جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-28@02:17:04 GMT

مدرسيات

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

مدرسيات

 

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

 

مع قدوم العام الدراسي الجديد سوف نتطرق إلى بعض الهواجس والقضايا التي تخص قطاع التعليم بشكل عام، والطلبة على وجه الخصوص، والتي تطرق لها وناقشها كثيرون عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، ولكن دون جدوى؛ فهي تتكرر كل عام دراسي جديد كأنها أصبحت عادة، دون علاج جذري سوى بعض العلاجات المسكنة فقط، عسى أن يكون العام الدراسي الجديد عام  خير للجميع وأن تصبح الإشكاليات من الماضي الذي من المفترض أن يستفاد منه.

الحقيبة المدرسية: ألم يأنِ الأوان للحقيبة أن تخفف أحمالها عن عاهل الطالب المسكين الذى يشعر وهو يحمل حقيبته المدرسية أنه يحمل أثقالًا لا طاقة له بها، وخصوصًا أطفال المرحلة الدراسية الدنيا نتمنى أن يأتي يومًا تُستبدل فيه الحقائب المدرسية بالأجهزة اللوحية لتحل محل الكتب الدراسية ودفاتر الواجبات، خاصة وأن أكثر أطفالنا لهم معرفة باستخدامات التطبيقات الذكية من خلال استخدامهم للألعاب الإلكترونية وغيرها من البرمجيات الأخرى. وحتى يأتي ذاك اليوم الموعود يا حبذا لو تكون هناك حلول بديلة بالإمكان والسهولة تطبيقها في جميع المدارس ودور العلم، مثل إنشاء خِزَانَات للكتب الدراسية التي لا يحتاج للطالب لأن يحملها معه إلى البيت وتكون في كل صف وباسم كل طالب، وبهذا يمكن لهذه الخِزَانَات أن تخفف العبء الذي يحمله الطالب على كاهله، وتسبب له الكثير من الألم. كما يمكن أن تساهم في حفظ الفاقد من الكتب الذي يحصل في العام، ولعدد كبير من الكتب الدراسية التي تكلف من المال الكثير.

أصدرت وزارة التربية والتعليم مؤخرًا لائحة بشأن الإجراءات الواجب اتخاذها لتقليل ثقل الحقيبة المدرسية في المدارس للصفوف (1- 4)، وذُكر فيها ما تم التطرق إليه من نقاط عبر هذا المقالة. والسؤال هنا ما مدى الالتزام والتقيد بها من طرف الهيئة التدريسية؟ وهل سوف يتم تعميمها على أولياء الأمور؛ كون أن هناك نقاط تخصهم يجب تطبيقها عند شرائهم للحقائب المدرسية لاسيما للصفوف المذكورة؟ هذا ما سوف يتضح خلال الأيام المقبلة!

حافلات الطلبة: تطرقنا في مقالات سابقة عبر هذا المنبر إلى قضية الحافلات المدرسية، وتكدس الطلبة فيها، وكيفية تأهيل سائقيها بالشكل الأمثل، خصوصًا بعد الحوادث المأساوية التي ظهرت على السطح وأثارت الكثير من الجدل؛ بل حتى الحافلات المستخدمة حاليًا أغلبها عفا عليه الزمن وأصبح من الضرورة استبدالها؛ للمحافظة على سلامة الطلاب وراحتهم. ونتيجة لسوء الحافلات لجأت بعض الأسر لاستئجار نقل خاص لأبنائها خوفًا عليهم من مخاطر الحافلات المدرسية، وما تشهده من تكدس للطلاب، ولا شك أن الجميع يتفق على أن المحافظة على أرواح الطلاب هي المعيار الأهم. وهنا يأتي بعد النظر في عقود أصحاب الحافلات؛ كون أغلبهم من المتقاعدين والباحثين عن عمل، وأي قرار ربما يضُر بهم وبمعيشتهم. ومن وجب مسك العصا من المنتصف، من خلال تغيير الحافلات المتهالكة الحالية إلى طرازات أحدث، أو صيانة الصالح منها، وتأهيل قائدي الحافلات على القيادة الوقائية وإعطائهم المزيد من الورش من أجل الاستفادة من التجارب والأحداث الماضية حتى لا تتكرر؛ فالفطِن من يستفيد من أخطائه ويحولها إلى دروس مستفادة.

مناهجنا: مناهج دراسية محشوة بالمعلومات تقوم على تلقين النشء بمخرجات بمعلومات وبيانات غير ملائمة لروح هذا العصر المتطور الذين يعيشون فيه، فكيف تتحقق الفائدة العلمية إن كانت أغلب مناهجنا تكتنز العلم النظري وتبتعد عن أسلوب التطبيق العملي، ويتجلى ذلك في أسلوب حفظ لا يعرف الفهم. للأسف ما تزال المناهج الدراسية لدينا تعتمد على الحفظ والتلقين وليس على الفهم؛ فالظاهر أن الطالب يدرس المادة لمجرد حفظها للامتحان، وهذا يؤدي إلى نسيان المعلومات؛ لأنها حفظت فقط لمجرد تقديم الامتحان دون تقديمها بأسلوب يمتزج فيه الأسلوب العلمي بالتطبيقي وبما يساعد على فهم الطالب وتثبيته للمعلومة ونظام الامتحانات لدينا خير دليل وشاهد؛ حيث يأتي عبر صفحات ممتلئة ومكتظة بالأسئلة الكتابية تتعب الطالب ذهنيًا وهو يقرأ الأسئلة، فما بالكم عند القيام بحلها! كيف ستكون حاله؟

باختصار.. سهلوا المناهج بأسلوب علمي تشويقي مقترنة مع الجانب العملي ودعوها سهلة محببة للطلاب حتى تصبح الدراسة لدى الطالب عبارة عن فسحة معرفية علمية لا إلزاما حضوريا يجب القيام به.

مشاريع طلابية مهملة: أشكال وأنواع هي المشاريع والأنشطة التي يطلبها المعلمون من الطلبة لتنفيذها، حتى ربما دون تدريبهم وتعليمهم على القيام بها، ولا حتى النظر في حال الطلبة من عنده المقدرة المالية لتنفيذها؛ فميسور الحال يذهب للخطاط العامل الآسيوي ليقوم بها مقابل مبلغ غير قليل. أما من لا يستطيع نتيجة ضيق الحال وهم الأغلب فيقوم بالواجب أحد الوالدين مستخدمين المواد الأولية الموجودة في المنزل ربما أو يمكن الإتيان بها من مخلفات إحدى المحلات القريبة والقلة من الطلاب المتميزين من يقوم بعمل المشروع بنفسه والسائل عنها وماذا بعد هذه المشاريع ومنح الدرجات؟ هل يوجد مكان مخصص لها في مخازن المدرسة تحفظ للطلبة في السنوات القادمة على الأقل المشاريع المتميزة المتعوب عليها أم يكون مصيرها إلى سلة المهملات وضياع أموال وجهد وعرق.

أعتقد أنه ينبغي هنا تنفيذ ورش يقوم فيها الطالب أو مجموعة من الطلاب بالعمل كفريق لمشاريع أثناء ساعات الدراسة وبمواد يمكن إعادة استغلالها من قبل جميع الطلبة؛ مما يتيح تعليم الطلبة على عمل المشاريع بأنفسهم واستخدام مواد قابلة للاستخدام في كل مرة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«الأعلى للجامعات»: نعمل على تطوير البرامج الدراسية في مختلف الكليات

أكد الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، وجود إقبال متزايد من الطلاب للالتحاق بالتخصصات والبرامج الدراسية الحديثة التي تلبي احتياجات وظائف المستقبل، مشيرًا إلى أنه يتم العمل على تطوير البرامج الدراسية بمختلف الكليات لتتماشى مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي وتحقيق أهداف التنمية المُستدامة، موضحًا أهمية التكامل بين الجامعات والمؤسسات الإنتاجية والصناعية للارتقاء بمستوى الخريجين ليكونوا مؤهلين للمنافسة في سوق العمل.

 جاء ذلك خلال فعاليات ورشة العمل التي عُقدت بعنوان «الإتاحة في التعليم في ضوء الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي»، بحضور الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي، وأمناء المجلس الأعلى للجامعات ومجلس الجامعات الأهلية، ومجلس الجامعات الخاصة.

التكامل بين الجامعات والمؤسسات الإنتاجية والصناعية

وأشار أمين المجلس الأعلى للجامعات إلى جهود الدولة المصرية خلال الفترة الماضية على صعيد التوسع في الإتاحة وتطوير البنية التحتية لمؤسسات التعليم العالي، وتحديث البرامج الدراسية لملاءمة سوق العمل المعاصر والمستقبلي.

وقدم الدكتور سيريل كلارك النائب التنفيذي للرئيس والمدير الأكاديمي لجامعة فيرجينيا تك الأمريكية، عرضًا حول رؤية الجامعة للتعاون العابر للحدود، وإتاحة التعليم وآليات الالتحاق بالجامعة، ونظم المنح الدراسية، مشيرًا إلى أن الجامعة تقدم العديد من البرامج الدراسية، وتمنح درجات البكالوريوس والدراسات العليا والمهنية، وتتمتع بوجود أعضاء هيئة التدريس ذوي كفاءة عالية، مستعرضًا أبرز التحديات التي تغلبت عليها جامعة فيرجينيا تك الأمريكية.

وعرض الدكتور سيريل كلارك آليات وجهود الجامعة لربط البرامج الدراسية بمجتمع الصناعة؛ لتحقيق تكامل وتعاون وتجانس بين المجتمع الأكاديمي والمجتمع الصناعي، موضحًا اهتمام الجامعة بنظام التعليم العابر للحدود، وتعظيم تعزيز التعلم والاكتشاف بين التخصصات المختلفة، وكذلك الاهتمام بتهيئة بيئة تعليمية مُحفزة للإبداع والابتكار والتميز، وتأهيل الطلاب جيدًا من خلال تطوير البرامج الدراسية الحديثة، وتزويد الطلاب بالعلوم والتكنولوجيا الحديثة؛ ليكونوا قادرين على تلبية احتياجات سوق العمل الدولي، معربًا عن تطلعه لتعزيز التعاون مع الجامعات المصرية وتبادل الخبرات؛ لتحقيق أقصى استفادة ممكنة.

وشهدت ورشة العمل فتح باب النقاش بين رؤساء الجامعات وقيادات التعليم العالي، وأسفرت هذه المناقشات عن تقديم أفكار إيجابية ومثمرة وداعمة لتطوير المنظومة التعليمية والبحثية في مصر مستقبلًا على مستوى تنمية المهارات العملية لطلاب الجامعات وفقًا لاحتياجات سوق العمل.

الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي

واستعرضت الورشة جهود الجامعات في ملف الإتاحة، وذلك في ضوء مبادئ الاستراتيجية الوطنية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والتي ترتكز على 7 مبادئ رئيسية، وهي «التكامل، والتخصصات المتداخلة، والتواصل، والمشاركة الفعالة، والاستدامة، والمرجعية الدولية، وريادة الأعمال والابتكار»، كما تم التوافق على أهمية ربط التعليم بالاحتياجات الفعلية للمجتمع.

مقالات مشابهة

  • المدرسة في «عام المجتمع».. دور تعليمي يتجاوز الفصول الدراسية
  • منافسات "بوكاري سويت المدرسية" تصل إلى النصف النهائي
  • تعديلات المناهج الدراسية في المرحلة الانتقالية
  • تعليم الفيوم يحصد مركز ثالث ورابع جمهورية فى مسابقات الصحافة المدرسية
  • إعداد دليل استرشادي لتعزيز مفاهيم التنمية المستدامة في البيئة المدرسية
  • إعداد دليل التنمية المستدامة في البيئة المدرسية
  • انطلاق منافسات بطولة "بوكاري سويت" المدرسية.. الأحد
  • مواصلات مصر.. أسعار مرتفعة وخدمة متعثرة هل يتحمل الركاب المزيد
  • كاميرا «القاهرة الإخبارية» ترافق الحافلات التي تقل الأسرى الفلسطينيين المبعدين
  • «الأعلى للجامعات»: نعمل على تطوير البرامج الدراسية في مختلف الكليات