مصممة أزياء بمسلسل كوكب الشرق: فساتينها «حادة» ولا تعترف بالقصير والكعب العالي
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
من بعيدٍ.. صبىٌ عربىٌ يلتحف بالبالطو والكوفية والعقال، وعن قريبٍ.. فتاةٌ حُرمت من الألوان الزّاهية، عاشت تحلُم بـ«بلوزة نص كُم»، وتتخيّل كيف سيبدو شكلها إن تجرّأت على «الجلابية اللى بتتجرجر فى الأرض، اللى لونها حشمة»، فتمرّدت على الأولى، لكنّها صارت حتى الخاتمة تتمسّك بـ«الحشمة»، التى صنعت لها خط أزياءٍ متفرّدٍاً، يحمل تحفّظ الريف وعنفوان الحضر، فلا ينشغل «سميع» عنها بألوانٍ تأسره، ولا يسمح له «منديلها» أن تهتز عيناه بعيداً عن هالتها، من هُنا كانت الانتفاضة الأولى للآنسة أم كلثوم؛ لترسمَ موضةً تحمل اسم «كوكب الشَّرق».
حُلم الطفولة صار نائماً فى قلب أم كلثوم، لكنّه لم يمت أبداً حتى بلوغها سن السبعين، الذى أفصحت فيه عن حرمانها «من كل حاجات البنات»، ذلك التعبير المقتضب الذى تعلّقت به طفولتها الغائبة، وصرخت به فى وجه الجميع فى مذكِّراتها المنشورة عام 1970، إلا أنّها رغم ذلك لم تنخلع من جذورها؛ لتُحدّد لنفسها 4 صفات فى الفستان الذى ترتديه، أفصحت عنها فى حديثها مع الكاتب محمود عوض وهى: «أن يكون حشمة، ألا يكون مختلفاً عن خطوط الموضة السائدة، أن يكون هناك ذوق فى ألوانه؛ بمعنى أن تكون الألوان منسجمةً فى تركيبها مع بعضها، أمّا الصفة الأخيرة فهى أن يكون الفستان بسيطاً، إن البساطة دائماً هى المشكلة.. وهى الحل».
مصممة أزياء بمسلسل كوكب الشرق: فساتينها «حادة» وعصرية ولا تعترف بالقصير والكعب العالىذلك تحديداً ما وجدته مصممة الأزياء منى الزرقانى داخل دولاب كوكب الشرق، الذى اطّلعت عليه لعملها كمساعد مصممٍ ثانٍ فى مسلسل كوكب الشرق الذى أُنتج عام 1999، تحت إشراف المصممة الرئيسية دكتورة سامية عبدالعزيز، وكشفت «الزرقانى» فى حديثها لـ«الوطن»، مكنون اللمسات الفنية لأم كلثوم فى أزيائها؛ لتشعر بين طيات ملابسها بتلك الشخصية «الحادة»: «اختارت من الموضة الغوامق، فساتينها بين الأسود والزيتى والكُحلى والدهبى، ماراحتش للبينك ولا الأحمر أو فوشيا أو أزرق زهرى، مع إنّهم كانوا موضة وقتها، ولا راحت لفساتين بوسط، ومكانتش بتلبس قصير، أقصر حاجة عندها بعد الركبة، وصدرها مقفول، وتلبس تحت الفساتين توب».
لم تسْرِ تلك القاعدة على فساتينها فقط، لكنّ الأحذية نالت نصيباً من شخصيتها، التى لم تتمرّد تماماً على طبيعتها القروية ونشأتها الدينية، فتقول «الزرقانى» إنّها لم ترتدِ «الكعب العالى» كحال أهل الفن: «كبيرها 3 سم، وألوانها بُنى وبيج وأسود».
استطاعت أم كلثوم بذكائها أن تُجارى الطبقة المتوسطة فى القاهرة، التى كانت تقوم، فى مرحلة انتقالها من الريف إلى المدينة، على أساس المبدأ والبحث عن الربح، مثلما ذكر الكاتب سعيد الشحات فى كتابه «أم كلثوم وحكام مصر»: «فليس عبثاً أن ينفق المذيع وقته فى وصف فستان السهرة الجديد الذى تلبسه أم كلثوم ولون منديلها الذى تُمسك به فى أثناء الغناء، كما تتحدث الصحف عن الفراء الثمين الذى تتدثّر به، فكلّ هذه المظاهر مهمة وضرورية فى تأكيد مركز الفنان»، لكنّها وضعت شروطها الخاصة؛ لتستنكر فى حديثها مع الكاتب محمود عوض، المنشور فى كتابه «أم كلثوم التى لا يعرفها أحد»، شائعة أنّها ترتدى فستاناً تكلفته 400 جنيه؛ لتكشف أنّ فساتينها تتكلف أقل من ذلك بكثير، وتُعلن مبدأها: «أنا لا أنقل الموضة مع أنّنى أتابعها، أتابعها لكى آخذ منها ما يناسبنى، أنا لا أُريد أن أرتدى فستاناً يلفت نظر الناس، وإلا تبقى معرض مش موضة».
تلك المعادلة عايشتها مصممة الأزياء منى الزرقانى فى أثناء عملها على المسلسل: «كانت ماشية على الموضة بس عاملة خط لوحدها، الفستان يكون استريت بس القماش من الجُبير اللى كان موضة والأغلى فى سعره، ولازم تطرزه ممكن من عند الصدر بس أو حرف الكُم أو الياقة، فيبقى محترم وفيه لمستها».
قد يندهش بعض مُعجبيها من أنّها كانت ترتدى نوعين من المناديل، كشفت عنهما مصممة الأزياء: «كان عندها أحجام، الكبير اللى كانت بتطلع بيه على المسرح، والصغير 20x20 شابك فى دبلتها»، ذلك المنديل الذى كتبت عنه الباحثة الدكتورة هند الصوفى عساف فى كتاب «باحثات» أنّه كان رمزاً للأنوثة: «الأنوثة التى قرّرت أن تكشف قناعها الذكورى، إنّه جاذب، شفاف.. كثرت التساؤلات حوله، واعتبرته هى علماً وكأنّها ترفع العلم وهى تنشد، بات المنديل طرازاً خاصاً للسيدة، ابتدعته لنفسها، رُبّما لتخفيف حدة التوتر، ورُبّما لشدّ نظر المشاهد وجذبه نحو حركة القماش الشفاف المتطاير».
لم ترَ «الزرقانى» إكسسواراً قد لمسته يداها: «كل الأطقم ألماظ، وحتى نضاراتها اللى لبستها بسبب تعبها بالغدة الدرقية اللى تسببت فى جحوظ عينها، كانت معاصرة جداً، حتى هناك سرٌ لا يعرفه أحد، وهو أنّ نظارتى الشمسية كانت تشبه تلك التى كانت ترتديها أم كلثوم، وعندما رأتنى بها المخرجة إنعام محمد على صمّمت على ارتداء صابرين، بطلة العمل لها، وتم التصوير بنظارتى، ويمكن تلخيص ذوق أم كلثوم بأنّه كان راقياً وهادئاً ومعاصراً».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أم كلثوم كوكب الشرق کوکب الشرق أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
مصممة الأزياء مشيرة إسماعيل: درة أيقونة الموضة العربية
أعربت مصممة الأزياء مشيرة إسماعيل عن سعادتها بتعاملها مع النجمة درة زروق التى كانت نجمة عرض أزيائها التى أطلقته خلال تقديمها مجموعة أزياء خريف وشتاء 2024-2025.
ووصفت مشيرة إسماعيل درة بأنها جوهرة عرض الأزياء الذي استوحى اسمه The Gem من الأحجار الكريمة، لامتلاكها ذوق رفيع وقوام يشبه عارضات الأزياء.
وفتحت مشيرة إسماعيل قلبها لتكشف عن علاقتها بالفنانة درة وحرصها على مشاركتها في عرض الأزياء لشتاء 2025، قائلة: "في كل عروض الأزياء التي شاركت بها خلال العام الماضي رافقتني النجمات الغاليات على قلبي، ولكن مشاركة النجمة درة وعرضها لواحد من تصاميمي ترك الأثر الكبير لدي، وانبهر الجمهور بحضورها وأناقتها".
وكانت النجمة درة قد أعلنت أنها أحبت الفكرة التي انطلقت منها The Gem للأزياء خاصة أن كل التصاميم مصممة من الحرير الطبيعي الذي يتناسب مع قوام المرأة العربية وتناغم مع طبيعية لون بشرتها الخمرية.
من ناحيتها أثنت درة على قدرات المصممة مشيرة إسماعيل على تطويع الحرير وتقديمه بأشكال وأنماط مبتكرة تتناسب مع ذوق المرأة العربية بشكل عام، وقالت إنها أحبت أن تدعمها في بداية مشوارها في عالم الموضة.
وفي هذا السياق، شاركت مشيرة إسماعيل في عدد من عروض الأزياء العالمية منها أسبوع ميلان للموضة ودبي فاشن فاكتور، كما شاركت في البازار الخيري الذي أقامه مركز راشد لأصحاب الهمم احتفالاً باليوم الوطني الإماراتي مؤخراً، وقد عرضت خلال كل مشاركة مجموعة متنوعة من أزيائها برفقة نجمات عربيات مثل دارين حداد ولينا دياب وليليا الأطرش.
من جهة أخرى تستعد مشيرة إسماعيل لتقديم مجموعتها الخاصة لشهر رمضان المبارك كما تخطط للمشاركة في مهرجان كان السينمائي بأسلوب مختلف ومتميز.
واختتمت مشيرة إسماعيل بأنها تستعد للمشاركة في مهرجان كان لتهبر الجميع بمجموعة من تصاميم أزياء التى تمزج بين الأصالة والنعومة في آن واحد.
درة زروق
ممثلة تونسية مقيمة في مصر، حاصلة علي شهادة الدراسات المعمقة في العلوم السياسية من تونس العاصمة. دخلت ميدان الفن إثر انضمامها لفرقة التياترو حيث شاركت لأول مرة في مسرحية مجنون للمخرج توفيق الجبالي.
مثلت عدة أدوار في السينما التونسية، وشاركت في أفلام عالمية، وشاركت الفنان كاظم الساهر في كليب أغنية ناي عام 2007.
وشاركت منذ عام 2007 في السينما المصرية، وأصبح لها حضور طاغي في الوطن العربي بعد مسلسلاتها في مصر العار(2010)، والريان (2011)، وآدم (2011).
أشهر أفلامها
2007: الأولة في الغرام
2007: الحب كدة
2008: جنينة الأسماك
2008: ليلة البيبي دول
2008: كلاشنكوف
2010: المسافر
2011: تك تك بوم
2011: سامي أكسيد الكربون
2012: بابا
2012: مصور قتيل
2012: حفلة منتصف الليل
2014: المعدية
2014: حديد
2015: بتوقيت القاهرة
2016: كدبة كل يوم
2016: الباب يفوت أمل
2017: تصبح على خير
2017: شيخ جاكسون
2017: عنترة ابن ابن ابن شداد
2017: مولانا
2020: يوم وليلة
2021: الكاهن
2022: جدران