلطة بين عامي 2001 و2006 قبل أن يطيحه الجيش في انقلاب تسبّب بتظاهرات عنيفة، تُنذر بحلقة جديدة من التوتر في المملكة الواقعة في جنوب شرق آسيا والتي تشهد أزمات دورية.
وتشهد البلاد اضطرابات منذ أن منعت المؤسسة العسكرية-الملكية التناوب الذي يجسده حزب "إلى الأمام" (موف فورورد) التقدمي الفائز في الانتخابات التشريعية في 14 مايو وتعتبر الجهات المحافظة برنامجه الإصلاحي راديكاليا.
بعد أكثر من ثلاثة أشهر على الانتخابات التي ألحقت هزيمة ساحقة بالجنرالات الذي وصلوا الى السلطة في عام 2014، تشكل تحالف مثير للجدل في الأسابيع الأخيرة حول شخص بيو تاي الذي احتل المركز الثاني في الاقتراع ودفع بحزب "الى الامام" الى صفوف المعارضة.
توحدت الحركة التي تسيطر عليها اسرة شيناواترا مع احزاب موالية للجيش، ونكثت بوعودها الانتخابية بعدم الاتحاد مع العسكريين.
يتوقع ان يجتمع النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الثلاثاء لاختيار رئيس للوزراء مع مرشح وحيد هو سريتا تافيسين رجل الأعمال غير المعروف على الساحة السياسية والذي يقترح حكومة وحدة قادرة على كسر الجمود في البلاد.
لكنّهذا التصويت - الثاني بعد ذاك الذي رفض في يوليو بيتا ليمجارونرات زعيم حزب الى الامام - قد تطغى عيه عودة شيناواترا الذي يستقطب المشهد السياسي في تايلاند منذ أكثر من عقدين.
من جهتها، قالت ابنته باتونغتارن السبت إنها ستذهب "للقاء والدها في مطار دون موانغ" في بانكوك في الساعة التاسعة صباحا بتوقيت تايلند.
وعودة تاكسين التي تم الإعلان عنها مراراً ولم تتحقق منذ عام 2008، تبدو أقرب من أيّ وقت مضى، وفق ما قال هو نفسه لـ"بي بي سي تاي".
وتطال الزعيم السابق الذي يتمتع بشعبية في المناطق الريفية في شمال البلاد وشمال شرقها من خلال سلسلة سياسات اجتماعية رائدة، إجراءات قانونية يعتبرها ذات دوافع سياسية.
وقد يودع السجن بمجرد وصوله الى البلاد، بسبب قضايا أخرى وصلت الى المحاكم.
والملياردير الذي جمع ثروته في قطاع الاتصالات، متهم من قبل منتقديه بالفساد والشعبوية لدرجة أن البعض اطلق عليه لقب "برلوسكوني آسيا".
وتاكسين الفائز في الانتخابات في عامي 2001 و2005، حافظ على نفوذه في تايلاند رغم إقامته في الخارج ليفلت من القضاء.
وتولت شقيقته ينغلاك شيناواترا رئاسة الحكومة بين عامي 2011 و2014 قبل أن يطيحها الجيش. ونظمت ابنته بايونغتارن (37 سنة)أول حملتها الانتخابية الربيع الماضي.
ولطالما اعتبر تاكسين العدو اللدود للعسكريين، وقد يكون حصل على تأييد الجيش والنظام الملكي اللذين يفضلانه على بيتا ليمجارونرات الذي يؤيد إصلاح المؤسسات لمزيد من الديموقراطية، بحسب الخبراء الذين قابلتهم وكالة فرانس برس.
لكنّ هذا التحالف قد لا يروق لأنصاره القدامى "القمصان الحمر" الذين سينتقدونه لمساومته مع الجنرالات.
وقال المحلل السياسي جايد دونافانيك "إذا كان على المؤسسة أن تختار بين هذين الشرّين فإنها ستختار أقلّ الشرين سوءاً".
وقال كوراكوت سانجينبان من مجموعة استعادة الديموقراطية إنّ "تاكسين بالنسبة للجيل الجديد قصة قديمة جدا، لكن بالنسبة للمحافظين فهو يمثّل أملا جديدا".
وبالنسبة إلى النشطاء المؤيدين للديموقراطية فإن عودة تاكسين لن تغيّر مسار مملكة شهدت تراجعات في الحريات الأساسية في السنوات الأخيرة رغم التظاهرات الحاشدة في عام 2020 للمطالبة بمزيد من الشفافية والمساواة.
وقالت ناشطة من جماعة تالوانغ الاحتجاجية "لا يركّز الاشخاص على المشكلة الحقيقية وهي النظام الملكي في تايلاند ويعتقدون أنّ تاكسين سيساعد وأنّ كلّ شيء سيكون أفضل".
وتابعت "من المحتمل أن تكون خطوة إلى الوراء بالنسبة للاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية في تايلاند".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی تایلاند
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء أذربيجان يستقبل الوفد الديني المصري رفيع المستوى
استقبل السيد علي أسدوف رئيس وزراء جمهورية أذربيجان، وفد مصر المشارك في قمة قادة الأديان والمكون من الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، والأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والدكتور نظير عيَّاد مفتي الجمهورية، ونيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطي الأرثوذكسى، والدكتور إبراهيم نجم أمين عام الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، والدكتور سيمور نصيروف رئيس الجالية الأذربيجانية في مصر، ومحمود الجلاد معاون وزير الأوقاف لشئون الإعلام، والسفير هشام ناجي سفير جمهورية مصر العربية في جمهورية أذربيجان.
وفي بداية اللقاء، رحب رئيس وزراء جمهورية أذربيجان بالسادة الحضور، ونقل إليهم تحيات فخامة الرئيس إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان، شاكرًا لهم تلبية الدعوة لحضور هذا المؤتمر، مشيدًا بالتمثيل المصري المشرف عالي المستوى، مشيرًا إلى جهود أذربيجان في تنظيم قمة المناخ العالمية cop29 وأنه أنه سيتم فيها استقبال أكثر من ١٠٠ من الرؤساء والقادة السياسيين، و٥٠٠ وزير، وأن إجمالي عدد المشاركين الرسميين بلغ ٥٣٦٠٠ شخص.
وقد بين سيادته أن الدولة المصرية لديها خبرة في التعاملِ مع تغيير المناخ؛ لأنها عقدت قمة المناخ COP27 في مدينة شرم الشيخ عام 2022م، وأكد أن العلاقات المصرية الأذربيجانية عميقة وتتطور نحو الأفضل خصوصًا بعد زيارة الرئيس السيسي لدولة أذربيجان، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات المشتركة في مختلف المجالات، وأعقب ذلك زيارة الرئيس الأذربيجاني لمصر، الأمر الذي أثمر تقوية للعلاقات الثنائية المتميزة.
وأضاف، أن دولة أذربيجان عضو فعال في منظمة العالم الإسلامي، وهو ما يؤكد مكانة علماء الدين لديها، وأن هناك بعض التحديات التي تواجه الأمة الإسلامة خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وما يلاقيه الشعب الفلسطيني من آلام منذ فترة طويلة من الزمان، مما يتطلب اتخاذ خطوات عملية.
ونقل الوفد تهنئة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية (حفظه الله) لأذربيجان على تنظيم هذه القمة، مشيرًا إلى أنه تم تنظيم قمة المناخ cop27 في مصر، وقد تضافرت جهود جميع مؤسسات الدولة في الإعداد والتحضير لهذه القمة، وأكد الوفد على تضامن مصر مع أذربيجان لنجاح هذه القمة بجمهورية أذربيجان الشقيقة، ونثق بأن cop29 ستكون في أبهى صورة، والتي تعكس صورة أذربيجان الدولة العظيمة ذات التاريخ العظيم.
كما نقل الوفد المصري تحيات الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، مقدمًا الشكر على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة داعيا بالنجاح وبالتوفيق لمؤتمر قادة الأديان.
وأضاف الوفد، أن أذربيجان وقد نجحت على مدار ٣٠ عاما في تحرير أرضها ورفع علم بلادها، وفهي بلا شك تتفهم بصورة كبيرة هذه المعاناة في تحرير الأرض، وأن هذا سينعكس حتما على تضامنها مع القضية الفلسطينية، وإلحاحها على أن يتم حلها، وتكاتفها معنا، وتقديرها لجهودنا الدولية لحل القضية الفلسطينية، وأن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية يكون بقيام دولة فلسطين على حدود 1967 م وعاصمتها القدس الشريف.