صحيفة البلاد:
2025-02-03@00:52:34 GMT

كلنا نعيش بستر الله

تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT

كلنا نعيش بستر الله

في حياتنا اليومية، قد نعتقد أننا نعرف الأشخاص من حولنا بناءً على تصرفاتهم الظاهرة، مظهرهم الخارجي، أو حتى ما يعبرون عنه في مناسبات محدودة. لكن الحقيقة التي تغيب عن أذهاننا أحياناً هي أن جوهر الإنسان يظهر غالباً في لحظات الغضب أو الضغط، حيث تُسقط الأقنعة وتظهر النفوس على حقيقتها.

كثيراً ما نتفاجأ بمواقف غير متوقعة من أشخاص كنا نعتقد أنهم معتدلون أو متوازنون في آرائهم وتصرفاتهم، لكن عند التعمق في تعليقاتهم على الأحداث العالمية أو مواقفهم أثناء الأزمات، تظهر حقائق قد تكون صادمة.

فقد تكتشف أن شخصاً كنت تعتبره نموذجاً للإعتدال، يحمل في داخله أفكاراً متطرفة تدعو لإبادة شعب أو ديانة بأكملها، أو أن آخر يبدو متزناً، لكنه في الواقع غير سوي، أو أن هناك من يمتلك ثروات طائلة، ومع ذلك يلجأ للاحتيال. هذه التناقضات تطرح سؤالاً كبيراً: لماذا يقدم هؤلاء الأشخاص على أفعال تتنافى مع ما يظهرونه للعالم؟

الحقيقة أننا جميعاً نعيش تحت ستر الله. الستر الذي يغطي عيوبنا وأخطاءنا، ويمنحنا فرصة لإعادة النظر في تصرفاتنا وسلوكياتنا. لكن ماذا لو أُزيل هذا الستار فجأة؟ ماذا لو ظهرت حقيقتنا، وحقيقة الآخرين أمام الجميع دون تصنع أو تجميل؟ كيف ستكون ردة فعلنا حين نرى الجانب الذي نخفيه عن الآخرين؟ وهل سنكون مستعدين لتقبل بعضنا كما نحن، أم أن العلاقات ستنهار تحت وطأة الحقائق المكشوفة؟

الستر هو نعمة عظيمة منحها الله لنا، فهي ليست فقط حماية لخصوصيتنا بل فرصة للتوبة والتغيير. عندما نرى أخطاء الآخرين أو نكتشف حقائق مخفية عنهم، علينا أن نتذكر أننا لسنا معصومين من الزلل، وأننا في حاجة إلى الستر مثلهم تماماً. لذا بدلاً من التركيز على عيوب الآخرين، يجب أن نسأل أنفسنا: كيف يمكن أن نحسن من ذواتنا؟ كيف نعيش حياة صادقة ومتزنة بعيداً عن الأقنعة؟

في النهاية، العبرة ليست في كشف الحقائق أو الفضح، بل في إدراك أهمية السعي نحو تحسين أنفسنا والارتقاء بأخلاقنا وسلوكياتنا. كلنا بشر، نحمل في داخلنا نقاط ضعف وأخطاء، لكن الفارق يكمن في من يستغل ستر الله ليتغير نحو الأفضل، ومن يستغل هذا الستر ليتمادى في أخطائه.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

صفحة جديدة بين «المالية» وشركات القطاع الخاص

 

أكد أحمد كجوك، وزير المالية، أننا ملتزمون بتوسيع نطاق التواصل الفعَّال مع القطاع الخاص؛ للاستفادة من خبراته في دفع وتيرة الإصلاح والنشاط الاقتصادي، موضحًا أن أولوياتنا المالية ترتكز على تمكين القطاع الخاص من قيادة النمو بسياسات أكثر تأثيرًا وتحفيزًا للإنتاج والتصدير.

قال الوزير، فى لقائه مع مجلس إدارة مؤسسة «T20»، إن المجموعة الوزارية الاقتصادية تعمل باتساق، على أكثر من مسار لتهيئة بيئة استثمارية تنافسية وجاذبة، لافتًا إلى أننا نتكاتف جميعًا لتحسين مؤشرات الدين واستقرار الأسعار؛ حتى يشعر المستثمرون والمواطنون بثمار التنمية الاقتصادية.

أضاف أن تكاليف التمويل ستنخفض تدريجيًا مع توقعات تراجع معدلات التضخم، مشيرًا إلى أن وضع سقف لإجمالي الاستثمارات، والحوكمة الاقتصادية ساهما في زيادة نسبة الاستثمارات الخاصة إلى ٦٣٪ من إجمالى الاستثمارات المنفذة خلال الربع الأول من العام المالي الحالي.

أشار إلى أننا نعمل مع وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية على حصر كل الرسوم من أجل تخفيضها وتوحيد جهة التعامل والتحصيل، مؤكدًا أننا نستهدف من الحزمة الأولى للتسهيلات الضريبية بتجاوب الممولين الحاليين والجدد معنا وبدء صفحة جديدة في مسار «الثقة والشراكة والمساندة».

أوضح أننا نعمل على تحفيز الشركات الناشئة والمهنيين والمشروعات الصغيرة وأنشطة ريادة الأعمال بنظام ضريبي مبسط ومتكامل، لافتًا إلى أن هناك آليات أكثر تيسيرًا لإنهاء النزاعات الضريبية القائمة، وغلق الملفات القديمة؛ من أجل إرساء دعائم بيئة استثمارية مستقرة.

أكد الوزير أن مقابل التأخير أو الضريبة الإضافية لن يتجاوز أصل الضريبة، وسنبدأ معًا صفحة جديدة، موضحًا أن تطبيق نظام الفحص بالعينة على جميع الممولين بالمراكز والمأموريات والمناطق الضريبية يسهم فى ترسيخ ثقتنا بشركائنا.

قال الوزير، إننا حريصون على التوظيف الأمثل للذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الأنظمة الضريبية الإلكترونية، ومساندة الأنشطة الاقتصادية ذات الأولوية.

 

مقالات مشابهة

  • صفحة جديدة بين «المالية» وشركات القطاع الخاص
  • سعد الشهري.. كلنا معك
  • رئيس الهيئة الوطنية للإعلام: نعيش في عالم متقلب مع تولي "ترامب" رئاسة أمريكا
  • أحمد المسلماني: نعيش في عالم متقلب مع تولي ترامب رئاسة أمريكا
  • الكاتب وليد علاء الدين: نكتب الأدب لنعبّر عن ذواتنا وليس لإرضاء الآخرين
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يحتفي بذوي الهمم عبر مبادرة "كلنا واحد
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يحتفي بذوي الهمم عبر مبادرة “كلنا واحد”
  •  أحمد العوضي من أمام معبر رفح: كلنا مع الرئيس السيسي في دعم القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية: كلنا ثقة في عودة لبنان قريبا إلى التعافي