قراءة في منع المحاكم من النظر في قرارات انتخابات مجلس الشورى
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
أثـيـر – مـحـمـد الـعـريـمـي
صدر في 27 يوليو من العام الجاري قانون انتخاب أعضاء مجلس الشورى متضمنًا ثمانية فصول تشمل 63 مادة، ومن بينها المادة الخامسة التي نصت على:”لا تختص المحاكم بالنظر في القرارات المتعلقة بانتخاب أعضاء المجلس”، إذ لم تكن هذه المادة موجودة في القانون السابق رقم 2013/58.
وبعد أن شهدت المادة الخامسة نقاشات واسعة، تواصلت “أثير” مع سعادة الدكتور محمد بن إبراهيم الزدجالي رئيس اللجنة التشـريعية والقانونية بمجلس الشورى للحديث عن هذه المادة وأهميتها والأسباب المُحتملة لمنع المحاكم بالنظر في انتخاب أعضاء المجلس.
لعدم وجود المادة الخامسة في القانون السابق “كان يُسمح للمحاكم بالنظر”، فكيف ذلك؟
لم ينص القانون السابق على عدم اختصاص المحاكم بالنظر في القرارات المتعلقة بانتخاب أعضاء مجلس الشورى -فيما عدا قرارات اللجنة العليا للانتخابات وذلك فيما يرفع إليها من تظلمات من القرارات الصادرة عن اللجنة الانتخابية بخصوص الطعن في الأسماء الواردة في القوائم الأولية للناخبين- وهو ما أوضحته المادتين (32,31) من القانون السابق فيكون قرار اللجنة العليا للانتخابات في هذا الشأن نهائيًا وغير قابل الطعن فيه قضائيًا.
حيث تنص المادة (31) على: (يجوز لكل ذي مصلحة الاعتراض على الأسماء الواردة في القوائم الأولية للناخبين بطلب يقدم إلى لجنة الانتخابات خلال (5) خمسة أيام من تاريخ إعلان هذه القوائم مبينا فيه أسباب الاعتراض، ومرفقا به المستندات المؤيدة له. وتصدر اللجنة قرارها في الاعتراض خلال (10) عشـرة أيام من اليوم التالي لانتهاء المدة المنصوص عليها في الفقرة السابقة).
وتنص المادة (32) على (يجوز لكل ذي مصلحة الطعن في قرار لجنة الانتخابات الصادر وفقا للمادة (31) من هذا القانون بطلب يقدم إلى اللجنة العليا للانتخابات، وذلك خلال (5) خمسة أيام من تاريخ إعلان القرار مبينا فيه أسباب الطعن، ومرفقا به المستندات المؤيدة له. وتصدر اللجنة العليا للانتخابات قرارها في الطعن خلال (15) خمسة عشـر يوما من اليوم التالي لانتهاء المدة المنصوص عليها في الفقرة السابقة، ويكون قرارها في هذا الشأن نهائيا وغير قابل الطعن فيه قضائيا.)
ولكننا نجد أن الأوامر السامية من السلطان قابوس بن سعيد – طيّب الله ثراه- التي عممت في العام 2015م منعت ذلك وقضت بعدم اختصاص المحاكم بمختلف أنواعها بالنظر في الطعون المتعلقة بقرارات انتخابات مجلس الشورى.
كيف نقرأ “المنع” في القانون الجديد؟
بيّن سعادة الدكتور بأن القانون الحالي أكّد صراحة على عدم اختصاص المحاكم بالنظر في القرارات المتعلقة بانتخاب أعضاء مجلس الشورى مطلقًا، مهما كان هذا القرار أو سببه وسواء كان صادرا من اللجنة العليا للانتخابات أم من سواها من اللجان وذلك بصورة عامة فيشمل كافة القرارات دون حصر لها وذلك وفقًا للمادة (5) من القانون آنفة الذكر.
وأشار إلى أن العلة من وراء ذلك المنع لعلها تكمن في أن نصوص القانون أتت شاملة ومتضمنة جميع التدابير والاحترازات وأيضًا التسلسل الكافي في عملية التظلم وتقسيم اللجان واختصاصاتها.
فنجد أن اللجنة العليا للانتخاب والتي تتشكل برئاسة أحد نواب رئيس المحكمة العليا وعضوية كل من: قاضي محكمة عليا، قاضيي محكمة استئناف أحدهما من الدوائر الإدارية، أحد مساعدي المدعي العام واثنين من موظفي الوزارة، هي لجنة قضائية وكذلك الحال بخصوص لجنة التظلمات الانتخابية التي تتشكل برئاسة قاضي محكمة استئناف من الدوائر الإدارية وعدد من الأعضاء.
كيف جاءت المادة الخامسة في القانون الجديد؟
أكد الزدجالي بأن المادة الخامسة جاءت تقنينًا للأوامر السامية الصادرة قبيل الإعلان عن الأسماء الأولية للمرشحين عن الدورة الثامنة لمجلس الشورى، وهي أول انتخابات تلي صدور القانون رقم 2013/58 والمعممة على المحاكم بتاريخ 26 مارس 2015م، والقاضية بعدم اختصاص المحاكم بمختلف أنواعها بالنظر في الطعون المتعلقة بقرارات انتخابات مجلس الشورى.
ملامح من قانون انتخاب أعضاء مجلس الشورى الجديد
أوضح سعادة الدكتور بأن القانون الأخير جاء متضمنًا ثمانية فصول ويحوي (63) مادة موضحًا ومبينًا العديد من المسائل مثل: السجل الانتخابي، الحق في التصويت، حق الترشيح، الانتخاب، آلية تشكيل اللجان واختصاصاتها، طريقة الفرز وإعلان النتائج، العقوبات المترتبة على أي مخالفات واختتم بأحكام ختامية متنوعة، مؤكدًا: يدل هذا القانون في مجمله على أن سلطنة عمان في مصاف الدول الرائدة والمتقدمة في استخدام التصويت الإلكتروني وقد وضحه القانون على أن اختيار المرشح من خلال استخدام وسائل تقنية المعلومات، وتخزين نتائجه في أنظمتها وفق معايير فنية وأمنية تضمن نزاهة العملية الانتخابية ضمانًا للشفافية وتأكيدًا على المصداقية.
كيف يتم التظلم من الأسماء الواردة في القوائم الأولية للناخبين في القانون الجديد؟
أشار سعادة الدكتور محمد بن إبراهيم الزدجالي إلى أن القانون الحالي استحدث لجنة للتظلمات، وذلك وفقًا للمادتين (24,23) اللتين أوضحتا أن التظلمات من الأسماء الواردة في القوائم الأولية للناخبين تقدم إلى لجنة التظلمات بطلب يقدم إلى لجنة التظلمات الانتخابية خلال (5) خمسة أيام من تاريخ إعلان هذه القوائم مبينا فيه أسباب التظلم، ومرفقا به المستندات المؤيدة له، وتصدر اللجنة قرارها خلال (10) عشـرة أيام وهذا القرار يكون قابلًا للطعن بطلب يقدم إلى اللجنة العليا للانتخاب خلال (5) خمسة أيام من تاريخ إعلان القرار مبيّنا فيه أسباب الطعن، ومرفقا به المستندات المؤيدة له، وتصدر اللجنة العليا للانتخاب قرارها في الطعن خلال (10) عشـرة أيام، ويكون قرارها في هذا الشأن نهائيا.
تنص المادة (23) على: (يجوز لكل ذي مصلحة التظلم من الأسماء الواردة في القوائم الأولية للناخبين بطلب يقدم إلى لجنة التظلمات الانتخابية خلال (5) خمسة أيام من تاريخ إعلان هذه القوائم مبينا فيه أسباب التظلم، ومرفقا به المستندات المؤيدة له، وتصدر اللجنة قرارها خلال (10) عشـرة أيام من اليوم التالي لانتهاء المدة المنصوص عليها في هذه المادة.)
وتنص المادة (24) على: (يجوز لكل ذي مصلحة الطعن في قرار لجنة التظلمات الانتخابية الصادر وفقا للمادة (23) من هذا القانون بطلب يقدم إلى اللجنة العليا للانتخاب، وذلك خلال (5) خمسة أيام من تاريخ إعلان القرار مبينا فيه أسباب الطعن، ومرفقا به المستندات المؤيدة له، وتصدر اللجنة العليا للانتخاب قرارها في الطعن خلال (10) عشرة أيام من اليوم التالي لانتهاء المدة المنصوص عليها في هذه المادة، ويكون قرارها في هذا الشأن نهائيا).
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: أعضاء مجلس الشورى القانون السابق المادة الخامسة فی القانون هذه المادة عشـرة أیام قرارها فی الطعن فی إلى لجنة
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة يترأس اجتماع اللجنة الاستشارية العليا للتنمية البشرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ترأس الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، الاجتماع الثالث للجنة الاستشارية العليا للتنمية البشرية، والتي تضم في عضويتها نخبة من المفكرين والخبراء والمتخصصين في مجالات التنمية البشرية والاقتصاد والتخطيط والإعلام، وذلك لمناقشة مستجدات تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنمية البشرية، يأتي ذلك في إطار الجهود الوطنية لتعزيز التنمية البشرية وتحقيق أهداف رؤية مصر 2030.
جاء الاجتماع بحضور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتورة هالة السعيد، مستشار رئيس الجمهورية للتنمية الاقتصادية ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية سابقًا، والدكتور ماجد عثمان، مقرر اللجنة ورئيس المركز المصري لبحوث الرأي العام "بصيرة"، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق.
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الاجتماع ناقش أهمية الصحة والتعليم باعتبارهما من الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدًا أن التكامل بين القطاعين يشكل حجر الزاوية في بناء أجيال أكثر وعيًا وصحة، كما استعرض الاجتماع الجهود المبذولة للاهتمام بالأطفال في مرحلة رياض الأطفال، من خلال التركيز على تنمية مهاراتهم، وتشجيع الإبداع، وتوفير برامج تعليمية وصحية وتربوية متكاملة.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللجنة بحثت سبل التوسع في إنشاء الحضانات ورياض الأطفال، بما يتماشى مع خطة الدولة لدعم الطفولة المبكرة، وأكد أن نائب رئيس مجلس الوزراء وجه بضرورة أن تعمل اللجنة على بلورة الأفكار والرؤى إلى برامج ومشروعات تنفيذية، مع وضع جداول زمنية واضحة، ليتم عرضها لاحقًا على المجموعة الوزارية للتنمية البشرية لدراسة آليات التنفيذ.
وأشار عبدالغفار إلى أن الاجتماع استعرض الجهود المبذولة لتحسين المستوى الصحي والتغذوي للأطفال، وناقش خطط الدولة في مواجهة سوء التغذية، والحد من معدلات التقزم بين الأطفال، وذلك في إطار المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان".
كما تم تسليط الضوء على سبل تحسين جودة التعليم ومخرجات التعلم في مرحلة التعليم قبل الجامعي، من خلال تطوير قدرات المعلمين، وتوفير بيئة تعليمية فعالة، والعمل على ضمان فرص متكافئة للحصول على تعليم متميز لجميع الفئات العمرية، وتطرق الاجتماع أيضًا إلى ضرورة مواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، والعمل على بناء القدرات البشرية.
وأكد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الوزارة تعمل على عدة محاور تستهدف تطوير المنظومة التعليمية ككل بما ينعكس على تحقيق الاستفادة القصوى لدى الطلاب، مشيرا إلى أن الوزارة تكثف جهودها للارتقاء بمعدلات القراءة والكتابة لدى طلاب المرحلة الأساسية، والتركيز على معالجة مستوى الطلاب ضعاف القراءة والكتابة وإعداد برامج علاجية لتحسين مستواهم.
وتابع، أن الوزارة تعمل أيضا باستمرار على تطوير محتوى المناهج الدراسية بما يتواكب مع التطورات العالمية المتسارعة في مختلف المجالات، وبالتوازي تضع في مقدمة أولوياتها تحسين نظام التغذية لطلاب المدارس، لضمان حصولهم على وجبات غذائية متكاملة تعزز صحتهم وتساعدهم على التحصيل الدراسي بكفاءة، مشيرًا إلى بذل أقصى الجهود لتوفير بيئة تعلم فعالة تدعم تطور قدرات الطلاب، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
وفي ختام الاجتماع، تم الاتفاق على استمرار التنسيق بين الجهات المعنية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة، مع متابعة تنفيذ التوصيات بشكل دوري، والعمل على تقديم حلول مبتكرة ومستدامة.
وشهد الاجتماع حضور الدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة، والدكتور أحمد درويش رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس الأسبق ووزير التنمية الإدارية سابقاً، وضياء الدين داوود عضو مجلس النواب، والدكتور حسام بدراوي عضو مجلس الشورى سابقا والدكتور عادل عبداللطيف مستشار تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية في مصر لعام 2021 وسحر البزار وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، والدكتور خالد زكريا مدير مركز السياسات الاقتصادية بالمعهد القومي للتخطيط والمشرف العام على تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية في مصر لعام 2021، والدكتور سامح السحرتي مدير برنامج التنمية البشرية بدول مجلس التعاون الخليجي بالبنك الدولي، وأحمد فتحي عضو مجلس النواب، والدكتور أيمن إسماعيل أستاذ إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية، والدكتورة أميرة كاظم خبيرة في مجال التعليم ومسؤولة عمليات أولى من مجموعة التعليم بالبنك الدولي سابقا، وعلي صادق رئيس المجلس المصري لبحوث الفضاء ومؤسس برنامج الفضاء المصري، والمهندس عمرو سليمان رئيس مجلس إدارة شركة ايفيجون للتكنولوجيا وعضو مجلس إدارة بنك ناصر الاجتماعي، والدكتور أيمن إسماعيل أستاذ الأعمال بالجامعة الأمريكية، وغيمار ديب ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وعبر الفيديو كونفرانس،والدكتورة هدى رشاد مدير مركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأمريكية.
IMG-20250325-WA0031 IMG-20250325-WA0029 IMG-20250325-WA0030 IMG-20250325-WA0028 IMG-20250325-WA0027 IMG-20250325-WA0025 IMG-20250325-WA0023 IMG-20250325-WA0024 IMG-20250325-WA0022 IMG-20250325-WA0026