العلاقات بين الذل والكرامة
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
قرأت قبل أيام في تويتر سابقاً والتي حتى اليوم لم أستطع قول (إكس) حالياً فتويتر أكثر قيمةً ولا أدري ماهي دوافع تغيير التسمية! شأني مع إكس وتويتر كشأني مع (وزارة التعليم) والتي حتى اليوم لم أستطع إسقاط التربية من مسماها فلا زلت أكتب وأقول (وزارة التربية والتعليم) والتي إلى الآن لا أدري سبب تغيير التسمية بحذف التربية لو هناك من يعرف أتمنى أن يكرمني بذلك!
المعذرة أعود لما قرأته في تويتر المنصة الأبرز في وسائل التواصل لكنها ليست في كل ما يقرأ فيها الأصدق بل يجب التحري والدقة فيما نقرأه فيها لكن ما قرأته من الأخبار التي كثيراً ما نسمع ما يشابهها وتتعلق بحالات تستوقفنا فقد كتب أحد الأخوان خبراً عن امرأة أمريكية افريقية عمرها ٣٣ عاماً ارتبطت بشاب باكستاني عمره ١٩ عاماً عن طريق النت يعني ارتباط بُني (على المجهول) ويبدو أنها بعثت له صور مفلترة مغايرة للحقيقة ممّا جعله يولع بها ووصلت بهم العلاقة إلى أنها تركت أمريكا وجاءته مهرولة لباكستان وحين رآها في المطار رحب بها ثم اعتذر بانشغاله فقد وجد حقيقة الواقع للأسف مغايرة لما تفعله الفلاتر في المواقع ! ممّا دفع الشاب المراهق الصغير للهروب والاختباء لكنها لم تيأس وصارت تطارد حبها الذي هجرت بلدها من أجله ووصل الحال بها أن أقامت في المطار أياماً رغم محاولة موظفي المطار إقناعها بالعودة لبلدها لكنها ظلت مصرّة على الانتظار وأنه سيأتي لكنه مشغول! ثم اضطرت للخروج من المطار والبحث عن الحبيب الهارب حتى وصلت لعنوانه وبقيت مقيمة في الشارع أمام بيته وعند مواقف السيارات بينما هو هارب ومختفٍ عن الأنظار وصحيح (ومن الحب ما قتل) والأصح ما أجمل عزة النفس والكرامة، لكن كم من ضحايا في العلاقات المشبوهة، والموبوءة، والمجهولة الهويَّة والقيَّم!
كم من فتاة كانت ضحية لعلاقة كاذبة مسمومة عبر وسائل التواصل! وكم من شاب المعذرة (غبي) وموهوم وقع صيداً لامرأة لا تناسبه سناً ولا خُلقاً وغير مؤهلة لتكون أماً لأبنائه حافظة لحياته وعشرته!
مثل هذه العلاقات مصيرها الفشل في معظمها (إن لم يكن كلها) أنها بنية هشَّة وغير صحيحة غالباً.
أتمنى أن يفكر الشباب ذكوراً وإناثاً في العلاقات عن طريق النت ويحذروا ويعيدوا النظر مراراً وتكراراً وأن يميلوا لسوء الظن أكثر (فسوء الظن من حسن الفطن) فالعلاقات عبر النت مثل الأراضي الملغومة لا يدري الشخص من
أين يؤتى؟ وعليه الحذر الشديد حين يضع قدمه، فاللهم سلِّم أبناءنا وبناتنا وأبناء وبنات المسلمين من كل سوء.
ومن الأمور التي استوقفتني في هذه القصة، هو كيف أن الحب يذل النفس لهذا الحد! فالمسكينة أقامت في الشارع وفي مواقف السيارات منتظرة للحبيب الذي هرب! والذي كان واضحاً هروبه لكنها لم تود التصديق أو أن الحب أعمى بصيرتها! طبعاً هي ليست نموذج وإنما ذكرتني بأناس ضحوا بحياتهم من أجل من أحبوا فمثلاً سيدة قيمة جداً انهارت حياتها وتدمرت نفسيتها لأن زوجها أبدى رغبته في الزواج عليها! وأخرى قالت لي عن مدى انهيارها وأنها قبلت يدي زوجها ورجليه حين أراد طلاقها ليعدل عن ذلك! وكم من أناس رمى بهم الهجر في غيابة الجب فصاروا أمواتاً وهم أحياء!
ذكرت لي إحدى الباحثات عن زيارة بحثية لها في مصحة نفسية أن أكثر النزيلات هناك ضحايا (الحب) لزواجات فاشلة وأزواج غدروا ونفس الوضع مع الرجال فقد تنهار حياة رجل بسبب امرأة خائنة ناكرة للعشرة هذه الأوضاع واردة بين الشباب وأكبر منهم من الجنسين لكن هناك قاعدة هامة جداً إذا تمسك بها الإنسان نجا ألا وهي (أنه القدر) وما أروع الإيمان به ثم التمسك بعزة النفس وكرامتها فهما أغلى من زوج غدار أو زوجة ناكرة أو صديق غير وفي أو ابن عاق وقد ذكر الله عزَّ وجلَّ في كتابه العزيز ( إن من أزواجكم وأبنائكم عدو لكم فاحذروهم) فلم العجب ممَّا يحصل من تقلبات مشاعر لم تكن جديرة بالثقة وقد قيل ( أحبب حبيبك حباً ما ،، قد يكون عدوك يوماً ما ،، وابغض بغيضك بغضاً ما، قد يكون حبيبك يوماً ما).
ما أجمل سياسة الوسط والاعتدال في العلاقات. وإياكم ورفع سقف التوقعات مع البشر! ارفعوها بلا حدود مع الله وليكن الذل لله وحده، وقد يكون للحديث هذا بقية ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها فخراً وعشقاً)
almethag@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
حين تصبح الأزمات النفسية دافعا لقتل النفس.. الجيزة تسجل 5 حالات خلال أسبوع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
باتت الأزمات النفسية الدافع الأول والأساسي في وقائع قتل النفس، حيث يفقد صاحبها الأمل ويتملكه الاكتئاب والشعور بالانهزامية والفشل، فيهرب من تلك الأزمات إلى الإقدام على إنهاء حياته.
وفي ظل تفشي جرائم قتل النفس بسبب الاكتئاب والمشكلات النفسية، تناقش «البوابة نيوز» أبعاد هذه الظاهرة من خلال استعراض أحدث الوقائع التي شغلت الرأي العام مؤخرًا، وتحليل أسبابها، والبحث عن حلول للحد من انتشارها.
وسجلت محافظة الجيزة 5 وقائع قتل النفس خلال الأسبوع الجاري كالتالي:
مدمن ينهي حياته قفزًا من أعلى سور القطار بأوسيم
أقدم شاب مدمن على إنهاء حياته بالقفز من أعلى السور الخرساني لشريط السكة الحديد بدائرة مركز شرطة أوسيم بالجيزة، هربًا من جحيم الإدمان.
تلقى قسم شرطة أوسيم بلاغًا بالعثور على جثة شاب بشريط السكة الحديد، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث، وبفحص الجثة، تبيّن أنه مدمن مواد مخدرة، حيث أكد ذووه أنه كان يعاني من الإدمان، وبعد أن طرده والده من المنزل، قرر إنهاء حياته بالقفز من أعلى السور.
تم نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، التي باشرت التحقيقات.
مدمن ينهي حياته بماء النار في البدرشين
لم يجد مدمن آخر وسيلة للهروب من معاناته سوى تناول ماء النار، لينهي حياته بطريقة مأساوية بدائرة مركز شرطة البدرشين جنوب الجيزة.
تلقى رئيس مباحث المركز بلاغًا بإقدام شاب على الانتحار، وبالانتقال والفحص تبيّن أن الشاب مدمن مواد مخدرة، وأنه تناول مادة حارقة أودت بحياته على الفور.
تم نقل الجثة إلى المستشفى، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
مسن ينهي حياته بسبب الاكتئاب في الدقي
لم يحتمل مسن فقدان زوجته، فدخل في حالة اكتئاب حادة دفعته إلى القفز من الطابق العاشر بمنطقة الدقي.
تلقى قسم شرطة الدقي بلاغًا بسقوط شخص من علو، وبالانتقال والفحص، تبين أن المتوفى مهندس بالمعاش في العقد السادس من عمره، وكان يعاني من اكتئاب حاد عقب وفاة زوجته، تم نقل الجثة إلى المستشفى، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتولت النيابة التحقيق.
فتاة تنتحر بالقفز من الطابق الثالث في أبو النمرس
أقدمت فتاة في العقد الثاني من عمرها على إنهاء حياتها قفزًا من الطابق الثالث بدائرة مركز شرطة أبو النمرس، بسبب معاناتها من أزمة نفسية.
انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث بعد تلقيها بلاغًا بسقوط شخص من علو، وتبيّن أنها فتاة شابة أقدمت على الانتحار، فيما أكد ذووها أنها كانت تمر بأزمة نفسية شديدة، جرى نقل الجثة إلى المستشفى، وتولت النيابة التحقيق.
سوداني يقفز من الطابق الرابع بالهرم بسبب مرض نفسي
أنهى شاب سوداني حياته قفزًا من الطابق الرابع بدائرة قسم شرطة الأهرام، بسبب معاناته من انفصام الشخصية.
تلقت أجهزة الأمن بلاغًا بسقوط شخص من علو، وبالانتقال والفحص تبين أنه شاب يحمل الجنسية السودانية، وكان يعاني من مرض نفسي أدى به إلى اتخاذ قرار إنهاء حياته، تم نقل الجثة إلى المستشفى، وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات.
الأزمات النفسية وضعف القدرة على التحمل
قال أحد استشاري الطب النفسي، إن الأزمات النفسية ومدى قدرة الشخص على تجاوزها تلعب دورًا رئيسيًا في هذه الوقائع، حيث يفقد بعض الأشخاص القدرة على التفكير السليم، ويركزون على السلبيات فقط، ما يقودهم إلى اتخاذ قرارات مأساوية مثل الانتحار أو ارتكاب جرائم.
الشعور بالخُذلان
كما أكد أن المنتحر غالبًا ما يكون قد تعرض لخذلان من شخص مقرب، ما يؤدي إلى صدمة نفسية تدخله في دوامة من الأفكار السوداوية، إلى أن يقرر إنهاء حياته بطريقة مأساوية.
غياب التوعية الأسرية ودور الإعلام
مشددا على أهمية دور الأسرة في الوقاية من هذه الظاهرة، مؤكدًا أن الإعلام يلعب دورًا سلبيًا من خلال عرض مشاهد العنف والدماء، التي تؤثر على الأطفال وتغرس بداخلهم مبادئ خاطئة، ودعا إلى تعزيز الروابط الأسرية، وتوجيه الإعلام نحو تقديم محتوى هادف يرسخ قيم التسامح والتكافل الاجتماعي.
الاكتئاب واليأس وفقدان السيطرة
كما يرى أن الاكتئاب واضطرابات الشخصية تعد من الأسباب الرئيسية للانتحار، حيث يفقد الشخص سيطرته على نفسه وينساق وراء أفكار سوداوية تدفعه إلى الإقدام على إنهاء حياته، وأشار إلى أن بعض حالات الانتحار تحدث بشكل مفاجئ، حيث يقرر الشخص التخلص من حياته في لحظة يأس شديدة دون تخطيط مسبق.
كما أكد أهمية إعادة بناء الروابط الاجتماعية، وتعزيز الشعور بالتعاطف داخل المجتمع، للحد من تنامي هذه الظاهرة.
الحلول المقترحة للحد من الظاهرة
تفعيل دور أماكن العبادة في التوعية بخطورة الانتحار.تعزيز دور الأسرة في تقديم الدعم العاطفي لأفرادها.تنظيم حملات إعلامية لمواجهة الظاهرة، مع الحد من المحتوى العنيف في وسائل الإعلام.تقديم الدعم النفسي للمصابين بالاكتئاب، وتشجيعهم على طلب المساعدة المتخصصة.تكثيف الجهود الأمنية لمكافحة الإدمان، باعتباره أحد العوامل الرئيسية المؤدية للانتحار.