الثورة نت:
2025-04-26@10:43:41 GMT

الشهيد القائد: صوت الحق وشعلة المقاومة

تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT

تعجز الكلمات عن الإحاطة بمقام رجلٍ ارتقى بفكره وجهاده، وتُبهر العقول عند تأمل مسيرة قائدٍ جعل من حياته وقودًا للكرامة، ومن دمه نبراسًا للحرية. إنه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، رجلٌ صاغ بصدقه وإخلاصه ملحمة مواجهة المشروع الأمريكي وأدواته، وأسس بوعيه مدرسة ثورية وفكرية لا يزال نورها يهدي أجيالًا بعد أجيال.


ففي زمنٍ عمّ فيه الخنوع واستفحل فيه الطغيان، أتى الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي لينفض غبار الذل عن الأمة، ويبعث فيها روح العزة والإباء. لم يكن مجرد خطيبٍ أو منظّرٍ، بل كان قائدًا ميدانيًا، ومفكرًا ناضجًا، عرف أبعاد المؤامرة التي تستهدف أمة الإسلام في عقيدتها وكرامتها، ورفع راية الحق في وجه الطغاة والمستكبرين، متصدياً لكل مشاريعهم الخبيثة التي أرادت الهيمنة على مقدرات الأمة وسلب إرادتها.
وما ميّز الشهيد القائد هو مصداقيته المطلقة التي جعلت من كلماته نبراسًا يهدي من استجابوا لندائه. لم يكن حديثه عن التضحية مجرد شعارات، بل كان انعكاسًا لحياة عاشها بكل تفاصيلها. قدّم روحه الطاهرة على مذبح الحرية، وأثبت بدمه الزكي أن طريق الحق يحتاج إلى رجالٍ لا تأخذهم في الله لومة لائم، رجالٍ يدركون أن التضحية هي السبيل الوحيد لإحياء الأمة وإعلاء كلمتها.
كانت رؤيته للمشروع الأمريكي شاملة ودقيقة، إذ أدرك مبكرًا أن هذا المشروع لا يستهدف مجرد السيطرة العسكرية أو الاقتصادية، بل يهدف إلى تفريغ الأمة من هويتها وقيمها، وجرّها إلى هاوية الانحلال والتبعية. وقف الشهيد القائد في وجه هذه المخططات بكل شجاعة، وأعلن صرخة الحق في زمن الصمت، ليوجه رسالة للعالم أجمع أن الإسلام المحمدي الأصيل لن ينكسر، وأن المقاومة هي خيار الشعوب الحرة التي تأبى الضيم.
لم يكن الشهيد القائد رضوان الله عليه مجرد قائد عابر في تاريخ الأمة، بل كان مدرسة متكاملة في الفكر والعمل. ترك إرثًا فكريًا عظيمًا يتمثل في محاضراته وخطبه التي تحث على العودة الصادقة إلى القرآن الكريم كمنهج حياة. كان يرى في القرآن خارطة طريق شاملة لكل أزمات الأمة، وكان يدعو إلى استلهام القوة من الإيمان والثقة بالله.
لقد أسس الشهيد القائد منهجًا يرتكز على ثلاثية الإيمان، الوعي، والعمل. ولم يكن هذا المنهج مجرد نظريات، بل كان برنامجًا عمليًا نهض من خلاله أتباعه ليغيروا معادلات الواقع، ويواجهوا أعتى الطغاة بقلوبٍ لا تعرف الخوف، وإرادةٍ لا تنكسر.
كان الشهيد القائد رجل المرحلة بحق، إذ حمل هموم الأمة الإسلامية على عاتقه، وسعى بكل صدق لإنقاذها من براثن الهيمنة والاستعمار. لم يكن يخشى مواجهة الطغاة، ولم يساوم على مبادئه، بل ظل ثابتًا كالجبل، رابط الجأش، يوجه كلماته كسيوفٍ تقطع أكاذيب المستكبرين، ويزرع في قلوب أتباعه الإيمان بالحق والقدرة على التغيير.
يا أيها القائد الشهيد، يا باعثنا من سباتنا ومخرجنا من مواتنا، لك منا أزكى التحايا، بقدر ما زرعت في قلوبنا من وعي وبصيرة، وبقدر ما أحييت فينا من عزيمة وكرامة. لن تنطفئ شعلة الحق التي أوقدتها بدمك، ولن يزول نور المبادئ التي أحييتها في الأمة.
سلامٌ عليك يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تبعث حيًا. ستظل اسمًا خالدًا في ذاكرة الأحرار، ورمزًا لكل من يرفض الانكسار، ودليلًا للأمة في طريق الحرية والكرامة حتى النصر الموعود.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الشهید القائد لم یکن بل کان

إقرأ أيضاً:

البابا فرانسيس عاشق كرة القدم.. لم ينس ناديه الأرجنتيني حتى بعد ترأسه الفاتيكان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رغم منصبه الروحي الرفيع على رأس الكنيسة الكاثوليكية، فإن الراحل البابا فرنسيس لم يكن ينسَ يومًا شغفه الأول "كرة القدم" هذا الشغف الذي بدأ منذ شبابه في شوارع بوينس آيرس، لازمه حتى بعد أن صار بابا للفاتيكان؛ فقد عُرف عن البابا حبه الشديد لكرة القدم، وهو حب متجذّر في ثقافة بلد نشأته الأرجنتين، التي أنجبت أساطير مثل مارادونا وميسي، ومنذ شباب البابا كان مشجعًا وفيًا لنادي "سان لورينزو دي ألماغرو"، أحد أعرق أندية العاصمة بوينس آيرس، حيث احتفظ بكارنيه العضوية الخاص به حتى بعد انتخابه بابا للفاتيكان عام 2013، علاقة البابا بكرة القدم تتجاوز حدود التشجيع، إذ يرى فيها وسيلة للتقارب بين الشعوب ونشر قيم الأخوة والتسامح.

 

حي شعبي بالعاصمة الأرجنتينية

وُلد خورخي ماريو برغوليو، البابا فرنسيس فيما بعد، في حي شعبي بالعاصمة الأرجنتينية، وكان واحدًا من آلاف المشجعين الأوفياء لنادي سان لورينزو دي ألماغرو، لم يكن حب البابا لهذا النادي مجرد عاطفة عابرة، بل كان يحمل بطاقة عضوية رسمية للنادي، وكان حريصًا على حضور المباريات في الملعب كلما أتيحت له الفرصة، حتى بعد أن ترقى في السلك الكنسي، لم يتخلَّ عن متابعة فريقه.

لم يغفل البابا عن ارتباطه العاطفي بنادي "سان لورينزو" الأرجنتيني، الذي كان داعمًا له منذ أيام شبابه، البابا فرنسيس كان دائمًا يشير إلى ناديه المفضل بحب، وكان يحرص على تذكير لاعبيه في الفاتيكان برسالتهم الأخلاقية، في إحدى الزيارات، قال البابا: "كلما ارتديتم قميص الفريق، تذكروا أنكم تحملون معه مسؤولية كبيرة، أنتم تمثلون أكثر من مجرد نادي، بل تمثلون روحًا جماعية وأخلاقًا يجب أن تحتفظوا بها".

 

كرة القدم أداة للتعبير عن قيم إنسانية عميقة
لطالما استخدم البابا فرنسيس كرة القدم كأداة للتعبير عن قيم إنسانية عميقة؛ فكان يرى أن اللعبة ليست مجرد تسلية أو منافسة رياضية، بل هي وسيلة لنقل رسالة أخلاقية تحمل في طياتها معاني العمل الجماعي، الاحترام المتبادل، والروح الرياضية. ففي أحد خطاباته قال: "كرة القدم تعلّمنا كيف نعمل معًا، كيف نضع مصلحة الفريق فوق المصلحة الشخصية، وكيف نتعاون للوصول إلى هدف مشترك".

كما كان يشدد البابا فرنسيس في خطاباته على أهمية احترام الخصم، وهو عنصر أساسي في روح كرة القدم، فهو يعتبر أن احترام المنافسين ليس مجرد واجب رياضي، بل هو انعكاس لقيم أساسية في الحياة اليومية، في إحدى المرات، قال: “كما في الملعب، في الحياة يجب أن نحترم الآخرين ونقدرهم، لأننا نحقق النجاح معًا، وليس على حساب الآخرين”.


قدوة حقيقية للشباب
بالإضافة إلى ذلك، يدعو البابا فرنسيس الرياضيين ليكونوا قدوة حقيقية للشباب، سواء داخل الملعب أو خارجه. يشير إلى أن اللاعبين يجب أن يتحلوا بالنزاهة والأخلاق، ويظهروا سلوكيات تحترم القيم الإنسانية. في خطاب له، قال: "الرياضيون هم نموذج للعديد من الشباب، لذلك يجب عليهم أن يلتزموا بالقيم الأخلاقية في كل مكان، ليس فقط في الملعب ولكن في حياتهم اليومية".

البابا فرنسيس

نجوم كرم القدم في حضرة البابا 


بنى البابا فرنسيس علاقة فريدة مع نجوم عالم كرة القدم، فقد استقبل في الفاتيكان نجم الأرجنتين ليونيل ميسي

اللقاء بين البابا وميسي كان أكثر من مجرد لقاء رياضي، إذ حرص البابا على توجيه رسالة إلى ميسي تركزت على أهمية التواضع والأخلاق الرياضية، قال البابا في هذا اللقاء: "أنت تمثل أكثر من مجرد لاعب كرة قدم. أنت قدوة للملايين من الناس حول العالم. مهارتك فى الملعب رائعة، لكن تواضعك هو ما يجعل منك نموذجًا حقيقيًا"

كما استقبل البابا كريستيانو رونالدو، النجم البرتغالي الذي لا يقل شهرة عن ميسي، في إحدى زياراته إلى الفاتيكان، كان اللقاء بين البابا ورونالدو مليئًا بالرسائل الإنسانية العميقة، حيث دعا البابا رونالدو إلى استخدام منصته الكبيرة كمصدر إلهام لشباب العالم، مشيرًا إلى أن الرياضة يجب أن تكون أكثر من مجرد منافسة على الألقاب، في هذا السياق، قال البابا: "كلما ارتقيت في نجاحاتك، تذكّر دائمًا أن أهم قيمة هي خدمة الآخرين. أنت قدوة لآلاف الشباب، استخدم هذه المكانة لتشجيعهم على أن يكونوا أفضل في حياتهم اليومية".
 


البابا فرنسيس لم يقتصر اهتمامه النجوم فقط، بل حرص أيضًا على استضافة فرق كاملة في الفاتيكان، من أبرز هذه الفرق كان فريق بايرن ميونخ الألماني، الذي استضافه البابا في إحدى زياراته الرسمية، خلال هذا اللقاء، أكد البابا على أهمية الدور الذي يلعبه الفريق في المجتمع، مشيرًا إلى أن كرة القدم توفر فرصة فريدة للتأثير في الجماهير.

البابا فرانسيس وماردونا

مبادرات خيرية 
 

من أبرز المبادرات التي رعاها البابا فرنسيس في عالم كرة القدم كانت مباراة "Match for Peace" الخيرية، التي جمعت مجموعة من أشهر لاعبي كرة القدم من مختلف أنحاء العالم في ملعب "الأولمبيكو" في روما، جاءت فكرة هذه المباراة من البابا نفسه، الذي أراد أن يستخدم كرة القدم كأداة فعالة للترويج للسلام والتعايش بين الشعوب، وتم جمع التبرعات لصالح مشاريع إنسانية ودعمت العديد من المبادرات الاجتماعية.

كانت فكرة البابا فرنسيس من وراء "Match for Peace" أن تجعل من كرة القدم أكثر من مجرد لعبة رياضية. ففي كل تمريرة وكل هدف، كان هناك رسالة قوية بعيدة عن التنافس الرياضي التقليدي. كان الهدف هو جمع الناس معًا من مختلف الثقافات والأديان، والتأكيد على أن الرياضة يمكن أن تكون جسرًا للتفاهم والوحدة بين الشعوب. قال البابا في أحد تصريحاته عن المباراة: "نحن بحاجة إلى السلام أكثر من أي وقت مضى. هذه المباراة ليست مجرد تحدي رياضي، بل هي دعوة للسلام والتضامن بين جميع الناس."

مباراة "Match for Peace" ضمت العديد من الأسماء اللامعة في عالم كرة القدم، من بينهم لاعبين مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، بالإضافة إلى العديد من الأساطير السابقين مثل رونالدو البرازيلي. هؤلاء النجوم لم يتواجدوا فقط كأبطال رياضيين، بل كانوا سفراء للسلام، يحملون رسائل أمل في عالم مليء بالصراعات. وفي أثناء المباراة، أظهر اللاعبون روح الفريق والوحدة، وهو ما يعكس بالضبط القيم التي أراد البابا فرنسيس نشرها من خلال هذه المبادرة.

 

الدور الاجتماعي

 

البابا فرنسيس استخدم هذه المباراة لتأكيد أهمية الدور الاجتماعي الذي يمكن أن تلعبه الرياضة في العالم المعاصر. فهو كان دائمًا يكرر في خطاباته أن كرة القدم يمكن أن تكون أداة للتغيير الاجتماعي إذا استخدمها اللاعبون والمشجعون بشكل مسؤول. في هذا السياق، قال البابا: "أنتم، كرياضيين، تمتلكون قوة كبيرة للتأثير في الناس. يمكنكم أن تصبحوا قدوة في تعزيز السلام والحب والتعايش." كانت هذه الكلمات بمثابة دعوة للاعبين والمشجعين على حد سواء للاستفادة من القوة التي تمنحها الرياضة من أجل نشر قيم الخير والتضامن.

نجحت مباراة "Match for Peace" في تحقيق أهدافها الخيرية، حيث تم جمع التبرعات لصالح العديد من المشروعات التي تهدف إلى تحسين حياة الفقراء والمحتاجين. ولكن الأثر الأكبر لهذه المبادرة كان في الرسالة التي نقلتها إلى العالم؛ أن كرة القدم ليست مجرد وسيلة للترفيه أو التنافس، بل يمكن أن تكون أداة لتوحيد الشعوب تحت راية السلام. الرسالة التي أراد البابا توجيهها عبر هذه المباراة كانت واضحة: "السلام لا يتم التوصل إليه عن طريق الكلمات فقط، بل من خلال العمل المشترك والتفاهم المتبادل."

 

في صفحات البوابة 

مقالات مشابهة

  • مليونية تُرسخ إرادة شعب لا يلين
  • البابا فرانسيس عاشق كرة القدم.. لم ينس ناديه الأرجنتيني حتى بعد ترأسه الفاتيكان
  • كلمة قائد.. وصرخة أمة ..بين إبادة مستمرة وصمت مخزٍ… صَوت الحق لا يلين
  • عوامل نهوض الأمة في مواجهة الأعداء من منظور خطاب السيد القائد
  • السيد القائد: اعتداءات العدو الإسرائيلي في لبنان كبيرة وانتهاكاته جسيمة والمسؤولية الآن تقع على عاتق الدولة
  • السيد القائد يشيد بعمليات وكمائن المقاومة ضد العدو الصهيوني في قطاع غزة
  • جامعة عين شمس تتألق في بطولة الشهيد الرفاعي
  • أول تعليق من حماس على استهداف مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال
  • صحة غزة تعلن خروج مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال عن الخدمة
  • معلومات مهمة عن متحرك الشهيد الصيَّاد بأجنحته المتعددة