قال الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الغزو الثقافي الغربي يعتبر تحديًا كبيرًا للثقافة العربية والإسلامية، ويجب مواجهته حفاظا على أجيالنا القادمة، بتعزيز الهوية الثقافية العربية والإسلامية من خلال تعزيز القيم والتراث الديني والثقافي، مشددا على أنه يجب التصدي للثقافة الغربية المعادية للأخلاق، مضيفا أنه يجب أيضا تغيير النظرة التى تنظر إلى الثقافة الغربية بمجملها على أنها تجربة متكاملة، فالجانب الحضاري التقدمي فيه جزء مطلوب إذا كان سيعمل على تقدم المجتمع، أما الجانب الديني والأخلاقي فيجب الالتزام بما جاء به الدين الإسلامي.


جاء ذلك خلال حضوره ندوة تحت عنوان"نحو استراتيجية وطنية لمواجهة الغزو الثقافي الغربي" عقدت بجناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الأحد، 
والتي شهدت أيضا حضور الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، وأدار الندوة علي حامد، عضو المركز الإعلامي.


وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن العقل البشري يحتاج إلى التربية النبوية، فالإسلام قدم نموذجا فريدا في التربية والأخلاق والقيم في السلم والحرب، مؤكدا أن الأزهر مؤسسة آمنة فكريا لأنها مؤسسة لها سند فقد أخذت الشريعة من منابعها، فهي تحمل منهجا وسطيا مستنيرا، مؤكدا أن تأثير مواقع التواصل على الشباب أصبح ملحوظا ويجب مراقبتهم حتى لا يقعوا في المخاطر، مشددا على ضرورة وجود القدوة بين الأبناء؛ وذلك يعمل على تكوين الصورة الذهنية لديهم، مما ينشىء جيلا واعيا وفاهما، مطالبا بتضافر الجهود بين المؤسسات الدينية والإعلام والأسرة في بناء الوعي، فهذا يعتبر حصنا للوعي من الأفكار الدخيلة والأفكار الغريبة.


من جانبها أوضحت الدكتورة رهام سلامة، إن موضوع الغزو الثقافي من أهم الموضوعات التي يجب نقاشها، فالغزو الثقافي غير المحدود يجب وقف تمدده، لأن الوقاية خير من العلاج فيجب تعزيز الوعي، مضيفة أن العقل هو المستهدف بغزوه واستقطابه، مشددة على أن كثرة المحتويات غير الهادفة وغير الأخلاقية تسهم في هدم القيم والمبادئ.


وأشارت الدكتورة رهام سلامة، أن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أطلق مبادرة" اسمع واتكلم" تم استهداف بها طلاب الجامعات المصرية لتقديم التوعية لهم، ولمواجهة الفكر المتطرف، ومبادرة "اعرف أكتر" لطلاب التعليم قبل الجامعي لنشر القيم والأخلاق وتكوين الوعي الفكري لديهم، مشددة على أن غياب التأثير الوجدي أو الوعي هو ضياع للأمة، فلنا سمات فكرية وحضارية ودينية يجب الحفاظ عليها قدر الإمكان، في مواجهة هذا الغزو الثقافي، الذي يحاول طمس هويتنا وإدخال أفكار مستجدة تخالف ديننا وقيمنا، فالهزيمة الحقيقية تبدأ من الغزو الفكري.


ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.


ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الغزو الثقافي الغربي مجمع البحوث الإسلامية المزيد الغزو الثقافی على أن

إقرأ أيضاً:

عمرو طلعت: ميثاق أخلاقي للذكاء الاصطناعي ضرورة للحفاظ على القيم العربية

قال  الدكتور عمرو سميح طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات،أن الحكومات تواجه تحديات جديدة تتعلق بالمنافسة الجيوسياسية والريادة في الذكاء الاصطناعي، داعيًا الدول العربية إلى التصدي لهذه التحديات برؤية موحدة تعكس تطلعات شعوبها. وأكد على أهمية تبني استراتيجيات مشتركة لبناء وعي جمعي حول التكنولوجيات الناشئة.

جاء ذلك خلال كلمته في فعاليات "دائرة الحوار العربي حول الذكاء الاصطناعي"، بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وقد حضر الافتتاح  السفير أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة، وعدد من الشخصيات الأكاديمية والسياسية رفيعة المستوى.

أعرب الدكتور طلعت عن فخره بالمشاركة في هذا المحفل المهم، الذي يمثل تجسيدًا لطموحات الدول العربية وإرادتها الموحدة. وأشاد بالدور التاريخي الذي تلعبه جامعة الدول العربية كمنصة للتعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك التكنولوجيا، التي أصبحت جزءًا أساسيًا من القضايا العالمية المعاصرة.

وقال : "يسعدني أن ينعقد هذا الحوار في الذكرى الثمانين لتأسيس جامعة الدول العربية، مما يعكس التزامنا بتعزيز التعاون العربي في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات". وأكد أن التكنولوجيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، لم تعد مجرد وعود مستقبلية، بل أصبحت قوى دافعة تُعيد تشكيل الاقتصادات وتحدث ثورة في مختلف القطاعات.

 

أطلع الدكتور طلعت الحضور على الرؤية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي،  التي تهدف إلى تحسين الأداء الحكومي وتقديم خدمات فعالة تعتمد على هذه التقنيات. وشدد على ضرورة وضع إطار تنظيمي متوازن يحمي المجتمعات من المخاطر السيبرانية والأخلاقية.

وختامًا، دعا  جميع الباحثين والخبراء وصناع السياسات إلى تبادل الرؤى والمقترحات للخروج بنتائج فعالة تسهم في تعزيز مكانة الدول العربية في مجال الذكاء الاصطناعي.

أعرب الدكتور طلعت عن شكره لكل المساهمين في إعداد هذا المؤتمر، متمنيًا أن تكون النقاشات مثمرة وتؤدي إلى نتائج إيجابية تخدم الأهداف الاستراتيجية للعالم العربي.

مقالات مشابهة

  • البحوث الإسلامية: الأسلحة النووية والبيولوجية تمثل خطرا على النظام البيئي
  • قطر..فوزي لقجع يُتوج بجائزة الثقافة الرياضية العربية تقديرًا لإنجازاته في تطوير كرة القدم
  • عمرو طلعت: ميثاق أخلاقي للذكاء الاصطناعي ضرورة للحفاظ على القيم العربية
  • جامعة حلوان تعزز الوعي الثقافي| مشاركة طلابية واسعة في معرض القاهرة للكتاب
  • الدفعة الأولى من الأئمة الجزائريين تغادر نحو مصر
  • "البحوث الإسلامية" ينظم اللقاء الثالث "الإلحاد في مواجهة المسلمات"
  • "البحوث الإسلامية" ينظم اللقاء الثالث من فعاليات مبادرة "معًا لمواجهة الإلحاد"
  • البحوث الإسلامية ينظم اللقاء الثالث من فعاليات مبادرة معًا لمواجهة الإلحاد
  • نائب رئيس حزب الوعي: صمود كبير في وجه الغطرسة الأمريكية