#دمى_الكلام
#شبلي_العجارمة
يا نوفة هاتي الخاير ، يا صبحا وديلي الماخوذ، يا فاطمة عيالچ وين ؟ ، قشي الحوش يا بنت ، يا عبدالكريم بيع الشياة وعمرلنا حوش.
هكذا كانت تدير جدتي نواشي علاقاتها الشخصية مع الجارات وزوجها وعائلتها ، مصطلحات لا يفهمها أحد إلا هي ونوفة ، وصبحا ،وفاطمة وابنتها وعبدالكريم ، مع أن نوفه لم تعطها الخاير ، وصبحا جحدت الماخوذ ، وفاطمة لم تسمعها ، وعبدالكريم باع الغنم ولم يعمر طوبة واحدة.
تشخيص الخطأ مؤلم ، لكن الأكثر إيلامًا هو الاعتراف بالخطأ ، وبهذا علينا أن نعترف أنه ليس لدينا مجلس نواب بكل الأبعاد الحقيقية التي نعرف ، نحن ليس لدينا سوى نظام صوتي متطور ، ومايكات حساسة جميعها تعمل على كبسة زر من المايسترو أقصد رئيس مجلس النواب ، ولدينا ديكور خشبي فاخر كلف جيوب الشعب النزف المالي الكبير .
لدينا سيناريو متقن وحوار مقنع وممثلون بارعون في أداء الأدوار ، والموجع بأننا نحن من يمنحهم إجازة التمثيل ونحن من يعود ليدفع التذكرة ويجلس في الصف الأخير ويكون على هامش الأولويات ، ومطالبون بالتصفيق والضحك حد البكاء .
صار طراز النائب من منظورنا العاطفي الشعبوي هو من لديه جعجعة مدوية، ومن لدية نكتة وبراعة في صف الكلام ، صار النائب النموذج هو من يبتكر طريقة جديدة في سرد الحكايات وخرط الكلام الفارغ والهش كما هي حلوى غزل البنات ؛ لون وبريق وبائع محترف وسرعان ما يذوب من لمسه بالأصابع .
نائبنا يحكي ، نائبكم ما عرف يحكي ، نائبهم قلبه قوي حكا شغلات ما حدا يقدر يحكيها تحت القبة .
في كل صباح نستفيق على قانون جديد ، حتى النائب يقول :لم أسمع بهذا الكلام ، في كل مساء نبيت على قصة مؤلمة وقرار جائر.
نحن لدينا مسبحة فاخرة بيد ساحر من الكلام ، ولدينا أسطول من النمر الحمراء ، لدينا حقول من قطن البدلات وربطات العنق ، ولدينا معرض كبير للهواتف الفاخرة بأيدي النواب ، ثلاثة هواتف ، هاتف مع السائق ،وهاتف خاص بطلبات البيت ، وهاتف مختص بحفظ أرقام مفاتيح الخدمات الخاصة للوزراء والباشاوات.
الموجع أن هاتف البيت الوحيد الذي لا يجيب عليه أثناء جولته الانتخابية ؛ وهاتف الشعب الذي كان يخزن جميع أرقام الشعب الكادح من منتخبية هو الذي يصمت ولا يجيب عليه لمدة أربع سنوات غارق بالوحشة والصمت والوضع الصامت والطيران .
نحن لدينا أصنام ودمى من الكلام ، نحن من صنعها ومهد لها الطريق بالورد وشوك الخصومات والفرقة الاجتماعية ، نحن من اكتفى من هذه الدمى الحجرية التي تواري سوأة فكرها بالسائق والسيارة الفاخرة والبذلة الأنيقة والهاتف الأحدث ، نحن من أقنعهم بأن المؤسسة التشريعية هي مضمار للثرثرة وحسب ، نحن من أوصلهم لنرجسية شوفوني وانا بحكي وانضخ وارفع صوتي وأجعجع.
واقع الموت واليباب من فقر ومديونية وفساد بجميع نكهاته ومذاقاته وألوانه وأشكاله ؛ يحدثنا عن كل هذا الدمار التشريعي الذي لا يراعي فينا إلًا ولا ذمة .
وما دام مشهد الاحتفاء بهم في جميع مناسباتنا من طلبة العرائس ، وتصدر المشهد الاجتماعي وتخريج رياض الأطفال ، ونقتفي أثره حين نقول : هنا جلس سعادته، قبل شوي سعادته شرب بهاي الكاسة ، سعادته سلم علي من بعيد، فلننتظر المزيد من سراديب العتمة وأنفاق الظلام والظلم .
لدينا واقع مرير ومستقبل خارج من أجابة يتضمنها أي خيار في أي سؤال يقول : ضع دائرة حول رمز الإجابة الصحيحة!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: دمى الكلام نحن من
إقرأ أيضاً:
النائب حازم الجندي: موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين يحظى بإجماع شعب
أكد النائب المهندس حازم الجندي، عضو اللجنة العامة بمجلس الشيوخ، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن الشعب المصري يقف صفا واحدا خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي داعماً ومؤيدا لموقف الدولة المصرية الرافض لمخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ورفض تصفية القضية الفلسطينية.
واستنكر "الجندي"، في بيان له، إن ما يقوم به الإعلام الإسرائيلي من أساليب رخيصة ومفضوحة تحمل تهديدات مبطنة غير مباشرة للدولة المصرية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر مرفوض تماماً وغير مقبول، مضيفاً أن ذلك يعد محاولات استفزازية غير مقبولة من كيان الاحتلال الإسرائيلي بسبب موقف مصر القوي والحازم الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني الشقيق من قطاع غزة إلى سيناء.
وأكد عضو مجلس الشيوخ أن كيان الاحتلال الإسرائيلي واهم إذا ظن الدولة المصرية يمكن أن تتراجع عن موقفها الرافض لمخطط التهجير والداعم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، فمصر تتمسك بموقفها ولن تقبل بأي لغة تهديد بأي شكل من الأشكال، وهذا الكيان الإسرائيلي المحتل يجب أن يتوقف عن انتهاكاته للقانون الدولي الإنساني، حيث اعتاد على أسلوب البلطجة ومخالفة القوانين والاتفاقيات والمواثيق الدولية في ظل صمت مريب من المجتمع الدولي عن الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة.
وشدد النائب حازم الجندي على أن موقف الدولة المصرية الرافض لمخطط التهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين من قطاع غزة الذي أعلنه الرئيس السيسي يحظى بتأييد واسع ودعم باجماع من الشعب المصري الذي أعلن كلمته بأنه لن يقبل ولن يسمح بتنفيذ هذا المخطط الصهيوني، مؤكداً أن الشعب المصري يقف خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة داعماً ومؤيدا لأي إجراءات تتخذها الدولة للحفاظ على الأمن القومي المصري والتصدي لأي تهديدات.