ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com
مع قدوم العام الدراسي الجديد سوف نتطرق إلى بعض الهواجس والقضايا التي تخص قطاع التعليم بشكل عام، والطلبة على وجه الخصوص، والتي تطرق لها وناقشها كثيرون عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، ولكن دون جدوى؛ فهي تتكرر كل عام دراسي جديد كأنها أصبحت عادة، دون علاج جذري سوى بعض العلاجات المسكنة فقط، عسى أن يكون العام الدراسي الجديد عام خير للجميع وأن تصبح الإشكاليات من الماضي الذي من المفترض أن يستفاد منه.
الحقيبة المدرسية: ألم يأنِ الأوان للحقيبة أن تخفف أحمالها عن عاهل الطالب المسكين الذى يشعر وهو يحمل حقيبته المدرسية أنه يحمل أثقالًا لا طاقة له بها، وخصوصًا أطفال المرحلة الدراسية الدنيا نتمنى أن يأتي يومًا تُستبدل فيه الحقائب المدرسية بالأجهزة اللوحية لتحل محل الكتب الدراسية ودفاتر الواجبات، خاصة وأن أكثر أطفالنا لهم معرفة باستخدامات التطبيقات الذكية من خلال استخدامهم للألعاب الإلكترونية وغيرها من البرمجيات الأخرى. وحتى يأتي ذاك اليوم الموعود يا حبذا لو تكون هناك حلول بديلة بالإمكان والسهولة تطبيقها في جميع المدارس ودور العلم، مثل إنشاء خِزَانَات للكتب الدراسية التي لا يحتاج للطالب لأن يحملها معه إلى البيت وتكون في كل صف وباسم كل طالب، وبهذا يمكن لهذه الخِزَانَات أن تخفف العبء الذي يحمله الطالب على كاهله، وتسبب له الكثير من الألم. كما يمكن أن تساهم في حفظ الفاقد من الكتب الذي يحصل في العام، ولعدد كبير من الكتب الدراسية التي تكلف من المال الكثير.
أصدرت وزارة التربية والتعليم مؤخرًا لائحة بشأن الإجراءات الواجب اتخاذها لتقليل ثقل الحقيبة المدرسية في المدارس للصفوف (1- 4)، وذُكر فيها ما تم التطرق إليه من نقاط عبر هذا المقالة. والسؤال هنا ما مدى الالتزام والتقيد بها من طرف الهيئة التدريسية؟ وهل سوف يتم تعميمها على أولياء الأمور؛ كون أن هناك نقاط تخصهم يجب تطبيقها عند شرائهم للحقائب المدرسية لاسيما للصفوف المذكورة؟ هذا ما سوف يتضح خلال الأيام المقبلة!
حافلات الطلبة: تطرقنا في مقالات سابقة عبر هذا المنبر إلى قضية الحافلات المدرسية، وتكدس الطلبة فيها، وكيفية تأهيل سائقيها بالشكل الأمثل، خصوصًا بعد الحوادث المأساوية التي ظهرت على السطح وأثارت الكثير من الجدل؛ بل حتى الحافلات المستخدمة حاليًا أغلبها عفا عليه الزمن وأصبح من الضرورة استبدالها؛ للمحافظة على سلامة الطلاب وراحتهم. ونتيجة لسوء الحافلات لجأت بعض الأسر لاستئجار نقل خاص لأبنائها خوفًا عليهم من مخاطر الحافلات المدرسية، وما تشهده من تكدس للطلاب، ولا شك أن الجميع يتفق على أن المحافظة على أرواح الطلاب هي المعيار الأهم. وهنا يأتي بعد النظر في عقود أصحاب الحافلات؛ كون أغلبهم من المتقاعدين والباحثين عن عمل، وأي قرار ربما يضُر بهم وبمعيشتهم. ومن وجب مسك العصا من المنتصف، من خلال تغيير الحافلات المتهالكة الحالية إلى طرازات أحدث، أو صيانة الصالح منها، وتأهيل قائدي الحافلات على القيادة الوقائية وإعطائهم المزيد من الورش من أجل الاستفادة من التجارب والأحداث الماضية حتى لا تتكرر؛ فالفطِن من يستفيد من أخطائه ويحولها إلى دروس مستفادة.
مناهجنا: مناهج دراسية محشوة بالمعلومات تقوم على تلقين النشء بمخرجات بمعلومات وبيانات غير ملائمة لروح هذا العصر المتطور الذين يعيشون فيه، فكيف تتحقق الفائدة العلمية إن كانت أغلب مناهجنا تكتنز العلم النظري وتبتعد عن أسلوب التطبيق العملي، ويتجلى ذلك في أسلوب حفظ لا يعرف الفهم. للأسف ما تزال المناهج الدراسية لدينا تعتمد على الحفظ والتلقين وليس على الفهم؛ فالظاهر أن الطالب يدرس المادة لمجرد حفظها للامتحان، وهذا يؤدي إلى نسيان المعلومات؛ لأنها حفظت فقط لمجرد تقديم الامتحان دون تقديمها بأسلوب يمتزج فيه الأسلوب العلمي بالتطبيقي وبما يساعد على فهم الطالب وتثبيته للمعلومة ونظام الامتحانات لدينا خير دليل وشاهد؛ حيث يأتي عبر صفحات ممتلئة ومكتظة بالأسئلة الكتابية تتعب الطالب ذهنيًا وهو يقرأ الأسئلة، فما بالكم عند القيام بحلها! كيف ستكون حاله؟
باختصار.. سهلوا المناهج بأسلوب علمي تشويقي مقترنة مع الجانب العملي ودعوها سهلة محببة للطلاب حتى تصبح الدراسة لدى الطالب عبارة عن فسحة معرفية علمية لا إلزاما حضوريا يجب القيام به.
مشاريع طلابية مهملة: أشكال وأنواع هي المشاريع والأنشطة التي يطلبها المعلمون من الطلبة لتنفيذها، حتى ربما دون تدريبهم وتعليمهم على القيام بها، ولا حتى النظر في حال الطلبة من عنده المقدرة المالية لتنفيذها؛ فميسور الحال يذهب للخطاط العامل الآسيوي ليقوم بها مقابل مبلغ غير قليل. أما من لا يستطيع نتيجة ضيق الحال وهم الأغلب فيقوم بالواجب أحد الوالدين مستخدمين المواد الأولية الموجودة في المنزل ربما أو يمكن الإتيان بها من مخلفات إحدى المحلات القريبة والقلة من الطلاب المتميزين من يقوم بعمل المشروع بنفسه والسائل عنها وماذا بعد هذه المشاريع ومنح الدرجات؟ هل يوجد مكان مخصص لها في مخازن المدرسة تحفظ للطلبة في السنوات القادمة على الأقل المشاريع المتميزة المتعوب عليها أم يكون مصيرها إلى سلة المهملات وضياع أموال وجهد وعرق.
أعتقد أنه ينبغي هنا تنفيذ ورش يقوم فيها الطالب أو مجموعة من الطلاب بالعمل كفريق لمشاريع أثناء ساعات الدراسة وبمواد يمكن إعادة استغلالها من قبل جميع الطلبة؛ مما يتيح تعليم الطلبة على عمل المشاريع بأنفسهم واستخدام مواد قابلة للاستخدام في كل مرة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«طه وعلياء».. يحصدان لقب الطالب والطالبة المثاليين بجامعة سوهاج
أعلنت لجنة تحكيم مسابقة الطالب المثالي بجامعة سوهاج، أسماء الطلاب والطالبات المثاليين، والتي فاز فيها بالمركز الأول الطالب طه خليفة ثابت الفرقة الثالثة بكلية التجارة، والطالبة علياء العارف محمد بالفرقة الثالثة كلية التربية النوعية، صرح بذلك الدكتور حسان النعماني رئيس الجامعة، مؤكداً على أن الطلاب المثاليين هم قدوة لزملائهم بداية من الإلتزام الدراسي والأخلاقي مروراً بالتفوق الأكاديمي والانخراط في الأنشطة والفعاليات الجامعية والمجتمعية، مشيراً إلى تمثيلهم للجامعة في اللقاءات الخارجية يجب أن يكون تمثيلاً مشرفا، يساهم في اعلاء مكانة الجامعة، مضيفًا أن الجامعة لا تألو جهدًا في دعم كافة الأنشطة والمسابقات الطلابية، وتوفير كافة الإمكانات لدعم ورعاية الطلاب المتميزين.
وهنأ النعماني الفائزين بالمسابقة، وحثهم على الحفاظ على مستواهم الدراسي ومشاركتهم في الأنشطة الطلابية، موضحاً أنه تم التنافس وتقييم النتائج على أساس عدة محاور منها التفوق الدراسي، المقابلة الشخصية، والتي تتضمن المظهر والثقة بالنفس وسرعة البديهة والقدرة على الإقناع، والاختبار التحريري عن المعلومات العامة واللغة، وكيفية العرض التقديمي للمهارات الشخصية، والتي يكون جزء منها باللغة الإنجليزية.
وأضاف الدكتور عبد الناصر يس نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، انه من ضمن التقييم ان يكون الطالب من المشاركين المتميزين فى الأنشطة الطلابية، والمشاركة بالأنشطة المجتمعية مثل الجمعيات الخيرية والعمل التطوعي والتوعية الصحية، وعرض إحدى القضايا المجتمعية، والحلول من وجهة نظره، أو طرح مبادرة طلابية لعلاج مشكلة في مجتمعه المحيط.
وأوضح نائب رئيس الجامعة، أن المراكز الثاني والثالث للطلبة فاز بها الطالب محمد ناجح محمد بالفرقة الخامسة كلية الطب البشري والطالب أحمد فيصل أحمد الفرقة الخامسة كلية الطب البشري، كما فازت الطالبات رهف عاطف بالفرقة الثانية كلية الحقوق، والطالبة أسماء قبيصي خلف الله الفرقة الثالثة بكلية الآداب بالمركزين الثاني والثالث.
وذكر كلاً من محمد كمال منسق الانشطة الطلابية و الدكتور أحمد عاطف مدير عام الإدارة المركزية لرعاية الشباب، أن مسابقة الطالب والطالبة المثاليين نظمتها إدارة النشاط الاجتماعي، وضمت ثلاث مراحل، الأولى اختبار تحريري في المعلومات العامة، وفي اللغة الإنجليزية، المرحلة الثانية مقابلة شخصية والثالثة عرض تقديمي عن السيرة الذاتية للمتنافسين، كما شملت معايير وشروط المسابقة انتقاء أفضل العناصر الطلابية من المتفوقين علميًا ودراسيًا بكلياتهم، مع تمتعهم بالأخلاق الحسنة، وحسن المظهر، وقوة الشخصية، وأن يكون سبق لهم تقديم خدمات مجتمعية تطوعية، مع اهتمامهم بريادة الأعمال، وقدرتهم على تقديم أفكار لعلاج المشكلات المجتمعية، فضًلا عن قياس قدرات المتنافسين على المناقشة والحوار باللغة الإنجليزية أو إجادة إحدى اللغات الأجنبية، بالإضافة إلى إجادة العربية تحدثاً، وامتلاك مهارات الحاسب الآلي وبرامجه المتنوعة، واجتياز دورات في التنمية البشرية، والمشاركة في الأنشطة الطلابية.
وذكرت أسماء عمر مدير إدارة النشاط الاجتماعي، أن إجمالي عدد الطلاب المشاركين بالمسابقة بلغ 48 طالب وطالبة بواقع 22 طالب و26 طالبة، مضيفة أن لجنة التحكيم ضمت كل من الدكتور بهاء مزيد الأستاذ بكلية الألسن، الدكتور محمد كمال منسق عام الأنشطة الطلابية، والدكتورة هبة العطار رئيس قسم الإعلام التربوي بكلية التربية النوعية.