صحيفة التغيير السودانية:
2024-10-02@03:43:17 GMT

إطالة أمد الحرب يهدد وحدة البلاد

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

إطالة أمد الحرب يهدد وحدة البلاد

بقلم: تاج السر عثمان بابو 

«1»
اشرنا سابقا الي ضرورة وقف الحرب ودرء آثارها، لأن إطالة أمد الحرب يهدد وحدة البلاد ، ويهدد أمن البلدان المجاورة له بحكم التداخل القبلي ، فضلا عن مشاكل النزوح ، ويبدو أن الإسلامويين لم يتعلموا من تجربتهم في تصعيد الحرب بعد انقلابهم في 30 يونيو 1989م الذين طغو في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، وتم فرض ايديولوجية الاسلام السياسي، وكان الحصاد هشيما وانفصالا لجنوب السودان.

اضافة لزيادة المعاناة علي الجماهير التي فقدت ابسط مقومات الحياة مثل: مجانية التعليم والعلاج، وتزايد نسبة الفقر ،وتم تدمير المشاريع الزراعية والصناعية بعد سياسة الخصخصة التي اتبعها النظام وتشريد العاملين. كما فقدت البلاد سيادتها الوطنية حتي اصبح كل من هب ودب يتدخل في شئونها الداخلية، كما ازداد لهيب الحرب في الجنوب والتي اتسعت لتشمل: دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وشرق السودان، وتمت الابادة الجماعية في دارفور حتى اصبح البشير ومن معه مطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية. اضافة الي تدمير الخدمة المدنية والقوات النظامية التي فقدت الالاف من خيرة كوادرها المؤهلة والمدربة نتيجة للفصل السياسي والتعسفي، وتم تكوين مليشيات الإسلامويين من كتائب الظل والدفاع الشعبي.الخ، ومليشيات الجنجويد التي ارتكبت الابادة الجماعية في دارفور التي دخلوا في حرب معها بعد أن هددت مصالحهم في الاستحواذ على السلطة والثروة.

«2»
بعد انتفاضة مارس ـ أبريل 1985م ، تواصلت الجهود لوقف الحرب، و للحل السلمي لمشكلة الجنوب، فكان إعلان كوكادام الذي وقعة وفد التجمع الوطني لإنقاذ البلاد ووفد الحركة الشعبية لتحرير السودان في 24/ مارس/1986م ، والذي أشار إلى إلغاء قوانين سبتمبر 1983م وجميع القوانين المقيدة للحريات ، واعتمد دستور 1956م المعدل في 1964م ، مع تضمين الحكم الإقليمي وكافة القضايا الأخرى التي تجمع عليها القوي السياسية ، وكان من ضمن الأجندة التي اتفق عليها في إعلان كوكادام للمؤتمر الدستوري : مسالة القوميات ، المسالة الدينية ، الحقوق الأساسية لإنسان ، التنمية والتنمية غير المتوازنة. الخ
* بعد ذلك جاءت مبادرة السلام السودانية (الميرغيي – قرنق) في 16/نوفمبر 1988م والتي تم فيها الاتفاق علي تهيئة المناخ الملائم لقيام المؤتمر الدستوري ، والذي يتلخص في الأتي: ـ
– تجميد مواد الحدود وكافة المواد ذات الصلة المضمنة في قوانين سبتمبر 1983م ، وان لا تصدر إيه قوانين تحتوي علي مثل تلك المواد وذلك إلى حين انعقاد المؤتمر الدستوري والفصل نهائياً في مسالة القوانين.
– كما اتفق الطرفان علي ضرورة عقد المؤتمر الدستوري.
ولكن انقلاب 30/يونيو/1989م الإسلاموي قطع مسار ذلك الحل ، وتم الرجوع للمربع الأول ، وتصاعدت الحرب الأهلية.
من جانب آخر اتسعت المعارضة الجماهيرية والعسكرية للنظام، وتم توقيع ميثاق التجمع الوطني في اكتوبر 1989م، وكانت اضرابات الاطباء والمهندسين( في نوفمبر 1989م)، وعمال السكة الحديد(90/1991) ، وتواتر مقاومة الطلاب التي بلغت ذروتها في انتفاضة سبتمبر 1995م، وسبتمبر 1996م، وانتفاضات المدن من اجل خدمات المياه والكهرباء ومقاومة ارسال الطلاب الي محرقة الحرب.الخ.

كان من نتائج المقاومة الداخلية وضغط المجتمع الدولي أن تم توقيع اتفاقية نيفاشا في يناير 2005م، وتوفرت فرصة تاريخية للخروج بالبلاد من نفق الدكتاتورية والشمولية المظلم، بتنفيذ استحقاقات الاتفاقية التي تتلخص في: التحول الديمقراطي، والتنمية وتحسين الاحوال المعيشية وترسيخ السلام ووحدة البلاد القائمة علي اسس طوعية وديمقراطية.
لكن نظام الانقاذ استمر في طبيعته الديكتاتورية والشمولية والتي تقوم علي القمع ونقض العهود والمواثيق مثل: عدم تنفيذ اتفاقية السلام 1997م، و جيبوتي، و القاهرة وابوجا والشرق . الخ، والتي افرغها من مضامينها وحولها لوظائف ومناصب. كما ضرب بعرض الحائط الدستور الانتقالي لسنة 2005م بعدم انجاز التحول الديمقراطي وقمع المسيرات السلمية والرقابة علي الصحف، ولم تذهب عائدات البترول للتنمية في الشمال والجنوب، وتم تتويج ذلك بتزوير الانتخابات، واعادة انتاج الحكم الشمولي والسير في طريق القمع ومصادرة الحريات وزيادة اعباء المعيشة علي الجماهير، وتضخم جهاز الدولة الذي كان يمتص اكثر من 75% من ميزانية الدولة ( 77 وزير مركزي) غير وزراء الولايات والمناصب الأخري في المجالس المركزية والولائية.

كان من نتائج تلك السياسات انفصال الجنوب واندلاع الحرب في جنوب كردفان بعد تزوير المؤتمر الوطني للانتخابات هناك، وبعد احتلال الجيش لابيي، مما ادي الي خسائر كبيرة في الارواح والممتلكات ونزوح الالاف وقصف المواطنين بالطائرات وحملات التطهير العرقي التي وجدت استنكارا واسعا من الرأي العام المحلي والعالمي.

«3»
أخيرا ، مهم مواصلة وتوسيع التصعيد الجماهيري داخليا وخارجيا لوقف الحرب ودرء آثارها ، وعدم اطالة أمدها وتحويلها لحرب عرقية ، بالدعوة للحشد لها من القبائل والتجنيد للشباب في المعسكرات من طرفي الصراع ، وانضمام الحركات المسلحة لطرفي الحرب ، واحباط مخطط الإسلامويين لتمزيق وحدة البلاد في حالة استمرار الحرب التي تتوسع يوميا في مدن العاصمة الخرطوم كردفان ودارفور وجنوب كردفان النيل الأزرق ، وما يرتبط بها من جرائم حرب ونزوح وقتلي واغتصاب وجرحي، واعتقالات وانتهاكات لحرية التعبير كما حدث في الدمازين وسنجة وبقية المدن ، ونهب وسلب ، وتطهير عرقي. وعدم تكرار تجربة انفصال الجنوب بعد انقلاب الإسلامويين في 30 يونيو 1989 ، الذي اطال أمد الحرب، وكون مليشيات الجنجويد والإسلامويين، وتمددت الحرب من الجنوب الي دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان والشرق.

الوسومتاج السر عثمان بابو

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

طقس الإثنين..أجواء حارة نسبيا مع زخات رعدية مصحوبة ببرد بالأطلسين الكبير والمتوسط

تتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية، اليوم الاثنين، أن تكون الأجواء حارة نسبيا إلى محليا حارة بكل من السهول الداخلية الجنوب الشرقي وأقصى جنوب البلاد.

وستهم زخات رعدية مصحوبة ببرد الأطلسين الكبير والمتوسط والمنطقة الشرقية واحتمالا شرق الريف. فيما ستكون السماء قليلة السحب الى غائمة جزئيا فوق المناطق الغربية للأطلس، هضاب الفوسفاط، منطقة السايس، الجنوب الشرقي وأقصى جنوب البلاد.

كما يرتقب نزول قطرات مطرية جد خفيفة ستهم محليا غرب الواجهة المتوسطية. فضلا عن تشكل كتل ضبابية خلال الصباح والليل شرق الواجهة المتوسطية، وسهول المحيط الأطلسي وشمال غرب الأقاليم الصحراوية. فضلا عن تناثر غبار محلي بجنوب المنطقة الشرقية وبالجنوب الشرقي و بغرب الأقاليم الصحراوية.

وسيلاحظ أيضا تسجيل هبات رياح قوية نوعا ما فوق منطقة طنجة، مرتفعات الأطلس والمنطقة الشرقية.

وستتراوح درجات الحرارة الدنيا ما بين 20 و 25 درجة بأقصى الجنوب الشرقي وجنوب البلاد و ما بين 15 و 20 درجة فيما تبقى من ربوع المملكة.

أما درجات الحرارة خلال النهار، فستعرف انخفاضا طفيفا جنوب المنطقة الشرقية والجنوب الشرقي و ارتفاعا بباقي المناطق.

وسيكون البحر قليل الهيجان إلى هائج بالواجهة المتوسطية والبوغاز وعلى طول الساحل.

مقالات مشابهة

  • سولير لـ الدبيبة: فرنسا داعمة لاستقرار ليبيا واستمرار الحوار لضمان وحدة البلاد
  • غارات إسرائيليّة على الجنوب.. إليكم المناطق التي استُهدِفَت
  • هل تنهي الوساطة الخارجية أزمة البنك المركزي في ليبيا التي أدت إلى خفض إنتاج البلاد من النفط؟
  • زخات رعدية مصحوبة ببرد بهذه المناطق اليوم الإثنين
  • الشاوش: تعيين محافظ جديد للمصرف ونائب له جاء استجابةً للظروف الخانقة التي تمر بها البلاد
  • طقس الإثنين..أجواء حارة نسبيا مع زخات رعدية مصحوبة ببرد بالأطلسين الكبير والمتوسط
  • طقس الاثنين: أمطار خفيفة وأجواء حارة
  • وحدات الاستخبارات الإسرائيلية التي وفرت معلومات لاغتيال حسن نصر الله
  • الغذاء العالمي: زيادة في عدد الأسر اليمنية التي تعاني من نقص التغذية
  • دعم الوقود الأحفوري في اليابان يهدد أهداف الحياد الكربوني 2050