أعلن المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في قطاع غزة، الأحد، أن القطاع بات "منطقة منكوبة إنسانياً"، جراء الدمار الواسع والخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الحرب على مدار 15 شهراً.
وجاء ذلك في بيان صحافي، حيث تم استعراض حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع، بعد الحرب الإسرائيلية، وانعدام أدنى مقومات الحياة.وقال البيان: "أظهرت التقارير الواردة من الجهات الحكومية أن حصيلة الضحايا تجاوزت 61709 قتيل، بينهم 17881 طفلاً و12316 امرأة، في واحدة من أكثر المجازر وحشية في التاريخ الحديث، كما أصيب 111588 شخصاً يعاني العديد منهم من إصابات خطيرة وإعاقات دائمة، بينما لا يزال 14222 شخصاً في عداد المفقودين، يعتقد أنهم تحت الأنقاض أو في الطرقات، وسط استحالة عمليات البحث والإنقاذ، بسبب استمرار القصف ونقص المعدات".
#فيديو| #الإمارات تعمل عبر عملية #الفارس_الشهم3 على إعداد وتجهيز مخيم إيواء كبير للنازحين في شمال قطاع #غزة pic.twitter.com/NBOGupX67h
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) February 2, 2025 وأضاف: "تعرضت آلاف العائلات للإبادة الجماعية، حيث تم محو 2092 عائلة بالكامل من السجلات المدنية، فيما فقدت 4889 أسرة جميع أفرادها باستثناء شخص واحد فقط".وتابع "أسفر العدوان عن نزوح أكثر من مليوني شخص، اضطر بعضهم إلى مغادرة منازلهم لأكثر من 25 مرة، في ظل ظروف إنسانية كارثية وانعدام شبه كامل للخدمات الأساسية".
وبحسب البيان، لم تقتصر الخسائر على الأرواح، بل امتدت إلى كافة القطاعات الحيوية، حيث تعرض القطاع الصحي لدمار شبه كامل، مع خروج 34 مستشفى و80 مركزاً صحياً من الخدمة، إضافة إلى تدمير 191 سيارة إسعاف، ما جعل تقديم الرعاية الصحية شبه مستحيل في ظل العدد المتزايد من الإصابات والأمراض الناتجة عن انهيار البيئة الصحية والمعيشية.
أما على صعيد قطاع الإسكان، أوضح أن حوالي 450 ألف وحدة سكنية تضررت؛ منها 170 ألف وحدة دمرت كلياً، مما أدى إلى تشريد مئات الآلاف من العائلات التي تعيش الآن في العراء بلا مأوى، أو في أماكن إيواء غير صالحة للسكن.
كما طال الدمار القطاع التعليمي، حيث تعرضت 1661 منشأة تعليمية للتدمير، بينها 927 مدرسة وجامعة دمرت بالكامل، ما أدى إلى حرمان 785 ألف طالب من حقهم في التعليم، وفق البيان .
واقتصادياً، أشار بيان حماس إلى أن القطاع تكبد خسائر فادحة تجاوزت 6 مليارات دولار، مع تدمير 3725 منشأة صناعية و23 ألف منشأة تجارية، مما أدى إلى انهيار شبه كامل للاقتصاد المحلي وارتفاع معدلات الفقر والجوع. الأونروا: الوقف القسري لعملنا في غزة سيقوض الهدنة الهشة - موقع 24قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الجمعة، إن أي وقف قسري لعملها في غزة، سيقوض وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. كما أدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير 3680 كيلومتراً من شبكات الكهرباء، و335 كيلومتراً من شبكات المياه، و655 كيلومتراً من أنظمة الصرف الصحي، مما جعل وصول المياه النظيفة والكهرباء إلى السكان شبه مستحيل، في وقت يعاني فيه القطاع من أزمة وقود خانقة ونقص حاد في المواد الأساسية.
وفي ظل هذه الأوضاع الكارثية، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي أن غزة باتت منطقة منكوبة، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ 2.4 مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعاً وعطشاً وبرداً ومرضاً.
وشدد البيان على أن غزة بحاجة إلى تحرك فوري لإنقاذ ما تبقى من الحياة في القطاع، عبر إدخال مساعدات إنسانية عاجلة تشمل 200 ألف خيمة و60 ألف وحدة سكنية متنقلة، بالإضافة إلى المواد الغذائية والطبية والوقود والمياه الصالحة للشرب.
كما دعا إلى إدخال فرق الإغاثة والمعدات اللازمة لرفع الأنقاض وإعادة تأهيل ما يمكن إنقاذه من البنية التحتية المنهارة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل ما أدى
إقرأ أيضاً:
القمة العربية تتبنّى خطة لإعادة إعمار غزة
القاهرة - تبنّى القادة العرب خلال قمة طارئة في القاهرة الثلاثاء 4مارس2025، خطة لإعادة إعمار غزة تلحظ عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع وتُعَدّ طرحا بديلا لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضي بتهجير سكانه ووضعه تحت سيطرة الولايات المتحدة.
وحذّر القادة العرب في قمتهم من "أيّ محاولات آثمة لتهجير الشعب الفلسطيني، كما دعوا إلى توحيد الصف الفلسطيني تحت مظلة "منظمة التحرير الفلسطينية"، ما من شأنه تهميش حركة حماس غير المنضوية فيها.
وتوافق القادة على إنشاء صندوق ائتماني لتمويل إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته الحرب، وحضوا المجتمع الدولي على المشاركة فيه لتسريع هذه العملية.
ووفق الخطّة، سيصار إلى تشكيل لجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية من التكنوقراط لإدارة غزة، قبل أن تستعيد السلطة الفلسطينية سيطرتها على القطاع.
لكنّ هذه الخطة قد تعارضها إسرائيل التي تعهّدت القضاء على حماس وترفض أن تضطلع السلطة الفلسطينية مستقبلا بأيّ دور في إدارة القطاع.
وخلال القمة، عرضت مصر خطة بقيمة 53 مليار دولار على مدى خمس سنوات، وهو مبلغ يعادل تقديرات الأمم المتحدة، لإعادة بناء قطاع غزة.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الخطة ستضمن بقاء سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة على أراضيهم، وذلك ردا على خطة الرئيس الأميركي لنقلهم إلى مصر والأردن لإعادة بناء القطاع وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
غير أنّ السيسي لم ينتقد خطة ترامب التي أثارت ردود فعل دولية معارضة مطلع شباط/فبراير الماضي، وأكد أن الرئيس الأميركي "قادر على وضع نهاية للتوترات في منطقتنا".
وأورد البيان الختامي للقمة أنّ "أيّ محاولات آثمة لتهجير الشعب الفلسطيني أو محاولات لضم أي جزء من الارض الفلسطينية المحتلة سيكون من شأنها ادخال المنطقة في مرحلة جديدة من الصراعات وتقويض فرص الاستقرار (...) بما يعد تهديدا واضحا لأسس السلام في الشرق الاوسط".
ولاحقا أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أنّه سيطلب من منظمة التعاون الإسلامي خلال اجتماع وزاري طارئ ستعقده في جدة الجمعة اعتماد خطة إعادة إعمار غزة.
وقال عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي إنّه "في السابع من آذار/مارس إن شاء الله القادم في جدة سيكون هناك اجتماع طارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي وسنسعى إلى أعتماد هذه الخطة أيضا حتى تكون خطة عربية وخطة إسلامية".
- "نزع كامل للسلاح" -
انعقدت القمة في وقت وصلت مفاوضات اتفاق الهدنة في قطاع غزة إلى طريق مسدود على ما يبدو، مع انتهاء المرحلة الأولى منه السبت بدون اتفاق على المرحلة الثانية.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس والدولة العبرية حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير، بعد حرب مدمّرة استمرّت 15 شهرا، وأعقبت هجوما غير مسبوق نفذته الحركة الفلسطينية على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وللانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، اشترط وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الثلاثاء "نزعا كاملا للسلاح من قطاع غزة وخروج حماس وحلفائها في الجهاد الإسلامي وعودة رهائننا" الذين خطفوا خلال هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 في إسرائيل.
وسيطرت حركة حماس على السلطة في غزة عام 2007، بعدما أطاحت إثر معارك طاحنة بحركة فتح والسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عبّاس الذي يمارس مذاك سلطة محدودة في الضفة الغربية المحتلة.
وقال عبّاس (89 عاما) في القمة إنّ "دولة فلسطين تتولى مهامها في قطاع غزة من خلال مؤسساتها الحكومية، وقد تم تشكيل لجنة عمل لهذا الغرض".
كما أعلن الرئيس الفلسطيني الاستعداد "لإجراء انتخابات عامة وتشريعية خلال العام المقبل، في حال توفرت الظروف في غزة والضفة والقدس الشرقية".
ورحّبت حركة حماس باعتماد القمة خطة إعادة إعمار غزة، مؤيدة "تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لمتابعة ملف الإغاثة وإعادة الإعمار وإدارة غزة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية".
وبموجب الخطة، فإنّ هذه اللجنة ستعمل "تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، وذلك تمهيدا لتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من العودة بشكل كامل لقطاع غزة".
وتركّز المرحلة الانتقالية في هذه الخطة على رفع الأنقاض وإزالة الألغام وتركيب مساكن مؤقتة لأكثر من 1,5 مليون شخص في القطاع.
وستتبع ذلك مرحلتان من إعادة الإعمار، تشمل الأولى بنى تحتية أساسية ومساكن دائمة، بينما تشمل المرحلة الثانية ميناء تجاريا ومطارا.
وأعلن الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش تأييده القوي للخطة، وقال "أرحّب وأؤيد بشدّة مبادرة الجامعة العربية لتعبئة الدعم لإعادة إعمار غزة، والتي تم التعبير عنها بوضوح في هذه القمة. إنّ الامم المتحدة مستعدة للتعاون التام في هذا المسعى".
- "خط أحمر" -
وانقضت في الأول من آذار/مارس المرحلة الأولى من الاتفاق، وقد شهدت إفراج حماس عن 33 رهينة بينهم 8 قتلى، فيما أطلقت إسرائيل سراح نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.
ومع نهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار التي امتدت ستة أسابيع، لا تزال الخلافات بين الجانبين على التفاصيل تحول دون الانتقال إلى المرحلة الثانية.
ووافقت الدولة العبرية ليل السبت الأحد على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق حتى نيسان/أبريل بناء على مقترح أميركي.
وأعلنت إسرائيل الإثنين تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يعاني أزمة إنسانية حادة ودمارا هائلا.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي الثلاثاء إن هذه المساعدات "أصبحت المصدر الرئيسي لإيرادات حماس"، في حين تدعو الامم المتحدة وعدد من الدول إلى استئناف ايصال المساعدات بشكل فوري.
في المقابل، تؤكد الحركة وجوب بدء مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل، وفق ما تقوله، وضع حد للحرب و"الانسحاب الشامل" للجيش الإسرائيلي من غزة، تمهيدا للمرحلة الثالثة وأساسها إعادة إعمار القطاع المدمّر.
وقال ساعر في مؤتمر صحافي في القدس "ليس لدينا اتفاق متعلق بالمرحلة الثانية، نطالب بنزع كامل للسلاح من قطاع غزة وخروج حماس وحلفائها في الجهاد الإسلامي وعودة رهائننا".
وتابع "إذا حصلنا على ذلك، يمكننا التوصل إلى اتفاق غدا".
ورفضت حماس العرض، وقال القيادي في الحركة سامي أبو زهري لوكالة فرانس برس إن "سلاح المقاومة خط أحمر لدى حماس وكل فصائل المقاومة، ولا يخضع للمساومة وغير مطروح للنقاش أو التفاوض"، كما أن "أي حديث عن ترحيل المقاومين أو أبناء شعبنا من أرضه فهو مرفوض".
وأسفر هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.
وأدّت الحرب في قطاع غزة إلى مقتل 48405 أشخاص على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.
Your browser does not support the video tag.