تفاصيل أكبر تفجير نفذه الاحتلال لمبان في مخيم جنين منذ عام 2002
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
سمعت المواطنة "ب، س" وهي إحدى النازحات، من مخيم جنين، صوت الانفجار من قرية بير الباشا التي نزحت إليها جنوبا. تقول النازحة: "في البداية اقتحموا منازلنا وحولوها لثكنات عسكرية، ثم بدأت الأخبار تتوارد بإحراقها وهدم عدد منها، واليوم نسفوها".
في اليوم الـ13 من العملية العسكرية في مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية، فجر جيش الاحتلال الإسرائيلي قرابة 20 بناية سكنية في القسم الشرقي من المخيم بشكل متزامن.
ومنذ صباح اليوم الأحد بدأ الجيش مد أسلاك في مربعات سكنية في عدة حارات من المخيم. وبحلول الساعة الثالثة والربع، هزت انفجارات متتالية وعنيفة عموم مدينة جنين وأجزاء من البلدات المحيطة بها، بعد نسف جيش الاحتلال منازل المواطنين بشكل متزامن.
وعلى الفور قال الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان مقتضب، إن قوات الاحتلال نفذت تفجيرا لقرابة 20 منزلا في مخيم جنين ضمن عملية "السور الواقي".
وكان جيش الاحتلال قد أطلق منذ ظهر اليوم الأحد تحذيرا لمستوطني مناطق الأغوار الشمالية عن إمكانية سماع دوي انفجارات في منطقة جنين وقال البيان "إنه لا خوف من وقوع حدث أمني".
آثار الدمار في مستشفى جنين الحكومي بعد تفجير الاحتلال مباني بشكل متزامن (مواقع التواصل ) سنعود ولو لخيمةبالنسبة للنازحة "ب، س" وعائلتها فالمخيم يعني المنازل التي بنوها طوال سنين حياتهم، وخسارتها تعني انتهاء المخيم.
إعلانوتقول: "العائلات نزحت مجبرة لكن نزوحها لن يستمر، نحن ننتظر الوقت الذي يهني فيه الاحتلال عمليته في المخيم لنعود، ولو كانت العودة على ركام منازلنا، بالمختصر كل عائلة ستبني خيمة وتسكن بها".
ووصلت آثار التفجير إلى وسط مستشفى جنين الحكومي، الواقع على بعد أمتار من المدخل الرئيس من المخيم.
وقال الدكتور وسام بكر مدير المستشفى، للجزيرة نت، إن عددا من الأقسام داخل المستشفى تضرر، وسُجلت أضرار في النوافذ والأبواب في أقسام المستشفى المختلفة، مع عدم وجود إصابات.
وأضاف: "لم نبلغ بنية الاحتلال للتفجير إلا قبل ساعة ونصف من وقت الانفجار، ما يعني عدم إمكانية إخلاء أي من المرضى من داخل المستشفى".
وعلى الأرض كانت التجهيزات في مستشفى جنين الحكومي، منذ ساعات صباح اليوم الأحد، لتشييع جثامين من استشهدوا منذ بدء العملية قبل 13 يوما، بعد تنسيق الارتباط الفلسطيني مع نظيره الإسرائيلي للسماح للأهالي بدفن الشهداء.
لكن عملية التشييع، التي كان شرط قبولها السماح لأفراد العائلة المقربين بالمشاركة بالدفن من دون جنازات كبيرة، تأجلت بأمر من جيش الاحتلال، وذلك لإتمام تفخيخ المباني المبرمج تفجيرها كما يقول أهالي المخيم.
حزن كبير
ورغم محاولات الشبان في مخيم جنين التعامل مع أخبار التفجيرات التي نشرها الجيش قبل ساعات بروح الدعابة، فإن القلق انتشر بين أهالي المخيم بشكل كبير.
وعلق بعضهم على وسائل التواصل ساخرا "سنموت بعد قليل" في حين نشر آخر "يلا يفجروا ويخلصونا زهقنا".
لكن الشابة "ب، س" تؤكد أن الناس تحاول إخفاء إحساسها بالعجز والقهر عبر هذه الدعابات.
"الناس وصلت لمرحلة لم تعد تميز ما تشعر به، من نزح ينتظر انتهاء العملية في المخيم ليعود له، صحيح أن أهالي القرى فتحوا منازلهم لنا، لكن يظل شعور الغربة والخجل من أن نكون عبئا عليهم مسيطر علينا".
لحظة تفجير عدد من المنازل في أحياء مخيم جنين#فيديو #حرب_غزة pic.twitter.com/KRMa3cnIkW
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) February 2, 2025
إعلانوبعد الانفجارات الضخمة التي شوهدت في بلدات قباطية، ومثلث الشهداء جنوب جنين، سادت حالة من الغضب في عموم المخيم وعلى مواقع التواصل، حيث سمعت أصوات بكاء بعض السكان، وصراخهم وتكبيرهم فور وقوع الانفجار.
وقال أحد الشبان الذي رفض ذكر اسمه: "محاولاتهم لإنهاء المخيم لن تتم. سنعيد بناءه مرة أخرى، باختصار المخيم لن يموت".
ورغم هدم الاحتلال وتفجير منازل في عمق المخيم، منذ 13 يوما، إلا أن هذا التفجير يعد الأكبر منذ معركة عام 2002 في المخيم، بعد اعتراف الجيش بتفجير 20 بناية، وهو ما يشمل عدة شقق سكنية في كل بناية.
منطقة حيوية
رئيس بلدية جنين، محمد جرار، قال إن قوات الاحتلال أخلت مساء أمس السبت عمارتي الصفا والقنيري، عند المدخل الشمالي لمخيم جنين، وتضمان قرابة 30 شقة مأهولة.
وبحسب جرار فإن منطقة التفجير حيوية، بالقرب من مدرسة الزهراء، ومحيط مستشفى جنين الحكومي، ومبنى المحكمة، ومكتب مديرية التربية والتعليم في المدينة.
ويقول جرار: "الخطر كان كبيرا فعليا، خاصة فيما يخص مستشفى جنين الحكومي حيث يصعب إخلاؤه، أولا، لوجود المرضى على أجهزة التنفس الصناعي، ومرضى الكلى، وأيضا لوجود حاجز لجيش الاحتلال في الشارع المؤدي إليه، الحمد لله أنه لم تقع إصابات داخل المستشفى".
وبحسب تقديرات بلدية جنين نزح من المخيم ومحيطه قرابة 15 ألف نسمة، ودمرت جرافات الاحتلال قرابة 100 منزل بشكل كامل، عدا المنازل المدمرة بشكل جزئي والمنازل التي تم حرقها.
ويقول جرار: "توزع النازحون، 6 آلاف إلى مدينة جنين، وقرابة 4070 شخصا إلى بلدة برقين غرب مدينة جنين، والبقية توزعوا على 39 هيئة محلية".
مصادر للجزيرة: النسف شمل عددا من الأحياء في مخيم جنين منها الحواشين والدمج وخلف مسجد الأسير ومنطقه شارع ميهوب#الجزيرة pic.twitter.com/cY4TRWgKQb
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) February 2, 2025
إعلان "نعيش كارثة"وتعاني محافظة جنين بشكل عام من ضعف في الاقتصاد، حيث شهدت المدينة، منذ عام ونصف، 104 اقتحامات إسرائيلية، إضافة لحصارها بالحواجز والمعابر منذ قرابة 4 سنوات، ومنع العمال الفلسطينيين من العمل في مناطق 48 منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
يقول جرار: "تواصلنا مع الهيئات الخاصة، لتوفير احتياجات الناس الذين تركوا بيوتهم وأهم هذه الاحتياجات توفير المسكن ومن ثم تأمين الغذاء والملابس والتدفئة والعلاج".
ويضيف: "المشكلة أن جنين مشلولة تماما، لا عمالة فيها، لذا أطلقنا نداء استغاثة عاجلا لبعض المؤسسات الدولية وعلى رأسها أوتشا و"إن دي بي" (ndb)، لتأمين ما يحتاج الناس. فنحن نعيش كارثة إنسانية".
ورغم هذه المحاولات إلا أن الأهالي يتخوفون من نسف المخيم بشكل كامل، إضافة لتنفيذ جيش الاحتلال تهديداته باستمرار وجوده في جنين بعد الانتهاء من عملية السور الواقي.
وبحسب جرار فإن على القيادة الفلسطينية التحرك بشكل جدي ضد تصريحات يسرائيل كاتس، لأنه يجب أن يكون هناك إجابة عن سؤال كيف سيتم التعامل مع الوجود الإسرائيلي في جنين.
وكان كاتس قد قال إن مهمة الجيش ستبقى مستمرة في مخيم جنين حتى بعد الانتهاء من العملية العسكرية.
ويرى جزار أن العملية سياسية بامتياز وليست عسكرية كما تدعي إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مستشفى جنین الحکومی جیش الاحتلال فی مخیم جنین من المخیم
إقرأ أيضاً:
فتح: تدمير الاحتلال للأحياء السكنية في مخيم جنين يؤكد أنه ماض بسياسة التهجير
أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، أن نسف جيش الاحتلال للمنازل والأحياء السكنية في مخيم جنين يدلل على مآربه التهجيرية في سياق حرب الإبادة الشاملة على شعبنا، مضيفة أن الاحتلال يسعى من خلال التدمير الممنهج للبنى التحتية، والأحياء السكنية، وكل مقومات الحياة في جنين ومخيمها، وطولكرم ومخيميها، وطوباس وطمون وغيرها، إلى فرض مخططاته ضمن ما تُعرف بخطة "حسم الصراع"، التي سيقابلها شعبنا بالصمود والتجذر في أرضه مهما كلّف ذلك من تضحيات.
أسوان: فتح الترخيص لـ5 سيارات للعمل على خط معبدى رمسيس الثانى والمستقبل الصحة العالمية: فتح معبر رفح سيسهم في إجلاء المصابين وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاعوأضافت "فتح"، في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، اليوم الأحد، أن تصريحات مسؤولي منظومة الاحتلال الاستعمارية وممارسات جيشها الإجرامية تؤكدان بما لا يدع مجالًا للشك المرامي والأهداف من حربه الإبادية وحملات التطهير العرقي، مؤكّدة أن الاحتلال الإسرائيلي الذي دمر قطاع غزة، وأجبر شعبنا على النزوح، يواصل تطبيق المخططات ذاتها في الضفة الغربية، بالتوازي مع قراراته وإجراءاته غير القانونية حيال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ضمن محاولات الاحتلال لتصفية حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين، عبر تدمير المخيمات باعتبارها شاهدًا حيًّا على جرائمه التاريخية بحق شعبنا.
وبينت "فتح" أن شعبنا الذي قدم عشرات الآلاف من الشهداء، والآلاف المؤلفة من الأسرى والجرحى لن يستسلم لتلك المخططات، وسيتصدى لأية محاولات لاقتلاعه من أرضه، مردفة أن مساعي منظومة الاحتلال الاستعمارية لفرض أمر واقع في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، لن يكون مآلها إلا الفشل.
ودعت "فتح" المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التدخل الفوري، ووقف حرب الإبادة الشاملة على شعبنا، محذرة من أن منظومة الاحتلال تسعى إلى إعادة إنتاج حرب الإبادة في الضفة الغربية، مطالبة بمحاسبة قادة منظومة الاحتلال بوصفهم مجرمي حرب يمارسون أعتى وأفظع جرائم الإبادة الجماعية بحقّ شعبنا الذي سيواصل نضاله وكفاحه حتى انتزاع حقوقه الوطنية المشروعة، وإقامة دولته المستقلة كاملة السّيادة وعاصمتها القدس.
قوات الاحتلال تعتدي على صحفيَين في جنين
اعتدت قوات الاحتلال مساء اليوم الأحد، على صحفيَين اثناء تغطيتهما تفجير منازل ومربعات سكنية في مخيم جنين.
وذكر شهود عيان، أن قوات الاحتلال حطمت كاميرا ومعدات تصوير للصحفيَين عمرو مناصرة وعبادة طحاينة، أثناء تصويرهما لحظات ما بعد تفجير قرابة 20 منزلا في مخيم جنين.
يُذكر أن عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها مستمر لليوم الـ13 على التوالي، مخلفاً 25 شهيدا وعشرات الإصابات.
قوات الاحتلال تقتحم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في طولكرم وتحتجز الطواقم داخل المقر
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالقرب من مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي وسط مدينة طولكرم.
وأفادت مصادر في الجمعية، بأن جنود الاحتلال داهموا المقر، واحتجزوا الطواقم الموجودة داخله، ومنعوا الطواقم الميدانية من الدخول إليه، وأغلقوا أبواب الجمعية على من فيها ومنعوهم من القيام بالواجب الإنساني.
وفي وقت سابق، اعتدت قوات الاحتلال على طاقم إدارة مخاطر الكوارث التابع للجمعية أثناء محاولته إخلاء سيدتين مسنتين، إحداهما ذات إعاقة حركية من داخل مخيم طولكرم، وذلك في مهمة إنسانية تم التنسيق لها، كما احتجزت اثنين من طواقمها أثناء عملهما الإنساني داخل حارة المقاطعة في المخيم.
وتواصل قوات الاحتلال حصار مستشفيي ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، وعرقلة عمل مركبات الإسعاف وطواقمها الطبية، وإخضاعها للتفتيش والتحقيق الميداني.