فتحت الإمارات ذراعيها لكل ما هو روسي منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/ شباط 2022، ما سمح بتدفق نفط وذهب وأموال الروس إلى الدولة الخليجية، على الرغم من الغربية على موسكو، بحسب بينوا فوكون وروري جونز في تقرير بصحيفة "ذا وول ستريت جورنال" الأمريكية (The Wall Street Journal).

وتبرر روسيا حربها في جارتها أوكرانيا بأن خطط الأخيرة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي، ورد الغرب بفرض عقوبات على موسكو، لاسيما على صادرات النفط والغاز الحيوية.

وأردف فوكون وجونز، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه بعد عام ونصف من الصراع في أوكرانيا، تعد الإمارات واحدة من دول قليلة استفادت من الفرص الاقتصادية مع روسيا.

وأضافا أن "لدفء العلاقات بين أبوظبي وموسكو أزعج الشريك الأمني ​​الأقرب للإمارات، وهو الولايات المتحدة، لكن الأموال الروسية أصبحت مهمة للغاية للاقتصاد الإماراتي بحيث يتعذر رفضها".

و"البنوك هنا (الإمارات) تصطاد المواهب من موسكو لإدارة تدفق الأموال الروسية، وينقل تجار دبي النفط والذهب الروسي أكثر من أي وقت مضى، فيما يغذي المشترون الروس طفرة العقارات في المدينة، ويتعاملون غالبا نقدا (بعيدا عن البنوك)"، بحسب فوكون وجونز.

وأفادا بأن "عشرات الآلاف من الروس انتقلوا إلى الإمارات في العام الماضي، مما جعل المجتمع الناطق بالروسية واحدا من أكثر المجتمعات وضوحا في بلد يبلغ عدد سكانه حوالي تسعة ملايين نسمة".

اقرأ أيضاً

الشراكة الأمريكية على المحك.. لماذا توطد الإمارات علاقاتها مع روسيا والصين؟

مكاسب إماراتية

و"أدى الحظر الغربي على النفط الروسي إلى إعادة توجيه أكبر لصادرات موسكو إلى الإمارات، التي تشتريها بأسعار مخفضة وتقوم إما بإعادة بيعها أو تكريرها في منتجات تُباع بأسعار السوق، وهي تجارة لا تتعارض بشكل عام مع العقوبات الغربية"، كما تابع فوكون وجونز.

وأردفا أن "ذلك أدى إلى تحويل مركز ثقل صناعة تجارة النفط إلى دبي من موطنها السابق في جنيف"، وقد ضاعفت الإمارات واردات النفط الخام الروسي ثلاث مرات في 2022 إلى مستوى قياسي بلغ 60 مليون برميل".

كما تتدفق العملات الأجنبية إلى الإمارات، وبعد الغزو الروسي، زادت بنسبة 20٪ شهريا منذ مايو/ أيار 2022 مقارنة بالعام السابق، وفقا لشركة "كالبيتال إيكونوميكس" (Capital Economics) ومقرها لندن.

و"الآن، تندمج الثروة الروسية في الإمارات، وأصبحت أكثر ديمومة مما كانت عليه في الأشهر الأولى بعد بدء الحرب، عندما ظهرت اليخوت والطائرات الخاصة بمواطنين روس في الدولة الخليجية بحثا عن ملجأ من العقوبات"، بحسب فوكون وجونز.

وزادا بأنه "لطالما كانت دبي مركزا للذهب، وهي تتداول الآن في الذهب الروسي بكميات أكبر، إذ استوردت الإمارات ما قيمته 4 مليارات دولار من الذهب الروسي بين 24 فبراير/ شباط 2022 و3 مارس/ آذار الماضي، ارتفاعا من 61 مليون دولار خلال 2021 ، وفقا لبيانات جمارك جمعتها الولايات المتحدة، وكانت شركة طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي، أحد الشاحنين المنتظمين للذهب من روسيا العام الماضي".

اقرأ أيضاً

لماذا دعمت روسيا الإمارات في مسألة الجزر الثلاث وأغضبت إيران.. 3 أسباب

صديق لعدوين

فوكون وجونز قالا إن "رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يحاول أن يظل صديقا لكل من أوكرانيا وروسيا منذ غزو موسكو، وقد حذرت واشنطن الإماراتيين من مساعدة موسكو في التهرب من العقوبات، لكنها ترى أيضا فائدة في وجود حليف له رؤية واضحة في التعاملات الروسية".

وتابعا: "قال مسؤولون ومستشارون (أمريكيون) سرا إنهم لن يمنعوا تجارة النفط الروسية التي تمر عبر الإمارات، طالما أن الإماراتيين يحترمون سقف السعر الذي فرضته مجموعة الدول السبع الغنية والذي يحد من الإيرادات التي يتلقاها الكرملين، وقد حظرت أوروبا واردات الذهب الروسي، لكنها لا تنطبق على الإمارات طالما أنها لا تبيع إلى دول تخضع لعقوبات".

"لكن الولايات المتحدة حذرت الإمارات، بحسب مسؤولين ومستشارين أمريكيين، من أي تسهيلات لتسليح روسيا أو أي خرق صريح لبرنامج العقوبات، وفي يونيو/ حزيران الماضي، فرضت عقوبات على مؤسسة تجارية إماراتية صغيرة كانت تشتري المعادن من جماعة المرتزقة الروسية فاجنر في جمهورية إفريقيا الوسطى، بالإضافة إلى شركة طيران روسية، مقرها إمارة الشارقة، كانت تنقل مرتزقة فاجنر ومعداتها في أفريقيا".

وقال مسؤول إماراتي للصحيفة إن بلاده "لديها عملية قوية للتعامل مع الأشخاص والشركات الخاضعة للعقوبات، وهي على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول تداعيات الصراع في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي"، مشددا على أن "البنوك تراقب الامتثال للعقوبات المفروضة على روسيا لمنع انتهاكات القانون الدولي".

اقرأ أيضاً

كارنيجي: العلاقات المزدهرة بين الإمارات وروسيا بدأت تترنح بسبب العقوبات الغربية

المصدر | بينوا فوكون وروري جونز/ ذا وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الإمارات روسيا أوكرانيا نفط ذهب أموال عقوبات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الإمارات تشارك في اجتماع وزراء الطاقة لدول مجموعة “بريكس” في روسيا

شاركت دولة الإمارات، ممثلة بوزارة الطاقة والبنية التحتية، في اجتماع وزراء الطاقة لدول مجموعة “بريكس” الذي استضافته العاصمة الروسية موسكو مؤخراً، وذلك بحضور سعادة المهندس شريف العلماء وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، وسعادة المهندس أحمد الكعبي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع الكهرباء والمياه وطاقة المستقبل.
وأكد سعادة المهندس شريف العلماء، أن مشاركة دولة الإمارات تأتي انطلاقاً من إيمانها بأن التعاون الدولي المتعدد الأطراف، أصبح أكثر ضرورة من أي وقت مضى للتغلب على التحديات المرتبطة في قطاع الطاقة، وذلك في ظل المتغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم، مشيراً إلى دور هذا التعاون والعمل المشترك في تحقيق مستقبل أكثر ازدهاراً واشراقاً للجميع.
وأوضح أن جهود دولة الإمارات ضمن مجموعة بريكس تعكس إستراتيجيتها الهادفة إلى بناء جسور التعاون في قطاع الطاقة والعمل المناخي، وتأتي تأكيدًا على التزام الدولة بتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية في قطاع الطاقة، وتحقيق استدامة أكبر من خلال تبني الحلول المبتكرة، والشراكات العالمية والتعاون الدولي الفاعل.
وقال العلماء: ” مشاركتنا في اجتماع وزراء الطاقة في بريكس، تتماشى مع سياسة دولة الإمارات ودورها القيادي في دعم ممارسات الاستدامة ومواجهة تحديات التغير المناخي على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، وهو الدور الذي برز بشكل واضح خلال تنظيم واستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28″ ، لا سيما مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول العام 2030، “واتفاق الإمارات التاريخي” الذي وضع مساراً عالمياً للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية وتعزيز المكانة الرائدة للدولة في العمل المناخي”.
وأضاف أن المشاركة في الحدث كانت فرصة لاستكشاف آفاق التعاون الجديدة، والمساهمة في الحوار العالمي البناء حول الانتقال نحو الطاقة النظيفة والمستدامة، لافتا إلى أن دولة الإمارات ومجموعة بريكس يجمعها هدف مشترك وهو تعزيز التنمية المستدامة وتسريع التحول في قطاع الطاقة، ودعم الجهود العالمية في المجال.
وقال: ” إن تعاون دولة الإمارات وعلاقاتها مع أعضاء المجموعة ينسجم مع التزام الدولة بالعمل المناخي العالمي، كما يساهم في تطوير حلول طاقة مبتكرة ومستدامة، ومن خلال شراكاتنا العالمية، نطمح إلى تعزيز الابتكار وتسريع وتيرة التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، بما يتماشى مع رؤية نحن الإمارات 2030 ومستهدفات تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050″.وام


مقالات مشابهة

  • كارنيغي: روسيا تحتفظ بقوات بمنشآت النفط، وتستعد لـ”مرحلة ما بعد حفتر”
  • النفط الإيراني قرب طاقته الكاملة رغم العقوبات.. هل تستهدفه إسرائيل؟
  • روسيا ترفع طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية وتدعو الغرب لرفع العقوبات عن أفغانستان
  • السفير الروسي في واشنطن يؤكد تلقيه تهديدات بالعنف الجسدي خلال تواجده بأمريكا
  • هل أثرت الزلزال الأخيرة في إثيوبيا على سد النهضة؟.. عباس شراقي يُجيب
  • وزارة الطوارئ الروسية تعيد من بيروت 60 مواطنا روسيا
  • وزارة الطوارئ الروسية تبدأ إجلاء المواطنين الروس من لبنان
  • الإمارات تشارك في اجتماع وزراء الطاقة لدول «بريكس» في روسيا
  • الإمارات تشارك في اجتماع وزراء الطاقة لدول مجموعة “بريكس” في روسيا
  • الإمارات تشارك في اجتماع وزراء الطاقة لدول مجموعة «بريكس» في روسيا