تمكن علماء الأحياء البحرية من رصد مشهد نادر لمجموعة ضخمة من الدلافين تقدر بأكثر من 1500 دلفين من نوع "دلافين ريسو" وهي تقفز وتسبح قبالة سواحل كاليفورنيا.

 كان ذلك في خليج كارمل، الذي يعد نقطة جذب للحياة البحرية بفضل مياهه الغنية بالمغذيات، والتي تدعم أنواعًا مختلفة من الأسماك وأسماك القرش النمرية ودلافين ذات الأنف الزجاجي وأسود البحر.

دلافين ريسو

دلافين ريسو هي نوع مميز، يمكن أن يصل طوله إلى أكثر من 10 أقدام ويزن نحو نصف طن، وتُعرف بوجود ندوب بيضاء على أجسامها. تتكيف هذه الدلافين مع العيش بالقرب من الجرف القاري حيث يمكنها البحث عن فرائس على أعماق تصل إلى حوالي 600 متر.

على الرغم من أن دلافين ريسو غالبًا ما تُرى في مجموعات صغيرة من 10 إلى 30 فردًا، فإن مشهد مجموعة ضخمة كهذه، تضم مئات الأفراد، يُعتبر نادرًا للغاية، وهو ما أثار دهشة العلماء الذين كانوا في الأصل في مهمة لرصد الحيتان الرمادية المهاجرة.

تفاعل الدلافين مع القارب كان مذهلًا أيضًا، حيث أشار العلماء إلى أن الدلافين كانت تقفز في الهواء وتصفق بذيلها، وتقترب من القارب بشكل يشبه الاحتفال، كما قالت عالمة الأحياء البحرية كولين تالتي من مركز مراقبة الحيتان في خليج مونتيري: "لقد كانوا يقيمون حفلة كبيرة". ووصف إيفان برودسكي من Monterey Bay Whale Watch المشهد بقوله: "كانوا يمتدون على الأفق بقدر ما أستطيع أن أرى".

يُعتقد أن هذا النوع من الدلافين يوسع نطاقه، حيث تم رصدها في مناطق جديدة مثل قبالة السواحل النرويجية شبه القطبية، مما يشير إلى حركة نحو بيئات جديدة. ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن الضوضاء الناتجة عن الأنشطة البشرية في المحيطات، مثل القوارب الآلية، قد تهدد هذه الأنواع. خاصةً أن الضوضاء ذات التردد المنخفض تؤثر على سلوك الدلافين الصوتي، مما يعيق قدرتها على استخدام النقرات والطنين لتحديد موقع الفرائس.

إن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على تعقيد حياة الدلافين والتهديدات البيئية التي تواجهها، مما يبرز الحاجة إلى مزيد من البحث لحمايتها والحفاظ على موائلها.

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دلافين الحيتان الرمادية القرش النمر قرش النمر الأسماك الأفراد

إقرأ أيضاً:

اليمنيون في كاليفورنيا.. قصة هجرة صنعت مجتمعاً مزدهراً

*معهد المشروع الأمريكي - مايكل روبين

على بُعد 90 دقيقة فقط من متنزه يوسيميتي الوطني، تَبرُز مدينة فريسنو الكاليفورنية ليس فقط كـ"عاصمة الزبيب العالمية"، ولكن أيضًا كمركز لأكبر تجمع لليمنيين من جنوب اليمن في الولايات المتحدة. فكيف تحوّلت هذه المدن الزراعية الصغيرة إلى موطن لآلاف اليمنيين، الذين شكلوا ثالث أكبر مجموعة مهاجرة في مدارس أوكلاند؟ الإجابة تكشف عن قصة معقدة من التاريخ والسياسة والاقتصاد.

تعود البدايات إلى القرن التاسع عشر، حين هاجر يمنيون من عدن (الخاضعة للاستعمار البريطاني آنذاك) كرعايا بريطانيين على سفن تجارية، ربما كأوائل اليمنيين وصولًا إلى الأمريكيتين. لكن الموجة الأكبر جاءت لاحقًا، مع تغييرات في سياسة الهجرة الأمريكية، مثل قانون 1952 الذي خفّض الحصص العنصرية ضد غير الأوروبيين، وعصر الحقوق المدنية في الستينيات الذي فتح الباب أمام مهاجرين جدد من الشرق الأوسط.

الزراعة.. باب الوصول إلى "الحلم الأمريكي"

مع توسع الزراعة في كاليفورنيا، وجد اليمنيون فرصتهم. فبينما نظم العمال المكسيكيون والأمريكيون اللاتينيون إضرابات للمطالبة بحقوق نقابية، لجأ أصحاب المزارع إلى اليمنيين، الذين قبلوا بالعمل الشاق مقابل أجور منخفضة. وساعدتهم طبيعة العمل الموسمية على ادخار المال والسفر إلى اليمن بين المواسم، وفق ما يوثقه كتاب "مُبارز" للدبلوماسي اليمني خالد عليماتي.

الهروب من النار إلى النار!

لم تكن الهجرة مجرد بحث عن فرص، بل أيضا هروب من اضطرابات داخل اليمن. فبعد استقلال جنوب اليمن عام 1967، فرّ آلاف المثقفين وأصحاب الأراضي خوفًا من المصادرة والاضطهاد. كما شهد شمال اليمن صراعات قبل ثورة 1962 أنهكت السكان، ما دفعهم للبحث عن حياة جديدة.

لعبت "الهجرة المتسلسلة" دورًا محوريًا. فبعد استقرار أوائل اليمنيين في فريسنو، ساعدوا أسرهم على القدوم عبر نظام الرعاية. بل إن شركة "ترانزورلد" الجوية (TWA) قدمت في الستينيات نظاما ائتمانيا سمح بدفع 100 دولار مقدما مقابل تذكرة إلى كاليفورنيا، مع سداد الباقي بعد بدء العمل. وقد نقلت الشركة آلاف اليمنيين، رغم عدم إدراجهم في الإحصائيات الرسمية.

من الحقول إلى المشاريع: نجاحات تتحدى التحديات

لم يبقَ اليمنيون عمال مزارع فحسب، بل أسسوا متاجر ومطاعم ومحلات بيع أجهزة الصراف الآلي، وحوّلوا أحياء مثل شارع "إيست شور" في أوكلاند إلى مراكز ثقافية يمنية. كما ساهموا في الاقتصاد المحلي عبر تحويلات مالية بلغت ملايين الدولارات إلى اليمن.

واجه المجتمع اليمني الأمريكي اختبارات قاسية، خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، التي سلطت الضوء على أصول بعض المهاجرين. لكن الجذور العميقة للمجتمع، وسمعته كمجموعة عاملة ومنظمة، ساعدته في تجاوز الأزمة والحفاظ على هويته.

اليوم، يُقدّر عدد اليمنيين الأمريكيين بنحو 50 ألفًا، وفق تقديرات غير رسمية، مع تركيز كبير في كاليفورنيا. ويشكلون جزءًا من نسيج الشتات العربي الذي يغني التنوع الأمريكي، بينما يحافظون على تراثهم عبر المهرجانات والمطاعم والمؤسسات الخيرية.

"الهجرة اليمنية إلى أمريكا ليست مجرد انتقال جغرافي، بل رحلة مقاومة وتكيف. من حقول فريسنو إلى متاجر ديترويت، كتب اليمنيون فصلاً من سيرة المجتمعات المهمشة التي صنعت أمريكا الحديثة".

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يقصف زورقاً قبالة سواحل خان يونس
  • مهاجرن عالقون على منصة نفط قبالة سواحل تونس
  • جيش الاحتلال يعلن قصف زورق قبالة سواحل خان يونس
  • الجيش الإسرائيلي يعلن قصف زورق قبالة سواحل خان يونس
  • مهاجرون في كاليفورنيا يخشون الترحيل بعد تهديدات ترامب
  • فتاة تسافر إلي أديس أبابا لتذوق القهوة الاثيوبية من مصدرها ..فيديو
  • الدلافين تداوي أصحاب الهمم
  • اليمنيون في كاليفورنيا.. قصة هجرة صنعت مجتمعاً مزدهراً
  • ضبط قارب تهريب على متنه ١٦٤ مهاجراً أفريقياً قبالة سواحل اليمن 
  • أمين دار الفتوى بـ كاليفورنيا يشرح للمسلمين المغتربين عقيدة العوام