أعلنت شركة OpenAI، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، عن إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد "O3-Mini"، الذي يتميز بقدرات استدلالية متطورة وسرعة استجابة أعلى مقارنة بالنماذج السابقة.

 يمثل هذا النموذج خطوة كبيرة نحو تحسين تجربة المستخدمين مع الذكاء الاصطناعي، حيث يأتي بإمكانات متزايدة في الفهم، التحليل، والتفاعل الفعّال مع النصوص، مما يجعله أحد النماذج الأكثر تقدماً في هذا المجال حتى الآن.

بعد ظهور DeepSeek .. الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI يعترف بأخطائهإطلاق نموذج الاستدلال OpenAI o3-mini لمواجهة صعود DeepSeek الصينيةسامسونج و OpenAI تتعاونان لتطوير تلفزيون ذكي مدعوم بالذكاء الاصطناعي«OpenAI» تكشف عن ميزة المهام في ChatGPTما الجديد في "O3-Mini"؟

يعد "O3-Mini" أحدث إصدارات OpenAI ضمن سلسلة نماذج GPT-4 Turbo، وهو مصمم لتقديم أداء أعلى مع تقليل استهلاك الموارد، مما يجعله أسرع وأكثر كفاءة من النماذج السابقة، خاصة في معالجة المهام المعقدة مثل تحليل البيانات، البرمجة، وحل المسائل الرياضية المتقدمة.

وفقًا لاختبارات OpenAI، يتميز "O3-Mini" بأداء أكثر تطورًا في التعامل مع المهام الحسابية والمنطقية مقارنة بالنموذج السابق "O1-Mini". 

كما أنه يقدم استجابات أكثر دقة وسرعة، مع تقليل معدل الأخطاء، مما يعزز تجربة المستخدمين في مختلف التطبيقات. 

 يعمل "O3-Mini" بكفاءة عالية مع تقليل استهلاك الموارد، مما يجعله خيارًا مثاليًا للمطورين والشركات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في عملياتها اليومية.

 يُعد هذا التحسين خطوة مهمة نحو جعل الذكاء الاصطناعي أكثر سهولة في الوصول وأقل تكلفة من حيث التشغيل.  

للمرة الأولى، تتيح OpenAI هذا النموذج لجميع المستخدمين مجانًا عبر منصة ChatGPT، مما يسمح لهم بتجربة إمكانياته المتقدمة دون الحاجة إلى الاشتراك في الخطط المدفوعة. هذا القرار يعكس استراتيجية OpenAI لتوسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي وزيادة فرص الابتكار والتطوير.

خيارات الاشتراك وخطط الوصول إلى "O3-Mini"

تتيح OpenAI عدة مستويات من الوصول إلى "O3-Mini"، حسب نوع الاشتراك، حيث تختلف سعة الاستخدام والميزات المتاحة وفقًا للخطة المختارة:

 يمكن المستخدمون استخدام "O3-Mini" بعدد محدود من الرسائل يوميًا، مع تجربة محسنة مقارنة بالنماذج السابقة.

 يحصل المشتركون على إمكانية إرسال حتى 150 رسالة يوميًا، مما يتيح لهم تجربة أكثر شمولًا لقدرات الذكاء الاصطناعي الجديدة.

  يتمتع المشتركون  بعدد غير محدود من الرسائل مقابل اشتراك شهري بقيمة 200 دولار، مما يمنحهم حرية استخدام النموذج في المشاريع المتقدمة والتطبيقات التجارية. 

ما الذي يعنيه هذا التطور لمستقبل الذكاء الاصطناعي؟

يشير إطلاق "O3-Mini" إلى توجه OpenAI نحو توفير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر ذكاءً وسهولة في الاستخدام، مع تحسينات ملحوظة في التفاعل الطبيعي بين الإنسان والآلة. 

كما يعزز هذا الإصدار من قدرة المستخدمين على إنجاز المهام بكفاءة أعلى، سواء في المجالات التقنية مثل تحليل البيانات، البرمجة، وتطوير البرمجيات، أو في الاستخدامات اليومية مثل تحرير النصوص، الترجمة، وتقديم الاستشارات الذكية.

علاوة على ذلك، يمثل "O3-Mini" خطوة جديدة نحو مستقبل الذكاء الاصطناعي الأكثر تكيفًا مع احتياجات المستخدمين، حيث تسعى OpenAI لتقديم نماذج أكثر تطورًا تدعم الإنتاجية والابتكار في مختلف المجالات.

ماذا بعد؟

وفقًا لتصريحات سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، فإن "O3-Mini" ليس سوى البداية لمجموعة من النماذج الأكثر تطورًا التي سيتم إطلاقها في المستقبل القريب. 

ومن المتوقع أن يشهد الذكاء الاصطناعي قفزات نوعية خلال عام 2025، مع زيادة التركيز على القدرة على التفكير والاستدلال المنطقي، مما يعزز من موثوقية هذه النماذج في أداء المهام المعقدة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المزيد الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الدماغ البشري يتفوّق على الذكاء الاصطناعي في حالات عدّة

 لا شك أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد حققت إنجازات مذهلة، بدءًا من إتقان الألعاب وكتابة النصوص وصولًا إلى توليد الصور ومقاطع الفيديو المقنعة. 

وقد دفع ذلك البعض إلى الحديث عن إمكانية أن نكون على أعتاب الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو نظام ذكاء اصطناعي يمتلك قدرات معرفية شاملة تشبه قدرات الإنسان.

في حين أن بعض هذا الحديث ما هو إلا ضجة إعلامية، إلا أن عددًا كافيًا من الخبراء في هذا المجال يأخذون الفكرة على محمل الجد، مما يستدعي إلقاء نظرة فاحصة عليها.

تحديات تعريف الذكاء الاصطناعي العام

تدور العديد من النقاشات حول مسألة كيفية تعريف الذكاء الاصطناعي العام، وهو أمر يبدو أن الخبراء في هذا المجال لا يتفقون عليه.

 ويساهم هذا في ظهور تقديرات متباينة حول موعد ظهوره، تتراوح بين "إنه موجود عمليًا" إلى "لن نتمكن أبدًا من تحقيقه". وبالنظر إلى هذا التباين، يستحيل تقديم أي نوع من المنظور المستنير حول مدى قربنا من تحقيقه.

لكن لدينا مثال موجود على الذكاء العام بدون "الاصطناعي" - وهو الذكاء الذي يوفره دماغ الحيوان، وخاصة الدماغ البشري. 

ومن الواضح أن الأنظمة التي يتم الترويج لها كدليل على أن الذكاء الاصطناعي العام قاب قوسين أو أدنى لا تعمل على الإطلاق مثل الدماغ. قد لا يكون هذا عيبًا قاتلًا، أو حتى عيبًا على الإطلاق. من الممكن تمامًا أن يكون هناك أكثر من طريقة للوصول إلى الذكاء، اعتمادًا على كيفية تعريفه.

 لكن من المحتمل أن تكون بعض الاختلافات على الأقل مهمة من الناحية الوظيفية، وحقيقة أن الذكاء الاصطناعي يسلك مسارًا مختلفًا تمامًا عن المثال العملي الوحيد الذي لدينا من المرجح أن يكون ذا مغزى.

سامسونج تطلق Galaxy A56 مع دعم ميزات الذكاء الاصطناعيسوفت بنك يضاعف رهانه على الذكاء الاصطناعي باستثمارات ضخمة وسط سباق عالميثورة الذكاء الاصطناعي في الصين.. DeepSeek يثير جدلا في القطاع الطبيAlexa+.. قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي.. أبرز ميزات المساعد الذكي الجديد من أمازون«DeepSeek» تُشعل سباق الذكاء الاصطناعي.. هامش ربح 545% يهز الأسواق وسهم NVIDIA ينهارالقدرات التي يفتقر إليها الذكاء الاصطناعي الحالي

مع وضع كل ذلك في الاعتبار، دعونا نلقي نظرة على بعض الأشياء التي يقوم بها الدماغ والتي لا تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية القيام بها.

أشارت أرييل جولدشتاين، الباحثة في الجامعة العبرية في القدس، إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية "مجزأة" في قدراتها. فقد تكون جيدة بشكل مدهش في شيء ما، ثم سيئة بشكل مدهش في شيء آخر يبدو مرتبطًا به. 

وأكدت عالمة الأعصاب كريستا بيكر من جامعة ولاية كارولينا الشمالية على هذه النقطة، مشيرة إلى أن البشر قادرون على تطبيق المنطق في مواقف جديدة دون الحاجة إلى إعادة تعلم كل شيء من الصفر.

ذكر ماريانو شاين، مهندس جوجل الذي تعاون مع جولدشتاين، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تفتقر إلى الذاكرة طويلة المدى والمخصصة للمهام، وهي القدرة على نشر المهارات المكتسبة في مهمة ما في سياقات مختلفة.

أشارت بيكر إلى وجود تحيز نحو تفضيل السلوكيات الشبيهة بالسلوك البشري، مثل الردود التي تبدو بشرية والتي تولدها نماذج اللغات الكبيرة. 

في المقابل، يمكن لذبابة الفاكهة، بدماغها الذي يحتوي على أقل من 150 ألف خلية عصبية، دمج أنواع متعددة من المعلومات الحسية، والتحكم في أربعة أزواج من الأطراف، والتنقل في بيئات معقدة، وتلبية احتياجاتها من الطاقة، وإنتاج أجيال جديدة من الأدمغة، وأكثر من ذلك.

الاختلافات الرئيسية بين الدماغ البشري والذكاء الاصطناعي

 تستند معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية، بما في ذلك جميع نماذج اللغات الكبيرة، على ما يسمى بالشبكات العصبية. 

تم تصميم هذه الشبكات لتقليد كيفية عمل بعض مناطق الدماغ، مع وجود أعداد كبيرة من الخلايا العصبية الاصطناعية التي تأخذ مدخلات وتعدلها ثم تمرير المعلومات المعدلة إلى طبقة أخرى من الخلايا العصبية الاصطناعية. لكن هذا التقليد محدود للغاية.

 فالخلايا العصبية الحقيقية متخصصة للغاية، وتستخدم مجموعة متنوعة من الناقلات العصبية وتتأثر بعوامل خارج الخلايا العصبية مثل الهرمونات. كما أنها تتواصل من خلال سلسلة من النبضات المتغيرة في التوقيت والشدة، مما يسمح بدرجة من الضوضاء غير الحتمية في الاتصالات.

تهدف  الشبكات العصبية التي تم إنشاؤها حتى الآن هي إلى حد كبير أنظمة متخصصة تهدف إلى التعامل مع مهمة واحدة. 

في المقابل، يحتوي الدماغ النموذجي على الكثير من الوحدات الوظيفية التي يمكنها العمل بالتوازي، وفي بعض الحالات دون أي نشاط تحكمي يحدث في مكان آخر في الدماغ.

تمتلك أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية عمومًا حالتين: التدريب والنشر. التدريب هو المكان الذي يتعلم فيه الذكاء الاصطناعي سلوكه؛ النشر هو المكان الذي يتم فيه استخدام هذا السلوك.

 في المقابل، لا يحتوي الدماغ على حالات تعلم ونشاط منفصلة؛ إنه في كلا الوضعين باستمرار، بينما في كثير من الحالات، يتعلم الدماغ أثناء العمل.

بالنسبة للعديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي، لا يمكن تمييز "الذاكرة" عن الموارد الحسابية التي تسمح لها بأداء مهمة والاتصالات التي تم تشكيلها أثناء التدريب. في المقابل، تمتلك الأنظمة البيولوجية عمرًا من الذكريات للاعتماد عليها.

القيود والتحديات

من الصعب التفكير في الذكاء الاصطناعي دون إدراك الطاقة الهائلة والموارد الحسابية المستخدمة في تدريبه. لقد تطورت الأدمغة في ظل قيود هائلة على الطاقة وتستمر في العمل باستخدام طاقة أقل بكثير مما يمكن أن يوفره النظام الغذائي اليومي. 

وقد أجبر هذا علم الأحياء على إيجاد طرق لتحسين موارده والاستفادة القصوى من تلك التي يخصصها لمهمة ما.

في المقابل، فإن قصة التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي هي إلى حد كبير قصة رمي المزيد من الموارد عليها.

 ويبدو أن خطط المستقبل (حتى الآن على الأقل) تشمل المزيد من هذا، بما في ذلك مجموعات بيانات تدريب أكبر وعدد أكبر من الخلايا العصبية الاصطناعية والوصلات بينها. 

كل هذا يأتي في وقت تستخدم فيه أفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية بالفعل ثلاثة أضعاف الخلايا العصبية التي نجدها في دماغ ذبابة الفاكهة وليس لديها أي مكان قريب من القدرات العامة للذبابة.

مقالات مشابهة

  • الخبرات النادرة والمعادلة الجديدة في الذكاء الاصطناعي
  • يدعم الذكاء الاصطناعي.. لينوفو تطلق لابتوب بإمكانات رائدة وسعر تنافسي
  • عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي والعاطفي
  • الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي
  • الدماغ البشري يتفوّق على الذكاء الاصطناعي في حالات عدّة
  • حَوكمة الذكاء الاصطناعي: بين الابتكار والمسؤولية
  • جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تطلق أول برنامج بكالوريوس في الذكاء الاصطناعي
  • جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تطلق أول برنامج بكالوريوس لتمكين قادة المستقبل في مجال الذكاء الاصطناعي
  • سامسونج تطلق Galaxy A56 مع دعم ميزات الذكاء الاصطناعي
  • سامسونج تطلق هواتف جديدة مع تقنيات الذكاء الاصطناعي لمنافسة آبل