بوابة الوفد:
2025-03-06@04:09:32 GMT

تدهور المزاج النفسى أبرز أعراض.. «كآبة الشتاء»

تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT

 

يجلب فصل الشتاء معه مجموعة فريدة من التحديات للصحة النفسية، ويعانى العديد من الأفراد من تغيرات فى مزاجهم ورفاهيتهم خلال الأشهر الباردة، ويشار إليها عادة باسم «كآبة الشتاء» أو الاضطراب العاطفى الموسمى، وإن فهم تأثير فصل الشتاء على الصحة النفسية، واتخاذ الاحتياطات اللازمة، يمكن أن يساعد الأفراد على التعامل بشكل أفضل مع هذا الوقت الصعب، وذلك كما يقول الدكتور أحمد جمال ماضى أبوالعزايم، أستشارى الطب النفسى بمستشفى دار أبو العزايم للطب النفسى وعلاج الإدمان.

 ويختلف تعريف الصحة النفسية من بيئة لبيئة، وهو يشمل السواء الشخصى والقدرة على تلبية الاحتياجات الشخصية، والاستقلال والكفاءة والارتقاء بذاته، وهى ليست فقط مجرد الخلو من المرض، بل يجب أن تشمل التمتع بأفضل صحة نفسية، كما تشمل التمتع بمخزون للصحة النفسية، وهى شىء حيوى لا غنى عنها لاطمئنان كل فرد ومجتمع ودولة. 

ويوضح الدكتور أحمد جمال أبوالعزايم، أن الصحة النفسية تتعلق بإحساسك بنفسك وبإحساسك نحو الآخرين، ونلاحظ مع انخفاض درجات الحرارة وتضاءل ساعات النهار وقلة ساعات التعرض لأشعة الشمس، نجد أنها من العوامل الأساسية التى تؤثر على الصحة العقلية فى الشتاء، وهو تقليل التعرض لأشعة الشمس الطبيعية، ويلعب ضوء الشمس دوراً حاسماً فى تنظيم الساعة الداخلية للجسم وإنتاج السيروتونين، وهو ناقل عصبى يسهم فى الشعور بالسعادة، ويمكن أن يؤدى ضوء النهار المحدود، خلال أشهر الشتاء إلى انخفاض مستويات السيروتونين، مما يسهم فى مشاعر الحزن والخمول، واضطراب إيقاعات الساعة البيولوجية الذى يحدث بالتغير فى الفصول، وهى الساعة البيولوجية الداخلية التى تنظم دورات النوم والاستيقاظ، ويمكن أن يؤدى تقليل التعرض للضوء الطبيعى، خاصة فى الصباح، إلى صعوبات فى الحفاظ على نمط نوم منتظم، ويمكن أن يكون للنوم المتقطع، آثار متتالية على الصحة العقلية، ما يؤدى إلى تفاقم التوتر والقلق. 

 ويضيف الدكتور أحمد أبوالعزايم، من تحديات الطقس البارد لطقس الشتاء القاسى، أن يمنع الأفراد من ممارسة الأنشطة الخارجية وممارسة الرياضة، والتى تعتبر ضرورية للحفاظ على الصحة العقلية، وقلة النشاط البدنى يمكن أن تسهم فى الشعور بالخمول وتدهور المزاج العام، والعزلة الاجتماعية التى يجلبها الشتاء بالرغبة فى البقاء فى الداخل والسبات الشتوى، ما يؤدى إلى زيادة العزلة الاجتماعية، فيكون للتفاعلات الاجتماعية المحدودة تأثير كبير على الصحة النفسية، لأن التواصل البشرى أمر حيوى للرفاهية العاطفية، ويسهم مزيج الطقس البارد والتردد فى المغامرة بالخروج، فى الشعور بالوحدة والاكتئاب. 

وينصح الدكتور أحمد أبوالعزايم، على كل فرد أن يبذل جهداً واعياً لتحقيق أقصى قدر من التعرض للضوء الطبيعى، خاصة خلال ساعات الصباح الباكر، بالمشى لمسافات قصيرة فى الخارج، وفتح الستائر، والجلوس بالقرب من النوافذ، لزيادة التعرض لأشعة الشمس، وفكر فى الاستثمار فى صندوق العلاج بالضوء، وهى طريقة مجربة لتخفيف آثار انخفاض ضوء الشمس خلال فصل الشتاء، والمحافظة على جدول نوم ثابت بالالتزام بمواعيد نوم منتظمة، من سبعه لثمانى ساعات من النوم كل ليلة، وقم بإنشاء روتين مريح قبل النوم لإشارة جسمك إلى أن الوقت قد حان للاسترخاء، وقلل من التعرض للموبايل قبل النوم لتحسين نوعية النوم، وحافظ على نشاطك البدنى لتحسين مزاجك، وشارك فى التمارين الداخلية، مثل اليوجا أو التمارين المنزلية، وفكر فى الانضمام إلى دروس اللياقة البدنية إذا سمح الطقس بذلك، واحزم أمتعتك واستمتع بالأنشطة الخارجية مثل الرياضات الشتوية، والتى يمكن أن توفر لك التمارين الرياضية والتعرض للضوء الطبيعى، وابحث بنشاط عن التفاعلات الاجتماعية لمواجهة الميل إلى العزلة خلال أشهر الشتاء، وخطط لتجمعات منتظمة مع الأصدقاء والعائلة، سواء أكان شخصياً أو افتراضياً، وانضم إلى الأندية أو الفصول الدراسية التى تتوافق مع اهتماماتك لتعزيز الروابط الجديدة، ومكافحة مشاعر الوحدة، والاستيقاظ قبل الشروق لصلاة الفجر، ثم المشى فى اشعة الشمس المبكرة لرفع نسبة السيروتونين، ويساعد على إطلاق ملكة التأمل فى الكون، والتفكير فى برنامج اليوم وفى حياتك، وكتابة يومياتك أو ممارسة الهوايات التى تجلب الفرح والاسترخاء، وانتبه لاحتياجاتك العاطفية بجعل علاقاتك مع اسرتك وأصدقائك وجيرانك دافعاً لتجدد النشاط الفكرى ومد شبكة علاقاتك الوجدانية الإيجابية. 

 وختاماً من الأعراض المبكرة لـ«كآبة الشتاء»، إذا قل جهدك لدرجة نصف نشاطك المعتاد، أو أصبح نومك قليلاً أو كثيراً، وقل تركيزك، وأصبحت تنسى وتدهور مزاجك إلى الكآبه، وقلت ابتساماتك وبدأت فى الانطواء والشك فى الآخرين، والنظر للحياة برغبة من الخلاص، فتلك أعراض تحتم عليك القراءة عن الاكتئاب، والسعى لاستشارة طبيب موثوق فيه، والاستماع لتعليماتة واتباع النصائح السابقة، ولا ننسى أن الشتاء له جماله وزهوره و«لمة» الأسرة فى الليالى الباردة، ونمط رائع يجب أن نستغله لبناء المحبة والقراءة والعبادة والنشاط الملائم. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فصل الشتاء استشاري الطب النفسي

إقرأ أيضاً:

معرفة المزاج من خلال الدجاج.. مزاج العراقي بين عهدين

كتب هادي جلو مرعي

كان المطر يتساقط بغزارة، وكانت شوارع بغداد تتحول الى بحيرات كما هي في أوقات تتكرر كلما كانت كميات الأمطار التي تهطل كبيرة، وكان الناس حريصين على الوصول الى الأسواق المركزية، وهم يصارعون أحد أسوأ الحصارات القذرة التي فرضتها الإدارة الأمريكية على العراق بعد غزو الكويت عام 1991. وكانت الأسواق المركزية تنتشر على جانبي الكرخ والرصافة، وهي مهملة في يومنا هذا بعد انتشار المولات التجارية، وثقافة الهايبر ماركت، والسوبر ماركت الذي لا يخلو حي بغدادي منه، وكان من أبرز تلك الأسواق المدعومة حكوميا، وكان يضرب بها المثل مطلع الثمانينيات (سوق الثلاثاء) الذي كان هدفي الأخير بغية الحصول على دجاجتين كانتا تمثلان مفاجأة لكثير من العراقيين، وشاع حينها إنها شحنة من الدجاج المجمد أهديت من الزعيم الليبي معمر القذافي الذي كان على خلاف حاد مع صدام حسين حتى إن مجلة ألف باء الشهيرة وضعت له صورة على غلافها أثناء الحرب مع إيران، ووصمته بتسمية (القردافي) ووضعت على إحدى عينيه لصقة سوداء على طريقة موشي دايان وزير دفاع إسرائيل. 

وصلت مبكرا الى السوق الشهير على حافة طريق القناة السريع، وكان المطر يهطل بغزارة، ووجدت طابورا من المنتظرين يتسلم كل واحد منهم حصته من الدجاج بمعدل دجاجتين لكل بطاقة تموينية, وكنت سعيدا بحصولي على الدجاجتين اللتين لم أكن أعرف مصدرهما، وإن كانتا ذبحتا على الطريقة الإسلامية، أم على طريقة الجوع الكافر!! وما أن أمسكت بهما ووضعتهما بفرح في كيس نايلون خرجت مسرعا دون خشية من بلل ولابرد، وصرت أبحث عن سيارة أجرة أعود بها الى منطقة المشتل لاستقل سيارة أخرى تقلني الى الضواحي البعيدة شرق العاصمة العتيدة.

منذ أيام، وكنت أجول في أحد المولات في بغداد، وقد ساقتني قدماي حيث ثلاجات تحتوي ماركات عدة من الدجاج، وعلى طريقة هرمنا بانتظار الدجاجة وذكريات الأيام الخوالي كانت يداي تمتدان نحو أي دجاجة، فالدجاج جميعه مفضل لدي، لكن يبدو إن السيدة على الهاتف التي كانت تملي على زوجها المسكين نوعية ما ترغب به من دجاج، وعرفت إنها لم تكن عاشت تجربة الحصار التسعيني كما ينبغي، وكان الزوج شغل مكبر الصوت في الهاتف ليسمعها جيدا، وكان يتلو عليها تسمية كل نوع من الدجاج..

قال: هذه دجاجة نوعية الملكة، فقالت: لا ما تعجبني مو خوش، قال: هذه دجاجة الديوانية الوطني، قالت: لالالا. قال: طيب هذه دجاجة إيرانية. قالت: لا عيني النوب إيراني. قال: يمعودة فضيني، ما رأيك بدجاج ساديا البرازيلي؟ قالت: لا حياتي خل تولي! قال: زين لكيتها شنو رأيك هاي دجاجة تركية؟ فقالت: لا حبي ما أحب التركي لينة كولش! قال: طيب هذه دجاجة نوعية الريان، قالت: لا.. ثم ذكر ثلاثة أنواع من الدجاج رفضتها جميعا، واستأذنها لشراء دجاج مذبوح وطازج مع الجناحين والرقبة والكراعين والحواصل والأكباد. فقالت بسرعة : عوع ما أحبه أريد مجمد، لكن المجمد كله لم يعجبها، فأسرع بمناداة أحد العاملين، وطلب منه المساعدة باختيار دجاجة ما فيها زفر، وكان الشاب لديه قدرة في الإقناع، ومد يده الكريمة الى دجاجة كان حجمها صغيرا، وقال له : هذه هي الدجاجة التي ستعجب زوجتك المصونة الحنونة.  أسرع الرجل بوضعها في السلة.. 

     الجوع يدفع الإنسان لتناول الطعام مهما كان بسيطا، والترف يدفعه ليأنف من كل طعام، وبينما يعاني ملايين البشر في العالم من الجوع، نجد فئات اجتماعية لا يعجبها العجب، وكأن قصتها ليست مع الحاجة، ولا الرغبة في دجاجة، بل مع المزاج الذي يقبل، أو يرفض، وربما كان المزاج محكوما بالسياسة، ولو قدمت له الدجاج بطبق من ذهب لرفضه لأنه لا يريدك، ويرفضك تماما.

مقالات مشابهة

  • كيف تعرف أنك مصاب بالاكتئاب ؟
  • عادات سيئة يمكن تغييرها في شهر رمضان.. أبرز النصائح والاستراتيجيات!
  • كيف تحافظ على طاقتك النفسية أثناء الصيام؟
  • تدهور القطاع الصحي في أوغندا بعد وقف المساعدات الأميركية
  • معرفة المزاج من خلال الدجاجمزاج العراقي بين عهدين
  • معرفة المزاج من خلال الدجاج.. مزاج العراقي بين عهدين
  • موعد انتهاء فصل الشتاء 2025.. وبداية فصل الربيع
  • «تأثير الصيام على الصحة النفسية».. لقاء توعوي لطلاب الأزهر بمطروح
  • كم يوما يفصلنا عن بداية الربيع؟| موعد نهاية الشتاء وبدء الاعتدال الربيعي.. تفاصيل
  • متى يحل الربيع؟.. موعد نهاية فصل الشتاء