صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-26@18:06:41 GMT

إطالة أمد الحرب يهدد وحدة البلاد

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

إطالة أمد الحرب يهدد وحدة البلاد

بقلم: تاج السر عثمان بابو 

«1»
اشرنا سابقا الي ضرورة وقف الحرب ودرء آثارها، لأن إطالة أمد الحرب يهدد وحدة البلاد ، ويهدد أمن البلدان المجاورة له بحكم التداخل القبلي ، فضلا عن مشاكل النزوح ، ويبدو أن الإسلامويين لم يتعلموا من تجربتهم في تصعيد الحرب بعد انقلابهم في 30 يونيو 1989م الذين طغو في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، وتم فرض ايديولوجية الاسلام السياسي، وكان الحصاد هشيما وانفصالا لجنوب السودان.

اضافة لزيادة المعاناة علي الجماهير التي فقدت ابسط مقومات الحياة مثل: مجانية التعليم والعلاج، وتزايد نسبة الفقر ،وتم تدمير المشاريع الزراعية والصناعية بعد سياسة الخصخصة التي اتبعها النظام وتشريد العاملين. كما فقدت البلاد سيادتها الوطنية حتي اصبح كل من هب ودب يتدخل في شئونها الداخلية، كما ازداد لهيب الحرب في الجنوب والتي اتسعت لتشمل: دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وشرق السودان، وتمت الابادة الجماعية في دارفور حتى اصبح البشير ومن معه مطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية. اضافة الي تدمير الخدمة المدنية والقوات النظامية التي فقدت الالاف من خيرة كوادرها المؤهلة والمدربة نتيجة للفصل السياسي والتعسفي، وتم تكوين مليشيات الإسلامويين من كتائب الظل والدفاع الشعبي.الخ، ومليشيات الجنجويد التي ارتكبت الابادة الجماعية في دارفور التي دخلوا في حرب معها بعد أن هددت مصالحهم في الاستحواذ على السلطة والثروة.

«2»
بعد انتفاضة مارس ـ أبريل 1985م ، تواصلت الجهود لوقف الحرب، و للحل السلمي لمشكلة الجنوب، فكان إعلان كوكادام الذي وقعة وفد التجمع الوطني لإنقاذ البلاد ووفد الحركة الشعبية لتحرير السودان في 24/ مارس/1986م ، والذي أشار إلى إلغاء قوانين سبتمبر 1983م وجميع القوانين المقيدة للحريات ، واعتمد دستور 1956م المعدل في 1964م ، مع تضمين الحكم الإقليمي وكافة القضايا الأخرى التي تجمع عليها القوي السياسية ، وكان من ضمن الأجندة التي اتفق عليها في إعلان كوكادام للمؤتمر الدستوري : مسالة القوميات ، المسالة الدينية ، الحقوق الأساسية لإنسان ، التنمية والتنمية غير المتوازنة. الخ
* بعد ذلك جاءت مبادرة السلام السودانية (الميرغيي – قرنق) في 16/نوفمبر 1988م والتي تم فيها الاتفاق علي تهيئة المناخ الملائم لقيام المؤتمر الدستوري ، والذي يتلخص في الأتي: ـ
– تجميد مواد الحدود وكافة المواد ذات الصلة المضمنة في قوانين سبتمبر 1983م ، وان لا تصدر إيه قوانين تحتوي علي مثل تلك المواد وذلك إلى حين انعقاد المؤتمر الدستوري والفصل نهائياً في مسالة القوانين.
– كما اتفق الطرفان علي ضرورة عقد المؤتمر الدستوري.
ولكن انقلاب 30/يونيو/1989م الإسلاموي قطع مسار ذلك الحل ، وتم الرجوع للمربع الأول ، وتصاعدت الحرب الأهلية.
من جانب آخر اتسعت المعارضة الجماهيرية والعسكرية للنظام، وتم توقيع ميثاق التجمع الوطني في اكتوبر 1989م، وكانت اضرابات الاطباء والمهندسين( في نوفمبر 1989م)، وعمال السكة الحديد(90/1991) ، وتواتر مقاومة الطلاب التي بلغت ذروتها في انتفاضة سبتمبر 1995م، وسبتمبر 1996م، وانتفاضات المدن من اجل خدمات المياه والكهرباء ومقاومة ارسال الطلاب الي محرقة الحرب.الخ.

كان من نتائج المقاومة الداخلية وضغط المجتمع الدولي أن تم توقيع اتفاقية نيفاشا في يناير 2005م، وتوفرت فرصة تاريخية للخروج بالبلاد من نفق الدكتاتورية والشمولية المظلم، بتنفيذ استحقاقات الاتفاقية التي تتلخص في: التحول الديمقراطي، والتنمية وتحسين الاحوال المعيشية وترسيخ السلام ووحدة البلاد القائمة علي اسس طوعية وديمقراطية.
لكن نظام الانقاذ استمر في طبيعته الديكتاتورية والشمولية والتي تقوم علي القمع ونقض العهود والمواثيق مثل: عدم تنفيذ اتفاقية السلام 1997م، و جيبوتي، و القاهرة وابوجا والشرق . الخ، والتي افرغها من مضامينها وحولها لوظائف ومناصب. كما ضرب بعرض الحائط الدستور الانتقالي لسنة 2005م بعدم انجاز التحول الديمقراطي وقمع المسيرات السلمية والرقابة علي الصحف، ولم تذهب عائدات البترول للتنمية في الشمال والجنوب، وتم تتويج ذلك بتزوير الانتخابات، واعادة انتاج الحكم الشمولي والسير في طريق القمع ومصادرة الحريات وزيادة اعباء المعيشة علي الجماهير، وتضخم جهاز الدولة الذي كان يمتص اكثر من 75% من ميزانية الدولة ( 77 وزير مركزي) غير وزراء الولايات والمناصب الأخري في المجالس المركزية والولائية.

كان من نتائج تلك السياسات انفصال الجنوب واندلاع الحرب في جنوب كردفان بعد تزوير المؤتمر الوطني للانتخابات هناك، وبعد احتلال الجيش لابيي، مما ادي الي خسائر كبيرة في الارواح والممتلكات ونزوح الالاف وقصف المواطنين بالطائرات وحملات التطهير العرقي التي وجدت استنكارا واسعا من الرأي العام المحلي والعالمي.

«3»
أخيرا ، مهم مواصلة وتوسيع التصعيد الجماهيري داخليا وخارجيا لوقف الحرب ودرء آثارها ، وعدم اطالة أمدها وتحويلها لحرب عرقية ، بالدعوة للحشد لها من القبائل والتجنيد للشباب في المعسكرات من طرفي الصراع ، وانضمام الحركات المسلحة لطرفي الحرب ، واحباط مخطط الإسلامويين لتمزيق وحدة البلاد في حالة استمرار الحرب التي تتوسع يوميا في مدن العاصمة الخرطوم كردفان ودارفور وجنوب كردفان النيل الأزرق ، وما يرتبط بها من جرائم حرب ونزوح وقتلي واغتصاب وجرحي، واعتقالات وانتهاكات لحرية التعبير كما حدث في الدمازين وسنجة وبقية المدن ، ونهب وسلب ، وتطهير عرقي. وعدم تكرار تجربة انفصال الجنوب بعد انقلاب الإسلامويين في 30 يونيو 1989 ، الذي اطال أمد الحرب، وكون مليشيات الجنجويد والإسلامويين، وتمددت الحرب من الجنوب الي دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان والشرق.

الوسومتاج السر عثمان بابو

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

أنقذوا أهلنا في كردفان

نحن لا نعرف تفاصيل خطط القوات المسلحة و لا نتدخل في عملها و لا كيفية أداءها لواجباتها و لكن نذكِّر بأن ولاية جنوب كردفان ظلت مخنوقة بواسطة الحركة الشعبية جناح (عبد العزيز آدم الحلو) التي تقطع الطريق القومي الرابط بين مدينتي (كادقلي) و (الدلنج) و كل المحليات و الأرياف الواقعة جنوبها منذ حوالي سنتين !!

و قد ازداد الوضع فيها سوءاً بعد قيام مليشيا آل دقلو الإماراتية المجرمة الإرهابية و في عملية منسقة مع حركة (الحلو) بقطع الطريق الرابط بين شمال و جنوب كردفان بعد احتلالها لمدينة (الدبيبات) حاضرة محلية (القوز) منذ تسعة عشر شهراً و قد نتج عن هذا الحصار المزدوج فصل الأجزاء الشرقية للولاية بمحلياتها الست عن حاضرتها كادقلي .

(ولاية جنوب كردفان تقع بين مطرقة الحركة الشعبية جناح الحلو و سندان المليشيا) !!
هذا الوضع تسبب فى أزمة إنسانية طاحنة و منع وصول السلع الغذائية و الدواء و الخدمات لغالبية سكان الولاية و أدى إلى وفاة المئات و أثر على حياة الناس بصورة كارثية !!
و الولاية في ظل هذا الظروف كانت توفر السلع و الدواء عبر ولاية غرب كردفان و لكن بعد احتلال المليشيا (للمجلد) و (الفولة) حاضرة الولاية و هجماتها المستمرة خلال الأشهر الماضية على (بابنوسة) أُغلق هذا الباب فانفتح باب آخر مع دولة جنوب السودان و أصبح الناس هناك يعتمدون على السلع العابرة للحدود و هي بالتأكيد أقل جودة و رغم ذلك توقفت بسبب فصل الخريف و الأوضاع في الجنوب الشقيق !!

إن أهلنا في جنوب كردفان يعانون الأمرًَين و يموتون في صمت و رغم ذلك فهم صامدون صابرون و محتسبون !!
اللهم فرِّج عنهم و اكشف كربهم و فُكَّ حصارهم !!
و ذات الوضع الذي تعانيه جنوب هو ما تعيشه ولاية شمال كردفان التي انتشرت المليشيا في كل محلياتها الشمالية و الشرقية و في بعض أجزاء محلية شيكان التي تحتضن حاضرة الولاية مدينة (الأبيض) و توجد بها رئاسة الفرقة الخامسة مشاة (الهجانة) ، و ظلت (الأبيض) تحت الحصار منذ بداية حرب المليشيا إلى يومنا هذا في انتظار الفرج و في انتظار متحرك (الصيَّاد) الذي طال انتظاره !!

و قد ظل أهل الولاية يعانون أشد المعاناة جراء هذا الوضع في الحصول على السلع الغذائية و الدواء و الخدمات فتأزمت أوضاعهم الإنسانية و تحولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق خاصة مع الإنتهاكات و الإعتداءات المستمرة للمليشيا على المواطنين العزل الأبرياء في المدن و الأرياف و القصف العشوائي الذي تقوم به على الأبيض !!

و ليس بعيداً عن الأوضاع في الولايتين فإن ولاية غرب كردفان تعيش ذات الظروف الإنسانية و تواجه ذات المعاناة بسبب إنتشار المليشيا في بعض أجزائها و منعها وصول السلع و الدواء إلى المواطنين بل و نهبها في كثير من الأحيان !!

إن كردفان التي تمثل صرة السودان و يعبرها طريق (الصادرات) من أمدرمان إلى دارفور و طريق كوستي الأبيض الذي يربط الغرب كله بوسط و شرق السودان و معاناة أهلها التي طال أمدها تستوجب تحركاً أسرع من القوات المسلحة لأنها تستحق و إنسانها يستحق و لأنها تمثل خط الدفاع الأول عن العاصمة و النيل الأبيض و تمثل بوابة تحرير دارفور من المليشيا .
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
25 نوفمبر 2024

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • منظمة دانماركية: ذخائر “إسرائيل” خطر يهدد سكان غزة بعد الحرب
  • أنقذوا أهلنا في كردفان
  • منظمة دانماركية تحذر من خطر داهم يهدد سكان غزة بعد الحرب
  • حرب السودان والأسئلة الصعبة
  • أوكرانيا تخسر 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في مقاطعة كورسك الروسية
  • “بترومسيلة” تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير زيت الوقود الثقيل بعد عامين من توقف تصدير النفط
  • في ظروف الحرب.. لماذا رفضت فيروز مغادرة لبنان؟
  • الدفاع المدني ينشر مجمل الخسائر التي تكبدها جرّاء الحرب على قطاع غزة
  • زيلينسكي: تدمير قدرة أوكرانيا على تصدير الحبوب يهدد الأمن الغذائي في دول مثل مصر وليبيا ونيجيريا
  • السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب