اعتبر عدد من المحللين أن قرار الرئيس الأاميركي دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية على الصين وكندا والميكسيك، هي خطوة محفوفة بالمخاطر، ولم يسبق لترامب أن اتخذ مثلها خلال فترته الرئاسية الأولى.

 وقد بدأ ترامب في فرض رسوم جمركية على سلع مستوردة بقيمة 1.4 تريليون دولار، السبت. وهذا أكثر من 3 أضعاف قيمة السلع الأجنبية التي تبلغ 380 مليار دولار والتي تم فرض رسوم جمركية عليها خلال فترة ولاية ترامب الأولى، وفقا لتقديرات مؤسسة الضرائب.

وقال المحلل الاقتصادي جو بروسويلاس لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، في تحذير له من أن الإدارة الأمريكية تخاطر بشكل غير مسبوق إذا لم تنفذ هذه الاستراتيجية بحذر، فإنها تعتبر "لعبا بالنار".

والسبت، أمر ترامب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين، وطالبهم بوقف تدفق عقار الفنتانيل والمهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة، ليشعل بذلك حربا تجارية قد تقوض النمو العالمي وتؤجج التضخم.

 رهان اقتصادي ضخم

ويمثل القرار بشأن فرض الضرائب على واردات 3 دول من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة "مقامرة" كبيرة، ربما أكبر من أي سياسة اقتصادية أخرى تبناها ترامب خلال ولايته الأولى.

وتقول "سي إن إن" إن هذه الاستراتيجية قد تؤثر بشكل مباشر في القضايا التي تشغل الناخبين الأمريكيين: الاقتصاد وارتفاع تكاليف المعيشة.

وتضيف أنه وكما هو الحال مع أي مقامرة، قد يكون لهذه الرسوم الجمركية عواقب عكسية، حيث من المتوقع أن تؤدي إلى زيادة الأسعار في المتاجر، وتراجع سوق الأسهم، بل وربما فقدان الوظائف في حال اندلاع حرب تجارية شاملة.

مخاوف من التضخم والركود

وفي تعليقها على هذه المخاطر، قالت الباحثة في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، ماري لافلي: "قد تكون هذه أكبر ضربة للاقتصاد الأمريكي حتى الآن. هذه خطوة محفوفة بالمخاطر وقد تؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادي وزيادة التضخم".

وفي السياق، حذرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في مقال رأي من أن مبررات ترامب لشن "هجوم اقتصادي" على كندا والمكسيك لا تتمتع بأي منطق اقتصادي، ووصفت الاستراتيجية بأنها قد تكون كارثية.

الرسوم الجمركية كأداة تفاوض

ويرى ترامب أن الرسوم الجمركية تعد أداة تفاوض قوية، فقد استخدمها كوسيلة للضغط على حلفاء أمريكا بهدف تصحيح العجز التجاري ومعالجة قضايا مثل الهجرة غير الشرعية وتدفق المخدرات.

ورغم أن الرسوم التي فرضها خلال ولايته الأولى لم تحدث التضخم المتوقع، إلا أن الوضع اليوم مختلف، فالأسعار قد ارتفعت بشكل ملحوظ في المتاجر، ووكلاء السيارات، وفي شتى جوانب الحياة اليومية، مما يجعل المستهلكين والمستثمرين أكثر حساسية لأي زيادات في الأسعار.

تداعيات اقتصادية واسعة النطاق

وقد يتسبب فرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك في فوضى كبيرة في سلاسل الإمداد التي تربط الاقتصادين الأمريكيين مع جيرانيهم، حيث تستورد أمريكا كميات ضخمة من السلع من هذين البلدين، من الفواكه والخضروات إلى الحبوب واللحوم.

وتشير التقديرات إلى أن الرسوم قد تزيد أسعار السيارات بمقدار 3000 دولار تقريبا، وتؤثر بشكل سلبي على أسعار الوقود في بعض الولايات.

كما أن صناعة النفط الأمريكية أبدت قلقها من تأثير الرسوم الجمركية على النفط الخام الكندي، الذي يعتبر المصدر الأكبر للنفط الخارجي لأمريكا، وقد دفع ذلك البيت الأبيض إلى تقليص الرسوم الجمركية على الطاقة الكندية إلى 10% بدلا من 25%.

تهديد الانتعاش الاقتصادي

من جانب آخر، يشير الخبراء إلى أن الرسوم الجمركية قد تكون بمثابة ضربة قاسية للاقتصاد الأمريكي.

ووفقا لتقديرات الخبير الاقتصادي غريغوري داكو، قد تؤدي الرسوم إلى تقليص نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنحو 1.5 نقطة مئوية في عام 2025 و 2.1 نقطة مئوية في 2026. وقد يؤدي ذلك إلى صدمة تضخمية، مما يزيد من تقلبات الأسواق المالية ويؤثر على الاستقرار الاقتصادي.

التحديات القادمة

وواحدة من أكبر مخاطر هذا القرار هو رد فعل الاحتياطي الفيدرالي. إذا أدت الرسوم الجمركية إلى زيادة التضخم، فقد يضطر البنك المركزي إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية.

مع ذلك، يبقى من غير الواضح كيف ستتطور الأمور، حيث إن هناك العديد من المتغيرات التي قد تؤثر في النتائج النهائية، بدءا من ردود فعل سلاسل الإمداد وصولا إلى استجابة المستهلكين.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ترامب المهاجرين غير الشرعيين ترامب ارتفاع تكاليف المعيشة فقدان الوظائف حرب تجارية الهجرة غير الشرعية كندا المكسيك النفط الخام الكندي الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي الرسوم الجمركية دونالد ترامب اقتصاد أميركي الصين الرسوم الجمركية رفع الرسوم الجمركية كندا المكسيك ترامب المهاجرين غير الشرعيين ترامب ارتفاع تكاليف المعيشة فقدان الوظائف حرب تجارية الهجرة غير الشرعية كندا المكسيك النفط الخام الكندي الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي الرسوم الجمركية أخبار أميركا فرض رسوم جمرکیة على الرسوم الجمرکیة أن الرسوم

إقرأ أيضاً:

غالبيّة الأميركيين يرفضون تعريفات ترامب الجمركية وسط مخاوف من التضخّم

70% يرون أن الرسوم سترفع الأسعار... و64% يرفضون طريقة تعامله مع الملف
أظهر استطلاع جديد للرأي أن سبعة من كل عشرة أميركيين يعتقدون أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على التجارة الدولية ستؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة، ما يطغى على الآمال بأن تؤدي إلى تعزيز الوظائف في قطاع التصنيع. وأدى ذلك إلى تسجيل معدل رفض بلغ 64% لطريقة تعامل ترامب مع هذا الملف.
حتى داخل صفوف الجمهوريين، يرى نحو نصفهم (47%) أن هذه الرسوم سيكون لها تأثير سلبي على التضخم. وترتفع هذه النسبة إلى 75% بين المستقلين، وهم من الفئات المتأرجحة في الانتخابات الأميركية.
توقّف جزئي... ولكن ليس مع الصين
الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب لا تزال هدفًا متحركًا، إذ علّقت الإدارة الأميركية بعضها بانتظار نتائج المفاوضات، مع استثناء واضح لتلك المفروضة على الصين.
بصيص أمل في الوظائف الصناعية
رغم السلبية العامة، فإن 59% من الأميركيين يعتقدون أن الرسوم الجمركية سيكون لها تأثير إيجابي في خلق وظائف في قطاع التصنيع الأميركي، وتشمل هذه النسبة 90% من الجمهوريين و60% من المستقلين. وكانت هذه الوعود، إلى جانب خفض الأسعار، من أبرز تعهدات ترامب خلال حملته الانتخابية.
فقدان القيادة الاقتصادية الأميركية؟
لكن الميزان يميل مجددًا إلى الجانب السلبي عند النظر إلى عامل ثالث: 56% من المشاركين في الاستطلاع يرون أن طريقة تعامل ترامب مع الرسوم الجمركية ستُضعف القيادة الاقتصادية الأميركية على مستوى العالم، مقابل 42% يرون أنها ستُعزّزها.
الديمقراطيون: معارضة شاملة
أما الديمقراطيون، فموقفهم واضح ومتشدد: 90% يعتقدون أن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تفاقم التضخم، و89% يرون أنها تضر بمكانة أميركا الاقتصادية عالميًا، فيما عبّر 96% عن رفضهم لطريقة ترامب في إدارة الملف. كذلك، لا يعتقد معظم الديمقراطيين أن هذه الرسوم ستخلق وظائف: 68% يرون أنها ستضر ولا تنفع.
تقييم سلبي شامل
بسبب المخاوف من التضخّم، ينخفض تقييم ترامب في هذا الملف إلى 30 نقطة مئوية تحت الصفر: 34% فقط يؤيدون، مقابل 64% يرفضون. وهذا أسوأ بكثير من الفارق السلبي بـ7 نقاط في تقييمه لملف الهجرة، ما يعكس حساسية الرأي العام تجاه الملفات الاقتصادية.
التراجع داخل القاعدة المؤيدة
حتى بين جمهوره، يسجّل ترامب تراجعًا لافتًا: 25% من الجمهوريين يرفضون طريقة تعامله مع الرسوم، و30% من المحافظين، و48% من الرجال البيض غير الجامعيين، و47% من سكان المناطق الريفية، وجميعهم يُعدّون من أبرز شرائح قاعدته الانتخابية.
منهجية الاستطلاع
أُجري هذا الاستطلاع من قبل ABC News وWashington Post بالتعاون مع شركة Ipsos خلال الفترة من 18 إلى 22 أبريل 2025، عبر الإنترنت باستخدام عيّنة عشوائية وطنية مؤلفة من 2464 بالغًا، باللغتين الإنجليزية والإسبانية. نسبة الخطأ تبلغ ±2 نقطة مئوية.

أخبار ذات صلة سيول تقترح على واشنطن "اتفاقاً شاملاً" لتجنب رسوم جمركية مرتفعة اليابان تعد حزمة إجراءات طارئة للحد من تأثير تعرفات ترامب الجمركية المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • تغيّر لهجة ترامب بشأن الرسوم الجمركية على الصين وسط ضغوط اقتصادية
  • ترامب بشأن الرسوم الجمركية: لن نتعامل بحزم مع الصين
  • ترامب: لدي شرط واحد لإلغاء الرسوم الجمركية على الصين
  • ترامب يشترط تنازلاً جوهريًا من الصين حتى يلغي الرسوم الجمركية
  • غالبيّة الأميركيين يرفضون تعريفات ترامب الجمركية وسط مخاوف من التضخّم
  • ترامب يضع شرطا لإلغاء الرسوم الجمركية على الصين.. ما هو؟
  • ترامب لمجلة تايم: ترامب تحدث هاتفيا مع شي حول الرسوم الجمركية
  • 12 ولاية أمريكية تلاحق ترامب قضائيا بسبب الرسوم الجمركية
  • لاغارد: الرسوم الجمركية قد يكون لها تأثير انكماشي على أوروبا
  • بسبب الرسوم الجمركية.. 12 ولاية أمريكية تقاضي إدارة ترامب