جريدة الوطن:
2025-04-02@12:11:21 GMT

أجمل العلاقات!

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

أجمل العلاقات!

عاش ذلك القرد، كشقيق من ستَّة أشقَّاء ـ ثلاثة بنين، وثلاث فتيات ـ وأدرك حينها وهو في خضمِّ مَرَضه معنى الأُسرة الكبيرة، وأنَّ الجميع مِنْهم قَدْ لاحظ شخصيَّاتهم المختلفة. على الرغم من أنَّه لَمْ يَرَ عائلته بعد انتقاله بعيدًا عن مسقط رأسه، إلَّا أنَّ الذهاب إلى العلاج كشخص بالغ ساعده على فهم مقدار الملجأ الذي لا يزال من المُمكن أن يظلَّ فيه الأشقَّاء، ربَّما بسبب سياقهم العميق والتاريخ المشترك كإخوة.


وفي هذا السِّياق، نعي جميعًا أنَّه يتمُّ تضمين اتِّصال الأطفال في نظام الأُسرة ويتشكَّل من قِبل والديهم. ثم يبدأون في أن يصبحوا مستقلِّين، وفي النهاية يبدأ هؤلاء الإخوة ببناء حياتهم الخاصَّة. وحقيقة عِندما ننظر بعُمق في هذا الترابط وفي عصرنا هذا، نراه في تلكم السنوات اللاحقة لهذه العلاقة، خصوصًا كيف كان رباط الأخوَّة مزيجًا مثيرًا للفضول من غير الطوعي، فلا أحد يختار أشقَّاءه، بل ـ إن استطعت القول أيضًا ـ والطوعي، حيث إنَّ الابتعاد عن الأشقَّاء يُعدُّ عمومًا أقلَّ أهمِّية من الطلاق أو القطيعة مع أحد الوالدين.
ولعلَّه هنا ـ وبنظرة نفسيَّة ـ يتمُّ إجبار الأشقَّاء معًا، وفجأة لا يفعلون ذلك. فاستقلال مرحلة البلوغ عِندما لا يكُونُ القرب مطلوبًا وتقلُّ الالتزامات المرتبطة ـ كما يعتقد ـ بالأُسرة الكبيرة. ثمَّ يخلق فرصًا للأشقَّاء لبناء علاقات الشَّباب ومراحل الحياة المختلفة، وهناك يظلُّون للبقاء عالقين في الأدوار التي أدَّوها كأطفال أو التحرُّر مِنْها. بلا شك معظم الذكريات الأساسيَّة التي نمتلكها هي عِندما كنَّا صغارًا، حيث نلعب في الخارج، نذهب إلى الشاطئ، ونذهب للتخييم، ولا نتحمَّل مسؤوليَّات الكبار هذه. ومهما يكُنْ أيضًا من ظروف الحياة، لا يزال بإمكان أولئك الأشقَّاء إنشاء ذكريات أساسيَّة على الرغم من أنَّ بعض الأشخاص الذين يحبُّونهم ليسوا هنا. فعلى الأقلِّ لدَيْهم بعضهم البعض، وهي ـ بلا أدنى شك ـ تجلب حياة جديدة إلى عالَمهم.
وهناك حقيقة أرى نَفْسي مع تساؤل، غالبًا ما أراه حاضرًا، عِندما أنظر لتلك العلاقة، ألَا وهي عمليَّة اجتماع الأشقَّاء معًا في وقت لاحق من الحياة لإعادة تقييم الرابطة وإعادة كتابتها ـ إن صحَّ القول ـ. فخلال مرحلة الطفولة، يرى الأطفال والدَيْهم على أنَّهما محور الأُسرة، لذا فإنَّ إعادة التمركز، تشير حتمًا إلى تمركز رابطة الأخوَّة بدلًا من ذلك. وهنا يأتي العامل المُهمُّ لبناء تلك العلاقة ـ ومن وجهة نظر متواضعة ـ لعلَّ الدفء هو أساسها؛ فمهما تشاحن الأطفال أمام والدَيْهم، وكثر الصراع فهو ليس بالضرورة مُشْكِلة إذا كان هنالك أيضًا دفء مرتفع! ناهيك وأنَّ أحداث وتحوُّلات الحياة الكبرى، مِثل الزواج والإنجاب والموت، يُمكِن أن تهزَّ الأُسرة أحيانًا، وربَّما الضغوط المرتبطة بها يُمكِن أن تفرِّقَ النَّاس أيضًا، ولذلك استمرار ذلك الدفء يجعلها قائمة ومستمرَّة.
وحقًّا رسالتي هنا ـ لأولئك الأشقَّاء الذين أرهقهم الشقاق ـ تذكَّروا أنَّ روابط الأشقَّاء هي بالنسبة لكثير من النَّاس أطول العلاقات في حياتنا. نحن نعرف الأشقَّاء قَبل أن نلتقيَ بشركائنا (وقَبل أن ننجبَ أطفالنا)، وسنعرفهم بعد وفاة والدينا. أوَلَيس الأشقَّاء هم جزءًا حيًّا من تاريخ شخص ما وشكلًا من أشكال الذاكرة التي تعيش خارج أنفُسِنا؟
ختامًا، الطبيعة المتغيِّرة للعلاقة تقدِّم للأخوَّة خيارًا: السماح لهذا التاريخ بتعريف الرابطة أو استخدام الماضي كأساس يُمكِن أن تنموَ مِنْه طريقة جديدة للتواصل. لذلك دائمًا ما أُحيي تلك الروابط المستمرَّة والتي تكبر بَيْنَ الأشقَّاء يومًا بعد، مهما عكَّرتها الظروف. فاسْعد عِندما تردِّد تلك الكلمات: أُحبُّكِ أختي.. أُحبُّكَ أخي؛ لأنَّه بالحقيقة هناك شخص واحد فقط كان هناك منذ البداية!
د. يوسف بن علي الملَّا
طبيب ـ مبتكر وكاتب طبي
dryusufalmulla@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

عيد الفطر في اللاذقية… أفراح ولمّة شمل ودعوة للمحبة والتآخي

اللاذقية-سانا

يأتي عبد الفطر المبارك في اللاذقية هذا العام، وسط فرحة النصر وعودة التئام شمل العديد من العائلات، بعد عودة الكثير من المهجرين إلى بلدهم ليقضوا العيد بين أهلهم لأول مرة منذ سنوات طويلة، مع الكثير من الأمل بغد أجمل يحمل الأمن والأمان للسوريين، واليقين بإعادة بناء بلدهم بجهود كل أبنائه.

كاميرا سانا رصدت آراء عدد من أبناء اللاذقية في أول يوم بالعيد، حيث رأى عبد الكريم الدرويش، أن عيد السوريين هذا العام عيدان، نراه بالفرح المرسوم على وجوه أطفالنا، وعودة المهجرين إلى بلدهم بعد تحريرها، آملاً أن يعم الأمن والاستقرار ربوع سوريا كلها، ليعوض شعبنا سنوات الظلم والعذاب.

أم ماسة، اعتبرت أن هذا العيد هو الأجمل الذي يمر على السوريين منذ سنوات طويلة، وله طعم مختلف، حيث الفرحة نابعة من القلب، داعية جميع السوريين إلى التآخي والتكاتف لبناء بلدهم، قائلة: نحن أخوة وأولاد وطن واحد، نستحق أن نعيش فيه جميعاً بمحبة وسلام.

من جهته لفت نشأت أمون، إلى الحركة التي تشهدها ساحات العيد خلال هذا العام، مع مظاهر الفرح البادية على وجوه الأطفال، معرباً عن تفاؤله بمستقبل أفضل يعم فيه الأمن والسلام.

بدوره اعتبر عبد الغني حداد، أن العيد هذا العام أجمل من كل عام فهو عيد النصر، الأمر الذي وافقه عليه مصطفى شقروق، وأضاف: العيد أجمل وأحلى بسقوط النظام البائد، والناس فرحة.

لمى تركماني التي ترافق أولادها إلى مدينة ألعاب البانوراما في مدينة اللاذقية، أشارت إلى معاني العيد والفرح التي تشهدها سوريا هذه السنة، موجهة التهاني لكل السوريين بهذه المناسبة.

ولأطفال اللاذقية نصيبهم الأكبر في العيد، رغم شكوى بعضهم بأن العيدية لم تكف في ظل ارتفاع أجور مدن الملاهي والألعاب، حسب تعبير الأطفال عمر ويوسف الكردي ومجد محمد خير أدلبي، الذين عبروا عن فرحتهم بأجواء العيد الذي رأوا فيه عيد النصر، مشيرين في الوقت نفسه إلى أملهم ورغبتهم في أن تزيد معايدات الأهل والأقارب لهم؛ ليستطيعوا مواصلة لعبهم وفرحهم، ولتتناسب مع ارتفاع في أسعار بطاقات بعض الألعاب في مدن الملاهي.

مقالات مشابهة

  • الانقاض والنفايات تشوه الحياة الجامعية في ديالى.. صور
  • الحياة البدوية في مرسى مطروح.. كتاب جديد للكاتب ابوبكر الصريحي
  • كأنها لا زلت على قيد الحياة.. أول تمثال للأم إيرينى رئيس دير الراهبات
  • ملاكم ينهار دون ضربة ويفارق الحياة على الحلبة .. فيديو
  • أجمل ما قيل عن شهر شوال
  • مجلس السيادة يدعم ولاية الخرطوم لتطبيع الحياة
  • عيد الفطر في اللاذقية… أفراح ولمّة شمل ودعوة للمحبة والتآخي
  • تهنئة عيد الفطر 2025 مكتوبة.. أجمل الرسائل والصور للزوج
  • أجمل بطاقات التهنئة لأصحابك وحبايبك بمناسبة عيد الفطر 2025
  • أجمل صور تهنئة عيد الفطر 2025 للأهل والأحباب والأصدقاء