كل ما تريد معرفته عن الضبع المرقط بعد ظهورة في مصر
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
في شتاء عام 2024، تم قتل ضبع مرقط على يد السكان المحليين في محمية علبة الواقعة جنوب شرق مصر، وهذا الحدث يعد أول سجل للضبع المرقط في مصر المعاصرة بعد انقراضه من البلاد منذ أكثر من 5000 عام.
وتشير دراسة أجراها فريق من الباحثين المصريين، إلى أن هذا السجل يعد استثنائيًا، حيث تم رصد إمكانية حدوث تغيرات بيئية مثل زيادة هطول الأمطار وممارسات الرعي التي قد تفتح الطريق أمام انتشار الضباع من السودان المجاور.
وعلى الرغم من أن النطاق المعروف لتواجد الضبع المرقط يقع على بعد 500 كيلومتر من منطقة علبة في مصر، فإن هذه التغيرات قد تساهم في عودة الضباع إلى هذه المناطق.
الضبع المرقط في إفريقيا وموائله الطبيعيةالضبع المرقط هو أحد أكثر الحيوانات آكلة اللحوم وفرة في إفريقيا، حيث يمتد نطاقه عبر جنوب الصحراء الكبرى بين خطي عرض 17 درجة شمالًا و28 درجة جنوبًا.
وتتمتع هذه الحيوانات بقدرة استثنائية على التكيف مع بيئات متنوعة، حيث يمكنها العيش في مجموعة واسعة من الموائل الطبيعية.
وعلى الرغم من أنها عادة ما توجد في غابات السافانا المختلطة، يمكن أيضًا العثور عليها في الصحاري والغابات.
وفي المناطق شبه القاحلة والقاحلة، تميل أعداد الضباع المرقطة إلى أن تكون أقل، ومع ذلك، لم يتم تسجيل هذا النوع في مصر الحديثة منذ أكثر من 5000 عام، مما يجعل عودته إلى المنطقة حدثًا نادرًا ومثيرًا للانتباه.
التفاعل بين الإنسان والضباع المرقطةالضباع المرقطة تعتبر في بعض الأحيان من الحيوانات المفترسة المدعومة من الإنسان، حيث يمكنها التعايش مع البشر أو الاستفادة منهم، بل وحتى زيادة أعدادها أو توسيع نطاقها في بعض الحالات.
ويمكن لهذه الحيوانات السفر لمسافات كبيرة تصل إلى 27 كيلومترًا يوميًا، وقد تم الإبلاغ عن تواجدها في مناطق بعيدة عن نطاق توزيعها التقليدي، مما يعكس قدرتها على التكيف مع الظروف البيئية المختلفة.
التأثيرات البشرية على حياة الضباعحسب الدراسة، يمكن للضباع المرقطة أن تعيش بشكل كامل على فضلات الطعام البشرية وجثث الماشية، بل وأحيانًا تهاجم الماشية نفسها.
وفي مناطق مثل جنوب شرق مصر، حيث يشتهر السكان بممارسة الرعي على نطاق واسع، قد يتأثر وجود الضباع المرقطة بشكل كبير بسبب الاضطرابات البيئية والبشرية التي تؤثر على أعداد الحيوانات المفترسة الأخرى.
كما تجذب المسالخ الموجودة في بعض القرى مثل قرية شلاتين الضباع المرقطة، حيث تتجمع هذه الحيوانات لتبحث عن الطعام.
وفق الدراسة، فإنه حتى في المناطق الريفية الصغيرة، يمكن أن يكون للضباع تأثير بيئي كبير، مما قد يؤدي إلى زيادة أعدادها وانتشارها في مناطق جديدة.
الضبع المرقط في السياق السياسي والاقتصاديتساهم الأحداث السياسية الحالية في السودان، مثل الحرب الأهلية، في زيادة أعداد الضباع المرقطة وانتشارها.
وفي الأوقات الصعبة، يمكن أن تتحول الضباع إلى مصادر تهديد للبشر الضعفاء، خاصة في أوقات الأزمات الإنسانية.
وفي ظل تاريخ طويل للتعايش بين البشر والضباع في القرن الإفريقي، حيث يعتبر البعض أن الضباع تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على النظام البيئي من خلال التخلص من القمامة العضوية، فإن السكان في جنوب شرق مصر يفتقرون إلى مثل هذا التاريخ الثقافي.
وقد يؤدي أي نهب للماشية من قبل الضباع إلى خسائر مالية كبيرة للسكان المحليين، مما يجعلهم أكثر عرضة للاحتكاك مع هذه الحيوانات.
الضبع المرقط كحيوان مفترس في جنوب شرق مصرقالت الدراسة، إنه إذا استقرت الضباع المرقطة في المنطقة، فإنها قد تصبح من الحيوانات المفترسة العليا في جنوب شرق مصر، نظرًا لندرة الحيوانات المفترسة الكبيرة أو حتى غيابها تمامًا.
ومع ذلك، هناك اعتقادًا بأن الصراع البشري على الحياة البرية وعمليات الاضطهاد قد يمنع الضباع من الاستقرار حتى لو كانت الظروف البيئية والغذائية ملائمة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الضبع الضبع المرقط محمية علبة السودان الحیوانات المفترسة هذه الحیوانات جنوب شرق مصر فی مصر
إقرأ أيضاً:
منصة «تريد لينس» رائدة التكنولوجيا في الشحن العالمي
في عالم مترابط تلعب فيه حركة البضائع دورًا حيويًا، برزت منصة تريد لينس «TradeLens» باعتبارها حلا مبتكرا يقلب موازين قطاع الشحن العالمي. هذه المنصة، التي وُلدت من تعاون مشترك بين شركتي IBM و Maersk، تعتمد على تقنية البلوك تشين، وهي تقنية تتيح تخزين البيانات بشكل موزع وآمن عبر شبكة لا مركزية، تتميز البلوك تشين بقدرتها على ضمان الشفافية ومنع التلاعب، مما يعزز الثقة بين الأطراف المختلفة، ويساعد في تحويل التحديات التقليدية في سلاسل التوريد إلى فرص واعدة.
لطالما كانت صناعة الشحن الدولي تواجه تحديات تتعلق بتعقيد العمليات وتجزئة مشاركة البيانات بين الأطراف المختلفة، مثل الشركات، والموانئ، والسلطات الجمركية. لكن «TradeLens» قامت بتوحيد هذه العمليات عبر منصة مبتكرة، مما أدى إلى تعزيز الشفافية وتقليص الاعتماد على الوثائق الورقية التي كانت السبب الرئيس للتأخير. كانت الطرق التقليدية للشحن تعتمد على مهام يدوية كثيرة، مما تسبب في بطء العمليات وزيادة التكاليف. لكن «TradeLens»، باستخدام العقود الذكية، أتمتت هذه المهام بالكامل، لتصبح العمليات أكثر سرعة وكفاءة.
لم تكن رحلة نجاح المنصة خالية من العقبات، فتكامل أكثر من 300 منظمة و600 ميناء حول العالم، إلى جانب ضمان أمان البيانات، تطلب جهودًا تقنية ولوجستية كبيرة. ومع ذلك، نجحت المنصة في تخطي هذه التحديات عبر تضافر الجهود وتطوير بروتوكولات أمان عالية المستوى. تم تصميم «TradeLens» كبلوك تشين خاص ومُرخص يضمن أمان البيانات وسرية المستندات بين الأطراف المصرح لهم فقط. العقود الذكية في المنصة تضمن عدم تعديل الاتفاقيات، مما يعزز الثقة بين الأطراف المشاركة.
ساهمت المنصة في خفض تكاليف الوثائق التقليدية وتوفير الوقت، مما مهد الطريق لنظام شحن أكثر ذكاءً واستدامة، كما أسهمت في تحسين التخطيط الاستراتيجي وتقليل الأخطاء عبر أتمتة العمليات، رغم الشكوك الأولية من بعض أصحاب المصلحة، مثل مشغلي الموانئ وشركات النقل، تمكنت المنصة من كسب الثقة بعد أن أظهرت بوضوح الفوائد التي تقدمها، من الكفاءة إلى الشفافية.
منصة « TradeLens» ليست مجرد ابتكار تقني، بل نموذج عملي للقدرة على دمج التكنولوجيا الحديثة في القطاعات التقليدية، ومع توسع نطاق استخدامها، يبدو أن مستقبل الشحن العالمي يتجه نحو مزيد من الكفاءة والأمان والشفافية. تمثل «TradeLens» مثالًا حيًا على دور التكنولوجيا في إحداث تحوُّل جذريّ في القطاعات التقليدية، وإذا استمر قطاع الشحن في تبني مثل هذه الابتكارات، فإننا على أعتاب عصر جديد من التجارة العالمية الخالية من التعقيد.