صدى البلد:
2025-02-02@22:07:39 GMT

نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي ( 46 )

تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT

لماذا سيناء منذ بدء الخليقة سبب الصراع اليهودي مع الديانات السماوية الأخرى، يعود إصرار إسرائيل على تهجير الفلسطينيين، خاصة من غزة، يرتبط بمشروعها الأيديولوجي و الديموغرافي والديني الذي يشمل إعادة بناء "هيكل سليمان" في القدس. 

هذا الموضوع ليس مجرد مسألة سياسية، بل له جذور دينية واستراتيجية لدى بني صهيون وتحديدًا لدى الجماعات الدينية المتطرفة التي ترى أن إزالة المسجد الأقصى وبناء "الهيكل" هو خطوة ضرورية لتحقيق "الخلاص اليهودي".

عِلاقة اليهود بسيناء تمتد عبر التاريخ، وهي تحمل أبعادًا دينية، تاريخية، واستراتيجية، مما يجعلها منطقة ذات أهمية خاصة في الفكر اليهودي والصهيوني، لها عدة جوانب أبرزها :

* العِلاقة الدينية والتاريخية
الخروج من مصر

وفقًا للتوراة، يُعتقد أن بني إسرائيل عبروا سيناء خلال "الخروج" من مصر بقيادة النبي موسى عليه السلام في عهد الملك المصري رمسيس الثاني و نجله الملك مرنبتاح، و غدروا بسيدنا موسي بسيناء على الرغْم من كل ما قدمه لهم من معجزات لذلك عاقبهم الله بالشتات.

* جبل الطور أو "جبل سيناء" الموقع الذي تلقى فيه سيدتا موسى عليه السلام الوصايا العشر، و ترى بعض الجماعات الدينية المتطرفة أن سيناء كانت جزءًا من الأرض التي وعد الله بها اليهود، رغم أن التوجه الصهيوني العام يركز على فلسطين، فإن هناك نظريات ترى أن سيناء يمكن أن تكون بديلاً لإقامة دولة يهودية (كما سبق و طرح في مشروعات استعمارية قديمة)، و التي أشرت لها و شرحتها باستفاضة خلال عدة مقالات سابقة.


* العِلاقة الصهيونية بسيناء

الاحتلال الإسرائيلي لسيناء (1956 و1967-1982) إسرائيل احتلت سيناء مرتين، الأولى خلال العدوان الثلاثي عام 1956، والثانية بعد نكسة 1967، واستمرت السيطرة عليها حتى 1982، بعد أن تسلمت مصر كامل أراضيها بموجب معاهدة كامب ديفيد و جولات بمحكمة العدل الدولية.

و خلال الاحتلال، حاولت إسرائيل توطين بعض اليهود في مستوطنات بسيناء، مثل مستوطنة "ياميت" قرب العريش، لكنها أُجبرت على تفكيكها بعد اتفاقية السلام مع مصر.


* مشروعات الاستيطان اليهودي في سيناء:

بعض المفكرين الإسرائيليين، مثل موشيه ديان، رأوا أن سيناء يمكن أن تكون منطقة توسع استيطاني، و في السبعينيات، كانت هناك خطط لإنشاء مستوطنات دائمة، لكن تم إيقافها بعد معاهدة كامب ديفيد عام 1979.

* سيناء في الفكر الإسرائيلي الحديث

الطموحات الأمنية:

إسرائيل تعتبر سيناء "حاجزًا أمنيًا طبيعيًا" يفصلها عن مصر، وتراقب الوضع الأمني هناك باستمرار، و بعد أحداث الربيع العبري في 2011، زادت الأنشطة الإرهابية في شمال سيناء، ما جعل إسرائيل تدعو لتشديد السيطرة المصرية عليها.


* سيناء كمنطقة "بديلة" للفلسطينيين:

بعض المخططات الإسرائيلية، مثل "صفقة القرن"، تضمنت إشارات مباشرة و غير مباشرة لإمكانية استيعاب الفلسطينيين في سيناء.

رغم الرفض المصري القاطع، هناك تسريبات وتقارير تتحدث عن ضغوط إسرائيلية لنقل سكان غزة إلى سيناء نظرا لان اليهودية تعتبر سيناء مكانًا مقدسًا في تاريخها الديني و لا تزل سيناء محل اهتمام إسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بالأمن، والمخططات المتعلقة بتهجير الفلسطينيين.


غزة هي المعقل الأكبر للمقاومة الفلسطينية، وخاصة حركة حماس، التي تعتبر نفسها مدافعة عن المسجد الأقصى، و تهجير سكان غزة أو إضعافهم يعني تقليل التهديد الذي قد تواجهه إسرائيل إذا حاولت تنفيذ مخطط "الهيكل"، و إسرائيل تدرك أن الفلسطينيين في غزة والضفة هم العقبة الأساسية أمام تهويد القدس.


و تهجير جزء من الفلسطينيين، خاصة سكان غزة الذين لا يزالون مرتبطين بقضية الأقصى، إلي سيناء يتيح لها حرية أكبر في تغيير واقع القدس.و خلق "واقع جديد" يمهد لتنفيذ المشروع.

بعد تهجير سكان غزة، يمكن لإسرائيل التحرك بحرية أكبر في القدس دون خوف من تصعيد كبير.حيث تسعى الجماعات اليهودية المتطرفة لتغيير الأوضاع داخل المسجد الأقصى، سواء بتقسيمه زمانيًا ومكانيًا أو بهدمه تدريجيًا.


الربط بين التهجير ومشروع الهيكل

إسرائيل لا تتعامل مع غزة بمعزل عن القدس، فهي ترى أن التخلص من المقاومة وتفريغ الأرض من الفلسطينيين سيسهل عليها تنفيذ مشروع الهيكل مستقبلاً، و هذا يتماشى مع رؤية التيارات الدينية الصهيونية التي تؤمن بأن إعادة بناء "الهيكل" شرط لتحقيق نبوءاتهم.


ما الهدف النهائي؟

* تحقيق السيادة اليهودية الكاملة على القدس دون مقاومة فلسطينية قوية.


* إعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى تحت حجج دينية وتاريخية.


* خلق واقع جديد في فلسطين يجعل العودة مستحيلة، ويفرض حلولًا إسرائيلية بالقوة.


لكن هل ينجح هذا المخطط؟

حتى الآن، الصمود الفلسطيني والرفض العربي والإسلامي يشكلان عائقًا كبيرًا أمام تنفيذ هذه المشاريع، لكن إسرائيل تستغل كل فرصة لتغيير الواقع على الأرض.

و جميع المعلومات حول مخططات إسرائيل لنقل سكان غزة إلى سيناء، وربطها بمشاريع مثل بناء "هيكل سليمان"، تستند إلى عدة مصادر إسرائيلية حديثة و قديمة لكن للأسف آفة العرب عدم القراءة و اذا قرأ لم يستوعبوا و اذا استوعبوا لا يصدقوا إلا إذا وقعت الكارثة، و من بين هذه المصادر التصريحات الرسمية والتسريبات الصحفية، و تقارير إسرائيلية نشرت في وسائل إعلام إسرائيلية مثل هآرتس ويديعوت أحرونوت تقارير حول خطط تهجير الفلسطينيين من غزة، خاصة بعد طوفان الأقصي عام 2023.

بالإضافة لتصريحات مسؤولين إسرائيليين: و بعض السياسيين الإسرائيليين، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، صرحوا علنًا عن رغبتهم في دفع الفلسطينيين للهجرة.

فضلا عن تقارير دولية وحقوقية، من بينهم منظمات هيومن رايتس ووتش و العفو الدولية حذرت من مخططات التهجير القسري واعتبرتها جرائم حرب.

و تقارير الأمم المتحدة تحدثت عن جهود إسرائيلية لدفع الفلسطينيين للخروج من غزة عبر تدمير البنية التحتية والحصار، لتنفيذ مشروعها الديني التعصبي

وهناك أيضا أبحاث ودراسات حول المخططات الصهيونية منذ عقود، مثل "خِطَّة يينون" التي تحدثت عن تفتيت الدول العربية، وكتب مثل التطهير العرقي في فلسطين للمؤرخ إيلان بابيه، و دراسات حول الجماعات اليهودية المتطرفة مثل "معهد الهيكل" الذي يعمل علنًا على التحضير لبناء الهيكل الثالث مكان المسجد الأقصى.

هل تحقق إسرائيل حلمها المتطرف أم سيصطف العرب خلف مصر لمواجهة هذا المخطط أللأعين؟ '

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سيناء إسرائيل الديانات السماوية المزيد المسجد الأقصى سکان غزة

إقرأ أيضاً:

محافظ شمال سيناء : مفيش سنتيمتر في رفح الجديدة يخص الفلسطينيين

كشف اللواء دكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء، أن القضية الفلسطينية مسألة مصيرية لمصر، مشيرا إلى أن مصر أجهضت صفقة القرن لتهجير الفلسطينيين إلي سيناء.

محافظ شمال سيناء: وضعنا خطة للتعامل مع ملف إدخال المساعدات الإنسانية Ygn غزةمحافظ شمال سيناء: المساعدات الإنسانية تتدفق لغزة بنسبة 100 % ولا توجد معوقات

وأضاف مجاور، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى، الذي يقدم حلقة خاصة من أمام معبر رفح ببرنامج على مسئوليتي، المذاع على قناة صدى البلد، أن مصر ستفشل أي مخطط لتهجير الشعب الفلسطيني إلي سيناء.

ولفت اللواء دكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء، إلى أن ثاني يوم إيقاف إطلاق النار في قطاع غزة شهد افتتاح مدينة رفح الجديدة، قائلا: تعمدت استغلال وقف إطلاق النار لإفتتاح مدينة رفح الجديدة.

وأكد أنه تم افتتاح مدينة رفح الجديدة في حضور الفريق أسامه عسكر مستشار الرئيس عبدالفتاح السيسي وهذا يبعث رسالة للعالم أننا قادرين علي العمل في محاور كثيرة فى وقت واحد.

وواصل اللواء دكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء، أن بعض وسائل التواصل الإجتماعي روجت كذبا أن مدينة رفح الجديدة تم تجهيزها لاستقبال الفلسطينيين.

وشدد على أن مدينة رفح الجديدة لأهل رفح وفقط وستبقي لأهل رفح حتي نهاية العمر ، معلقا: ليس هناك سنتيمتر في مدينة رفح الجديدة يخص الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • ريهام العادلي تكتب: مصر القوية لن تسمح بتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية
  • ‏حماس تطالب الوسطاء بإلزام إسرائيل بإدخال مواد الإغاثة التي نص عليها اتفاق غزة ووقف الانتهاكات
  • محافظ شمال سيناء: غداً نستقبل 50 من المصابين الفلسطينيين من غزة
  • محافظ شمال سيناء : مفيش سنتيمتر في رفح الجديدة يخص الفلسطينيين
  • وسط أزمة إنسانية عميقة.. «الأونروا» تخلى مقراتها فى القدس.. بعد سريان قرار إسرائيل بوقف التعامل مع الوكالة
  • الفتى المحرر عبيد: في سجون إسرائيل ذل وضرب و”الجرب” أنهكني- (صور)
  • "أونروا": تعطيل عملنا سيكون له عواقب كارثية على حياة اللاجئين الفلسطينيين
  • الأونروا: حظر إسرائيل أنشطتنا يعرض مستقبل وقف إطلاق النار بغزة للخطر
  • من هو الشهيد محمد الضيف؟.. مرعب إسرائيل الذي أرهق الإحتلال لثلاثة عقود