نشر موقع " إنسايد أوفر" تقريرا سلّط فيه الضوء على تحول لافت في سوق الذهب العالمي، مشيراً إلى أن لندن تشهد هجرة غير مسبوقة للذهب نحو نيويورك، مع نقل ما قيمته 82 مليار دولار من المعدن الثمين، رابطاً هذا النزوح بعوامل سياسية واقتصادية، مثل فوز ترامب وتأثيراته المحتملة على التجارة.

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن جرس الإنذار قد دق في بنك إنجلترا: الذهب في حالة فرار، فقد لاحظ بنك إنجلترا المركزي وحي المال في لندن (السيتي) منذ أسابيع ارتفاعًا كبيرًا في عمليات سحب سبائك الذهب وأشكال أخرى من الذهب المادي، التي يتم إرسالها بعد ذلك إلى نيويورك.

ووفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز، فقد تم سحب ما يعادل 82 مليار دولار من الذهب من خزائن لندن منذ نوفمبر/تشرين الثاني وحتى اليوم، لينطلق عبر المسارات الأطلسية نحو نيويورك.

أوضح الموقع أن هذا الأمر يرتبط بلا شك بالانتخابات الأمريكية وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وما يرافقه من تهديدات بفرض رسوم جمركية وإجراءات انتقامية في التجارة الدولية. لكن العامل الأهم هو الإحساس المتزايد بأن بريطانيا العظمى تفقد تدريجيًا مكانتها في هرم القوى العالمية، حيث إن تراجع دور لندن على الساحة الدولية ينعكس أيضًا في تراجع نفوذ "السيتي"، القلب المالي للعالم البريطاني.

فشل البريكست
وذكر ااموقع أنه بعد مرور خمس سنوات، يمكننا القول دون خوف من التناقض أن الرهان الكبير الذي راهن عليه مؤيدو البريكست قد فشل بشكل واضح، فقد كان الهدف هو فصل مصير المملكة المتحدة عن المصير المتراجع للاتحاد الأوروبي، وإطلاق العنان لقوى الاقتصاد والمال البريطانية، وجعل "السيتي" مركزًا ماليًا عالميًا مستقلًا على غرار "سنغافورة على نهر التايمز"، بعيدًا عن القيود الأوروبية وقادرًا على لعب دور رئيسي على الساحة الدولية.

لكن الواقع مختلف تمامًا؛ لندن لا تزال ضمن نفس الدائرة التي تقف فيها بروكسل، تراقب بقلق صعود عالم جديد لم يعد فيه لأوروبا المركزية ذلك النفوذ القديم، كما أشار إلى ذلك عالم السياسة الأمريكي والتر راسل ميد في مقال على وول ستريت جورنال، حيث تحدث عن التحولات العالمية المتسارعة بعد فوز ترامب وتأثيراتها على القارة العجوز، وهذا يعني أن الرمز العالمي للقوة البريطانية، وهو القطاع المالي في لندن، يمرّ بمرحلة من التراجع.

وإذا كنا قبل بضعة أسابيع قد تمت الاشارة إلى الهجرة الجماعية للشركات المدرجة في البورصة من "السيتي" إلى وول ستريت، فإننا، في الذكرى الخامسة للبريكست، نشهد الآن هجرة مستمرة لسبائك الذهب من لندن إلى نيويورك، مما أصبح رمزًا لانحدار لم تستطع لندن تجنبه.

غير أن هذا ليس بسبب نجاح الاتحاد الأوروبي، بل نتيجة قصور ذاتي داخل بريطانيا نفسها، حيث لم تتمكن المملكة المتحدة، عبر البريكست، من الابتعاد عن المصير المشترك للقارة العجوز، بل وجدت نفسها عالقة في دوامة التراجع الاقتصادي والسياسي التي كانت تأمل في الإفلات منها.

وأفاد الموقع أنه وفقًا لما ذكرته فاينانشال تايمز، فإنه منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني، قام تجار الذهب والمؤسسات المالية بنقل 393 طنًا إلى خزائن بورصة السلع "كوميكس" في نيويورك، مما أدى إلى زيادة مستويات المخزون بنحو 75 بالمئة، ليصل إلى 926 طنًا، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس/آب 2022.

وفي غضون شهرين، قد تكون التدفقات الإجمالية للذهب إلى الولايات المتحدة أعلى بكثير مما تعكسه أرقام "كوميكس"، وفقًا للمشاركين في السوق، حيث يُرجح أن تكون هناك شحنات إضافية إلى خزائن خاصة في نيويورك مملوكة لبنك "إتش إس بي سي" و"جي بي مورجان تشيس" وقد رفض المصرفان التعليق على الأمر.

تراجع المملكة المتحدة
وبحسب الموقع فإن المملكة المتحدة، تحت قيادة كير ستارمر، الذي أعاد الحزب العمالي إلى السلطة في يوليو/تموز بعد أربعة عشر عامًا من حكم المحافظين، تتعرض لتصويت رمزي بحجب الثقة، تجسده هجرة الذهب من لندن. وحتى يومنا هذا، لم يعد المعدن الثمين يضمن استقرار العملات والمراكز المالية للدول، لكنه لا يزال يمثل مقياسًا جوهريًا لمستوى الثقة في أي نظام اقتصادي.

ويختتم الموقع التقرير بالإشارة إلى أن امتلاك احتياطات ضخمة من الذهب المتراكم كان يجعل من "السيتي" لاعبًا رئيسيًا قادرًا على تأمين نفسه في أوقات الأزمات، وفقًا لآلية مشابهة لتلك التي تعتمدها دول مجموعة "بريكس"، التي تقوم بتخزين كميات كبيرة من هذا المعدن النفيس، لكن قرار نقل الذهب عبر المحيط الأطلسي يمثل رسالة عدم ثقة قوية، تضاف إلى الانهيار في قيمة الشركات المدرجة في "السيتي"، مما يؤكد أن الفجوة في القوة الاقتصادية، المالية، والجيوسياسية بين لندن ونيويورك، وكذلك بين أوروبا والولايات المتحدة، أصبحت تتسع شهرًا بعد شهر، حتى بات من المستحيل تقريبًا ردمها.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الذهب بريطانيا الولايات المتحدة بريطانيا الولايات المتحدة الذهب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المملکة المتحدة الذهب من

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الفرنسي: خطر الحرب على أوروبا يبلغ مستوى غير مسبوق وخطة ماكرون ستختبر نوايا موسكو

بعد اجتماع القادة الأوروبيين في قمة لندن، التي جاءت وسط توترات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الاثنين، من أن "خطر نشوب حرب في أوروبا بلغ مستوى غير مسبوق".

اعلان

وأضاف أن الولايات المتحدة "ليس لديها أي مصلحة في التخلي عن أوكرانيا وأوروبا"، معربًا عن أمله في أن تمارس واشنطن ضغوطًا على بوتين لإجباره على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتخلي عن "طموحاته الإمبريالية" التي دفعت الحرب إلى عمق القارة الأوروبية.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن، في أعقاب المحادثات التي استضافتها لندن، أن فرنسا وبريطانيا تقترحان هدنة لمدة شهر تشمل وقف القصف في الجو والبحر والبنية التحتية للطاقة، لكنها لا تمتد، في مرحلتها الأولى على الأقل، إلى العمليات القتالية البرية. 

Relatedفون دير لاين تدعو لتسليح أوكرانيا "بسرعة" حتى لا تصبح لقمة سائغة في فم روسيا القمة الأوروبية في لندن: تشديد على أهمية إعادة تسليح أوروبا وتوحيد الصف الغربي ودعم أوكرانياستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامب

وأكد بارو، في تصريحات لإذاعة "فرانس إنتر"، أن هذه المبادرة ستكون بمثابة اختبار لحسن نية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً: "إذا التزم بوتين بالهدنة، فسيكون ذلك إشارة إلى استعداده للدخول في مفاوضات سلام حقيقية". وأضاف: "نريد سلامًا راسخًا ودائمًا". 

وتابع: "ما نشهده اليوم هو يقظة شريحة واسعة من الأوروبيين، كانوا في السابق يرفضون رؤية الواقع على حقيقته".

لكنه شدد على أن المرحلة الأولى لا تتضمن انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، موضحًا أن الهدف الأساسي هو التحقق من مدى استعداد موسكو لإنهاء الحرب. 

وفي سياق متصل، حذّر بارو من تصاعد الهجمات الإلكترونية الروسية التي تستهدف دول الاتحاد الأوروبي بشكل مستمر، وفق ما نقلت عنه صحيفة "بوليتيكو". وأعرب عن قلقه إزاء قرار وزير الدفاع الأمريكي بوقف العمليات السيبرانية ضد روسيا، مؤكدًا أن هذا القرار يثير تساؤلات حول استراتيجيات المواجهة الأوروبية والأمريكية في ظل التهديدات المتزايدة.

مشاورات أوروبية مستمرة

في حين أبرزت قمة لندن تعزيز التعاون بين فرنسا وبريطانيا في البحث عن حل للنزاع، أكد وزير الدولة البريطاني للقوات المسلحة لوك بولارد أن "شكل الهدنة لم يُحسم بعد".

وأشار إلى أن المشاورات مستمرة مع الشركاء الأوروبيين لتحديد السبيل نحو إحلال سلام دائم في أوكرانيا

من جانبه، أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن الأخير طرح خطوطًا عريضة لخطة سلام في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن القمة الأخيرة شهدت توافقًا على خطوات مهمة في هذا الاتجاه.

كير ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا، يتحدث في مؤتمر صحفي خلال استضافته قمة لقادة أوروبيين لدعم أوكرانيا، في لانكستر هاوس بلندن، الأحد 2 آذار/مارس 2025. Julian Simmonds/Pool via AP

وأوضح أن هناك خيارات متعددة بشأن الأزمة الأوكرانية لا تزال قيد النقاش مع الشركاء الأمريكيين والأوروبيين، في إطار الجهود الدبلوماسية المستمرة.

وأشار المتحدث إلى أن عملًا مكثفًا يجري حاليًا للمضي قدمًا في المسار التفاوضي، مشددًا على أهمية الحفاظ على الزخم الحالي لدفع الحلول الدبلوماسية قُدمًا، وضمان تحقيق تقدم ملموس في سبيل إنهاء الحرب.

وفي سياق متصل، أعرب زعيم المحافظين الألمان فريدريش ميرتس، المتوقع أن يتولى منصب المستشار بعد الانتخابات الأخيرة، عن دعمه للجهود الدبلوماسية.

وتوجّه بالشكر لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على "قيادته من أجل تحقيق سلام عادل ودائم" في أوكرانيا. وكتب على منصة X: "علينا أن نبقى متحدين لإنهاء الحرب العدوانية الروسية". 

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد مشادة البيت الأبيض.. زيلينسكي: مستعدون لتوقيع اتفاق المعادن القمة الأوروبية في لندن: تشديد على أهمية إعادة تسليح أوروبا وتوحيد الصف الغربي ودعم أوكرانيا أوروبا على حافة الهاوية: الخلاف بين أمريكا وأوكرانيا يضع القارة العجوز في دائرة الضوء روسيافرنساالولايات المتحدة الأمريكيةأوروباإيمانويل ماكرونالحرب في أوكرانيا اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext بعد مشادة البيت الأبيض.. زيلينسكي: مستعدون لتوقيع اتفاق المعادن يعرض الآنNextعاجل. مقتل شخص على الأقل وإصابة آخرين في حادث دهس بمدينة مانهايم الألمانية يعرض الآنNext بعد أسبوع من قطع كابل الإنترنت.. السويد تحقق في تخريب جديد بجزيرة غوتلاند يعرض الآنNext برنامج الأغذية العالمي يغلق مكتبه في جنوب أفريقيا.. هل لخفض المساعدات الأمريكية دور في القرار؟ يعرض الآنNext مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين بحادث طعن في حيفا اعلانالاكثر قراءة فانس ذهب في رحلة تزلج فوجد المتظاهرين له بالمرصاد بسبب ما حدث مع زيلينسكي شروط دمشق الجديدة.. هل تغير مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا؟ جنود أوكرانيون عن المشادة بين ترامب وزيلينسكي: على الطرفين تقديم تنازلات إيلون ماسك يعلن دعمه لانسحاب الولايات المتحدة من الناتو والأمم المتحدة كيف استطاعت إسبانيا التفوق على باقي أوروبا وأن تزدهر اقتصاديًا بفضل المهاجرين؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبإسرائيلروسياأوكرانياغزةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني كير ستارمرحركة حماسسوريافولوديمير زيلينسكيفلاديمير بوتينالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • هل تنجح أوروبا في إنقاذ صناعتها الثقيلة وتسريع نشر الطاقة النظيفة؟
  • بورصة الدواجن البيضاء.. تراجع أسعار الفراخ في المزارع والأسواق
  • بدر بن حمد يستعرض الشراكة الاستراتيجيّة القائمة مع المملكة المتحدة
  • ناشطون للمرتزق بن مبارك: حرر العملة أولاً ولا تتهرب من الفشل
  • مانشستر يونايتد يزاحم السيتي لضم مهاجم لشبونة
  • وزير الخارجية الفرنسي: خطر الحرب على أوروبا يبلغ مستوى غير مسبوق وخطة ماكرون ستختبر نوايا موسكو
  • صدمة في عالم المصارعة.. كيف تحول جون سينا إلى شرير؟
  • مشرعون روس: قمة لندن بشأن أوكرانيا لم تسفر عن نتائج أو خطة
  • باحثة سياسية: قمة لندن تؤكد لواشنطن قدرة أوروبا على حماية أوكرانيا
  • بريطانيا تدعم زيلينسكي بـ 5000 صاروخ وتحذيرات من تقارب "روسي - أمريكي"