جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-25@19:28:23 GMT

"فكّر بالنتيجة"!

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

'فكّر بالنتيجة'!

 

د. سالم بن عبدالله العامري

فكر بالنتيجة هو شعار الحملة المُجتمعية للحد من انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية بولاية رخيوت، هذه الحملة المجتمعية التي بدأت في الخامس من يوليو الماضي، والتي دعت اللجنة الصحية بالولاية كافة المواطنين للانضمام والتفاعل الإيجابي معها بالحضور والمشاركة في الفعاليات والمناشط المختلفة من أجل نشر ثقافة وعي مجتمعي مستدام  بمخاطر المخدرات بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والأهلية بالولاية، والمنافسة على مستوى السلطنة في هذه المسابقة لتحقيق مراكز مُتقدمة تليق بسمعة هذه الولاية العريقة وتاريخها الحافل بالإنجازات في كافة المجالات.

وتعد المخدرات من الآفات الاجتماعية المنتشرة بشكل متزايد خصوصا في السنوات الأخيرة في مختلف محافظات السلطنة، وهي عبارة عن مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتغيب العقل عن الوعي، وتسبب أيضاً تسمماً للجهاز العصبي، وهي من الممنوعات التي حرمها الإسلام لما فيها من أضرار جسيمة على صحة الفرد الجسمية والنفسية، كما يعد تداول وتعاطي هذه المواد جرماً يُعاقب عليه القانون، وهي أنواع كثيرة وأشكال متعددة مثل: الحشيش والهيروين والقات والأفيون والكوكايين والشبو والحبوب المُهَلوِسة بأنواعها المختلفة، وغيرها من المواد المخدرة والضارة التي تم تصنيفها من قبل المنظمات الدولية المعنية بمكافحة المخدرات والجرائم الدولية.

وظاهرة تعاطي المخدرات لم تعد تقتصر على شريحة مُعينة من المجتمع أو على مستوى ثقافي أو اجتماعي أواقتصادي محدود، بل تفاقمت حتى أصبحت مشكلة تُعاني منها كل شرائح المجتمع بمختلف مستوياتها، وذلك من خلال مجموعة من الخلايا والشبكات التي تقوم بتزويد المدمنين والمتعاطين لها، لأجل إيقاعهم في براثن هذه الآفة القاتلة. وتتغلغل قوة هذه العصابات المجرمة بين فئة الشباب  بهدف تعطيل هذه الطاقات الوطنية وتدمير صحتهم الجسدية والنفسية، وتفكيك المجتمع من الداخل والقضاء على القيم الدينية والأخلاقية؛ وبالتالي ضياع مستقبلهم ومستقبل أوطانهم.

وفي السياق نفسه، لم تعد تقتصر أضرار المخدرات النفسية، والجسدية، والاجتماعية على الفرد بل امتدت لتشمل الأسرة والمجتمع بأسره، مما يعني خطر شيوع الفساد الأخلاقي والعنف، والجريمة، وتشمل هذه الأضرار: القلق، والأرق، والاكتئاب، والانتحار، وضعف القدرة على التعلم، وضمور المخ، والفشل الكلوي، وتليف الكبد، والضعف الجنسي، وضغط الدم، والعزلة أو الشعور بالوحدة، وانخفاض التحصيل الدراسي، وفقدان الوظيفة، وتوتر العلاقات الاجتماعية، والإهمال، وسوء المعاملة، والعنف المنزلي، والتفكك الأسري، والإفلاس، والفقر، ووقوع الحوادث والاصابات، والسرقة، والتعدي على ممتلكات وحقوق الآخرين، وزيادة البطالة، والتشرد، وانتشار الفساد في المجتمع.

لعل أهم الأسباب التي تتسبب في وقوع الشباب في الإدمان على المخدرات والتي  كشف عنها المختصون في دراسة هذه الظاهرة: إهمال الوالدين لمتابعة الأبناء، ورفقاء السوء، وغياب التوعية المجتمعية في مختلف مؤسسات المجتمع التربوية والدينية والإعلامية، وضعف الوازع الديني، والانفتاح على الخارج عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وغيرها من الأسباب.

وعلى الرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة أو بالأحرى إحصائية حديثة حتى الآن عن عدد المتعاطين أو المدمنين، إلّا أن أعدادهم في تزايد مستمر بلا شك جراء انتشار تلك العصابات التي تقوم بالترويج والتوزيع لهذه الآفة في الداخل من خلال بعض الخلايا والشبكات الدولية والمحلية، ولعل ما كشفت عنه إدارة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية مؤخراً عن استقرار أعداد المتعاطين عند المستوى نفسه حسب ما  أكدته الإحصاءات الصادرة من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات للأعوام الأخيرة، يُعزى ذلك إلى الإجراءات الرقابية والعلاجية وتضافر جهود مختلف الجهات المعنية وتنفيذ عدد من البرامج الهادفة حيال ذاك.

وفي إطار اهتمام القيادة العُمانية بحماية المجتمع من آفة المخدرات فقد تم تأسيس العديد من الأجهزة ولجان العمل على أعلى المستويات والكفاءات الوطنية، وكذلك إعداد وتنفيذ العديد من البرامج والخطط الوطنية أبرزها اعتماد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الإستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية والتي تمتد من 2023 إلى 2028؛  وتتضمن هذه الاستراتيجية برامج استراتيجية وإجرائية لتطويق هذه الآفة الخطيرة والقضاء عليها بكل الأساليب والطرق العلمية الحديثة، وتأتي الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بشرطة عُمان السلطانية في مقدمة هذه المؤسسات الوطنية الرائدة المنوط بها حماية المجتمع من خطر آفة المخدرات، كما تم تشكيل لجنة وطنية عُمانية لمُكافحة المخدرات برئاسة وزير الصحة وعضوية العديد من  المختصين بعلاج المخدرات ومكافحة المخدرات، إلى جانب العديد من المؤسسات الرسمية والأهلية.

بناءً على ما سبق، فقد أدركت الحملة المجتمعية للجنة الصحية بولاية رخيوت حجم وخطر هذه المشكلة، ورأت أنه قد آن الأوان أن تدق نواقيس الخطر للحذر من تعاطي وتداول آفة المخدرات، في جميع المؤسسات الرسمية والأهلية وأن يتعاون جميع أطياف المجتمع مع الجهات المعنية بمكافحة انتشار المخدرات في السلطنة، على اعتبار أن المكافحة الأمنية لا تكفي وحدها دون تضافر الأسرة والمجتمع، بحيث تبدأ المكافحة أولًا من الأسرة  من خلال مراقبة الآباء لأبنائهم وذويهم، ثم التوعية المستمرة لأفراد المجتمع من خلال تكثيف مثل هذه الحملات المجتمعية التي استهلتها اللجنة الصحية بولاية رخيوت باستخدام الأساليب العلمية من خلال نشر استبانة لدراسة حجم مدى وعي المجتمع بالمخدرات وأضرارها، تلتها إجراءات عملية وعروض مرئية وتوظيف التقنيات الحديثة من خلال فتح حسابات في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ولوحات إرشادية وتوعوية، وعمل مناشط وفعاليات متنوعة  لا زالت مُستمرة بغية الوصول إلى أكبر قدر ممكن من الشريحة المستهدفة من كل أطياف المجتمع انطلاقًا من واجبها الإنساني لخدمة المجتمع، والعمل جنبًا إلى جنب مع الجهات المختصة بمكافحة انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية في السلطنة من أجل تطويق هذه الآفة ومحاصرتها، وتوحيد الجهود لمنع ومكافحة المخدرات باعتبارها مسؤولية مشتركة لإيجاد مجتمع خال من المخدرات.

من هنا يتوجب علينا جميعًا تحذير النشء لحمايتهم من الاستغلال أو الابتزاز من أشخاص مجهولين يغررون بهم للوقوع في براثن التعاطي، كما يجب تحذيرالجميع كذلك من المواد التبغية غير المدخنة وعقاقير بناء الأجسام والأقراص التي يتم الترويج لها للتخسيس أو زيادة الوزن وغيرها من الاستخدامات لما تشكله من خطورة على صحتهم الجسدية والنفسية والعقلية، نظراً لأن هذه المواد في أغلب الأحيان لا تخضع للرقابة الدوائية وقد تؤدي إلى الإدمان. حفظ الله عُمان قيادةً وشعبًا وحكومةً من كل سوء ومكروه.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محافظ أسيوط يتفقد المكتبة المتنقلة لنشر الثقافة بتكلفة 6 ملايين جنيه

تفقد اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، المكتبة المتنقلة التابعة لصندوق مكتبات مصر العامة بإجمالي تكلفة 6 مليون جنيه، والتي وصلت المحافظة ضمن خطة توصيل الخدمات المكتبية والتثقيفية إلى جميع أنحاء المحافظة وخاصة في المناطق النائية في إطار خطة الدولة لنشر الوعي الثقافي والمعرفي وثقافة القراءة بين مختلف شرائح المجتمع من خلال إيصال الكتاب للقارئ وتغطية عدد أكبر من المناطق والأحياء التي لا تتوافر بها مكتبات عامة وذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية ببناء الإنسان وخلق جيل واعي ومثقف قادر على مواجهة التحديات وتحقيق أهداف المحور الثقافي بإستراتيجية مصر 2030.

جاء ذلك بحضور اللواء إسماعيل حسين مستشار المحافظ لشئون الإدارة العامة للمكتب الفني وهاجر محروس مدير فرع مكتبة مصر العامة بأسيوط.

 نشر المعرفة والثقافة

وأوضح محافظ أسيوط أن المكتبة المتنقلة تعد إضافة متميزة للمجتمع الأسيوطي، حيث تقدم العديد من الخدمات الثقافية والمعرفية للمواطنين في مختلف القرى والمدن مقدماً شكره للسفير رضا الطايفي، مدير صندوق مكتبات مصر العامة، على دعمه وحرصه على توفير هذه المكتبة المتنقلة التي تسهم في نشر المعرفة والثقافة بين مختلف فئات المجتمع، مؤكداً أن هذه المبادرة تمثل خطوة هامة نحو تعزيز الوعي الثقافي وتطوير مهارات الأفراد في كافة المجالات.

تطوير مهارات الأفراد

وأضاف المحافظ أن المكتبة تحتوي على مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى نشر الثقافة وتعزيز المعرفة، وتشمل الإعارة الخارجية للكتب، بالإضافة إلى أنشطة ثقافية متنوعة مثل الدورات التدريبية، والمعارض الفنية، والأنشطة الفنية التي تهدف إلى تطوير مهارات الأفراد في مختلف المجالات فضلاً عن أنها مجهزة بأحدث التقنيات، حيث تضم مكتبة إلكترونية وخدمات الإنترنت، كما أنها مزودة بكاميرات مراقبة لضمان الأمان، بالإضافة إلى نظام GPS لتحديد مواقعها وتنقلاتها بين المناطق المختلفة. كما أنها تحتوي على 10 طاولات و30 كرسيًا، لتوفير بيئة مريحة للمواطنين للإستفادة من الخدمات التي تقدمها المكتبة، فضلاً عن توافر تندة لحماية الزوار من أشعة الشمس.

أسيوط: إزالة 32 حالة تعدِ على أراضي أملاك دولة بمركزي القوصية والبداريمحافظ أسيوط: مديرية العمل تسلم 42 عقد عمل منهم 17 لذوي الهمممحافظ أسيوط يعتمد المخططات التفصيلية لمدينتي أبنوب وصدفاإقامة مشروعات تنموية.. محافظ أسيوط يتناول السحور مع أهالي جزيرة الواسطى

وأشار أبو النصر إلى أن هذه المكتبة تمثل نموذجاً مبتكراً لتوفير الخدمات الثقافية والتعليمية للمواطنين في الأماكن التي يصعب الوصول إليها، مؤكداً أن المحافظة ستواصل دعم أنشطة المكتبة وتنظيم برامج وفعاليات متنوعة في هذه المكتبة المتنقلة لخدمة جميع فئات المجتمع، خاصة الشباب والأطفال لتوفير الخدمات الثقافية والتدريبية في جميع أرجاء المحافظة إيماناً بأن الثقافة والمعرفة تعد أحد أدوات القوى الناعمة لتقدم ونهوض المجتمع.

مقالات مشابهة

  • «الخلوة الشبابية» و«قوافل الهوية الوطنية» تنطلق في مصفوت الثلاثاء المقبل
  • «حوار المجتمع» يضيء على جهود الخدمات الاجتماعية في تعزيز الرفاهية
  • السجن المؤبد لتاجر مخدرات في الأنبار بعد ضبط 140 ألف حبة مخدرة
  • "طرق دبي" تطلق برنامج "القيادي المتقدم" لتأهيل الكوادر الوطنية
  • القبض على 8 مخالفين واحباط تهريب 238 كلجم من المواد المخدرة
  • محافظ أسيوط يتفقد المكتبة المتنقلة لنشر الثقافة بتكلفة 6 ملايين جنيه
  • ضبط 183 كيلو غراما من المواد المخدرة والقبض على المتاجرين بها في بغداد
  • رئيس الجمهورية: لا تسامح مع الممارسات التي تمس بالوحدة الوطنية وتقسم الجزائريين
  • إفطار رمضاني جماعي في بيت العائلة الإبراهيمية بأبوظبي
  • حملات مكثفة على مروجى المخدرات بمنطقة الكيلو 21 في الإسكندرية