البنك الأهلي يطلق حساب الأطفال الجديد بمميزات متنوعة
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
مسقط- الرؤية
أطلق البنك الأهلي حساب الأطفال الجديد، الذي يمنح العديد من المميزات مثل إصدار بطاقة الخصم المباشر للعملاء الذين تتراوح أعمارهم بين سن 13 إلى 18 عامًا، وخدمة الإيداع النقدي.
ويأتي ذلك في إطار جهود البنك لتعزيز الشمول المالي وتوفير الاستقرار المالي لعملائه وأطفالهم، إذ يمكن للآباء أو الأوصياء، سواء كانوا عمانيين أو مقيمين، فتح الحساب لأطفالهم دون سن 18 عامًا بخطوات سهلة وسريعة، ويمكنهم مراقبة الحساب بسهولة من خلال تطبيق الخدمات المصرفية عبر الهاتف النقال، كما أنه لا توجد رسوم شهرية على الحد الأدنى للرصيد.
وقال منير البلوشي مساعد المدير العام ورئيس إدارة الفروع في البنك الأهلي: "نؤمن في البنك الأهلي بأهمية تمكين أحلام وتطلعات الجيل الجديد لنتمكن من تحقيق التقدم والازدهار في المستقبل، لهذا نسعى من خلال إطلاق حساب الأطفال الجديد، إلى زيادة الوعي المالي عند أطفالنا في سن مبكرة، ومن خلال هذه المنتجات، سنساعد في توفير الاستقرار المالي لدى الشباب لتنتفع به الأجيال في المستقبل، معًا سنمكن أطفالنا ماليا وسنشاهد تطلعاتهم وهي ترتقي وتزدهر نحو مستقبل أكثر إشراقاً."
وأضاف: "نبذل كافة جهودنا اليوم لتمهيد الطريق لمستقبل أكثر إشراقاً، آملين أن نلهم الأجيال القادمة والأجيال التي تليها، ونهدف من خلال حساب الأطفال أيضا إلى غرس ثقافة التوفير في المجتمع المحلي، ونسعى في البنك الأهلي لتحقيق الشمول المالي لشباب الغد بناة المستقبل، مواصلين مسيرتنا كواحد من أكثر البنوك تفضيلاً في البلاد."
ويحرص البنك الأهلي على الالتزام بتعزيز الوعي الوعي المالي وتمكين المسؤولية عند الأطفال، في عالم سريع التطور مع الكثير من المتغيرات التي تطرأ بشكل يومي.
ويعد إطلاق حساب الأطفال الجديد بمثابة خطوة هامة نحو تمكين الجيل القادم بالمهارات الأساسية لإدارة المال، كما وسيوفر منصة آمنة للآباء وأطفالهم لتعلم الادخار، مما يضمن لهم مستقبلاً مالياً آمناً.
ومع مجموعته الواسعة من العروض القيمة والخدمات والمنتجات المصرفية الرقمية والمبتكرة، يسعى البنك الأهلي إلى تحقيق المزيد من الإنجازات، وتلبية تطلعات العملاء من مختلف الفئات العمرية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الوهم التراكمي: هل الوعي الجمعي محض تكرار بأدوات أكثر تعقيدًا؟
إذا كان التطور، في جوهره، آلية صماء تحكمها المصادفة والضرورة كما قال جاك مونو، فهل يمكننا أن نقول الشيء ذاته عن تطور الوعي الجمعي؟ هل تصاحبه ذات الحتميات التي تسوق الكائن البيولوجي نحو أشكال أكثر تعقيدًا؟ أم أن الوعي يسبح في مدار مستقل، متحررًا من تلك الآليات؟
إن كان هناك ارتباط بين التطور البيولوجي والتطور الفكري، فلماذا نجد أنماطًا فكرية واجتماعية بدائية لا تزال قائمة حتى اليوم، رغم التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل؟
حين تحدث داروين عن التطور، لم يكن يطرح مجرد سردية علمية حول التغيرات التي تطرأ على الكائنات عبر العصور، بل كان يؤسس لإطار كوني يحكم كل أشكال الحياة. الجينات الطافرة، والانتقاء الطبيعي، والظروف البيئية الحاسمة، كلها عناصر ترسم خريطة الصعود والهبوط في مسيرة الكائنات الحية. ولكن، هل ينطبق ذلك على الأفكار والمعتقدات والأنساق الاجتماعية؟
إذا كان الدماغ البشري قد تطور ليستوعب أنماطًا أكثر تعقيدًا من التفكير والتأمل، فلماذا لا نشهد تطورًا موازيًا في السلوكيات الجماعية بنفس الوتيرة؟ بل لماذا تبدو بعض المجتمعات وكأنها تعود إلى أنماط تفكير بدائية، رغم تراكم المعرفة؟
إن كان العقل وليد الدماغ، وكان الدماغ منتجًا بيولوجيًا خاضعًا لقوانين التطور، فمن الطبيعي أن نسأل: هل تتطور الأفكار والمعتقدات كما تتطور الكائنات؟ أم أن الوعي الجمعي، بكل تجلياته السياسية والثقافية، محكوم بمنطق مختلف، أكثر تعقيدًا، وربما أكثر عبثية؟
إذا كان الفكر البشري محكومًا بعملية انتقاء شبيهة بالانتقاء الطبيعي، فلماذا تستمر بعض الأفكار الرجعية والقمعية في البقاء رغم عدم فائدتها الواضحة؟ ألا يفترض بالتطور الفكري أن يعمل على تصفيتها لصالح أنساق فكرية أكثر تقدمًا؟ أم أن الأفكار، على عكس الكائنات الحية، لا تخضع تمامًا للانتقاء الطبيعي، بل تُعاد برمجتها وفق ضرورات سياسية واقتصادية؟
إن ما بعد الحداثة، بتهكمها العميق على السرديات الكبرى، تجعلنا نتساءل: هل الوعي الجمعي يتطور حقًا، أم أنه يعيد إنتاج نفسه في أشكال جديدة، بينما يبقى الجوهر ثابتًا؟
إن المجتمعات البشرية، رغم كل ما شهدته من “تقدم”، ما زالت تعيد إنتاج ذات الأنماط القمعية، ذات الانقسامات البدائية، ذات النزعات البدائية نحو العنف والسيطرة والخرافة. فهل نحن نتطور، أم أننا ندور في دوائر وهمية؟
في هذا السياق، نجد أن الديمقراطية، مثلًا، تُقدَّم لنا باعتبارها تتويجًا لمسار طويل من التطور السياسي، لكنها قد تكون في جوهرها إعادة تشكيل لأشكال قديمة من السلطة تحت مسميات جديدة.
الإنسان الحديث، رغم ثورة المعلومات والتكنولوجيا، ليس بالضرورة أكثر وعيًا من الإنسان الذي عاش في أثينا قبل ألفي عام. ربما تغيرت الأدوات، لكن هل تغيّر الإدراك؟ أم أن وعيه أصبح مجرد انعكاس جديد لآليات السيطرة والتطبيع التي فرضها النظام الرأسمالي، كما يرى فوكو ودريدا؟
لعل أبرز ما يجعل مسألة تطور الوعي الجمعي معقدة هو أن الأفكار لا تُختبر بنفس القسوة التي يختبر بها الانتقاء الطبيعي صلاحية الجينات. في علم الأحياء، الكائن غير القادر على التكيف يختفي ببساطة، لكن في عالم الأفكار، يمكن للخرافة أن تعيش جنبًا إلى جنب مع العلم، ويمكن للأيديولوجيا أن تتجدد حتى بعد أن يثبت فشلها. هنا يتضح أن التطور الفكري لا يتبع نفس المنطق الذي يتبعه التطور البيولوجي. هناك آليات أخرى تلعب دورها، مثل السلطة، الإعلام، الاقتصاد، والدين، وجميعها تسهم في إعادة إنتاج الأفكار بدلًا من السماح لها بالانقراض الطبيعي.
إذا كان هناك عامل يمكن أن يدفعنا للقول بأن الوعي الجمعي يتطور، فهو التكنولوجيا. لكنها تطرح معضلة فلسفية: هل التكنولوجيا تطور في الوعي، أم أنها مجرد تضخيم لقدراتنا البيولوجية دون أن تمس جوهر إدراكنا للعالم؟ هل الإنترنت جعلنا أكثر وعيًا، أم أنه صنع وهمًا بالمعرفة، بينما أغرقنا في الضوضاء المعلوماتية؟
هنا، نجد أن الثورة الرقمية، رغم وعودها بتحرير المعرفة، ربما تكون قد خلقت شكلًا جديدًا من العبودية الفكرية، حيث يُعاد تشكيل العقول من خلال الخوارزميات، وتتحكم الرأسمالية الرقمية في تدفق الأفكار بطرق غير مسبوقة.
هل نحن إذن أمام وعي متطور، أم أمام نسخة أكثر تعقيدًا من التلقين الجماعي؟
التحولات الرقمية لم تأتِ فقط بمزيد من المعلومات، بل جاءت أيضًا بقدرة أكبر على التلاعب بالعقول وتوجيه الإدراك الجمعي. في السابق، كانت الأيديولوجيات تفرض نفسها من خلال الدولة و المنابر الدينية، أما اليوم، فهي تُبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتحول الحقيقة إلى مجرد وجهة نظر وسط ضجيج لا ينتهي. هل هذا تطور؟ أم أنه مجرد إعادة إنتاج لفكرة “التحكم في الوعي”، لكن بأساليب أكثر ذكاءً؟
نيتشه كان سيضحك ساخرًا من فكرة أن الإنسان “يتطور” نحو حالة وعي أرقى، فهو يرى أن كل محاولة لتصوير التقدم العقلي كحتمية تطورية ما هي إلا امتداد للوهم الديني الذي جعل الإنسان يعتقد أنه محور الكون.
ربما ما يحدث ليس تطورًا، بل تراكبًا معقدًا للمعرفة، يجعلنا نظن أننا نتحسن بينما نحن في الحقيقة نعيد تدوير نفس التساؤلات والأزمات. ولو نظرنا إلى التاريخ، لوجدنا أن الأسئلة الوجودية الكبرى التي طرحها الإغريق ما زالت قائمة اليوم، وإن اختلفت لغتها. هل يعني ذلك أن الوعي الجمعي عالق في نقطة معينة، يعيد تشكيل نفسه باستمرار دون أن يتحرك فعليًا نحو “أعلى”؟
وإذا كان هناك تطور في الوعي الجمعي، فهو ليس خطيًا، وليس بالضرورة تصاعديًا. قد يكون تطورًا في “الأدوات”، لكنه ليس تطورًا في “الفهم”. وهنا، نعود إلى السؤال الأساسي: هل نحن، كبشر، نتطور في وعينا بقدر ما نتطور في أجسادنا؟ أم أن وعينا الجمعي، مهما تغيرت أشكاله، محكوم بديناميكيات أزلية لا يمكن تجاوزها؟
ربما الإجابة ليست في العلم، ولا في الفلسفة، بل في اللحظة التي يتأمل فيها الإنسان نفسه، ويدرك أن كل ما يراه حوله، مهما بدا معقدًا، قد يكون مجرد نسخة جديدة من القديم، بواجهة أكثر حداثة، ولكن بجوهر لم يبارح مكانه منذ الأزل. أو ربما، وللمفارقة، يكون التطور الوحيد الذي شهدناه هو قدرتنا المتزايدة على خداع أنفسنا بأننا نتطور.
zoolsaay@yahoo.com