عُمان تعزز التعاون مع اليابان بمجالات التحول في الطاقة وبناء الكفاءات الوطنية
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
مسقط- الرؤية
شارك سعادة محسن بن حمد الحضرمي وكيل وزارة الطاقة والمعادن، في مؤتمر مركز التعاون الياباني للبترول والطاقة المستدامة، حيث ألقى كلمة تناول فيها أهمية تطوير الكفاءات الوطنية لمواكبة متطلبات التحول في الطاقة، إلى جانب دور التعاون الدولي في دعم هذه الجهود، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز استخدام مصادر الطاقة النظيفة.
وعلى هامش المؤتمر، التقى سعادته بعدد من المسؤولين في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، حيث جرى بحث مستجدات التحول في الطاقة، بما في ذلك سياسة اليابان في هذا المجال، ودور الطاقة المتجددة والهيدروجين في توليد الكهرباء، والصناعات الثقيلة، والقطاع اللوجستي.
كما شملت الزيارة عدداً من الشركات الرائدة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا، حيث زار سعادته شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة للاطلاع على أحدث التقنيات في توربينات توليد الكهرباء التي تعمل بالغاز الطبيعي والهيدروجين، إلى جانب تقنيات التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين، والدور الذي تلعبه هذه التقنيات في دعم تحول الطاقة. كما شملت الزيارة عددًا من شركات الحديد والصلب، حيث تمت مناقشة تطلعات القطاع نحو استخدام الهيدروجين النظيف في عمليات الإنتاج.
وفي قطاع النقل، زار سعادته شركة تويوتا للتعرف على الاتجاهات العالمية والمحلية في استخدام الهيدروجين كوقود مستدام، كما التقى بعدد من الشركات التجارية اليابانية المستوردة للغاز الطبيعي المسال العماني، حيث تم بحث آخر التطورات في سوق الطاقة وتعزيز فرص التعاون المستقبلي.
تأتي هذه الزيارة في إطار جهود سلطنة عمان لتعزيز التعاون الدولي في مجالات الطاقة المستدامة والاستفادة من أحدث التقنيات لدعم استراتيجيات التحول في الطاقة، بما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية للطاقة والاستدامة الاقتصادية والبيئية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: التحول فی الطاقة
إقرأ أيضاً:
العراق على حافة التحول هل يدرك القادة حجم الخطر؟
بقلم : تيمور الشرهاني ..
الخطوة القادمة تحمل أبعاداً سياسية واستراتيجية عميقة، أعادت واشنطن طرح مشروع قانون “تحرير العراق”، في إشارة واضحة إلى تصاعد الضغوط على النظام السياسي في بغداد. هذه التطورات تأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث يواجه العراق تحديات أمنية وسياسية معقدة، في ظل انشغال النخبة الحاكمة بصراعات داخلية تعطل مسيرة الإصلاح وتُعمّق أزمات البلاد.
إعادة إحياء مشروع القانون الأمريكي يحمل في طياته رسالة ضمنية بأن النظام السياسي العراقي بحاجة إلى تغيير جذري. ومع تصاعد الدور الإيراني في العراق، يبدو أن الولايات المتحدة تسعى لإعادة ترتيب الأوراق بما يحقق مصالحها في المنطقة، وسط تنافس محموم بين القوى الإقليمية والدولية. هذا التنافس يجعل من العراق ساحة صراع مفتوحة، قد تُلقي بظلالها على استقرار البلاد ومستقبلها السياسي.
في الداخل، تبدو النخبة السياسية العراقية منشغلة بصراعاتها الخاصة، حيث يتركز اهتمامها على صياغة قوانين انتخابية تكرّس هيمنتها وتقصي خصومها السياسيين. هذا النهج يثير قلق الشارع العراقي، الذي يعاني من أزمات معيشية خانقة، في مقدمتها الفساد المستشري، البطالة، وضعف الخدمات الأساسية. بدلاً من توحيد الصفوف لمواجهة التحديات الخارجية، تغرق الطبقة السياسية في معارك جانبية، تاركة البلاد على حافة الانهيار.
هنا لا يمكن إنكار أن إيران تمثل طرفاً محورياً في المعادلة العراقية، حيث تمتلك نفوذاً واسعاً عبر حلفائها المحليين. ومع ذلك، فإن هذا النفوذ بات يواجه تحديات متزايدة بسبب الضغوط الأمريكية والدولية فأي مواجهة مباشرة بين القوى الكبرى قد تجعل من العراق ساحة لتصفية الحسابات، مما يهدد أمنه واستقراره الهش أصلاً.
المشهد الحالي يُذكّر بانهيار الإمبراطورية الرومانية، عندما انشغل “مجلس الشيوخ” في روما بمعارك داخلية تافهة، بينما كانت الإمبراطورية تتهاوى من حوله. هذا التشبيه ليس بعيداً عن الواقع العراقي، حيث يبدو أن القادة السياسيين لا يدركون حجم المخاطر التي تواجه البلاد، أو أنهم يتجاهلون عمداً الحاجة الملحة إلى الوحدة الوطنية والإصلاح العاجل.
رغم تعقيد المشهد، فإن العراق لا يزال يمتلك فرصة لاستعادة زمام الأمور. المطلوب هو مشروع وطني شامل يعيد بناء الثقة بين مختلف الأطراف السياسية، ويضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار. هذا المشروع يتطلب شجاعة سياسية وإرادة حقيقية لتجاوز الخلافات الحزبية والطائفية، والعمل على معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تهدد استقرار الدولة.
في ظل هذه التحديات، يبقى السؤال: هل سيدرك القادة العراقيون أن اللحظة التاريخية تتطلب منهم التحرك بشكل حاسم لإنقاذ البلاد؟ أم أنهم سيواصلون انغماسهم في معاركهم الجانبية بينما تُعاد صياغة مستقبل العراق من دونهم؟
ما يحتاجه العراق اليوم أكثر من أي وقت مضى هو قيادة سياسية واعية تدرك أن الوقت ينفد، وأن وحدة الصف والإصلاح الحقيقي هما السبيل الوحيد لتجنب كارثة قد تعيد البلاد إلى نقطة الصفر.
تيمور الشرهاني