إيران تكشف عن صاروخ اعتماد.. رسالة تهديد إلى إسرائيل قبل ذكرى الثورة الإسلامية | تقرير
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
في خطوة تحمل دلالات استراتيجية، أزاحت إيران الستار عن أحدث صواريخها الباليستية، "اعتماد" أو "الثقة"، في احتفال رسمي حضره الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
جاء هذا الإعلان قبل أيام قليلة من الذكرى السادسة والأربعين لتأسيس الجمهورية الإسلامية، حيث بثّ التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات للصاروخ، الذي وصفته طهران بأنه قادر على الوصول إلى تل أبيب.
وخلال خطابه في الحفل الذي أُقيم اليوم الأحد في طهران، شدد الرئيس الإيراني على أن “تطوير القدرات الدفاعية وتقنيات الفضاء يهدف إلى ضمان ألا تجرؤ أي دولة على مهاجمة الأراضي الإيرانية”، في رسالة غير مباشرة إلى خصوم بلاده، وفي مقدمتهم إسرائيل والولايات المتحدة.
إسرائيل تزعم مواصلة تمويل إيران لفصائل لبنان بحقائب مليئة بالنقد
وزير خارجية إيران يزور قطر للقاء قادة حماس
وزير خارجية إيران: طهران لم تتلق رسالة من ترامب بخصوص المفاوضات
إيران تعلن الحصول على طائرة متطورة من روسيا
يُنظر إلى الصاروخ الجديد باعتباره إضافة نوعية لترسانة إيران الصاروخية، حيث ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن "اعتماد" قادر على السفر لمسافة 1700 كيلومتر، ما يعني أنه قادر على ضرب أهداف في عمق الأراضي الإسرائيلية.
ولم يخفِ المسؤولون الإسرائيليون قلقهم المتزايد من تصاعد القدرات الصاروخية الإيرانية، خاصة بعد أن تعرضت إسرائيل مرتين لهجمات صاروخية العام الماضي، وسط تصعيد متبادل في المنطقة.
كما أثارت هذه التطورات مخاوف الغرب، إذ ترى الدول الأوروبية والولايات المتحدة أن التقدم الذي تحرزه طهران في برنامجها الصاروخي قد يعزز من قدرتها على تطوير أسلحة نووية، وهو ما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط.
وتعتبر إسرائيل أن امتلاك إيران للسلاح النووي يشكل تهديدًا وجوديًا لها، وأكدت في أكثر من مناسبة أنها قد تتخذ إجراءات أحادية لضرب المنشآت النووية الإيرانية إذا رأت أن الخطر بات وشيكًا.
استعراض للقوى
وتزامن الإعلان الإيراني عن الصاروخ الجديد مع تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة، خاصة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الذي انسحب في ولايته الأولى من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018، معتبرًا أنه غير كافٍ لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية.
ومع تصاعد المخاوف من إعادة فرض عقوبات أشد قسوة على طهران، يبدو أن إيران تسعى إلى إرسال رسالة ردع إلى واشنطن وحلفائها، عبر استعراض قوتها العسكرية.
وفي الأشهر الأخيرة، كثفت طهران اختباراتها الصاروخية، كما أجرت مناورات عسكرية واسعة النطاق، وكشفت عن قواعد عسكرية تحت الأرض، في استعراض واضح لقوتها الدفاعية والهجومية.
وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، تحولت إيران من الاعتماد على الأسلحة الأمريكية إلى تطوير ترسانتها الخاصة.
وبعد قطع العلاقات مع واشنطن وفرض العقوبات عليها في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979، وجدت طهران نفسها مجبرة على الاعتماد على التصنيع العسكري المحلي.
واليوم، تمتلك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية، وأنظمة الدفاع الجوي، والطائرات المسيّرة، وفقًا لتقارير غربية.
ورغم تأكيد طهران أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، فإن تقريرًا صادرًا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أشار إلى أن تخصيب اليورانيوم في إيران وصل إلى مستويات قريبة من تلك المطلوبة لصنع سلاح نووي، ما يزيد من المخاوف الدولية.
ومع كشف إيران عن صاروخ "اعتماد، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من سباق التسلح والتوترات المتزايدة.
فبينما ترى طهران في هذا التطوير درعًا يحميها من أي اعتداء محتمل، تنظر إليه إسرائيل والولايات المتحدة باعتباره تهديدًا مباشرًا قد يستدعي ردودًا عسكرية أو دبلوماسية قاسية.
وفي ظل التحولات السياسية في واشنطن، والتصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل، يبدو أن الشرق الأوسط يقترب من منعطف جديد، حيث قد تكون المواجهة مجرد مسألة وقت.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس الإيراني إيران تل ابيب صاروخ اعتماد المزيد
إقرأ أيضاً:
ذكرى لا يطويها الرحيل… قاسم الجاموس باقٍ في حناجر وأفئدة السوريين
درعا-سانا
جسد منشد الثورة السورية في درعا قاسم الجاموس المعروف بـ “أبو وطن” في مسيرة عمرها أربعة عشر عاماً آلام وآمال الشعب السوري بصوته الصداح الذي عبر فيه عن رفض ظلم وقمع النظام البائد، لتصبح أناشيده علامة فارقة في تاريخ الثورة السورية.
الجاموس الذي توفي مساء أمس، جراء حادث مروري على طريق بلودان في محافظة ريف دمشق، ينحدر من مدينة داعل بريف درعا، ومع انطلاقة الثورة السورية في آذار 2011، كان حاضراً في أحداثها، منشداً في مظاهراتها بساحات وميادين المحافظة نصرة للمظلومين والأحرار، لتحرك جموع المتظاهرين، وتتناقل أناشيده وسائل التواصل الاجتماعي داخل سوريا وخارجها.
ومن الأناشيد التي قدمها الجاموس نصرة للثورة السورية “داعل يا أم الأحرار”، و”أقسمنا بالله” و”الله أكبر يا بلد” التي رثى فيها المنشد عبد الباسط الساروت، و”درعا البلد”، و”منصورة الثورة يا ناس”، و”جاي النصر”، التي قدمها قبل أربعة أعوام، فكانت بشارة حقيقية لنصر تحقق.
ونعى الجاموس الكثير من أصدقائه ومحبيه بكلمات مؤثرة، ومنهم شازار الزعبي، حيث قال: “رحل صاحب الصوت الجميل الذي صدح في كل المحافظات السورية، بعد مسيرة طويلة من النضال استمرت لنحو 13 عاماً، غنى فيها للأحرار، ودافع عن المظلومين، فكان سراجاً منيراً للثورة السورية في وجه الظلم والطغيان، وسيبقى صوته ونضاله حياً وخالداً في عقول وضمائر السوريين، كالحرية التي غنى لها ودافع عنها”.